:download:بقلم: سكفان حسين
هل يحق لي السؤال؟
يا ترى أيحق لنا السؤال في مجتمع لم يعودّنا إلا على الأجوبة، في مجتمع كانت غايته منعنا من السؤال، كانت ولا زالت غايته هي إعطاءنا ( الحقيقة ) عن الدين والجنس والخير والشر.
لا يهم، بما أنني أتساءل، فإنني مضطر الي إعطاء الجواب، ولكن اعذروني كوني لن أعطيكم رأيي كباحث بل كإنسان يريد أن يصرخ في مجتمع تتجه فيه العلاقات الاجتماعية إلى اللاإنسانية.
ما لا نستطيع نكرانه، هو أن الانسان أصبح شيئاً، شيئاً لا أكثر، يوضع في ميزان مجتمعي ظالم، قاهر، صارم، لايرحم، لا ينصت للناس كبشر بل كأشياء.
أصبح الإنسان شيئاً يقدر بما يملك من المال والشهادات، ليتحول إلى زوج مثالي، صديق مثالي، شريك مثالي.
يقدر الإنسان بما يملك فقط ، بغض النظر عما يجول في داخله، بغض النظر عن طيبته، بغض النظر عن مشاعره.
أريد أن أقول: ان التشيؤ برأيي من ابرز الأمراض التي يعاني منها مجتمعنا في الوقت الحالي، وهو الخطر الأبرز على مجتمع البشرعموماً.
الكثير من المفكرين تكلموا عن التشيؤ في المجتمع الغربي، لكنني أتكلم هنا عن التشيؤ الشرقي، حيث أصبحت أموالك - بالدرجة الأولى - ثم مهاراتك وقدراتك هي المعبر الأساسي عن شخصيتك.
أتعرف؟ إني أخاف اكتساب المزيد، أخاف قراءة المزيد، بل وحتى كتابة المزيد.
خوفي هو أن تتحول هذه المزايا إلى وزن زائد في ذاك الميزان، وبالتالي يزيد ذلك من طمع الناس بي كشيء، ويقلل من نظرتهم اليّ كإنسان يملك ما هو أعظم من المادة.
يا ترى، أيكون هذا الواقع خطأ، يصعب علينا مواجهته، أم جريمة ارتكبها الناس بحق أنفسهم ؟ لا أدري، ولكني أعرف أنني تحولت الي شيء في ذلك الميزان الذي أكلمك عنه.
أتساءل: أيمكن أن يكون الحل في غض الطرف عن نظرة الناس ألينا كأشياء أم في محاولة تذكيرهم وتعريفهم بماهية الإنسان، بروح الإنسان، بمشاعر الإنسان؟
أيكون الحل في الإبر الصينية التي تمنع الناس من الألم؟
ألا نحتاج إلى نشر مفهوم الإنسان، أن نقلل من حدة التشيؤ على الأقل كي نكون قادرين على أدراك أمراضنا الاجتماعية ثم تشخيصها في محاولة لإيجاد العلاج المناسب لها؟.
يتكلمون عن الطلاق وانحراف الأحداث والبطالة والعنوسة والسحر والشعوذة..الخ، ولكن أليست هذه الأمراض ذات منبع إنساني؟ أليس الإنسان هو الغاية والوسيلة؟.
برأيي دون نشر مفهوم الإنسانية لن ننجح في الوصول الي الغاية ولن نستطيع استخدام الوسيلة أيضاً.
نحتاج أن نذكر الناس بأننا بشر، لنا أرواح، لنا عواطف، ولسنا منتجين للأشياء فقط.
إننا بشر نملك أحاسيس، لا يجب أن نقاس بمدى قدرتنا على شراء منزل أو سيارة أو غيرها من أساسيات وكماليات الحياة.
ان تذكير الناس بأننا بشر - هو الخطوة الأهم برأيي- ولكن، هل سيكون هناك من أحد ينصت إلينا، لا أدري، ولكنها محاولة إنسان متفاءل بأن بذرة خيرة ستنجب سنبلة خيرة، ثم حقلاً خيراً وبالتالي أرضاً خيرة تنعم بالعطاء ويتلاشى فيها التشيؤ شيئاً فشيئاً.
