Kurd Day
Kurd Day Team

تاريخ كردستان
المجلد الأول
استوكهولم /1985/
ترجمة
خالص مسور
حقوق الطبع ونشر محفوظة للمترجم
إسم الكتاب: تاريخ كردستان/ ج1/
المؤلف: جكرخوين .
المترجم: خالص مسور.
تنضيض والإخراج:Sengo Dumilî
مطبعة أميرال للطبع والنشر والتوزيع
بيروت - لبنان 1000/7/1996
تنويه :
عندما أعددنا كتاب ( تاريخ كردستان)المجلد الأول للطبع, كان الإستاذ جكرخوين لايزال حياً يرزق, وبناء على طلبه فإننا لم نتعرض للهجة الكتاب ولا الناحية اللغوية فيه, كما لم نغير في شيء من أسماء المدن والمقاطعات والدول التي وردت في الكتاب, ولكن من أجل التوضيح أكثر وللتسهيل على القاريء فقد قمنا بإضافة الفهرس إليه وبعض الخرائط والصور التوضيحية حيث تم نقل الخرائط من: (The penguin atlas of ancient history)
مقدمة
إن كتاب تاريخ كردستان الذي ألفه الشاعر والأديب والباحث المعروف جكرخوين باللغة الكردية, هو وثيقة تاريخية هامة للتراث الذي خلفته شعوب الشرق الأوسط عامة وبلاد مابين النهرين بشكل خاص, وبما أن معظم الناس في المنطقة وحتى غالبية الأكراد لايستطيعون قراءته وفهمه باللغة التي كتب بها. لذلك ارتأيت أن أنقل هذا الكتاب الى اللغة العربية حتى يتسنى لقاريء العربية الاطلاع عليه والإستزادة بما فيه من معلومات تاريخية قيمة, وحيث استعان المؤلف بالعديد من الباحثين الكرد والعرب والأجانب ألا أنه لم يثبت قائمة بالمراجع في آخر الكتاب لذلك أثرت أن اقوم بهذا العمل بنفسي, فبينت المراجع التي استعان بها المؤلف من سياق استشهاداته الواردة ضمن الكتاب. والكتاب لايقتصر فقط على تاريخ كردستان الموغل في القدم بل يشمل تلك الشعوب القديمة التي كانت , لها علاقات جوار مع الكرد, كالسومر يين, والبابليين, والكلدانيين, ثم الآشوريين, والفرس, والعرب, والترك . كما قمت بإضافة بعض الملاحظات وشرح بعض الأمور الغامضة التي تتطلب توضيحاً في هوامش صفحات الكتاب, ولذلك أرجو أن أكون قد قمت بعمل متواضع في هذا السبيل.
المترجم
خالص مسور
خالص مسور
مقدمة المؤلف
غايتي من هذا الكتاب هو, أن أكتب وأنقل باختصار, وأسطر في الصفحة الأخيرة من كتابي قائمة بالكتب والمراجع التي نقلت منها واستعنت بها في إخراج كتابي هذا الى حيز الوجود وفي الكثير من المواضيع, أظهر رأيي ووجهة نظري في الأحداث وأتمحصها, وابتعد عن الغموض والقصص الخرافية والشك, وأنآى بكتابي عن الكذب والتلفيق والدجل . وفي مرات كثيرة أدافع عن الشعب الكردي وأهجامه مرات, وألجأ الى إظهار أخطائه وعيوبه ونواقصه للعيان . وقد بذلت في سبيل ذلك جهوداً مضنية خلال سنوات مد يدة, وعانيت الأمرين آملاً أن أقدم عملاً متواضعاً لشعبي, وألا أخرج من الساحة خالي الوفاض, بل مساهماً قدم ما استطاع تقديمه لشعبه . أنا لا أكن عداوة لأحد ولكني عدو لدود للعقلية الجامدة, المتحجرة والمهلهلة, وأريد لهذه العقلية, أن ترحل عن وطني سراعاً والى الأبد. والذين يريدون أن ينقلوا الماء بالغربال لايخدعون إلا أنفسهم. إن أعداء الشعب الكردي يريدون ابعادي عنه وابعاده عني حتى لايتأثر بالأفكار الحرة والنيرة, ولكن هيهات لهم ذلك . .والى أن يحين الوقت الذي يستطيع فيه هذا الشعب تمييز عدوه من صديقه ويفتح عينيه على مايجري حوله من أحداث, فسيكون الكثيرون منا قد رقدوا تحت الثرى وأصبحوا رمماًً بالية.
