"لا أندمُ، لا أصرخُ، لا أبكي،
كل شيءٍ زائلٌ، كدخانِ شجرات التفّاح البيضاء.
ها هو ذهب الذبول يغمرني
لن أعودَ شاباً من جديد.
والآن أيّها القلبُ الذي لمسته البرودة
لن تخفقَ كعادتك
والبلادُ المنسوجَةُ بأشجار البتولا،
ما عادت تغري بالنزهةِ حافياً.
يا روحَ المغامرة، ها أنتِ أضعفَ فأضعَف
تهزّينَ لهبَ الشفاه.
لهفي عليكِ يا نضارتي المفقودة،
يا العيون العربيدة،
والعواطف الفيّاضة.
اليوم أزدادُ بُخلاً بالأماني،
أهذهِ أنتِ التي عبرتِ أيتها الحياة؟ أم أنني حلمتُ بك؟
لكأنني في الصباح الربيعيّ الباكر
لم أنطلق على صهوةِ جوادٍ وردي.
كلّنا، كُلّنا في هذا العالم إلى التفسّخ،
بصمتٍ ينسابُ نُحاس الأوراق من أشجار القيقب...
فكن إلى الأبد مُباركاً
لقد أُتيحَ لك أن تزهِر وأن تموت."
مثلنا تماماً . يولدون و يموتون و في الرحلة من المهد إلى اللحد يحلمون أحلاماً بعضها يصدق و بعضها يخيب . يخافون من المجهول , و ينشدون الحب , و يبحثون عن الطمأنينة في الزواج و الولد . فيهم أقوياء و بينهم مستضعفون , بعضهم أعطته الحياة أكثر مما يستحق , وبعضهم حرمته الحياة؛ لكن الفروق تضيق و أغلب الضعفاء لم يعودوا ضعفاء" الطيب الصالح - موسم الهجرة الى الشمال
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.