Kurd Day
Kurd Day Team
الحكم في بلاد مكسى :
وكما يقول شرف خان بك، تفرعت هذه الأسرة التي حكمت بلاد مكس – من أنسال ( بل ) أحد الأخوة الثلاثة الذين حكموا بليجان، وحيزان، وكان أكثر أولاد (بل ) شهرة هو الأمير عبدال الذي خلف – بعد وفاته – ولدين هما أحمد بك وحسن بك .
1-أحمد بك بن الأمير عبدال :
تولى حكم بلاد مكس بعد وفاة أبيه، ولكن أفلح زينل بك الهكاري في إقناعه بالتمرد ضد أخيه، ثم اصطحبه معه إلى استانبول حيث التقيا بالسلطان سليمان خان، وحصلا منه على فرمان يقضي بتولي الأخ المتمرد، حسن بك حكم منطقة (الكاركار )، وبهذا الشكل حكم الأخوان معاً مدة ثلاثين عاماً، ثم توفي أحمد بك بعد أن خلف ولدين هما: عبدال بك، وعماد الدين بك .
2-عبدال بك بن أحمد بك :
تولى حكم مكسي بموجب فرمان صادر من السلطان سليمان خان العثماني، وبذلك تولى عرش أبيه المتوفي، وفي هذه الأثناء توفي حسن بك حاكم الكاركار، وتزوج عبدال بك من ابنة زينل بك الهكاري، فتمكن من الحصول – وبمؤازرة من حميه – على فرمان همايوني بحكم الكاركار وضمها إلى بلاده، وبذلك فرض حكمه على جميع أنحاء بلاد مكس، ولم يلبث أن سار رستم بك بن حسن بك إلى االكاركار وانتزعها من عبدال بك، أدى ذلك إلى إحداث الكثير من القلاقل والحروب والتوتر بينهما، وكان عبدال بك رجلاً سكيراً يعاقر الخمر، فوقع من فوق القلعة، وهو ثمل فتوفي في عام 1005 هـ بعد أن خلف ولدين هما، محمد بك وأحمد بك .
3 - رستم بك بن حسن بك :
تزوج من ابنة حسن بك المحمودي، وتمكن من انتزاع الكاركار من أيدي عبدال بك بمساعدة والد زوجته والسردار مصطفى باشا أمير أمراء دياربكر، ولم يلبث أن توفي فخلفه ابنه حسن بك، وحالما توفي عبدال بك قام حسن يك بالزحف نحو مكس، بقوات مكونة من ثلاثمائة من الفرسان والمشاة يؤازره سنان باشا أمير أمراء ( وان )، إلا أن حكم مكس آل – فيما بعد – إلى الأمير أحمد بن الأمير عبدال .
4- الأمير أحمد بن الأمير عبدال :
في اثناء الهجوم الذي شنه حسن بك بثلاثمائة من فرسانه ومشاته على موقع مكسى، كان الأمير أحمد قد جمع عشائره وأهل بيته، وبدأت المعركة بين الطرفين خارج المدينة، فقتل حسن بك في وسط المعركة، ووقعت البلاد كلها تحت سيطرة أحمد بك، وكان يحكمها حتى عام 1005 هـ .
حكام اسبايرد :
ينتمي حكام هذه البلاد إلى سلسلة أولاد بليج الذي مر معنا ذكره في بحث الأخوة الثلاثة الذين حكموا بليجان وحيزان، وكان محمد بك يحكم اسبايرد، عندما وقعت كردستان تحت سيطرة العثمانيين
1-محمد بك:
حكم بلاده بشكل مستقل، ثم توفي فخلفه ابنه .
2-السلطن إبراهيم بن محمد بك: تولى حكم اسبايرد بموجب فرمان صادر عن السلطان سليم الأول إلا أنه قتل على يد الفرس في المعركة التي جرت على قلعة وان وكان يحارب ضمن جيش فرهاد باشا .
3-محمد بك بن السلطان إبراهيم :
تولى حكم البلاد بعد وفاة أبيه، ولم يلبث أن توفي – هو الآخر – بعد أن خلف أربعة أولاد هم: ايوب بك، وخالد بك، وويسي بك والسلطان إبراهيم .
4-أيوب بك بن محمد بك:
خلف اباه في الحكم، وكان لا يزال حتى عام 1005 هـ قائماً على دست الحكم في بلاده .
4-الأمير شرف بك بن محمد بك :
تولى حكم الـ ( آغا كيش ) بموجب فرمان همايوني، وبعد وفاته خلف ولدين، ولكنهما كانا ضعيفي الشخصية، وغير جديرين بالحكم ولذا وقعت منطقة آغاكيش يرمتها بيد الأتراك الذين ضموها إلى بلادهم أو ضمت إلى ( وان )، ثم توفي أحد ولدي الأمير شرف بك وهو الأمير ( أوركمز ) الذي كان مختل العقل، بينما التجأ الآخر وهو ( بهاء الدين ) إلى البلاد العربية فذهب إلى الحسا ثم إلى البصرة .
