تاريخ الاستشهاد: خريف 1989 ايالة بوطان منطقة كابار
زهرة الخلاص والحرية وشعلة تهدي الى النصر
ولدت الرفيقة دجلة وترعرت ضمن عائلة متوسطة الحال في منطقة من كردستان، ذات تاثيرات عشائرية واقطاعية، عائلة كغيرها من عائلات المنطقة محافظة، مغلقة داخليا، منعزلة خارجيا، تعرفت على الحزب في الثمانينات وعقدت علاقاته مع الحركة، مما افسح المجال لأبنائها بأن ينموا ويكبروا بين رفاق الحزب وكانت الرفيقة احد ابناء العائلة التي نمت فيها الروج الوطنية بقوة منذ بواكير عمرها بالرفاق والحزب قلبا وروحا.
انضمت بالصفاء الى فكرة الحزب لاستقلال كردستان حتى لحظة استشهادها إنما هي ليست أول شهداء منطقتها، بل هي الشهيدة الاولى التي انتفضت ضمن الظروف الصعبة بجوهرها الصافي وارتباطها الجدي بالحزب. ان ذكرى الرفيقة يتم بتذكر ايمانها القوي بالخلاص والحرية ما يخلقه من روح التضحية والفداء لدى كل انسان فاستشهادها كان انفجارا صاعقا للفداء الذي حملته لكل انسان شريف وطني مرتبط بالاستقلال والحرية، الذي سقته الرفيقة بدمها الزكي تعبيرا عن ارتباط كل الشعب الكردي الكردستاني، ضمنها النساء الكردستانيات حتى النهاية بهذه الارض المقدسة. ان روح الاندفاع والحماس التي اكتسبتها الرفيقة في حياتها جعلتها مرتبطة بالحزب ابدا، ولم يدخل اليأس والتردد في اتخاذ القرارات بشان النضال الثوري في نفسها رغم الصعوبات التي لاقتها نيتجة التاثيرات العشائرية الموجودة في المنطقة، مما ارغمها على الابتعاد عن ممارسة الفعاليات الثورية، الا ان تفكيرها السليم في الخلاص من تلك الحياة العبودية والتي هي الموت بالنسبة لكل فتاة عشقت الحياة بمعناه الصحيح، والتي تتمثل في حركة التحرر الوطنية الكردستانية واستمرت مقاومتها ضد الافكار الرجعية حتى عام 1987 الى ان انضمت الىالحزب وتوجهت الى اكاديمية معصوم قورقماز العسكرية لتنال قسطها من التدريب الثوري، وشاركت في فعاليات الدورة من الناحية العسكرية والسياسية والشخصية لتصل الى الشخصية الثورية والى خصوصيات الكادر الحزبي القادر على التوجه نحو ساحة الحرب الساخنة حيث هناك يستطيع المرء ان يمنح وطنه ما يملك، ألا وهو روحه الطاهر. بذلت الرفيقة كل جهودها للوصول الى تلك الشخصية وتصلب شخصيتها في النضال ، واستطاعت ان ترفع من وتيرة النضال في منطقة فعالياتها على رغم كل ما واجهتها من صعوبات، ولذا استحقت شرف التوجه نحو ساحة الوطن وتحققت رغبتها المتكررة دائما، وفي ساحة الوطن استطاعت الرفيقة أن تثبت أن النساء الكردستانيات قادرات على خلق المعجزات وفي جميع الساحات والظروف، فحتى استشهاد الرفيقة دجلة يعني الحياة بمعناها، الشامل والعميق فصنعت من الموت حياة خالدة، وعرفت كيف تستشهد في المكان والزمان المناسبين وابت ان تحيا حياة اشبه بالموت كما تعيش معظم نساء منطقتها.
ونحن الثوريين مثلما نعرف كيف نصنع الحياة، نعرف ايضا كيف ومتى يجب ان نستشهد، ونعلم كيف نرسخ شخصية الشهداء في ذاتنا، فالثورة لا بتخل بأبنائها العظام في سبيل حرية واستقلال الوطن، وتلبية المهام المرحلة والثوار على أهبة الاستعداد لتلبية الفداء والقيام بواجبهم التاريخي، تم اثبات هذه الحقائق في شخصيات شهداء ثورتنا التحررية الوطنية بترسيخ الشخصية الحزبية والوصول الى خط الحزب وتمثل الرفيقة دجلة احدى تلك الشخصيات.
وارتباطنا بشهداء الثورة والحزب هو سيرنا على دربهم، فعهدا لشهداء ثورتنا ان نسير بخطوات راسخة لتلبية الشعار المرحلة والمهام التاريخية.
*عهدا للحزب والقيادة الحزبية ان نستعد للانتفاضة الشعبية
*كل شيء من اجل انشاء سلطة الديمقراطية الشعبية
*ستظل الرفيقة دجلة شعلة تنير درب نضالات المراة الكردستانية
*سنحيي ذكرى الرفيقة دجلة في نضالات اقامة الديمقراطية الشعبية
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.