البارزاني الخالد ...النضال والاخفاق

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
3539.jpg


kani welat

ترجمة : د- عبدي حاجي
اعداد:عدنان رحمن
ثمة دلائل وقرائن كافية لدى لونكريك وفي المصادر الاخرى على المشاركة المباشرة للسفارة البريطانية والقيادة العسكرية البريطانية في العمليات ضد الخالد مصطفى البارزاني الذي ثار في ربيع 1943 . ويربط لونكريك بداية الانتفاضة بالمفاوضات التي اجراها الخالد مصطفى البارزاني مع القائد الكوردي سيد بيروكي {Ibid P 324- 327} الذي هرب من تركيا ، اما الدافع اليها فقد كان دفاع الخالد ملا مصطفى عن اللاجئين الكورد وبمساعدة لطيف نجل الشيخ محمود برزنچي .

تم الاعداد للثورة اعدادا جيدا من الناحيتين السياسية والعسكرية {المسألة الكوردية القومية في العراق في العصر الراهن : ش . خ . محوي} . واجرى الخالد مصطفى البارزاني بصورة تمهيدية الاتصالات والتفاهم المتبادل مع جميع المنظمات الكوردية السياسية المؤثرة ولاسيما (هيوا) الامل و (رزگاري) الخلاص و (شورش) الثورة و (يكيتي خه بات) وحدة النضال وغيرها . ولهذا فقد عبرت الانتفاضة عن طموحات وميول جميع اطياف الحركة الكوردية التحررية في العراق ،

وكانت اول انتفاضة شعبية عامة وللمرة الاولى في تاريخ كوردستان العراق .

وقد طبقت قيادة الثورة في شخص الخالد مصطفى البارزاني والمقربين منه ، الذين كان بينهم عدد كبير من الضباط القياديين ، وبنجاح التكتيك الموضوع للعمليات العسكرية ، حرفيا ، والذي تبين انه كان فعالا للغاية . وبدأت الانتفاضة ، وكأنها بصورة تدريجية ، من هجمات حزب الانصار على المراكز البوليسية . وبعد ان حقق الثوار نجاحهم الاول قاموا في صيف 1943 بتوسيع مجال عملياتهم بشكل كبير والتي شملت مناطق واسعة من كوردستان العراق . وكانت الوحدات القمعية المرسلة لمحاربتهم تمنى بالهزيمة . وما دفع الى القيام بانتفاضة 1943 في كوردستان الجنوبية هي عين الاسباب الرئيسة التي ادت الى قيام الحركات الكوردية في العراق فيما مضى ، والذين تعرضوا للاضطهاد القومي والساخطين لرفض السلطات منحهم الحقوق الشرعية . وقد كان رد فعل الاوساط الحاكمة في العراق وحماتها البريطانيين على حركة الكورد عادة ما يكمن في الاجراءات القمعية والمناورة السياسية . غير ان الوضع الدولي في العالم بأسره وفي الشرق الاوسط خاصة كان وضعا استثنائيا ، الامر الذي ترك بصمته على الانتفاضة ذاتها على موقف السلطات العراقية منها .

لقد عملت لندن وبغداد في البداية على تجنب القيام بعمليات حربية واسعة النطاق ضد الكورد ، وآثرت تشديد الضغط السياسي . ولما فشل هذا التكتيك ايضا وفشلت المحاولات الجديدة لحل القضية الكوردية عن طريق القوة والجارية في آب- ايلول 1943 ، والمؤدية في نهاية 1943 الى توسيع كبير لمنطقة الثورة ، انتقل النزاع في شمال العراق الى طور مستديم ، صمدت فيه الاطراف المتصارعة حتى نهاية الحرب . جرت محاولات عديدة لقطع الفرصة وايجاد حل ايجابي ما ، ووجدت حكومة نوري السعيد نفسها في وضع صعب ، لاتملك القوة للقضاء على الانتفاضة الكوردية وفاقدة التأييد داخل البلاد وخارجها . واصبحت المفاوضات المخرج الوحيد التي من شأنها السماح للحكومة بالحفاظ على ماء الوجه وتجنب اللجوء الى استخدام وسائل القوة الصرفة ، التي لم تكن مرغوبة آنذاك . قامت حكومة نوري السعيد بتعيين ضباط اتصال ، الذين اجروا في 12- 1943 الاتصال بالخالد مصطفى البارزاني ، الذي وضع شروطه لوقف اطلاق النار ، التي كان اهمها :

إقامة منطقة ادارية خاصة تتكون من اجزاء العراق ، التي يسكنها الكورد ، وكذلك تمثيل الكورد في الحكومة العراقية ، والاعتراف باللغة الكوردية لغة رسمية واجراء الاصلاحات الاقتصادية في كوردستان . انها كانت اول خطة واقعية لحل المسألة الكوردية في العراق ما بعد الانتداب .

1944 بدأت المفاوضات الرسمية بين قيادة الثوار والوفد الحكومي العراقي ، يترأسه ماجد مصطفى ، وانتهت مفاوضاته مع الخالد مصطفى البارزاني بعقد اتفاقية تنظر في اطلاق سراح جميع الاسرى من الثوار ، وبقاء السلاح والذخيرة بحوزة العشائر ، وتزويد المناطق الكوردية بجميع المؤن الغذائية الضرورية . واستبدال الموظفين العرب في كوردستان بالموظفين الكورد ، واخيرا منح الحكم الذاتي للمنطقة الكوردية في حقل الثقافة والتعليم وفتح المدارس والمستشفيات .