حكم الزركان
يقول شرف خان البدليسي: انتقل الشيخ حسن بن الشيخ عبد الرحمن من دمشق إلىنواحي ماردين، فالتف حوله سكان المنطقة واصبحوا جميعاً مريديه وأتباعه، فزوجه ملك ماردين من ابنته وعندما كبر أولاده، تولوا حكم المقاطعات في تلك النواحي إلى أن تولى الشيخ حسن حكم البلاد بأسرها، وحل محل ملك ماردين بعد وفاته، وفي موضع آخر يروي جناب السيد شرف خان القصة بشكل آخر فيقول: جاء الشيخ حسن إلى نواحي ماردين واستقر في هتاخ، ( أتاق )، عندما كان يتولى (أرتوق ) حكم ماردين من قبل السلاجقة، وكانت لأرتوق ابنة مختلة العقل فشفاها الله على يدي الشيخ حسن، وعرفاناً بالجميل فقد زوج أرتوق ابنته هذه من أحمد بن الشيخ حسن، ويورد شرف خان اسم الشيخ حسن وأولاده الخمسة بالتتابع وهم: أحمد، وسليمان، وقاسم، ويوسف، وحسين. ويقول لم يرد من قبل أسماء هؤلاء الأشخاص بشكل متتابع، ومتسلسل، ولم يذكر أحد تاريخهم وسيرة حياتهم وبقي نصف الصفحة بيضاء. كما يأتي على ذكر قابيل وهابيل في معرض ذكره لقلعة ( ديرزين ) فيقول: إن أول من حكم ديرزين كان شخصاً يدعى الأمير حمزة، وهو ابن الأمير غازي، والآن لا أدري أهذا الخلط في الروايات سببه شرف خان أم المترجم ؟ ويخيل للمرء أن القصة التي أوردها شرف خان هي قصة مختلقة، لأن المؤرخ المشهور أحمد بن يوسف بن علي بن حسين بن الأزرق الفارقي، كان قد ألف كتاباً حول تاريخ دولة مروان الكردي ملك فارقين وديار بكر، وقد أورد – من خلال ذلك – اسم جده علي أبو الحسن، عدة مرات ويقول: كان جدي الرئيس علي بن الأزرق ناظراً لقلعة حصن كيف من قبل المروانيين الذي كانوا يودعون لديه جميع أموالهم وخزائنهم، ومجوهراتهم واثناء حكم ابن جهير الموصلي، كان أبو الحسن علي بن الأزرق يستقر في حصن كيف، بينما ولد حفيده أحمد بن يوسف بن علي بن الأزرق عام 510 هـ في مدينة فارقين وانتقل من هناك إلى دمشق، ثم إلى حلب، وبغداد وجورجيا. ويظهر أن هذا الرجل كانت في يده إمكانيات هامة، ويمتلك الكثير من مقاليد الأمور في يديه، ولهذا فمن المرجح أن يكون أبناء أحمد هذا أو ابناء أخوته قد تولوا حكم الزركان، بخلاف القصة التي أوردها شرف خان في البداية، وفي بحثنا عن تاريخ مروانيي فارقين ستشاهدون ورود اسم أبو الحسن علي بن الأزرق فيه بكثرة، هذا وقد انقسم الزركان إلى أربعة أقسام وهي: الترجيلي، والديرزيني، والكرتكي، والهتاخي .
حكام ترجيل :
ترجيل هي قلعة أو بالأصح هما قلعتان تقعان قرب مدينة دياربكر والقلعتان هما: ترجيل، ودارين، وهتاخ نفسها لا تبعد كثيراً عن ترجيل، ولكن تقع كل من ديرزين وكورتكا في منطقة غرزان، وحكامهما يتفرعون عن حكام ترجيل وهتاخ. يقول شرف خان: تقلد حكم ترجيل كل من أحمد بن سيد حسن، وسليمان، ويوسف، وقاسم، بشكل متتابع، ولكن أكثر حكامها شهرة كان الأمير عمر بن حسن بك .
1-عمر بن حسن بك :
تولى الحكم بعد وفاة والده، والتفت حوله قبائل بلاد ترجيل وعشائرها جميعاً، وتزوج حسن الطويل ( حسن دريش )، زعيم مملكة ( آق قيونلو ) أي مملكة الخروف الأبيض من ابنة عمر بك وضم منطقتي المهراني والنوشادا إلى بلاد ترجيل، وهتاخ، وبعدما أنجبت ابنة عمر بك ولداً من حسن الطويل، وعندما شب الولد عينه أبوه حاكماً على ترجيل وهتاخ، وأعطى لحميه مدينة بدليس .
2-بوداق بك بن عمر بك :
بعد وفاة عمر بك، سارع حسن الطويل إلى تعيين بوداق بك بن عمر بك حاكماً على بدليس، وعندما تولى يعقوب بك بن حسن الطويل حكم كردستان وإيران تنازل عن بلاد ترجيل وهتاخ لخاله من جديد، وفي عام 888 هـ اصبح بوداق بك حاكماً على جميع بلاد آبائه وأجداده، إلى أن توفي عام 911 هـ فخلفه ابنه أحمد بك .
3-أحمد بك بن بوداق بك:
تولى الحكم بعد وفاة والده، وقتل في دياربكر على أيدي القزلباش .
4-علي بك بن بوداق بك :تولى الحكم بعد مقتل أخيه، وكانت وفاته بعد سنتين من حكمه .
5-شمسي بك:
بعد اندحار الجيش الإيراني أمام الجيشين الكردي والتركي، وبعد تمكنهما من انتزاع ديار بكر من أيدي القزلباش، سارع السلطان سليم الأول إلى تعيين شمسي بك حاكماً على بلاد الزركان بموجب فرمان صادر عنه، وكان شمسي بك ينتمي إلى العائلة السابقة .
6-حيدر بك بن شمسي بك: تولى حيدر بك بن شمسي بك، حكم بلاد ترجيل بموجب فرمان صادر من السلطان سليمان العثماني، ولكن قتل حيدر بك في معركة تشالديران عام 1514 م .
7-بوداق بك بن حيدر بك :
تولى بوداق بك حكم بلاد ترجيل، بمؤازرة من مصطفى باشا السردار، حكم بوداق بك بلاده مدة خمسة عشرعاماً بجدارة واقتدار ثم توفي فخلفه ابنه حسين بك
8-حسين بك بن بوداق بك: لم يحكم بعد وفاة أبيه سوى ثمانية اشهر فقط, حيث توفي فخلفه أخوه إسماعيل بك .
9-إسماعيل بك بن بوداق بك: حكم أربع سنوات ثم توفي .
10-عمر بك بن حيدر بك:
تولى حكم ترجيل بموجب فرمان صادر عن السلطان مراد العثماني، وكان رجلاً فطناً كثير الذكاء، وكان أمير أمراء ديار بكر، قد منحه صلاحيات اعتقال أو طرد حكام كردستان ديار بكر، وكان لا يزال حتى عام 1005 هـ حاكم البلاد والمدافع الأوحد عنها .