* طالب ماجستير/ علم الاجتماع/ جامعة دمشق
هل يحق لي السؤال؟
يا ترى أيحق لنا السؤال في مجتمع لم يعودّنا إلا على الأجوبة، في مجتمع كانت غايته منعنا من السؤال، كانت ولا زالت غايته هي إعطاءنا ( الحقيقة ) عن الدين والجنس والخير والشر.
لا يهم، بما أنني أتساءل، فإنني مضطر الي إعطاء الجواب، ولكن اعذروني كوني لن أعطيكم رأيي كباحث بل كإنسان يريد أن يصرخ في مجتمع تتجه فيه العلاقات الاجتماعية إلى اللاإنسانية.
ما لا نستطيع نكرانه، هو أن الانسان أصبح شيئاً، شيئاً لا أكثر، يوضع في ميزان مجتمعي ظالم، قاهر، صارم، لايرحم، لا ينصت للناس كبشر بل كأشياء.
أصبح الإنسان شيئاً يقدر بما يملك من المال والشهادات، ليتحول إلى زوج مثالي، صديق مثالي، شريك مثالي.
يقدر الإنسان بما يملك فقط ، بغض النظر عما يجول في داخله، بغض النظر عن طيبته، بغض النظر عن مشاعره.
أريد أن أقول: ان التشيؤ برأيي من ابرز الأمراض التي يعاني منها مجتمعنا في الوقت الحالي، وهو الخطر الأبرز على مجتمع البشرعموماً.
الكثير من المفكرين تكلموا عن التشيؤ في المجتمع الغربي، لكنني أتكلم هنا عن التشيؤ الشرقي، حيث أصبحت أموالك - بالدرجة الأولى - ثم مهاراتك وقدراتك هي المعبر الأساسي عن شخصيتك.
أتعرف؟ إني أخاف اكتساب المزيد، أخاف قراءة المزيد، بل وحتى كتابة المزيد.
خوفي هو أن تتحول هذه المزايا إلى وزن زائد في ذاك الميزان، وبالتالي يزيد ذلك من طمع الناس بي كشيء، ويقلل من نظرتهم اليّ كإنسان يملك ما هو أعظم من المادة.
يا ترى، أيكون هذا الواقع خطأ، يصعب علينا مواجهته، أم جريمة ارتكبها الناس بحق أنفسهم ؟ لا أدري، ولكني أعرف أنني تحولت الي شيء في ذلك الميزان الذي أكلمك عنه.
أتساءل: أيمكن أن يكون الحل في غض الطرف عن نظرة الناس ألينا كأشياء أم في محاولة تذكيرهم وتعريفهم بماهية الإنسان، بروح الإنسان، بمشاعر الإنسان؟
أيكون الحل في الإبر الصينية التي تمنع الناس من الألم؟
ألا نحتاج إلى نشر مفهوم الإنسان، أن نقلل من حدة التشيؤ على الأقل كي نكون قادرين على أدراك أمراضنا الاجتماعية ثم تشخيصها في محاولة لإيجاد العلاج المناسب لها؟.
يتكلمون عن الطلاق وانحراف الأحداث والبطالة والعنوسة والسحر والشعوذة..الخ، ولكن أليست هذه الأمراض ذات منبع إنساني؟ أليس الإنسان هو الغاية والوسيلة؟.
برأيي دون نشر مفهوم الإنسانية لن ننجح في الوصول الي الغاية ولن نستطيع استخدام الوسيلة أيضاً.
نحتاج أن نذكر الناس بأننا بشر، لنا أرواح، لنا عواطف، ولسنا منتجين للأشياء فقط.
إننا بشر نملك أحاسيس، لا يجب أن نقاس بمدى قدرتنا على شراء منزل أو سيارة أو غيرها من أساسيات وكماليات الحياة.
ان تذكير الناس بأننا بشر - هو الخطوة الأهم برأيي- ولكن، هل سيكون هناك من أحد ينصت إلينا، لا أدري، ولكنها محاولة إنسان متفاءل بأن بذرة خيرة ستنجب سنبلة خيرة، ثم حقلاً خيراً وبالتالي أرضاً خيرة تنعم بالعطاء ويتلاشى فيها التشيؤ شيئاً فشيئاً.
* طالب ماجستير/ علم الاجتماع/ جامعة دمشق