انْهيارُ [ مَدينَةُ الحُب ] !! ..

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع جوان
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

جوان

مراقب و شيخ المراقبين
انهيار [ مدينة الحب ]

انقطعت رسائلها ..
ودفءُ لمساتها .. وحرارةُ همساتها ..
ما عاد قصر الشوقِ يُصمّمُ كما أُحب ..
ما عاد فن [ الاحتضان ] يمارسُ كما يجب ..
رياحُ الخوفِ والغموضِ تصعقُ لهفتي ..
حيثُ هبوب [ الصمت ] بدأت بـ العصف ..
لحظة !! ..
سـ أنتهز الفرصة وأباغتها ..
بـ وردةٍ حمراء ..

لن أنسى أيضاً عشقها لـح ـضني ..




فإن يوم ميلادها كـ يوم ميلادي ( الثلاثين من إبريل ) ..
سـ نحتفلُ معاً بـ يوم عشقٍ لنا الآن عصور ..
ونحنُ نرويه بـ دماءنا ودموعنا ..
حيثُ الأمل والحلم كانا من أهم عناوين قصتنا ..
كانت الـ بداية " حبٌ أسطوري " ..
والـ نهاية !! لم يكن لـ عشقنا نهاية ..
أو بـ الأحرى لم نكن نتخيل أن تتجرّأ [ النهاية ] ..
على تفكيك حروفنا .. ولوي سطورنا .. وتمزيق صفحاتنا ..
كان من المستحيلات السبعة ..
أن يأتي هذا المُسمّى بـ [ الفراق ] ..
لـ يوقع بـ آخر الصفحة ..
كنت مستبْعدٌ تماماً أن يأتي هذا المسمّى بـ [ الوداع ] ..
لـ يصفعنا أقسى صفعة ..
أرواحنا كانت مندمجة بـ جذورٍ موحدة ..
حبٌ يعجُزُ نزعه ..
يُهاجمني الأرق .. تتصلُ علي :
" حبيبي أأنت بخير ؟ " ..
يصارعها الدمع .. أتصل عليها :
" حبيبتي أأنتِ بخير؟ " ..
24 ساعة .. الحد الأقصى ..
لابتعاد موجات صوتها الدافئ عن طبلةِ أذني ..
بعدها .. وكأني طفلٌ أبكي ..
وأستنجدُ الأثداء لـ رضعي ..
كانت ترتوي من عطفي ونبعي ..
أما أنا فإنها كانت لي المُزن ..
كنتُ أمر بـ جوارِ سيدات الحسن ..
وأتمتمُ في نفسي [ حبيبتي سيدتكم ] ..
صرتُ أتخيلُ وجهها الملائكي .. كلما رأيت ..
علم بلدها .. خارطة بلدها .. اسمُ بلدها ..
أحببتُ الأرض لأنها تقطنها ..
أنا [ مجنونها ] لـ الملأِ أًعلنها ..
أنها تسكنُ قلبي .. وإني أسكنها ..
وفي ليلةِ ذلك الـ خميس من ذلك الـ إبريل ..
بدأتُ أتعطر بـ الوردِ والريحان ..
وأمرِّنُ لساني على أعذبِ الألحان ..
أمسكتُ الهدايا بـ كل دفء وبـ كل حنان ..
سـ أقابلُ أميرتي بعد دقائق ..
وسـ أراها أجملُ نساءِ الكون ..
سـ أُطعمها من إحساسي ما هو لائق ..
بـ سهرها وهيلمان تلك [ العيون ] ..
يالله .. بالفعلِ كم كانت حادة تلك الـ سّاعات ..
التي ابتعدت فيها عن محيطات جنوني ..
سـ أذيقها عنفوان قبلاتي..
وسـ أرسو بها في موانئ العشق ..
سـ يتعجّبُ مني الذاهب والآتي ..
ومن وجود حبٍ كـ هذا في الشّرق ..
وأنا بـ خطواتٍ بطيئة ممزوجة بـ لهفة الغريبِ لـ [ الوطن ] ..
اقتربُ من مكان الاحتفال ..
والنجومُ تتلألأُ من الاشتعال ..
والشوق اللاسعُ نال من جسدي ما نال ..
وخفقات قلبي تصرخ [ إعلاناً لـ النضال ] ..
وصلتُ لـ تلك طاولتنا ..
حيث معظمُ ثوراتنا الغرامية كانت هنا ..
أين الألعاب النارية ؟ ..
أين الشموع الليلية ؟ ..أين الموسيقى الرومانسية ؟ ..
أين الرقصات الشرقية ؟ ..
أين ألوانُ الـ
[
قوسقزح
] ..
وهي لمَ ترتدي هذا الأسود ؟ ..
أليس اليومُ عيدٌ لـ الفرح ..
عيدٌ نُغنّي فيه وننشد ..
"