- حكام هتاخ: كان أحمد بك بن الأمير محمد بك الزركي، هو الحاكم الأوحد الذي ذاع صيته في هتاخ، مقر حكمه وكان رجلاً يكن له شعبه الكثير من المحبة والاحترام، وفي عهد الشاه إسماعيل الصفوي تم انتزاع قلعة هتاخ من أحمد بك, وتولى الحكم مكانه أحد القاجاريين، أما عشائر الزركان فقد هربت إلى المناطق النائية، وأبت أن تطأطئ رؤوسها للعدو، وبقي الأمر هكذا إلى أن تمكن الجيشان الكردي والتركي من انتزاع كردستان من أيدي القزلباش، وحققا انتصارات كبيرة على الفرس في معركة تشالديران عام 1514 م. وتمكن أحمد بك – كذلك – من استعادة حكم بلاده منهم بالقوة حيث خاضت الزركان حروباً دموية ضد أعدائهم الفرس، وتسلقوا بالحبال القلعة ليلاً، وقتلوا جميع حراسها، وبذلك تولى أحمد بك الحكم في بلاده هتاخ من جديد وترسخ حكمه فيها أكثر بصدور فرمان من السلطان سليم خان ([1]) التركي، يقر له فيه بحقه في الحكم، ولكن لم يلبث أن توفي أحمد بك بعد أن خلف ثلاثة أبناء هم: يوسف بك، وشاهم بك، ومحمد بك. إلا أنه سرعان ما دب الخلاف بين الأخوة الثلاث الذين سارعوا إلى الاحتكام إلى السلطان في استانبول، الذي قام بتوزيع الأموال الموجودة في خزينة الدولة عليهم، بعدما احتفظ لنفسه بقسم كبير منها.
1-شاهم بك بن أحمد بك :
ضمت كل من فارقين، وربت، وحبكه، إلى السلطان، بينما منح محمد بك زعامة بقيمة ( 60 ) ألف أقجة، واستلم يوسف بك زعامة مقدارها ( 100 ) ألف أقجة، كما استلم شاهم بك زعامة مقدارها ( 200 ) ألف أقجة، ويظهر أن هذا التوزيع كان إحدى علامات الفوضى والانهيار لدولة هتاخ. إذ لم يستطع الأخوة الاتفاق على وحدة الكلمة ولم الشمل، بل ذهبوا بأنفسهم ليسلموا بلادهم للأعداء بدون حرب، ودون أن يتمكنوامن الاتفاق على أحدهم ليتسلم زعامة البلاد، وليحكم البقية مقاطعاتها وأقاليمها من قبله، وحتى اليوم يتبع بيكوات الكرد وأغواتهم هذا الأسلوب المشين، فيقدمون بلادهم لقمة سائغة إلى الآخرين في سبيل مكاسب شخصية بسيطة، وبعد وفاة محمد بك آلت زعامته إلى يد قوباد بك رمضانلو، وعندما كان يتولى الوزارة رستم باشا، قدم الناس الشكاوى ضد شاهم بك الذي لم يلبث أن قتل، وبمقتله انتقلت هتاخ مدة عشرين عاماً إلى أيدي الأجانب الغرباء الذين تحكموا في مصير البلاد والعباد .
2-يوسف بك بن أحمد بك:
عادت هتاخ مرة أخرى إلى حكم يوسف بك بن أحمد بك بموجب فرمان صادر من السلطان سليمان خان العثماني، ولكن دمر يوسف بك القلعة، واستمر يحكم هتاخ كسنجقية، ولكنها لم تلبث أن وقعت مرة أخرى بعد وفاته بيد حاكم تركي يدعى أحمد بك بن حاجي بك .
3-حسن بك بن يوسف بك :
بعد سنتين من الحكم التركي عادت سنجقية هتاخ من جديد لى يد أصحابها الشرعيين، فحكمها حسن بك بن يوسف بك بموجب فرمان من السلطان سليم الثاني، وبعدما توفي حسن بك، خلف ولدين هما يوسف بك، وولي بك .
4-يوسف بك بن حسن بك:
لم يدم يوسف بك في الحكم طويلاً، إذ سرعان ما توفي فخلفه ابنه ولي بك .
5-ولي بك بن حسن بك :
تمرد ضده عمه، جهان شاه بك، الذي دخل معه في صراع مرير على الحكم إلى أن تمكن من السيطرة على جميع أنحاء البلاد، بعدما دفع ( 20 ) الف ليرة ذهبية رشوة إلى والي دياربكر، ولكن عندما سمع ولي بك بأنه دفع ( 20 ) الف ليرة ذهبية إلى ديوان ولاية ديار بكر تسمر في مكانه ولم يحرك ساكناً وكان المسؤولون الأتراك يبغون سحب الأموال من المواطنين الكرد بأي شكل كان، وكان جزاء من يمتنع عن دفع الأموال لهم إما أن يقتل أو يعتقل.
وعندما رفع إبراهيم باشا الزوركو راية الحرية والاستقلال وسيطر على مناطق كردستان منح قلعة هتاخ كسنجقية إلى ذو الفقار بك بن شاهم بك مقابل ( 40 ) ألف ليرة ذهبية عثمانية، ولكن عندما قتل إبراهيم في (يدي قوله ) استعاد ولي بك حكم بلاده بموجب فرمان من محمد خان، وكان يحكم هتاخ حتى عام 1005 هـ.
حكام ديرزين
ديرزين هي قلعة حصينة في داخلها دير كبير، كان يقال له ( دير زيو )، ويسميه محمد علي عوني ( دير ديز ) أو دير زير ومن المرجح أن يكون اسمه الحقيقي ( دير زيرين ) أو دير زين وتوجد الآن قرية ( دير زبين ) قي منطقة يسكنها المحلمية، جنوبي (كرجوا ) كان يسكنها أمير المحلمية، الأمير ( زراف ) ولكن يتخذ أمراء المحلمية اليوم من قرية ( كفر حوال ) بين ولايتي ماردين وحصن كيف القديمة، وتقع ( كورنكا ) في منطقة غرزان، كما يوجد ( دير زبين ) ايضاً في هذه المنطقة، وكنت أرغب في التحدث إلى أمير المحلمية حول ( دير زيرين ) ولكن لم يقيض لي الله ذلك.
1-الأمير حمزة بن الأمير خليل بن الأمير غازي :
تولى حكم ديرزين، مدة من الزمن، وكان الشاه إسماعيل الصفوي قد عينه حاكماً عليها عام 900 هـ .
2-الأمير محمد بن الأمير حمزة :
تولى الأمير محمد بك حكم بلاد ديرزين، بعد وفاة ابيه، واندحار الجيش الإيراني في معركة تشالديران عام 1514 م، بموجب فرمان صادر من السلطان سليم الأول، ولكنه لم يلبث طويلاً حتى توفي، بعدما خلف وراءه أربعة أولاد وهم: علي بك، وشاه قولي بك، ويغقوب بك، وجهان شاه بك .
