قبل أيام ذهبت لأقوم بواجبي وأعزي صديقة لي فقدت أباها.
دخلت إلى منزل العزاء وجلست وأنا حزينة، صامته أفكر في هذه النهاية الحتمية لأي إنسان.
أتخيل الميت الذي أكن له كل المحبة والاحترام وإلى ما آل إليه، أدعو له بالخفية أن يرحمه الله ويتغمد روحه واسع مغفرته وفسيح جناته.
أبكي بصمت متذكرة كل من فقدت وأبكي على نفسي متسائلة ما إذا كان ربي راضٍ عني.
فوجئت بأصوات الزائرات تقطع تواصلي مع نفسي، أخبارهم الدنيوية تقلل من خوفي وخشوعي، مجاملاتهم التي لا تخلو من النفاق تبقيني في هذه الدنيا الزائلة .حتى أنا أقحمتني المعزيات في هذه الأحاديث السخيفة.
ما اسمك حبيبتي؟ من أين أنت؟ من تعرفين من أهل العزاء؟ متزوجة ؟ ألك أولاد؟ إلى آخره من سيل الأسئلة الذي لا ينضب.
بعد انتهاء الفترة التي قضيتها في بيت الأجر (العزاء) الذي لا يحمل من معناه سوى اسمه. خرجت وأنا في حالة ذهول أتساءل في نفسي: هل فقد الموت رهبته؟ أم أن البشر فقدوا عقولهم ونسوا ما ينتظرهم.