ولكن الشعوب لاتموت وفي آخر المطاف سيصمد الشعب الكردي أمام المحن والمصائب, وسيعرف الطريق الذي سيقوده الى بر الأمان عاجلاً أم آجلاً .
وسيأتي يوم يميز فيه أصدقائه من أعدائه. وأريد أن أوضح أيضاً , في هذا الجزء من كتابي اسم وجغرافية كردستان, وأصل الأكراد وثقافتهم, وديانتهم، ومجتمعهم, ونمط تفكيرهم. وعلى الرغم من أنني أعتبر نفسي غير أهل لهذا العمل, فمن الضروري أن أحاول رفع حجر عن هذا الدرب, وأمهد الطريق للمؤرخين والكتاب الذين سيأتون من بعدي ليكملوا المشوار كما مهد لي الطريق أيضاً مؤرخون أكراد أفذاذ أمثال: محمد أمين زكي بك, والمردوخي, وشرف خان البدليسي, وآخرون غيرهم, وهم جميعاً موضع حب وتقدير وشكر من الشعب الكردي.
فوائد دراسة التاريخ
يقول ابن الأثير الجزيري:
1- تتسع مدارك الأشخاص مع الأحداث والقصص القديمة.
2- التمييز بين الجيد والرديء والإطلاع على عيوب ونواقص الشخصيات التاريخية والإتعاظ بها.
3- بالإطلاع على الثقافات القديمة تتسع مدارك الفرد السياسية فهو أشبه بالمرآة تكشف كل شيء.
4- يستطيع الفرد أن يغشى المجالس ويؤثر على سامعيه فيكسب محبتهم, ويرفع من معنوياتهم, يمتعهم, ويسليهم.
5- لايخاف المؤرخ من الفواجع التاريخية بل يقف أمامها صلباً مستفيداً من دروسها.
أما شرف خان البدليسي فيقول :
1- إن دراسة التاريخ سهل وبسيط.
2- فيها الكثير من المتعة والتشوق.
3- التمييز بين الحقيقة والخيال.
4- يتعايش الفرد مع الحوادث والقصص القديمة.
5- المؤرخ يستطيع أن يثقف نفسه بنفسه.
6- المؤرخ شجاع لايخاف الأحداث المفجعة.
7- يلين التاريخ قلب الإنسان المتعلم ويبعده عن الخوف والوساوس .
8- في دراسة التاريخ يرتقي الإنسان الى المعارف والشهرة .
التاريخ هو وعاء ذكريات الشعوب, يقوي إيمانها, وعقائدها, ومبادئها, ويوسعها, وسع التاريخ نفسه, وعن طريقه يتعرف الإنسان على عصره ويطلع على أسسه وسيماته, وسيؤيد صحة ماذهب إليه الجزيري والبدليسي . ولكن يجب أن نعلم أن التاريخ ليس كل شيء وليس كل شيء هوالتاريخ, مع أن التاريخ ينير العقول ويشع نوره الى مختلف الجهات, كشعلة نار اتقدت فوق رأس جبل شامخ, تبدد ما حولها من ظلام دامس فتهدي الضالين طريقهم . نقول هذا ولا نغفل بأن هناك أنواع من العلوم أكثر فائدة من التاريخ وأفضل بالنسبة للإنسان. وخلاصة القول.إن التاريخ وغيره من العلوم, تدخل في باب الميادين التي يجب أن يقبل عليها الشعب الكردي بنهم ومنهجية. فالعلم هو النور والأمل للإنسانية جمعاء.