3- علي بك بن محمد بك:
ومع أن بعض من أخوته كانوا قد تمردوا ضد حكمه، وواجهوه بالسيف، إلا أنه استلم حكم بلاده وأدارها بشجاعة واقتدار، إلى أن توفي فخلفه أخوه في الحكم .
4- شاه قولي بك بن محمد بك :
خلف أخاه في حكم ديرزين عام 941 هـ، بموجب فرمان من السلطان سليمان القانوني، إلا أنه قتل بيد ناصر بك الكرتكي، بعد ثماني سنوات من الحكم، في مدينة ( بلي ) .
5- يعقوب بك بن محمد بك :
بعد مقتل شاه قولي، تمكن يعقوب بك من إخضاع جميع بلاد ديرزين لحكمه، وأصبح زعيماً على بلاد الزركان، وكان رجلاً لبيباً فطناً، وشاعراً كبيراً، وبهلواناً من بهلوانات الشعر، وكان يكتب أشعاره بالكردية، ولكن – ومما يؤسف له – فإن الأكراد السيئو الحظ قد حرموا من ديوان شاعرهم هذا لأن الديوان فقد في ظروف غامضة بكامل محتوياته، وعندما كان الشاعر المشهور لا يزال حياً، كان قد عين ابنه دومان بك حاكماً على بلاد الزركان، وقد شاهد مصرع هذا الابن في معركة تشالديران، أي قتل ابنه دومان بك وهو لايزال على قيد الحياة، إلا أن يعقوب بك توفي بعد سنة من مصرع ابنه، ورقد هذا الشاعر الكبير راحلاً إلى الأبدية، ولكن كان ابنه دومان بك قد خلف ولدين هما: محمد بك، وعلي بك
3-محمد بك بن دومان بك:
كما رأينا فقد قتل دومان بك عام 986 هـ، 1514 م، فتولى مكانه في الحكم ابنه محمد بك الذي كان جده يعقوب بك لا يزال حياً يرزق ولم يكن محمد بك يتجاوز الخمسة عشر عاماً، إلا أنه حكم سنة واحدة بمؤازرة جده الشاعر الذكي، وبعد وفاة الجد، تمكن من الاعتماد على نفسه، في حكم بلاده بجدارة واقتدار، وفي الوقت الذي كان فيه محمد بك الكرتكي يناصله العداء بتحريض من الكتخدا، شمس الدين حاكم هزو, كان محمد بك الكرتكي يهاجم قرى ديرزين ويذيق سكانها الويلات والعذاب، وفي إحدى المرات عمد مجمد بك الديرزيني إلى نصب كمين له مع مجموعة من رجاله الشجعان، وفي الكمين جرت معركة ضارية بين الفريقين جرح خلالها محمد بك الكرتكي الذي أوصله رجاله إلى قلعة الكرتكان بصعوبة بالغة، ولم يلبث أن توفي الكرتكي، فسيطر فسيطر محمد بك الديرزيني على جميع بلاد الزركان بعدما تمكن من قتل عدد كبير من أعدائه، وكان لايزال يحكم المنطقة بجدارة حتى عام 1005 هـ .
حكام الكرتكان :
1-ناصر بك :
هذا هو ناصر بك الأول، الذي ذاع اسمه في طول البلاد وعرضها، في وقت كانت فيه الصراعات لا تهدأ ابداً، بين أمراء ديرزين وكورتكان، وكثيراً ما كانت تجري معارك ضارية حول قرية ( المنار ) فيذهب ضحيتها العديد من القتلى من الطرفين إلى أن تمكن شاه قولي بك – أمير ديرزين – في النهاية من ضم قرية المنار إلى إمارته بموجب فرمان صادر من السلطان سليمان القانوني، وبذلك تم انتزاعها من أيدي الكرتكان نهائياً وعندما سمع أمير كورتكان، ناصر بك بذلك، سار مع بعض رجاله ونصبوا كميناً في طريق شاه قولي بك، وعند مدينة ( بولي) التركية التحم الطرفان في معركة ضارية وبدأ القتال بين ولدي العم، وانجلت المعركة عن قتل شاه قولي بك، ولكن تمكن والي مدينة بولي من الإحاطة بثلة من الجنود وبمساعدة سكان المدينة، بناصر بك ورجاله الثلاثين الذين اعتقوا جميعاً مع زعيمهم وأعدموا على قارعة الطريق .
2-محمد بك بن ناصر بك :
تولى حكم الكورتكان بعد إعدام ابيه، وقام بالهجوم على بلاد ديرزين بمؤازرة من كل من شمس الدين آغا كتخدا هزو، وزينل الشيروي، إلا أن محمد بك جرح في المعركة وتوفي في قلعة الكورتكان متأثراً بجراحه فخلفه ابنه ناصر بك .
3-ناصر بك بن محمد بك:
تصالح ناصر بك مع محمد بك الديرزيني، على يد كل من شمس الدين آغا، كتخدا هزو، وزينل بك الشيروي، بعدما أعطوا قرية المنار إلى ناصر بك دية والده، واتفقوا على إجلاء كتخدا ديرزين محمود بك الزركي, وإخراجه من عند محمد بك الديرزيني لأنه قاتل محمد بك الزركي ،الذي قتل غدراً على يد عدد من حلفائه، ويقال بأنه كان لشمس الدين آغا، كتخدا هزو، دوراً في التآمر على قتله، كما قتل ناصر بك – بدوره بيد مهرجه ( جمبر ) الذي كان يرافقه في رحلة صيد فاتهم الأمير خليل بقتله وكان الأمير خليل قد تولى حكم الكورتكان (كودكان ) عدة مرات ثم استقر أخيراً لدى ناصر بك بسبب شيخوخته وتقدمه في السن، وقد قتل الأمير خليل أخيراً بسبب هذه التهمة المنسوبة إليه .
4-الأمير محمد بك بن ناصر بك :
تولى حكم الكورتكان بعد مقتل أبيه، يموجب فرمان همايوني صادر في عام 1005 هـ، وفي هذا العام كان يقيم إلى جانبه أخوه أبو بكر .
18 /3 / 1966 – موسى حسن – جكرخوين
وكما يقول شرف خان بك، تفرعت هذه الأسرة التي حكمت بلاد مكس – من أنسال ( بل ) أحد الأخوة الثلاثة الذين حكموا بليجان، وحيزان، وكان أكثر أولاد (بل ) شهرة هو الأمير عبدال الذي خلف – بعد وفاته – ولدين هما أحمد بك وحسن بك .
1-أحمد بك بن الأمير عبدال :
تولى حكم بلاد مكس بعد وفاة أبيه، ولكن أفلح زينل بك الهكاري في إقناعه بالتمرد ضد أخيه، ثم اصطحبه معه إلى استانبول حيث التقيا بالسلطان سليمان خان، وحصلا منه على فرمان يقضي بتولي الأخ المتمرد، حسن بك حكم منطقة (الكاركار )، وبهذا الشكل حكم الأخوان معاً مدة ثلاثين عاماً، ثم توفي أحمد بك بعد أن خلف ولدين هما: عبدال بك، وعماد الدين بك .
2-عبدال بك بن أحمد بك :
تولى حكم مكسي بموجب فرمان صادر من السلطان سليمان خان العثماني، وبذلك تولى عرش أبيه المتوفي، وفي هذه الأثناء توفي حسن بك حاكم الكاركار، وتزوج عبدال بك من ابنة زينل بك الهكاري، فتمكن من الحصول – وبمؤازرة من حميه – على فرمان همايوني بحكم الكاركار وضمها إلى بلاده، وبذلك فرض حكمه على جميع أنحاء بلاد مكس، ولم يلبث أن سار رستم بك بن حسن بك إلى االكاركار وانتزعها من عبدال بك، أدى ذلك إلى إحداث الكثير من القلاقل والحروب والتوتر بينهما، وكان عبدال بك رجلاً سكيراً يعاقر الخمر، فوقع من فوق القلعة، وهو ثمل فتوفي في عام 1005 هـ بعد أن خلف ولدين هما، محمد بك وأحمد بك .
3 - رستم بك بن حسن بك :
تزوج من ابنة حسن بك المحمودي، وتمكن من انتزاع الكاركار من أيدي عبدال بك بمساعدة والد زوجته والسردار مصطفى باشا أمير أمراء دياربكر، ولم يلبث أن توفي فخلفه ابنه حسن بك، وحالما توفي عبدال بك قام حسن يك بالزحف نحو مكس، بقوات مكونة من ثلاثمائة من الفرسان والمشاة يؤازره سنان باشا أمير أمراء ( وان )، إلا أن حكم مكس آل – فيما بعد – إلى الأمير أحمد بن الأمير عبدال .
4- الأمير أحمد بن الأمير عبدال :
في اثناء الهجوم الذي شنه حسن بك بثلاثمائة من فرسانه ومشاته على موقع مكسى، كان الأمير أحمد قد جمع عشائره وأهل بيته، وبدأت المعركة بين الطرفين خارج المدينة، فقتل حسن بك في وسط المعركة، ووقعت البلاد كلها تحت سيطرة أحمد بك، وكان يحكمها حتى عام 1005 هـ .
حكام اسبايرد :
ينتمي حكام هذه البلاد إلى سلسلة أولاد بليج الذي مر معنا ذكره في بحث الأخوة الثلاثة الذين حكموا بليجان وحيزان، وكان محمد بك يحكم اسبايرد، عندما وقعت كردستان تحت سيطرة العثمانيين
1-محمد بك:
حكم بلاده بشكل مستقل، ثم توفي فخلفه ابنه .
2-السلطن إبراهيم بن محمد بك: تولى حكم اسبايرد بموجب فرمان صادر عن السلطان سليم الأول إلا أنه قتل على يد الفرس في المعركة التي جرت على قلعة وان وكان يحارب ضمن جيش فرهاد باشا .
3-محمد بك بن السلطان إبراهيم :
تولى حكم البلاد بعد وفاة أبيه، ولم يلبث أن توفي – هو الآخر – بعد أن خلف أربعة أولاد هم: ايوب بك، وخالد بك، وويسي بك والسلطان إبراهيم .
4-أيوب بك بن محمد بك:
خلف اباه في الحكم، وكان لا يزال حتى عام 1005 هـ قائماً على دست الحكم في بلاده .
4-الأمير شرف بك بن محمد بك :
تولى حكم الـ ( آغا كيش ) بموجب فرمان همايوني، وبعد وفاته خلف ولدين، ولكنهما كانا ضعيفي الشخصية، وغير جديرين بالحكم ولذا وقعت منطقة آغاكيش يرمتها بيد الأتراك الذين ضموها إلى بلادهم أو ضمت إلى ( وان )، ثم توفي أحد ولدي الأمير شرف بك وهو الأمير ( أوركمز ) الذي كان مختل العقل، بينما التجأ الآخر وهو ( بهاء الدين ) إلى البلاد العربية فذهب إلى الحسا ثم إلى البصرة .
حكم الزركان
يقول شرف خان البدليسي: انتقل الشيخ حسن بن الشيخ عبد الرحمن من دمشق إلىنواحي ماردين، فالتف حوله سكان المنطقة واصبحوا جميعاً مريديه وأتباعه، فزوجه ملك ماردين من ابنته وعندما كبر أولاده، تولوا حكم المقاطعات في تلك النواحي إلى أن تولى الشيخ حسن حكم البلاد بأسرها، وحل محل ملك ماردين بعد وفاته، وفي موضع آخر يروي جناب السيد شرف خان القصة بشكل آخر فيقول: جاء الشيخ حسن إلى نواحي ماردين واستقر في هتاخ، ( أتاق )، عندما كان يتولى (أرتوق ) حكم ماردين من قبل السلاجقة، وكانت لأرتوق ابنة مختلة العقل فشفاها الله على يدي الشيخ حسن، وعرفاناً بالجميل فقد زوج أرتوق ابنته هذه من أحمد بن الشيخ حسن، ويورد شرف خان اسم الشيخ حسن وأولاده الخمسة بالتتابع وهم: أحمد، وسليمان، وقاسم، ويوسف، وحسين. ويقول لم يرد من قبل أسماء هؤلاء الأشخاص بشكل متتابع، ومتسلسل، ولم يذكر أحد تاريخهم وسيرة حياتهم وبقي نصف الصفحة بيضاء. كما يأتي على ذكر قابيل وهابيل في معرض ذكره لقلعة ( ديرزين ) فيقول: إن أول من حكم ديرزين كان شخصاً يدعى الأمير حمزة، وهو ابن الأمير غازي، والآن لا أدري أهذا الخلط في الروايات سببه شرف خان أم المترجم ؟ ويخيل للمرء أن القصة التي أوردها شرف خان هي قصة مختلقة، لأن المؤرخ المشهور أحمد بن يوسف بن علي بن حسين بن الأزرق الفارقي، كان قد ألف كتاباً حول تاريخ دولة مروان الكردي ملك فارقين وديار بكر، وقد أورد – من خلال ذلك – اسم جده علي أبو الحسن، عدة مرات ويقول: كان جدي الرئيس علي بن الأزرق ناظراً لقلعة حصن كيف من قبل المروانيين الذي كانوا يودعون لديه جميع أموالهم وخزائنهم، ومجوهراتهم واثناء حكم ابن جهير الموصلي، كان أبو الحسن علي بن الأزرق يستقر في حصن كيف، بينما ولد حفيده أحمد بن يوسف بن علي بن الأزرق عام 510 هـ في مدينة فارقين وانتقل من هناك إلى دمشق، ثم إلى حلب، وبغداد وجورجيا. ويظهر أن هذا الرجل كانت في يده إمكانيات هامة، ويمتلك الكثير من مقاليد الأمور في يديه، ولهذا فمن المرجح أن يكون أبناء أحمد هذا أو ابناء أخوته قد تولوا حكم الزركان، بخلاف القصة التي أوردها شرف خان في البداية، وفي بحثنا عن تاريخ مروانيي فارقين ستشاهدون ورود اسم أبو الحسن علي بن الأزرق فيه بكثرة، هذا وقد انقسم الزركان إلى أربعة أقسام وهي: الترجيلي، والديرزيني، والكرتكي، والهتاخي .
حكام ترجيل :
ترجيل هي قلعة أو بالأصح هما قلعتان تقعان قرب مدينة دياربكر والقلعتان هما: ترجيل، ودارين، وهتاخ نفسها لا تبعد كثيراً عن ترجيل، ولكن تقع كل من ديرزين وكورتكا في منطقة غرزان، وحكامهما يتفرعون عن حكام ترجيل وهتاخ. يقول شرف خان: تقلد حكم ترجيل كل من أحمد بن سيد حسن، وسليمان، ويوسف، وقاسم، بشكل متتابع، ولكن أكثر حكامها شهرة كان الأمير عمر بن حسن بك .
1-عمر بن حسن بك :
تولى الحكم بعد وفاة والده، والتفت حوله قبائل بلاد ترجيل وعشائرها جميعاً، وتزوج حسن الطويل ( حسن دريش )، زعيم مملكة ( آق قيونلو ) أي مملكة الخروف الأبيض من ابنة عمر بك وضم منطقتي المهراني والنوشادا إلى بلاد ترجيل، وهتاخ، وبعدما أنجبت ابنة عمر بك ولداً من حسن الطويل، وعندما شب الولد عينه أبوه حاكماً على ترجيل وهتاخ، وأعطى لحميه مدينة بدليس .
2-بوداق بك بن عمر بك :
بعد وفاة عمر بك، سارع حسن الطويل إلى تعيين بوداق بك بن عمر بك حاكماً على بدليس، وعندما تولى يعقوب بك بن حسن الطويل حكم كردستان وإيران تنازل عن بلاد ترجيل وهتاخ لخاله من جديد، وفي عام 888 هـ اصبح بوداق بك حاكماً على جميع بلاد آبائه وأجداده، إلى أن توفي عام 911 هـ فخلفه ابنه أحمد بك .
3-أحمد بك بن بوداق بك:
تولى الحكم بعد وفاة والده، وقتل في دياربكر على أيدي القزلباش .
4-علي بك بن بوداق بك :تولى الحكم بعد مقتل أخيه، وكانت وفاته بعد سنتين من حكمه .
5-شمسي بك:
بعد اندحار الجيش الإيراني أمام الجيشين الكردي والتركي، وبعد تمكنهما من انتزاع ديار بكر من أيدي القزلباش، سارع السلطان سليم الأول إلى تعيين شمسي بك حاكماً على بلاد الزركان بموجب فرمان صادر عنه، وكان شمسي بك ينتمي إلى العائلة السابقة .
6-حيدر بك بن شمسي بك: تولى حيدر بك بن شمسي بك، حكم بلاد ترجيل بموجب فرمان صادر من السلطان سليمان العثماني، ولكن قتل حيدر بك في معركة تشالديران عام 1514 م .
7-بوداق بك بن حيدر بك :
تولى بوداق بك حكم بلاد ترجيل، بمؤازرة من مصطفى باشا السردار، حكم بوداق بك بلاده مدة خمسة عشرعاماً بجدارة واقتدار ثم توفي فخلفه ابنه حسين بك
8-حسين بك بن بوداق بك: لم يحكم بعد وفاة أبيه سوى ثمانية اشهر فقط, حيث توفي فخلفه أخوه إسماعيل بك .
9-إسماعيل بك بن بوداق بك: حكم أربع سنوات ثم توفي .
10-عمر بك بن حيدر بك:
تولى حكم ترجيل بموجب فرمان صادر عن السلطان مراد العثماني، وكان رجلاً فطناً كثير الذكاء، وكان أمير أمراء ديار بكر، قد منحه صلاحيات اعتقال أو طرد حكام كردستان ديار بكر، وكان لا يزال حتى عام 1005 هـ حاكم البلاد والمدافع الأوحد عنها .
