الفنان التشكيلي السوري أكرم زافي مقيما معرضه الأول في بيروت

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع A•Y•A
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
الفنان التشكيلي السوري أكرم زافي مقيما معرضه الأول في بيروت -الملك موضوع اللوحة سلطة وتاجا


869.jpg


اختار التشكيلي السوري زافي موضوع ((الملك)) للوحته التي علقها في معرضه البيروتيّ في الأونيسكو، نظرا إلى جاذبية شخص الملك وكل ما يدور في فلكه من تفاصيل وجودية وفراغات وغموض . يبتعد زافي عن التفسيرات العقيمة والتأويلات، مستندا إلى موهبته وإحساسه، مشددا على العلاقة المتينة التي تربطه بالريشة واللون فيصبح" المرسم "عالما خاصا بمنأى عن العين الناقدة . ثمة داخل كل إنسان ملك أو ربما نزعة قيادة وان ضمن دائرة ضيقة .لذا يرى زافي أنه الملك المتعلق بالتاج المشع بريقا بقوة رغم بساطة حامله. للتاج كينونة خاصة استدعت مجموعة من الأعمال بألوان مختلفة تبعث الحزن حينا والأمل أحيانا ، لكنها تعكس ما في الذات الإنسانية للفنان الذي يترجم فرحته وحزنه وغضبه بخطوط محددة ، ينتظر ويتأمل ويستريح متكئا على وجوه غريبة وجميلة خائفة ، لكنه لا يلغي تصوره الواقعي على الأقل في تموجا ت الخلفية التي تحيط بشخوص اللوحة. تبدو الخطوط بسيطة ،إلا أن زافي عمل على قاعدة الفعل الذي يثير الدهشة بحسب تعريفه للأشياء المتراكمة حوله، كمن يرسم سيرة حياة.

عن هذا التراكم يقول: لكل لوحة معنى وتجسيد لحالة ووضعية معينة يعيشها إنسان ما في مختلف مراحل حياته واكتسابه المراكز وتفاعله مع كل منها . ما أقدمه يتميز عن باقي أنواع الرسم ولا أستند إلى مدرسة محددة أرسم بالفطرة ولم أتبع أي دراسة أكاديمية . الفكرة هي ترجمة اللاوعي ، والموهبة كافية بحسب زافي قائلا : حين ادخل المرسم كمن يدخل عالما خاصا . تركيزي كله على القماشة البيضاء التي تنتظر ألوانها المختلفة حيث أضع فيها كل ما اختمر في رأسي من صور ، ولا أحدد فكرة بذاتها إذ لا أضع نفسي ضمن قواعد ثابتة .

أعتمد على موهبتي في هذا المعرض ركزت على التاج عنوانا ، لكن لدى وضع الخطوط لم أحدد فكرة وشكلا .

لكن هل تكفي الموهبة من غير تدعيم بالدراسة ؟ يجيب : في رأيي الموهبة تكفي ، وإلا ما رأيتني هنا اليوم بعد مسيرة طويلة بين الألوان بدأتها عام 2001 بمعارض فردية في سورية ولندن وهولندا . أعتقد أن خبرتي رسخت حضوري ، وأي نقد في هذا الإطار لا يعنيني طالما أنا مقتنع بقدراتي . ثم إن الحياة تستحق أن نجازف فيها كي نترك بصمتنا راسخة في ذاكرة من يتقبلنا ومن يرفضنا في آن واحد . رأي النقاد لا يعنيني لأنه لن ينتقص من فني ولن يلغيه ، حتى لو كان ايجابيا لن يضيف شيئا ، ما يهمني هو تفاعل المتابعين لأعمالي وأعتبره رصيدا لا ينضب .

لكن لما التناقض في الألوان؟ إذ تنتقل العين من الأسود إلى البرتقالي الصارخ ؟

يوضح زافي : أي عمل هو تعبير عما في داخل الفنان قد يتفجر إيجابا أو سلبا ، مفرحا أو سوداويا وأكثر ما أخشاه الوقوع في فخ التكرار لذا لا استعجل وأمنح نفسي وقتا كافيا قبل العزلة في مرسمي .

يؤكد زافي أنه لا يقارب السياسة . إلا إن أعماله تصب في الواقع العربي ولا ينفي أنها ترجمة لغضب متراكم تعيشه الشعوب العربية فما يحصل في العا لم يحدد خطوطه الآنية التي يمنحها عنوان (( يكفي دمارا للإنسان))وإذا استطلعنا الأشكال الماثلة نلمس في الرؤوس المقطوعة والنزف والانقسام والانحناء تحت ثقل الانتظار ثورة لا يريد تأكيدها ، إذ يصر على أنه فنان فقط ومكانه بين الألوان . يذكر أن زافي يعرض أعماله لأول مرة في بيروت بدعوة من وزارة الثقافة
870.jpg




 
عودة
أعلى