أهمية إصلاح النفس

[FONT=&quot]أهمية إصلاح النفس[/FONT][FONT=&quot] (جـ 1).[/FONT]
[FONT=&quot]يحرص الإسلام على إعداد المسلم الصحيح الذى إذا وجد وجدت معه أسباب النجاح والفلاح، فهو كالغيث أينما وقع نفع، وهو كالشمس إن غربت عن مكان فهى تشرق فى مكان آخر،[/FONT]
[FONT=&quot]لقد كان العرب قبل الإسلام رعاة غنم، وأمة مهملة لا قيمة لها ولا وزن فى النظام العالمى القديم، الذى كان يتزعمه الفرس والروم، كانوا فقراء ضعفاء يعيشون على هامش الحياة، وعلى جانب التاريخ[/FONT].
[FONT=&quot] فلما جاء الإسلام غير هذه الأوضاع كلها ، حولهم من رعاة غنم إلى قادة أمم، ومن أمه فقيرة منسية لا تجد ما تأكله إلى أمة ورثت كنوز كسرى وقيصر، وأصبحت تدين لها نصف الكرة الأرضية بالسمع والطاعة، وغيرت مجرى التاريخ،.[/FONT]
[FONT=&quot]ولا شك أن إصلاح النفس مدخل إلى كل خير وفلاح، وطريق إلى كل تقدم ونجاح، وهذا يحتاج إلى همة عالية، وإرادة قوية، وصدق فى العزم، وشد للرحال.[/FONT]
[FONT=&quot]لماذا التركيز على إصلاح النفس:[/FONT]

[FONT=&quot]أولا [/FONT]
[FONT=&quot]ً : لأنه تكليف إلا هى من الله -عز وجل- لكل مسلم ومسلمة حتى يقى نفسه من عذاب النار يوم القيامة، يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة)([FONT=&quot][1][/FONT]).[/FONT]
[FONT=&quot] وهل تكون وقاية النفس والأهل والأولاد من النار إلا بالإصلاح والتغيير، فالإنسان بين أمرين إما إصلاح وجنة، وإما إهمال ونار، وغضب الجبار.[/FONT]
[FONT=&quot]ثانياً[/FONT]
[FONT=&quot] : إن إصلاح النفس هو سبب الفلاح فى الدنيا والآخرة، فقد وضع الله سبحانه وتعالى ميزانا للإنسان إن سار عليه عاش حياة طيبة، وإن خالفه تقلب بين القلق والشقاء، قال تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)([FONT=&quot][2][/FONT]).[/FONT]
[FONT=&quot]ثالثا[/FONT]
[FONT=&quot]ً : نركز على إصلاح النفس لأنه هدف من أهداف البعثة المحمدية، فجعل الله -سبحانه وتعالى- التزكية قبل التعليم، وذلك لأهمية الإصلاح ومنزلته فى مقام التعليم.[/FONT]
[FONT=&quot]قال تعالى: (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)([FONT=&quot][3][/FONT]).[/FONT]
[FONT=&quot]رابعاً[/FONT]
[FONT=&quot]: نركز على إصلاح النفس لأنها أهم خطوة فى إصلاح المجتمع، فالإصلاح لا يأتى من الخارج، وإنما يأتى من داخل الإنسان، من النفس قبل الجسد، ومن الجوهر قبل العرض، ومن المضمون قبل الشكل، فإصلاح المجتمع بإصلاح لبناته، وتغيير المجتمع بتغير أفراده. قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)([FONT=&quot][4][/FONT]).
[/FONT] [FONT=&quot] إن الله لا يغير ما بقوم من الكرب، حتى يغيروا ما بأنفسهم من الذنوب، فلا يكون التغيير إلا بعد التغيير، فلا تغير للمجتمع إلا بتغير الأفراد، ولا تغيير للأفراد إلا بإصلاح النفس وتزكيتها.[/FONT]
[FONT=&quot]خامساً:[/FONT]
[FONT=&quot] نركز على إصلاح النفس لأن إهمالها خسارة لا تعوض، وهو الخسران المبين قال تعالى: (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين)([FONT=&quot][1][/FONT]).[/FONT]
[FONT=&quot]فماذا يستفيد الإنسان إذا ربح أموال العالم كله وخسر نفسه، لقد خسر كل شيئ، وما تنفعه أموال العالم فى شيئ، وذلك هو الخسران المبين.[/FONT]
[FONT=&quot]سادساً:[/FONT]
[FONT=&quot] نركز على إصلاح النفس لأن بعض الناس يعتنون بالجسد على حساب الروح والنفس، ويهتمون بالمظهر ويتركون الجوهر، يشغلون أنفسهم بمتطلبات الجسد من الطعام والشراب، والملبس والمسكن والمركب ، وقضاء الغريزة والشهوة، ويهملون حظ النفس من الإصلاح، والروح من العبادة.[/FONT]
[FONT=&quot]والإنسان الحقيقى يقاس بنفسه لا بجسده، وبصلاحه وتقواه، لا بشكله ومظهره، وقديما قال إبو الفتح البستوى:[/FONT]
[FONT=&quot]يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته أتطلب الريح مما فيه خسران[/FONT]
[FONT=&quot]أقبل على النفس واستكمال فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان[/FONT]
[FONT=&quot]سابعاً:[/FONT]
[FONT=&quot] نركز على إصلاح النفس ليهدأ الإنسان من الصراع الداخلى، فلقد خلق الله الخلق على ثلاثة أقسام، قسم ركب فيه العقل وهم الملائكة، وقسم ركب فيهم الشهوة وهم الأنعام، وقسم ركب فيهم الاثنين معاً وهم البشر، فالملائكة مفطورون على الطاعة، والمعصية لا تأتى على خاطرهم، والأنعام غير مكلفة لأن الله لم يركب فيها العقل.[/FONT]
[FONT=&quot]وبقى الإنسان يعيش فى صراع بين ما يمليه عليه عقله من الطاعة، وبين ما تجره إليه شهوته من المعاصى والذنوب، ويظل الإنسان فى هذا الصراع المستمر من القلق والتوتر ، ولا يشعر بالراحة إلا إذا انتصر بعقله على شهوته، فأصلح نفسه بمنهج الله، فيشعر بالطمأنينة والأمان.[/FONT]
[FONT=&quot] قال تعالى: (فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)([FONT=&quot][2][/FONT]).[/FONT]
[FONT=&quot] ثامنا: نركز على إصلاح النفس لأنها لون من الجهاد، فمن لم يستطع مجاهدة نفسه فكيف يجاهد الأعداء، وجهادها صعب، حيث إنه يحتاج إلى فطام وقمع عن الشهوات، وكلاهما ثقيل على النفس، ويحتاج إلى صبر ومصابرة ، وجهاد واجتهاد.[/FONT][FONT=&quot]قال البوصيرى:[/FONT][FONT=&quot] والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم[/FONT]
[FONT=&quot]والنفس راغـبـة إذا رغـبـتـهــا والنفس من شرها فى مرتع وخم[/FONT]​
[FONT=&quot]وقال البوصيرى أيضا: وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم[/FONT]
[FONT=&quot]ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً فأنت تعرف كيد الخصم والحكم[/FONT]
[FONT=&quot]فمخالفة رغبات النفس جهاد كبير لأنه عدو داخلى لا يفطن إليه كثير من الناس وهى عدو جاهل أخطر من العدو العاقل[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]

[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT]) سورة الزمر الآية (15).[/FONT]

[FONT=&quot]([FONT=&quot][2][/FONT]) سورة طه الآيتان (123-124).[/FONT]

[FONT=&quot]([FONT=&quot][1][/FONT]) سورة التحريم الآية (6).[/FONT]
[FONT=&quot]
([FONT=&quot][2][/FONT]) سورة الشمس الآية (7-10).
[/FONT]

[FONT=&quot]([FONT=&quot][3][/FONT]) سورة البقرة الآية (151).[/FONT]

[FONT=&quot]([FONT=&quot][4][/FONT]) سورة الرعد الآية (11).[/FONT]
 
اصلاح النفس مدخل الى كل خير مثل ما قلت وطريق الى كل نجاح
والغزالي ذكر بكتابه اقسام خلق الله . الانسان هو المعرض للعيش في صراح بين ما يمليه عليه عقلهوما تريده شهواته.. فهون لابد لاصلاح النفس
فالنفس امارة بالسوء
-------
موضوع رائع جدا .شكرا لك حامل المسك .. بانتظار الاجزاء الاخرة من اصلاح النفس
المكاشفة والمعاهدة والمراقبة والمحاسبة والمعاقبة والمجاهد في اصلاح النفس
 
كل الشكر لالك اخي حامل المسك على التوعية والتدبر
بالانتظار
بارك الله فيك
والله يجزيك الخير
 
مشكور اخي العزيز على الطرح القيم والمفيد
 
تأتي اهمية اصلاح النفس لان الانسان هو نواة المجتمع و هو بداية سلسلة مترابطة في الحياة فأذا ما اصلحت النفس سوف تؤثر ايجابيا على الاصلاح الاجتماعي بما يدفع بعجلة التقدم بما يرضاه الله قدما ...
جزاك الله كل خير حامل المسك و رزقك الفروس الاعلى ...
 
عودة
أعلى