- حكام هتاخ: كان أحمد بك بن الأمير محمد بك الزركي، هو الحاكم الأوحد الذي ذاع صيته في هتاخ، مقر حكمه وكان رجلاً يكن له شعبه الكثير من المحبة والاحترام، وفي عهد الشاه إسماعيل الصفوي تم انتزاع قلعة هتاخ من أحمد بك, وتولى الحكم مكانه أحد القاجاريين، أما عشائر الزركان فقد هربت إلى المناطق النائية، وأبت أن تطأطئ رؤوسها للعدو، وبقي الأمر هكذا إلى أن تمكن الجيشان الكردي والتركي من انتزاع كردستان من أيدي القزلباش، وحققا انتصارات كبيرة على الفرس في معركة تشالديران عام 1514 م. وتمكن أحمد بك – كذلك – من استعادة حكم بلاده منهم بالقوة حيث خاضت الزركان حروباً دموية ضد أعدائهم الفرس، وتسلقوا بالحبال القلعة ليلاً، وقتلوا جميع حراسها، وبذلك تولى أحمد بك الحكم في بلاده هتاخ من جديد وترسخ حكمه فيها أكثر بصدور فرمان من السلطان سليم خان ([1]) التركي، يقر له فيه بحقه في الحكم، ولكن لم يلبث أن توفي أحمد بك بعد أن خلف ثلاثة أبناء هم: يوسف بك، وشاهم بك، ومحمد بك. إلا أنه سرعان ما دب الخلاف بين الأخوة الثلاث الذين سارعوا إلى الاحتكام إلى السلطان في استانبول، الذي قام بتوزيع الأموال الموجودة في خزينة الدولة عليهم، بعدما احتفظ لنفسه بقسم كبير منها.
1-شاهم بك بن أحمد بك :
ضمت كل من فارقين، وربت، وحبكه، إلى السلطان، بينما منح محمد بك زعامة بقيمة ( 60 ) ألف أقجة، واستلم يوسف بك زعامة مقدارها ( 100 ) ألف أقجة، كما استلم شاهم بك زعامة مقدارها ( 200 ) ألف أقجة، ويظهر أن هذا التوزيع كان إحدى علامات الفوضى والانهيار لدولة هتاخ. إذ لم يستطع الأخوة الاتفاق على وحدة الكلمة ولم الشمل، بل ذهبوا بأنفسهم ليسلموا بلادهم للأعداء بدون حرب، ودون أن يتمكنوامن الاتفاق على أحدهم ليتسلم زعامة البلاد، وليحكم البقية مقاطعاتها وأقاليمها من قبله، وحتى اليوم يتبع بيكوات الكرد وأغواتهم هذا الأسلوب المشين، فيقدمون بلادهم لقمة سائغة إلى الآخرين في سبيل مكاسب شخصية بسيطة، وبعد وفاة محمد بك آلت زعامته إلى يد قوباد بك رمضانلو، وعندما كان يتولى الوزارة رستم باشا، قدم الناس الشكاوى ضد شاهم بك الذي لم يلبث أن قتل، وبمقتله انتقلت هتاخ مدة عشرين عاماً إلى أيدي الأجانب الغرباء الذين تحكموا في مصير البلاد والعباد .
2-يوسف بك بن أحمد بك:
عادت هتاخ مرة أخرى إلى حكم يوسف بك بن أحمد بك بموجب فرمان صادر من السلطان سليمان خان العثماني، ولكن دمر يوسف بك القلعة، واستمر يحكم هتاخ كسنجقية، ولكنها لم تلبث أن وقعت مرة أخرى بعد وفاته بيد حاكم تركي يدعى أحمد بك بن حاجي بك .
3-حسن بك بن يوسف بك :
بعد سنتين من الحكم التركي عادت سنجقية هتاخ من جديد لى يد أصحابها الشرعيين، فحكمها حسن بك بن يوسف بك بموجب فرمان من السلطان سليم الثاني، وبعدما توفي حسن بك، خلف ولدين هما يوسف بك، وولي بك .
4-يوسف بك بن حسن بك:
لم يدم يوسف بك في الحكم طويلاً، إذ سرعان ما توفي فخلفه ابنه ولي بك .
5-ولي بك بن حسن بك :
تمرد ضده عمه، جهان شاه بك، الذي دخل معه في صراع مرير على الحكم إلى أن تمكن من السيطرة على جميع أنحاء البلاد، بعدما دفع ( 20 ) الف ليرة ذهبية رشوة إلى والي دياربكر، ولكن عندما سمع ولي بك بأنه دفع ( 20 ) الف ليرة ذهبية إلى ديوان ولاية ديار بكر تسمر في مكانه ولم يحرك ساكناً وكان المسؤولون الأتراك يبغون سحب الأموال من المواطنين الكرد بأي شكل كان، وكان جزاء من يمتنع عن دفع الأموال لهم إما أن يقتل أو يعتقل.
وعندما رفع إبراهيم باشا الزوركو راية الحرية والاستقلال وسيطر على مناطق كردستان منح قلعة هتاخ كسنجقية إلى ذو الفقار بك بن شاهم بك مقابل ( 40 ) ألف ليرة ذهبية عثمانية، ولكن عندما قتل إبراهيم في (يدي قوله ) استعاد ولي بك حكم بلاده بموجب فرمان من محمد خان، وكان يحكم هتاخ حتى عام 1005 هـ.
حكام ديرزين
ديرزين هي قلعة حصينة في داخلها دير كبير، كان يقال له ( دير زيو )، ويسميه محمد علي عوني ( دير ديز ) أو دير زير ومن المرجح أن يكون اسمه الحقيقي ( دير زيرين ) أو دير زين وتوجد الآن قرية ( دير زبين ) قي منطقة يسكنها المحلمية، جنوبي (كرجوا ) كان يسكنها أمير المحلمية، الأمير ( زراف ) ولكن يتخذ أمراء المحلمية اليوم من قرية ( كفر حوال ) بين ولايتي ماردين وحصن كيف القديمة، وتقع ( كورنكا ) في منطقة غرزان، كما يوجد ( دير زبين ) ايضاً في هذه المنطقة، وكنت أرغب في التحدث إلى أمير المحلمية حول ( دير زيرين ) ولكن لم يقيض لي الله ذلك.
1-الأمير حمزة بن الأمير خليل بن الأمير غازي :
تولى حكم ديرزين، مدة من الزمن، وكان الشاه إسماعيل الصفوي قد عينه حاكماً عليها عام 900 هـ .
2-الأمير محمد بن الأمير حمزة :
تولى الأمير محمد بك حكم بلاد ديرزين، بعد وفاة ابيه، واندحار الجيش الإيراني في معركة تشالديران عام 1514 م، بموجب فرمان صادر من السلطان سليم الأول، ولكنه لم يلبث طويلاً حتى توفي، بعدما خلف وراءه أربعة أولاد وهم: علي بك، وشاه قولي بك، ويغقوب بك، وجهان شاه بك .
