جوان
مراقب و شيخ المراقبين

كشفت اوساط حكومية بريطانية في لندن امس النقاب عن "وجود اتجاه قوي لدول الاتحاد الاوروبي الى قطع علاقاتها الديبلوماسية والتجارية والاقتصادية مع النظام السوري والى سحب سفرائها من دمشق وطرد السفراء السوريين الى بلدهم وذلك مع تصاعد استخدام الجيش والاجهزة الامنية التابعة لنظام البعث القوة المفرطة وغير المبررة ضد ثوار المدن الذين يتزايدون يوما بعد يوم في مطالبتهم برحيل النظام".
وقالت الاوساط ان اتخاذ الدول الاوروبية وعلى رأسها فرنسا وايطاليا والمانيا هذه الخطوة الديبلوماسية السلبية حيال سورية, "سيحرج الموقفين الاميركي والبريطاني اللذين مازالا مترددين في بلوغ ادانة الاسد ونظام البعث المستوى الاوروبي, ويحملهما على الانضمام الى حلفائهما الاوروبيين في قطع العلاقات مع دمشق كخطوة اولية للانتقال الى فرض عقوبات اكثر قساوة كما حدث للنظام الليبي".
وقالت الاوساط البريطانية ل¯ "السياسة" في لندن امس ان "مزاج الحكومة البريطانية, وربما الادارة الاميركية كذلك, بدأ يتغير مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين في صفوف المتظاهرين في سورية والذي يشبه عدد القتلى في ليبيا واليمن, وبالتالي فإن دايفيد كاميرون وباراك اوباما لن يكونا لمدة أطول قادرين على التغطية على ارتكابات النظام السوري حتى ولو ارادا ذلك".
ونقلت الاوساط عن تقرير ديبلوماسي بريطاني ورد الجمعة الماضي من دمشق قوله "ان كل مدني يسقط برصاص قوى الجيش والامن البعثية في سورية الان هو بمثابة مسمار اضافي في نعش النظام, ويدفع نحو تعاظم التنديد الدولي بهذا النظام اكثر فأكثر, تماما كنهج التهديدات السابقة للانظمة التونسية والمصرية والليبية التي ادت الى اسقاطها بسرعة".
وفي واشنطن, نقل احد قادة اللوبي اللبناني عن مسؤول في مستشارية الامن القومي الاميركي قوله ان "تركيا والاردن والعراق ولبنان ليست قادرة على ضبط حدودها مع سورية لمنع تهريب الاسلحة المتدفقة اليها وان نظام الاسد يتهم دولا اوروبية وعربية بالوقوف وراء تدفق هذه الاسلحة رغم عدم استخدامها حتى الان والتثبت من صحة مزاعم هذا النظام".
وقال المسؤول الاميركي ان اتهامات سورية ل¯ "تيار المستقبل" بمساعدة الثوار على اطاحة نظام البعث عبر ارسال اسلحة واموال اليهم "لا أساس لها من الصحة اذ ان هذا التيار السني الواسع في لبنان ليس بحاجة الى تهريب السلاح ودعم المتظاهرين, فهناك جهات اكثر ضلوعا في ما يحدث في سورية تقوم بهذه المهمة وليست بحاجة الى كميات محدودة من السلاح من الحدود اللبنانية المراقبة بدقة من السلطات السورية".
واكد المسؤول القومي الاميركي ان "الأمور ستتغير بسرعة لصالح الثوار السوريين بعد نقلهم المعركة (التظاهر) الى قلب العاصمة دمشق التي مازالت السلطات البعثية تمسك بها بقبضة من حديد, رغم تظاهرات متواضعة في بعض ضواحيها يجري قمعها بوحشية اكبر".
وقال المسؤول ان "العنصر الثاني الذي مازال لصالح النظام البعثي حتى الان هو "عدم حدوث حالات انضمام مهمة لكبار ضباط الجيش والامن والاستخبارات الى الثوار او انفصال فرق عسكرية بكاملها عن النظام الى جانب الثوار, كما انه لم يبلغ حتى الان عن وجود رفض لاي ضابط او جندي في استخدام السلاح الحي ضد الثوار الا في ثلاث او اربع حالات في درعا وبانياس وحمص, الا ان الامور قد تتغير بسرعة متى اتخذت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي موقفا واضحا ضد الاسد شبيها بالموقف ضد القذافي".