الشعر

جانا سيدا
كوباني
أتذكر حين كنا نصنع مهوداً
من الثلج؟
وبحرقة الأمهات
كنا نناغي بعضنا البعض؟
الترجمة عن الكردية: آخين ولات
مائة عامٍ من الحنين
في متناول ضحكاتك الباردة ألفظ فحوى حياتي
وألبس شجرة التين التي تنحت
ظل بؤسها
حداد خريفك.
"إنه لمؤلمٌ، تيتم الأشجار".
حائر
أمام بواباتك، التبغ والحور.
سأنشد لسواد عينيك أناشيد اغتمامي
والندم،
لبساتينك والأزقة، الخوف
والوشايات.
أجنّ فوق "مشتانور" مجدداً
ـ "هو أيضاً، كان يجنّ معنا".
فوق الصخور السوداء، المتناثرة
مثل أملٍ
في كهوف الجنّ
المهجورة
مثل أرمل.
لا،
لم تكن للريح
كل الأكاذيب البيضاء
ولم تكن للموت
كل الألعاب.
سأركض في حقولك
يائسةً
خوفاً من مجانينك
وعلى أطراف أزقتك المنقوشة
على الجدران، والورد، وأيدي العشاق.
حافيةً
سأركض فوق أشواك رحمتك
نحو جدةٍ
كانت تنثر على أقدارنا
حكاياتٍ وابتسامات.
وبيديها الغابيتين
كانت ترقّع "طرّاحية" الصوف
لتنمو ورود الدار.
باتجاه هضبتك
سأصطاد من ذكرى نبعٍ
يرقات الضفادع
وأرميها ثانيةً
على أطرافك الجافّة.
لا،
لم تكن للأحلام
كل الرغبات
ولم يكن للا جدوى
كل ذلك البكاء.
اسألي ضفافك
ألم يهجرك عشاقك
في أول سفينة؟
سلي أرضك
ألم يرجع إليك مجانينك
في أول نعش؟
الليلة
بعيدةً عنك بقرون،
قريبةً منك بلحظات
يحيّرني الحنين.
لا أرغب في العودة إلى شوارعك
إلى حواريك
وتحيتك الصفراء.
لا أرغب في العودة إليك
طفلةً جائعة
قبالة قسوة قلبك.
ولا أن أكبر بعيدةً عنك
فأعود مكفنّةً
إلى مدفنك.
مدينة
ضيقةٌ هي الأزقة بقدر آمالي
في هذه المدينة
التي تفضح الحب والورود
آلاف المرات
في لحظة.
صخرة
لا شيء على تربتك لي غير تلك الصخرة التي
خبأت في ظلِّها حلماً مستحيلاً
ذات مرة.
هضبة
فوق تلك الهضبة النّشوى مرةً أخرى
أدفن جثة عشقي.
جدّتي
شجرة الرمان المنتصبة في الجهة اليسرى
من صدورنا
إن اعترفت على نفسها،
ترى كيف ستضحك الريح؟
غزو
أتذكر، حين كنا نصنع مهوداً من الثلج؟
وبحرقة الأمهات
كنا نناغي بعضنا البعض؟
فهل تذكر حين كان الربيع
يغزو؟
أمام الباب
لا زال أثرك منقوشاً في التربة، أمام الباب.
كلما فتحت الباب
أنعشتْ قبلتك وجهي
مع الريح
فتترك عليه أسراباً
من الدموع.
12 أيلول
أهمّ بزيارتكِ بيني وبينك
تقف شاهدة قبر
لو رأيت عينيّ
بأية لهفةٍ سوف تحضنيني؟
حارتي
هنا كنت أفصل حجارة طفولتي
عن خطوط الألعاب.
هنا
غربلت
ما تبقى من العمر
في مقبرةٍ.
هنا
تركت أشجار السرو
لريحٍ مجهولة.
وودّعت نفسي.