"
جلستُ بـ هدوءٍ على الكرسي ..
ألاحقُ دمعتين انسابت على خديها ..
-ولم الدموع حبيبتي ؟ .. ولم ألوان الفرح غائبة ..
وأين تلك اللهفة الحارقة ؟ ..
أين نار العناق ؟ .. أين تلك الأشواق ؟ ..
أين نظرات الحب ؟ .. لم تحول العيد إلى عزاء ؟ ..
لم هذا الصمتُ المنرفز ؟ .. تكلمي .. تحدثي ..
..
-صرخَت : كفى .. ما عدتُ أشعر بحبك ..
إني فقدتُ الإحساس والبرود تملّكني ..
استطاع التغلب على حبي العنيفِ وجرّدني ..
من أحلامنا التي تحوّلت أوهاما ..
من تلك الزهرة التي سقيناها أعواما ..
غزاني التبلّد وجعلني امرأة من حجر ..
يكفيني تمزّقاً ويكفيك حريقاً من قهر ..
المس يدي ؟ .. لن تشعر بـ الدفء ..
لأن الحب مات في جوفي واندثر ..
سـ أرضى بـ موتي وأنت إرضى بـ القدر ..
سـ أجعل من هذا اليوم [ 30 / 4 ] ..
يوماً لـ الحزن ..
وداعاً يا سيد الرّجال ..
أتظنني أنساك ؟ .. هذا محال ..
ساد الصمتُ قليلاً .. تركتُ تلك الهدايا اللعينة ..
ولملمتُ بعضاً من الدموع ..
وبعضاً من مشاعر حزينة.. وخرجت ..
خرجتُ من غرفة الإعدامِ مشنوقاً ..
صرتُ أسير بـ مفردي في هذا الـ سواد الحالك ..
ومع هذا البرد المؤلم إلى الـ [ لا مكان ] ..
بـ خطواتِ جعلت الرصيف ينطق ..
ويقول " عظّم الله أجرك " ..
حتى أعمدة الشوارع .. تسألني :
هل نساعد في حمل [ كفن الحب ] ..
وأنا في قلبي : ليتكم تستطيعون ..
حتى مدينتنا بعد أن كان اسمها ..
[ مدينة الحب ] .. انهارت ..
لـ تصبح [ عاصمة الأحزان ] ..
حتى الطيور هاجرت منها ..
لأن ظلام الليل طغى على نورِ الصباح ..
لأن مرارة الصبار اعتدت على حلاوة التفاح ..
لأن بساط مدينتنا بعد أن كانت وروداً وحريرا ..
صارت ملوّثة بـ [ أشواك الجراح ] ..
والديك بدأ بـ الصياح ..
وقلبي بدأ بـ النواح ..
والقمرُ كان بدراً وأنا في طريقي إليها ..
ولكن الآن قد ساح ..
لـ يصبح هلالاً حزيناً أعلِّقُ عليه ..
قناديل بؤسي .. وفوانيس يأسي ..
حتى أنا بعد هذا القصف الخالي ..
من أي أنواعِ الرحمة من قبل [ الزمن ] ..
نسيتُ أني [ أنا ] ..
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: انْهيارُ [ مَدينَةُ الحُب ] !! ..

-صرخَت : كفى .. ما عدتُ أشعر بحبك ..
إني فقدتُ الإحساس و
البرود
تملّكني ..
استطاع التغلب على حبي العنيفِ وجرّدني ..
من أحلامنا التي تحوّلت أوهاما ..
من تلك
الزهرة
التي سقيناها أعواما ..
غزاني التبلّد وجعلني
امرأة
من حجر ..
يكفيني تمزّقاً
ويكفيك
حريقاً من قهر ..
المس يدي ؟ .. لن تشعر بـ الدفء ..
لأن الحب مات في جوفي واندثر ..
سـ أرضى بـ موتي وأنت إرضى بـ القدر ..
سـ أجعل من هذا اليوم [
30 / 4
] ..
يوماً لـ الحزن ..




اختيار رائع جدا
كل الشكر لك اخي
 
رد: انْهيارُ [ مَدينَةُ الحُب ] !! ..

ته بيخر هاتي كولنار
سباس على التواجد
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى