جوان
مراقب و شيخ المراقبين
هذه رسالة .. كتبها شخص وهي قصة حقيقية .. يليها تساؤل أتمنى أن تجيبوا عليه :
( إليك .. يا زوجتي الغالية .. هذه الكلمات .. لأخبرك أنني على وشك الرحيل .. لم أرد أن أفارقك وأنت حاضرة .. لا أريد أن أرى دمع عينيك الحزينتين يلهب خديك الجميلين .. وأنت وسط أهلك فرحة بقدوم أخيك من السفر .. تهيئين له وليمة وحفلة رائعة تتخللها الابتسامات والضحكات ..
هذان الخدان اللذان طالما طبعت عليهما قبلات حبي واشتياقي .. وداعبتهما بأصابعي .. لن أسمح للدمع الحارق أن يجرحهما .. أعرف أنك ستكرهينني لقراري .. أعرف أيضا أنني أخلفت وعدي معك .. لكن كل هذا من أجلك أنت .. فأنت تستحقين رجلا أفضل مني .. عيشي معه لتنجبي ولدا كالقمر أو بنتا شقية كوالدها المكسور ..أتذكرين في أول سنة لزواجنا .. عندما كنت أتصرف كالأطفال .. وأطلب مداعبة شعري بالقوة .. وأدس رأسي في حضنك .. وأطلب منك أن تغني لي .. لأنام بسرعة !! أم حين أجهز غرفة الأطفال وأملأها لعبا وعرائس .. فتضحكين قائلة : لم كل هذه العجلة ؟؟ دع ولي العهد .. أو الأميرة الصغيرة يشرفان منزلنا .. وبعدها قدم لهم ما تريد أيها الأب الصالح !!
فأقول وكأنني واثق من ذلك .. سيأتي الطفلان تؤما .. وسأسميهما وليد ولينا .. من الآن لا أريد أية اعتراضات من جانبك يا حرمنا المصون .. وتمر سنة وسنتان وثلاث .. وأشعر بضيق شديد .. لقد تأخر الحمل .. كنت أنظر إليك بأنانية وكأنك المسؤولة عن هذا التأخير .. حتى جاء اليوم الذي عرفت فيه أنني هو سبب المشكلة !!! وبعد أن أجريت فحوصات كثيرة وبعد أن زرت مستشفيات الدنيا .. عرفت أخيرا .. أنه لا أمل .. فكما أن العاقر لا تنجب .. فإن العقيم لا ينجب .. هنا فقط تحطمت أحلامي .. تمزق قلبي وبكى كثيرا .. وسنوات وأنا أشعر بتعاستك رغم مهارتك في إخفائها .. تدعين السعادة وكأنك تملكين الدنيا .. وتنسين أنني حبيبك الذي يفهمك منذ أول ليلة اجتماعنا .. حبيبتي .. أشعر بمقدار حزنك علي .. وحزنك على نفسك .. فإن حلم الأمومة لن يتحقق لك طالما أنك تعيشين مع رجل حرم نعمة الإنجاب .. لا تقسي على نفسك أرجوك .. وتضحين من أجل البقاء معي .. لا تعذبيني فإن ألم مصيبتي يوازي ألمي بفقدك ..
يجب أن أرحل حتى تفتح لك أبواب السعادة من جديد .. ما ذنبك أيتها الوردة الفاتنة ؟؟
لتتحملي وتقاسي من أجلي .. من حقك أن تكوني أما ..
لا تتذرعي بحبك لي فالحياة بدون أطفال لا معنى لها .. ولا يمكن أن تستقر .. ماذا ستنتظرين ؟؟
حتى نكبر ونشيخ ونموت لوحدنا ؟؟
دون أن يكون لنا أبناء يرحمون شيبتنا ..
ستقولين .. نتبنى طفلا .. ولكني لن ارتاح مهما فعلت ومهما كان هذا الطفل في رعايتي ومهما قال لي : بابا !!
فإنه في النهاية ليس ابني .. وربما جاء يوم .. وذهب إلى والده الحقيقي .. فأعيش محطما .. وأذبح من جديد ..
ستقولين : حبي إياك لن تهزه المصاعب والعقبات .. سأصبر من أجلك .. مهما فعلت من أمور مفرحة .. مهما قمت بكل شيء .. كل ما تفعلين لن يجدي .. لا تزال الدمعة حبيسة العين .. والألم يسكن الفؤاد .. والأسى يسود بيتنا الذي صار يشبه المقبرة .. أو بيتا للأشباح .. لقد أفزع كل أطفال الدنيا فلم يعودوا يتمنون المجيء إليه .. كلانا نحن لشقاوة الأطفال ولعبهم ومرحهم .. ونتمنى أن نحضنهم .. و نكلمهم ونداعبهم... ونشعر بطعم الأبوة والأمومة معهم .. لن ننسى تلك الليالي الحزينة ونحن نراقب الأطفال يجرون من حولنا .. هذه تسرع لوالدها فيحضنها .. وهذا يتعلق بأمه .. ونتمنى أن يخطوؤا فيأتوا إلينا .. لكن .. مستحيل !! مستحيل أن يحدث هذا ..
زوجتي الحبيبة .. ملكة أحلامي ومشاعري .. فتاتي التي همت بها .. وسكنت قلبي بأنوثتها الطاغية وعقلها اللماع .. بحنانها وطيبتها .. بالمرأة التي قالت لي يوما : أنا خادمتك يا مولاي .. وما ذاك إلا لأنها كانت تحبني بجنون .. بتفانيها وإخلاصها من أجلي .. بالتي رفضت أن تتركني وضحت بأمومتها لأجل خاطري .. بالتي كانت تدافع عني أمام أهلها وكل معارفها عندما طلبوا منها أن تتركني .. وتلتفت لمستقبلها .. بالتي أضاعت عشر سنوات من شبابها لأجل رجل حزين مكسور ..
لا تشفقي علي .. أيتها الدرة اليتيمة .. ولا تذرفي الدمع الهتون يا ملاكي الحائر .. ولا تبكي بحرقة عندما تقرأين آخر سطر في رسالتي .. فما فعلته إلا لأنني رأيتك تجاوزت الثلاثين .. ومن حقك أن تتزوجي وترزقي أطفالا قبل أن تضيع سنوات العمر مع بائس مثلي .. إنه من الظلم أن نحزن سوية .. بل سأكون سعيدا لحياتك الجديدة ..
الوداع يا حبيبتي.. أنت طالق !!
الآن يا أحبابي ..
سؤال لكل رجل :
لو كنت مكان هذا الرجل وعشت تجربته ماذا كنت ستفعل ؟
ولكل فتاة :
لو كنت مكان هذه البنت وقاسيت تجربتها ماذا كنت ستفعلين ؟؟
( إنها قصة حقيقية وأتمنى الاجابة على السؤالين والنقاش الهادف والبناء)
بسم الله الرحمن الرحيم( إليك .. يا زوجتي الغالية .. هذه الكلمات .. لأخبرك أنني على وشك الرحيل .. لم أرد أن أفارقك وأنت حاضرة .. لا أريد أن أرى دمع عينيك الحزينتين يلهب خديك الجميلين .. وأنت وسط أهلك فرحة بقدوم أخيك من السفر .. تهيئين له وليمة وحفلة رائعة تتخللها الابتسامات والضحكات ..
هذان الخدان اللذان طالما طبعت عليهما قبلات حبي واشتياقي .. وداعبتهما بأصابعي .. لن أسمح للدمع الحارق أن يجرحهما .. أعرف أنك ستكرهينني لقراري .. أعرف أيضا أنني أخلفت وعدي معك .. لكن كل هذا من أجلك أنت .. فأنت تستحقين رجلا أفضل مني .. عيشي معه لتنجبي ولدا كالقمر أو بنتا شقية كوالدها المكسور ..أتذكرين في أول سنة لزواجنا .. عندما كنت أتصرف كالأطفال .. وأطلب مداعبة شعري بالقوة .. وأدس رأسي في حضنك .. وأطلب منك أن تغني لي .. لأنام بسرعة !! أم حين أجهز غرفة الأطفال وأملأها لعبا وعرائس .. فتضحكين قائلة : لم كل هذه العجلة ؟؟ دع ولي العهد .. أو الأميرة الصغيرة يشرفان منزلنا .. وبعدها قدم لهم ما تريد أيها الأب الصالح !!
فأقول وكأنني واثق من ذلك .. سيأتي الطفلان تؤما .. وسأسميهما وليد ولينا .. من الآن لا أريد أية اعتراضات من جانبك يا حرمنا المصون .. وتمر سنة وسنتان وثلاث .. وأشعر بضيق شديد .. لقد تأخر الحمل .. كنت أنظر إليك بأنانية وكأنك المسؤولة عن هذا التأخير .. حتى جاء اليوم الذي عرفت فيه أنني هو سبب المشكلة !!! وبعد أن أجريت فحوصات كثيرة وبعد أن زرت مستشفيات الدنيا .. عرفت أخيرا .. أنه لا أمل .. فكما أن العاقر لا تنجب .. فإن العقيم لا ينجب .. هنا فقط تحطمت أحلامي .. تمزق قلبي وبكى كثيرا .. وسنوات وأنا أشعر بتعاستك رغم مهارتك في إخفائها .. تدعين السعادة وكأنك تملكين الدنيا .. وتنسين أنني حبيبك الذي يفهمك منذ أول ليلة اجتماعنا .. حبيبتي .. أشعر بمقدار حزنك علي .. وحزنك على نفسك .. فإن حلم الأمومة لن يتحقق لك طالما أنك تعيشين مع رجل حرم نعمة الإنجاب .. لا تقسي على نفسك أرجوك .. وتضحين من أجل البقاء معي .. لا تعذبيني فإن ألم مصيبتي يوازي ألمي بفقدك ..
يجب أن أرحل حتى تفتح لك أبواب السعادة من جديد .. ما ذنبك أيتها الوردة الفاتنة ؟؟
لتتحملي وتقاسي من أجلي .. من حقك أن تكوني أما ..
لا تتذرعي بحبك لي فالحياة بدون أطفال لا معنى لها .. ولا يمكن أن تستقر .. ماذا ستنتظرين ؟؟
حتى نكبر ونشيخ ونموت لوحدنا ؟؟
دون أن يكون لنا أبناء يرحمون شيبتنا ..
ستقولين .. نتبنى طفلا .. ولكني لن ارتاح مهما فعلت ومهما كان هذا الطفل في رعايتي ومهما قال لي : بابا !!
فإنه في النهاية ليس ابني .. وربما جاء يوم .. وذهب إلى والده الحقيقي .. فأعيش محطما .. وأذبح من جديد ..
ستقولين : حبي إياك لن تهزه المصاعب والعقبات .. سأصبر من أجلك .. مهما فعلت من أمور مفرحة .. مهما قمت بكل شيء .. كل ما تفعلين لن يجدي .. لا تزال الدمعة حبيسة العين .. والألم يسكن الفؤاد .. والأسى يسود بيتنا الذي صار يشبه المقبرة .. أو بيتا للأشباح .. لقد أفزع كل أطفال الدنيا فلم يعودوا يتمنون المجيء إليه .. كلانا نحن لشقاوة الأطفال ولعبهم ومرحهم .. ونتمنى أن نحضنهم .. و نكلمهم ونداعبهم... ونشعر بطعم الأبوة والأمومة معهم .. لن ننسى تلك الليالي الحزينة ونحن نراقب الأطفال يجرون من حولنا .. هذه تسرع لوالدها فيحضنها .. وهذا يتعلق بأمه .. ونتمنى أن يخطوؤا فيأتوا إلينا .. لكن .. مستحيل !! مستحيل أن يحدث هذا ..
زوجتي الحبيبة .. ملكة أحلامي ومشاعري .. فتاتي التي همت بها .. وسكنت قلبي بأنوثتها الطاغية وعقلها اللماع .. بحنانها وطيبتها .. بالمرأة التي قالت لي يوما : أنا خادمتك يا مولاي .. وما ذاك إلا لأنها كانت تحبني بجنون .. بتفانيها وإخلاصها من أجلي .. بالتي رفضت أن تتركني وضحت بأمومتها لأجل خاطري .. بالتي كانت تدافع عني أمام أهلها وكل معارفها عندما طلبوا منها أن تتركني .. وتلتفت لمستقبلها .. بالتي أضاعت عشر سنوات من شبابها لأجل رجل حزين مكسور ..
لا تشفقي علي .. أيتها الدرة اليتيمة .. ولا تذرفي الدمع الهتون يا ملاكي الحائر .. ولا تبكي بحرقة عندما تقرأين آخر سطر في رسالتي .. فما فعلته إلا لأنني رأيتك تجاوزت الثلاثين .. ومن حقك أن تتزوجي وترزقي أطفالا قبل أن تضيع سنوات العمر مع بائس مثلي .. إنه من الظلم أن نحزن سوية .. بل سأكون سعيدا لحياتك الجديدة ..
الوداع يا حبيبتي.. أنت طالق !!
الآن يا أحبابي ..
سؤال لكل رجل :
لو كنت مكان هذا الرجل وعشت تجربته ماذا كنت ستفعل ؟
ولكل فتاة :
لو كنت مكان هذه البنت وقاسيت تجربتها ماذا كنت ستفعلين ؟؟
