لإن كان الروائي الانكليزي ( شارلز ديكنز ) قد ابتدأ روايته ( قصة مدينتين ) بتصوير مظاهر الفقر والشقاء في أحد أفقر أحياء باريس , من خلال وجوه خشنة , ومتذمرة, لنسوة يغسلن الحشائش , عند النافورة , ومن ثم طبخها عشاءً لبطون خاوية, فإن النسوة في مناطقنا الكردية لا يعرفن التذمر , إلا إذا ندرت الحشائش .
و إن كان الربيع يقترن , بالحب والجمال , خاصة قُبيل غروب الشمس , حيث تناغم أمواج الصبايا مع الأمواج التي تخلقها نسمات الهواء في حقول القمح , وإن كان جمال الصبايا يُزيد الربيع بهاءً , و يُضفي على الدروب المتعرجة , بين تلك الحقول , ربيعاً على ربيع , بل قُل ,إن المرء ليتمنى أن تتبدد سنواته المتبقية على تلك الدروب , في تلك اللحظات , والألحاظ , فقط .
و إن كانت تلك الدروب تتباهى , بإحتضانها للحب والجمال , قُبيل غروب الشمس , فلها أن تتباهى , بُعيد شروقها , بأقدام أمهاتنا أيضا , أليست الجنة تحت أقدامهن , ما أسعدنا بالربيع , وما أسعد الربيع بهن , وما أسعدهن بالحشائش , و بنبتة ال ( ستري زرك ) المباركة , يهبها الله لأبناءه الفقراء , يزرعها الله ويسقيها , بل وينفخ فيها طعم اللحم أيضاً , لتكون لحم الفقراء المبارك .
و هل نحن إلا فقراء الله , تصاحبنا في صحونا ومناماتنا , كلمات مثل ( فقيرو , مقطوعو من الدخان أو المازوت أو النقود ...) , وهل لنا إلّا حمد ربنا على حشائشه , وهل لنا إلّا أن نشكر أمهاتنا , و سعيهن مع الله على تأميننا من جوعِ , وهل لنا سوى ان نُقدس نبتة ال ( ستري زرك ) , التي , إن فاضت , وهذا دأبها , عن غدائنا و عشائنا , طعاما مُتكرر لأيام مُتكررة , فإن أمهاتنا يقايضنها بما يحتاجه المنزل من حاجات لا تنتهي أبداً , فإن فاضت عن ذلك أيضاً , فقد تكون من نصيب جارة تذكّرتنا بطبخة من ال ( قنيبر ) , فإن فاضت عن ذلك , تلك النبتة المباركة , فلجارة تقاعست عن السعي في طلب الرزق , لأن الرزق يسعى إليها , تطبخه كنوعٍ من المقبلات , حباها الله بإجادة إعدادها , فإن فاضت عن كل ذلك , فليهنىء بها خروفنا أو حمارنا .
</U></I>
و إن كان الربيع يقترن , بالحب والجمال , خاصة قُبيل غروب الشمس , حيث تناغم أمواج الصبايا مع الأمواج التي تخلقها نسمات الهواء في حقول القمح , وإن كان جمال الصبايا يُزيد الربيع بهاءً , و يُضفي على الدروب المتعرجة , بين تلك الحقول , ربيعاً على ربيع , بل قُل ,إن المرء ليتمنى أن تتبدد سنواته المتبقية على تلك الدروب , في تلك اللحظات , والألحاظ , فقط .
و إن كانت تلك الدروب تتباهى , بإحتضانها للحب والجمال , قُبيل غروب الشمس , فلها أن تتباهى , بُعيد شروقها , بأقدام أمهاتنا أيضا , أليست الجنة تحت أقدامهن , ما أسعدنا بالربيع , وما أسعد الربيع بهن , وما أسعدهن بالحشائش , و بنبتة ال ( ستري زرك ) المباركة , يهبها الله لأبناءه الفقراء , يزرعها الله ويسقيها , بل وينفخ فيها طعم اللحم أيضاً , لتكون لحم الفقراء المبارك .
و هل نحن إلا فقراء الله , تصاحبنا في صحونا ومناماتنا , كلمات مثل ( فقيرو , مقطوعو من الدخان أو المازوت أو النقود ...) , وهل لنا إلّا حمد ربنا على حشائشه , وهل لنا إلّا أن نشكر أمهاتنا , و سعيهن مع الله على تأميننا من جوعِ , وهل لنا سوى ان نُقدس نبتة ال ( ستري زرك ) , التي , إن فاضت , وهذا دأبها , عن غدائنا و عشائنا , طعاما مُتكرر لأيام مُتكررة , فإن أمهاتنا يقايضنها بما يحتاجه المنزل من حاجات لا تنتهي أبداً , فإن فاضت عن ذلك أيضاً , فقد تكون من نصيب جارة تذكّرتنا بطبخة من ال ( قنيبر ) , فإن فاضت عن ذلك , تلك النبتة المباركة , فلجارة تقاعست عن السعي في طلب الرزق , لأن الرزق يسعى إليها , تطبخه كنوعٍ من المقبلات , حباها الله بإجادة إعدادها , فإن فاضت عن كل ذلك , فليهنىء بها خروفنا أو حمارنا .

</U></I>