لم توافق الحكومة على جميع مطالب الخالد البارزاني قبل ذلك بوقت قصير ، تاركة اهمها مطلب تطبيق الحكم الذاتي واجراء الاصلاحات الاقتصادية . الا ان الاتفاقية وبهذا الشكل كان بوسعها ان تصبح خطوة الى الامام في حل المسألة الكوردية في العراق ، لان السلطة اقدمت وللمرة الاولى على اجراء مفاوضات مع الكورد بعد ان اعترفت بهم قيادة الجانب الاخر ، وتخلي البلاط الملكي عن نهجه الشوفيني في المسألة الكوردية ، وكانت تحظى في هذا الشأن بدعم كامل من انكلترا . ولما اضطرت الحكومة على اجراء المفاوضات مع الكورد ، فانها كانت تضمر شرا او لم تترقب سوى اللحظة المناسبة للتنكيل بالكورد . كما ان الخالد مصطفى البارزاني وانصاره لم يكونا يثقان بحكومة بغداد .

ربيع 1944 رفض البرلمان وعبد الاله وصي الملك الاتفاقية مع الخالد البارزاني ، واخذ الموقف يتوتر من جديد ، لكن حكام بغداد وجدوا انه ليس في اوانه خرق التوازن المتأرجح في العلاقات المتبادلة مع الكورد ، وربما لم قوى المعسكر المعادي للكورد كافية لتكون قادرة معها على خوض عمليات مؤثرة ضد الثوار الكورد .

آذار 1944 توجه نوري السعيد مع ماجد مصطفى الى الشمال بغية عدم السماح بانفجار جديد ، وحيث تحدث نوري السعيد عن حبه للسلام وعن استعداده للاتفاق مع الكورد (معيدا الى الاذهان في الوقت ذاته اصله الكوردي) لكنه لم يحقق نجاحا ملحوظا .

شباط 1945 تشكلت جمعية الحرية بقيادة البارزاني الخالد وشكلت لها خلايا في جميع ارجاء كوردستان ، كما عملت الكثير لتوحيد قوى المقاومة الكوردية . وتم ضمان الدعم من جانب المنظمات الكوردية السياسية ذات الاتجاه الديمقراطي مثل هيوا ، شورش وغيرهما .

اواسط تموز 1945 تمركزت في شمال العراق مجموعة ضاربة للجيش العراقي بقيادة اللواء الانكليزي رينتون ، ووقعت في مواجهتها قوة البارزاني الخالد التي كانت تبلغ 4 الى 5 الاف مقاتل ، لكنها كانت تحظى بتأييد شعبي شامل ، 7 آب شنت القوات الحكومية هجومها من جهة راوندوز .

ابدى الكورد في البداية مقاومة ضارية وناجحة ، التي تحولت الى هجوم مضاد في محور الموصل ، اربيل كركوك . وشكلت تهديدا على الحقول النفطية ، مما دفع بغداد ولندن الى تعبئة قواهما كافة لصد الكورد ، باشرت الطائرات بقصف جوي مكثف للمراكز السكانية ، ولم يكن لدى الكورد ما يواجهون به هذه الطائرات ، وتكبد السكان الابرياء خسائر فادحة .

نهاية ايلول 1945 تمكنت القوات العراقية والانكليزية من ايجاد تفوق في القوى ، مما ارغم الثوار الكورد على وقف مقاومتهم . اما الخالد مصطفى البارزاني فقد عبر مقاتليه وحوالي 10 الاف من افراد عشيرته البارزانيين الحدود الايرانية ، الى كوردستان ايران .

اعقب ذلك اعمال اضطهاد شديدة ضد المناضلين النشطاء في سبيل حرية الكورد في العراق .

بعد مضي الوقت راح رئيس الوزراء العراقي توفيق السويدي في مسعى منه الى التشهير بالثورة الكوردية والتقليل من شأنها في دورة الجامعة العربية في القاهرة 22- آذار- 1946 : جزء من كلامه : لاتوجد اية حركة كوردية في العراق .

ان الخالد الملا مصطفى البارزاني استلهم في نضاله مــُثل الديمقراطية ومعاداة الاستعمار وتوحيد الشعب الكوردي ونيله الاستقلال ليس على طريق الاستقلال القومي فحسب ، بل وعلى طريق التحرر الاجتماعي وبمساعدة الوسائل الثورية (في ظروف كوردستان المجزأة والمستعبدة بالوسائل الثورية- العسكرية) .
-----
(اول انتفاضة شعبية عامة وللمرة الاولى في تاريخ كوردستان العراق) .

التي ذكرها لازاريف في كتابه ، ومنها المعلومات مستقاة

المسألة الكوردية 1923- 1945********** النضال والاخفاق

م . س . لازاريف***************************** ترجمة : د- عبدي حاجي

صادرة عن مؤسسة موكرياني للبحوث والنشر ، طبعت في مطبعة مؤسسة ئاراس- اربيل, 2007.
 
عودة
أعلى