كول نار
Kurd Day Team
شراء الذهب من قبل العريس لعروسه كمهر أحد العادات المتبعة منذ القدم في إقليم كوردستان، ولكن بحسب أقول مواطني هولير هذه المدينة في مقدمة المدن الأخرى إهتماماً بالذهب مما خلق المصاعب لشبابها وعائقاً أمام زواج العشاق.
مطالبة أهل العروس لكمية كبيرة من الذهب من "محمد" البالغ من العمر 24 عاماً أرغمه على ترك الفتاة التي إختارها كزوجة، فيقول:" إتفقت مع الفتاة على كل شيء، بتقديم 60 مثقال ذهب لها، ولكن عائلتها طالبت مني شراء 120 مثقال ذهب و تقديم 3 آلاف دولار لإبنتهم، إلا إني لم أتمكن من تلبية طلبهم فتركتها."
ثم تابع:" هذه عادات مواطني هولير وبشكل خاص التركمان منهم يطالبون بكمية كبيرة من الذهب كمهر لفتياتهم، يعتبر هذه العادة أحد المصاعب التي تواجه الشباب وخاصة الفقراء منهم."
كما أضاف قائلاً:" فقدت الأمل بتلك الفتاة وحالياً أرغب بخطبة فتاة أخرى، أتمنى أن لا تطلب هي الاخرى الكثير من الذهب".
أصبح الذهب المقدم محل المهر عائقاً أمام حب وعلاقة "محمد وسوزان" المستمرة منذ 4 أعوام، محمد استاذ ويبلغ من العمر 26 عاماً، يقول:" لم يكن يراودني شك بانه سيقف الذهب عائقاً أمام حبي لسوزان ويمنع زواجنا، أتمنى لو كنت شاباً غنياً، فقط من أجل أن أقدام الذهب الكثير لها."
ثم تابع قائلاً:" تقدمت لخطبتها 5 مرات ولكن دون جدوى، كانت عائلتها تطالبني بتقديم 150 مثقال ذهب كمهر، ولكنني لم أكن أملك نصف ذلك الكمية، مما أدى بهم إلى زواج ابنتهم بشاب غني، الامر الذي أثر على نفسيتي بشكل كبير."
تحدث "الحاج سفين" الصائغ منذ 32 عاماً في مدينة هولير، أن تقديم الذهب شرط أساسي للزواج في هذه المدينة " مقارنة بالمدن الكوردستانية الآخرى مواطني هولير الأكثر إهتماماً بالذهب، قبل أسبوع إشترت احدى العروسات (كيلو ونصف من الذهب)."
كما أضاف ذلك الصائغ بانه لديهم زبائن مشكلين، ويشاهدون أمور غريبة:" في أحد المرات بسبب نقص 5 مثقالات من الذهب الذي قام بتقديمه بيت العريس، قررت والدت العروسة إنفصال ابنتها."
ثم تابع الحاج سفين قائلاً:" سعر الذهب في تزايد مستمر، مما يخلق المصاعب على عاتق الشباب، ومن جانب آخر يرفض عائلات الفتيات تزويج بناتهم بكمية قليلة من الذهب المقدم بدلاً عن المهر."
"تافكة عبدالله" تبلغ من العمر (25 عاماً) وتسكن مدينة هولير تقول ان عائلتها رفضت الكثير من المتقدمين لخطبتها بسبب عدم تمكنهم من تقديم كمية كبير من الذهب لي " أنا شخصياً أرضى بكمية متوسطة من الذهب، أي 25 مثقال فقط، إلا أن عائلتي تطالب بكمية كبيرة."
ثم أضافت تافكة:" رفضت عائلتي الكثير من المتقدمين لخطبتي بسبب الذهب رغم إنني كنت راضية، لاأستطيع الوقوف بوجه عائلتي، ولكن ليست جميع العائلات تفكر بهذه الطريقة، لدي صديقات تزوجن بخاتم واحد فقط."
أما "جوان" البالغة (44 عاماً) إحدى الأمهات اللواتي يطالبن بكمية كبيرة من الذهب، حيث طالبت من عريس ابنتها (80 مثقال) ذهب، لانه بحسب قولها تخدم مصالحة حياة البنت فتقول:" طالبت الكثير من الذهب بإصرار، لانني كنت متاكدة بان الشاب يستطيع تقديمه، من جهة آخرى كان هدفي هو الإستفادة من ذلك الذهب في المستقبل بفتح منزل مستقل لهما." كما أضاف بانه من عادات مواطني هولير أن يدفعوا كمية كبيرة من الذهب للعروس.
تحدثت المختصة الإجتماعية "سوزان طه" لوارفين عن هذه الظاهرة قائلة:" يعود المطالبة بكمية كبيرة من الذهب كمهر إلى إعتقادهم بأنه يمنح عزة النفس وإعتبار للفتات أمام الأهل وصديقاتها"، ثم أضافت:" لا يقيس عزة نفس وإعتبار الإنسان بوجود بالذهب الكثير".
من جهة آخرى رجعت تلك المختصة شراء الذهب بكمية كبيرة إلى أنه يصبح كضمان للفتات من اجل عدم إستغناء الرجل عنها بسهولة.
تحدثت سوزان عن النتائج التي تلقي بثقلها على عاتق المتزوجين من الناحية الإقتصادية والإجتماعية " تأثر هذه الظاهرة بشكل سلبي على المتزوجين وخاصة الفقراء منهم، لانه ربما يقوم الشاب بإقراض المال من أجل شراء الذهب، مما يضطر بعد ذلك إلى بيعها لسداد الديون، فيخلق المشاكل الإجتماعية ويأثر على نفسية الفتاة بعد بعد ذلك."
كما أضافت:" ينبغي على عائلة الفتاة أخذ سعر الذهب في الأسواق بعين الإعتبار، وأن لا يطالبوا بكمية كبيرة منه، بل ينبغي عليهم الإهتمام بشخصية الشب."