Kurd Day
Kurd Day Team

أتدري يا أستاذ قاسم ما الأسباب التي تجعل من الطائفة الدرزية والمسيحية والعلوية أن تتحفظ بالمشاركة في التظاهرات الشعبية في سوريا وتعلم علم اليقين
أنها لذات الأسباب التي تعرفها وأن نفس العقلية الإقصائية المنكرة للآخر يسير التظاهرات في الشارع السوري التي يتحسس منها الكرد أيضاً فإذا كان الدرزي والعلوي والمسيحي وهم من العرب يخشون من أن ترهن مصيرهم ويبقوا أسرى فكر وثقافة التيار الإسلامي الوسطي والتكفيري وأن يضطهدوا وينكر عليهم هويتهم الثقافية باسم الأغلبية السنية مستقبلا لذا يكون من حقهم الطبيعي التشكك في نوايا الآخر وأن لا يتغيروا ويسعوا الحفاظ على الهوية الثقافية وشخصيتهم التاريخية بأي ثمن بسبب ذاك الآخر علما بأن تلك الثقافات قد حافظت على ذاتها منذ سالف الأزمان وفي ظروف اشد مما يجري على ساحة وطننا سوريا و ربما هوالآن من حقهم أن يأبوا القبول بفكر وثقافة الذوبان في بوتقة ثقافة الأغلبية السلفية . فالكرد مثلهم أيضا يخشون من الذهنية البدوية العروبية والدينية السلفية التي هي ذات أغلبية التي تنكر على الآخر كل شيء وبراد لهم أن يكونوا من الموالي والآخر سيد وأن تلك الذهنية والمنهج العنفي والاستعلائي يشهد له التاريخ وأنتم سيد العارفين .
مرة ثانية … للأستاذ فيصل وإلى الذين من هم على نفس المنهج القومجي الاقصائي والاستعلائي , سيقبل الكرد بحقوق المواطنة فقط متى ما أنكرتم على ذاتكم شخصيتكم الثقافية و أصبحتم على شاكلة ونمط وثقافة وذهنية الإنسان في الدول الأوربية من حيث الديمقراطية واحترام الآخرين ممن يخالفكم الثقافة والقومية والفكر وتخلى الكل عن ثقافة العنف والتكفير والإنكار وقبل بمبدأ المساواة في الإنسانية والحياة الحرة واحترم الخصائص والهوية وقبول الرأي الآخر والثقافة الديمقراطية وللعلم لا تبنى دولة المواطنة الحقيقية إلا إذا وجد الجميع فيها أنهم في أمان واطمئنان وامتلك قراره وعاش بهويته الثقافية واحترم حقوقه الفردية فأنت مثلا لا تعطي أي حق مشروع وطبيعي للآخر وتطلب منه أن ينكر ذاته لأجل غاية بكلام يراد له باطل وبحجة أنك أنت الأغلبية أليس للأقلية حق مثلك يا أغلبي .
مرة ثالثة …من حق أي فرد أو جماعة أن يعتز بهويته القومية ويحافظ على ذاته وثوابته وثقافته وأرضه وهذا هو ناموس الطبيعة والآلهة دون إثارة الفتن والعبث بالسلم الأهلي في الوقت الذي غير مسموح للآخر بالتقليل من شأن وهوية الآخرين والمس بمشاعرهم القومية والثقافية مهما كان شكل وهوية وعدد هذا الآخر ويعتبر ذلك السلوك العصابي أزمة في الأخلاق وخاصة من قبل من يزعم أنه رسول للديمقراطية طيلة سنوات على منبر إعلامي ذائع الصيت ولكن يبدو أن الذهنية البدوية قد غلبت على التطبع وأن الإرث الثقافي والفكر القوموي ما زال هو الراجح في العقول والأذهان وأي ربيع هذا للشعوب العربية ..؟ فإذا كان أمثال هذه النزعة هم منظروها ونخبها المستقبلية فلن يكون بوسعهم سوى استبدال الصنم بالصنم والمستبد بالمستبد….مساكين يا شعوب العربية ..