جوان
مراقب و شيخ المراقبين


تراقب الدوائر السياسية الاسرائيلية ما يجري في سورية بحذر بالغ, إذ يسود الاعتقاد لدى الأكثرية ان بقاء نظام بشار الاسد يصب في صالح الامن القومي الاسرائيلي, وان الاطاحة به قد تشكل تهديداً غير مسبوق على استقرار جبهة اسرائيل الشمالية, التي تعتبرها حكومات تل ابيب المتعاقبة من اكثر الجبهات الهادئة منذ حرب اكتوبر العام 1973, فيما يرى فريق آخر من الأكاديميين الاسرائيليين, ان التعويل على بقاء الاسد للحفاظ على هدوء جبهة اسرائيل الشمالية ليس مضموناً, سيما ان الأخير يستغل هذا الهدوء غطاء لتمرير برنامجه النووي, الذي سبق وقصفته اسرائيل في منطقة دير الزور بحسب تقارير غربية, معتبرين أن فرص سيطرة الاخوان المسلمين على سورية ما بعد الاسد ضئيلة للغاية.
وبحسب صحيفة "يديعوت احرونوت", رأى المستشرق الاسرائيلي خبير الشؤون السورية موشي ماعوز ان "الحلبة السياسية في اسرائيل باتت على قناعة بنظرية: من تعرفه افضل من غيره", سيما ان هناك فرصة للتوصل الى تسوية مع الأسد, على خلفية ميوله العلمانية.
واعتبر ان السيناريو الاكثر سوءاً, الذي قد تؤول اليه الامور بعد سقوط نظام الاسد, هو بزوغ نجم جماعة الاخوان المسلمين السورية, واحتلالها للمقاعد الامامية في النظام الجديد, الامر الذي يحول دون التوصل الى تسوية سلمية بين دمشق وتل ابيب, مشيراً إلى ضرورة بقاء الأسد للحيلولة دون زعزعة استقرار امن الدولة العبرية.
من جهته, قال البروفيسور غوشوع لنديس الخبير العالمي في الشأن السوري, ورئيس تحرير مدونة "syriacomment.com", "انه من خلال وجهة النظر الاسرائيلية, يعتبر بشار الاسد ثروة ثمينة لاسرائيل".
وأوضح لنديس الذي أقام لسنوات طويلة في سورية, ويعلم جيداً واقعها السياسي, ان سقوط نظام بشار يعد خسارة فادحة للدولة العبرية, مشيراً إلى أن "اندلاع حرب أهلية في سورية سيفتح الباب امام نمو مليشيا راديكالية او تنظيم اسلامي مقابل نظام ديمقراطي ضعيف".