3- علي بك بن محمد بك:
ومع أن بعض من أخوته كانوا قد تمردوا ضد حكمه، وواجهوه بالسيف، إلا أنه استلم حكم بلاده وأدارها بشجاعة واقتدار، إلى أن توفي فخلفه أخوه في الحكم .
4- شاه قولي بك بن محمد بك :
خلف أخاه في حكم ديرزين عام 941 هـ، بموجب فرمان من السلطان سليمان القانوني، إلا أنه قتل بيد ناصر بك الكرتكي، بعد ثماني سنوات من الحكم، في مدينة ( بلي ) .
5- يعقوب بك بن محمد بك :
بعد مقتل شاه قولي، تمكن يعقوب بك من إخضاع جميع بلاد ديرزين لحكمه، وأصبح زعيماً على بلاد الزركان، وكان رجلاً لبيباً فطناً، وشاعراً كبيراً، وبهلواناً من بهلوانات الشعر، وكان يكتب أشعاره بالكردية، ولكن – ومما يؤسف له – فإن الأكراد السيئو الحظ قد حرموا من ديوان شاعرهم هذا لأن الديوان فقد في ظروف غامضة بكامل محتوياته، وعندما كان الشاعر المشهور لا يزال حياً، كان قد عين ابنه دومان بك حاكماً على بلاد الزركان، وقد شاهد مصرع هذا الابن في معركة تشالديران، أي قتل ابنه دومان بك وهو لايزال على قيد الحياة، إلا أن يعقوب بك توفي بعد سنة من مصرع ابنه، ورقد هذا الشاعر الكبير راحلاً إلى الأبدية، ولكن كان ابنه دومان بك قد خلف ولدين هما: محمد بك، وعلي بك
3-محمد بك بن دومان بك:
كما رأينا فقد قتل دومان بك عام 986 هـ، 1514 م، فتولى مكانه في الحكم ابنه محمد بك الذي كان جده يعقوب بك لا يزال حياً يرزق ولم يكن محمد بك يتجاوز الخمسة عشر عاماً، إلا أنه حكم سنة واحدة بمؤازرة جده الشاعر الذكي، وبعد وفاة الجد، تمكن من الاعتماد على نفسه، في حكم بلاده بجدارة واقتدار، وفي الوقت الذي كان فيه محمد بك الكرتكي يناصله العداء بتحريض من الكتخدا، شمس الدين حاكم هزو, كان محمد بك الكرتكي يهاجم قرى ديرزين ويذيق سكانها الويلات والعذاب، وفي إحدى المرات عمد مجمد بك الديرزيني إلى نصب كمين له مع مجموعة من رجاله الشجعان، وفي الكمين جرت معركة ضارية بين الفريقين جرح خلالها محمد بك الكرتكي الذي أوصله رجاله إلى قلعة الكرتكان بصعوبة بالغة، ولم يلبث أن توفي الكرتكي، فسيطر فسيطر محمد بك الديرزيني على جميع بلاد الزركان بعدما تمكن من قتل عدد كبير من أعدائه، وكان لايزال يحكم المنطقة بجدارة حتى عام 1005 هـ .
حكام الكرتكان :
1-ناصر بك :
هذا هو ناصر بك الأول، الذي ذاع اسمه في طول البلاد وعرضها، في وقت كانت فيه الصراعات لا تهدأ ابداً، بين أمراء ديرزين وكورتكان، وكثيراً ما كانت تجري معارك ضارية حول قرية ( المنار ) فيذهب ضحيتها العديد من القتلى من الطرفين إلى أن تمكن شاه قولي بك – أمير ديرزين – في النهاية من ضم قرية المنار إلى إمارته بموجب فرمان صادر من السلطان سليمان القانوني، وبذلك تم انتزاعها من أيدي الكرتكان نهائياً وعندما سمع أمير كورتكان، ناصر بك بذلك، سار مع بعض رجاله ونصبوا كميناً في طريق شاه قولي بك، وعند مدينة ( بولي) التركية التحم الطرفان في معركة ضارية وبدأ القتال بين ولدي العم، وانجلت المعركة عن قتل شاه قولي بك، ولكن تمكن والي مدينة بولي من الإحاطة بثلة من الجنود وبمساعدة سكان المدينة، بناصر بك ورجاله الثلاثين الذين اعتقوا جميعاً مع زعيمهم وأعدموا على قارعة الطريق .
2-محمد بك بن ناصر بك :
تولى حكم الكورتكان بعد إعدام ابيه، وقام بالهجوم على بلاد ديرزين بمؤازرة من كل من شمس الدين آغا كتخدا هزو، وزينل الشيروي، إلا أن محمد بك جرح في المعركة وتوفي في قلعة الكورتكان متأثراً بجراحه فخلفه ابنه ناصر بك .
3-ناصر بك بن محمد بك:
تصالح ناصر بك مع محمد بك الديرزيني، على يد كل من شمس الدين آغا، كتخدا هزو، وزينل بك الشيروي، بعدما أعطوا قرية المنار إلى ناصر بك دية والده، واتفقوا على إجلاء كتخدا ديرزين محمود بك الزركي, وإخراجه من عند محمد بك الديرزيني لأنه قاتل محمد بك الزركي ،الذي قتل غدراً على يد عدد من حلفائه، ويقال بأنه كان لشمس الدين آغا، كتخدا هزو، دوراً في التآمر على قتله، كما قتل ناصر بك – بدوره بيد مهرجه ( جمبر ) الذي كان يرافقه في رحلة صيد فاتهم الأمير خليل بقتله وكان الأمير خليل قد تولى حكم الكورتكان (كودكان ) عدة مرات ثم استقر أخيراً لدى ناصر بك بسبب شيخوخته وتقدمه في السن، وقد قتل الأمير خليل أخيراً بسبب هذه التهمة المنسوبة إليه .
4-الأمير محمد بك بن ناصر بك :
تولى حكم الكورتكان بعد مقتل أبيه، يموجب فرمان همايوني صادر في عام 1005 هـ، وفي هذا العام كان يقيم إلى جانبه أخوه أبو بكر .
18 /3 / 1966 – موسى حسن – جكرخوين
التعديل الأخير: