من روائع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي عن الشريعة الاسلامية واحكام الدين

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع my.love
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
[h=5]فَلَيتَكَ تَحلو وَ الحَياةُ مَريـرَةٌ
وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ
وَبَيني وَبَينَ العـالَمينَ خَرابُ
***

﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (152) ﴾
( سورة البقرة )

(( فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ))
[ متفق عليه ]
[/h]
 
[h=5]لمجرد أن تتحرك نحو الله بصلح، بتوبة، بإنابة، بذكر، بصدقة بتلاوة قرآن، بفعل طيب مع مخلوق ما، لمجرد أن تتقرب إلى الله شبراً يتقرب الله إليك ذراعاً، ينتظر مبادرة منك، ينتظر حركة منك، ينتظر التفافة منك، ينتظر إقبالاً منك، وهذا الشيء واضح جداً، لمجرد أن تتحرك نحو الله بعمل صالح، بصيام نفل، بصلاة نافلة، بغض بصر، بضبط لسان، بخدمة إنسان، بإطعام جائع بهداية ضال يتقرب الله منك.
(( وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ))
[ متفق عليه ]
[/h]
 
[h=5] وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) ﴾
( سورة الشرح )
ما من إنسان على وجه الأرض رفع الله ذكره كرسول الله، ولكل مؤمن من هذه الآية نصيب، بقدر استقامته وإخلاصه يرفع الله للمؤمن ذكره، ويعلي قدره، ويلقي في قلوب الخلق محبته.
[/h]
 
[h=5][/h][h=5][/h][h=5]
من علامات الإيمان التواضع،
ومن تواضع لله رفعه ...
دخل على النبي الكريم رجل أصابته رعدة، من هيبة النبي، كان عليه الصلاة والسلام له هيبة، من رآه بديهة هابه ومن عامله أحبه، فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ:
(( أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ، فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ، فَقَالَ لَهُ: هَوِّنْ عَلَيْكَ، فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ ))
[ ابن ماجه ]

كان مع أصحابه في سفر، فأرادوا أن يعالجوا شاة، فقال عليه الصلاة والسلام بعد أن قال أحدهم: علي طبخها، والثاني علي سلخها، وقال عليه الصلاة والسلام:
(( وعلي جمع الحطب ))
[ ورد في الأثر ]
تواضعاً لله عز وجل.
الحديث دقيق جداً:
(( لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، فقال رجلٌ: إن الرجلَ يُحبّ أن يكون ثوبُه حسناً ونعلُه حسنةً، قال عليه الصلاة والسلام: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ ))

[/h][h=5]

[/h]

 
هناك قول للسيد المسيح رائع جداً: " الشريف مَن يهرب من أسباب المعصية ".
هذه الشهوة عندما تبدأ بأول خطوة في الأعم الأغلب تصل على آخر مرحلة، كالصخرة المتمركزة في قمة الجبل، أنت أردت أن تدفعها في المنحدر خمسة أمتار، هيهات أن تبقى خمسة أمتار، لن تستقر إلا في قعر الوادي ما دام أمط دفعتها، كل هذه المعاني مأخوذة من قوله تعالى:

﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى ﴾
...
( سورة الإسراء الآية: 32 )
إطلاق البصر، متابعة قصة، شراء كتاب، متابعة موقع لا يرضي الله، صحبة الأراذل، التنزه في الطرقات، هذا كله من أسباب الفاحشة، لذلك الآية:

﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى ﴾

( سورة الإسراء الآية: 32 )
أي ابتعدوا عن أسبابه.
 
عودة
أعلى