آباء موضة قديمة

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع كول نار
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

كول نار

Kurd Day Team
آباء موضة قديمة




نخجل أن نتدخل، أو أن نتجسس عليهم​


قالت لي وهي تبتسم بحزن: الكذبات نفسها يا إبراهيم، والله الكذبات نفسها التي كنت أكذبها على أمي، مع تغيير بسيط أن ابنتي الآن تستعين بأحدث وسائل التكنولوجيا
أزمة الأم العربية، كما عبّرت عنها صديقتي في شكواها المرّة هذه، تطالنا نحن أيضاً الرجال!
وتحديداً نحن أبناء الجيل الذي حُرم من أشياء كثيرة في حياته، ويبذل الآن كل جهده، ليعوّض أبناءه النقص الذي عاشه وخلّف حرماناً موجعاً بداخله.
لكن هذا التعويض الذي نجهد أن نقدمه بكل سعادة، يصطدم أحياناً بأسئلة كثيرةٍ وكبيرة من نوع: إلى أي حد سأعطيهم حريتهم في السهر؟ هل أسمح لابنتي أن تنام عند صديقتها؟ هل أسمح لهم بالسهر على الإنترنت؟! هل أسمح لابنتي بحمل هاتف خلوي وهي بعد في السادسة عشرة؟
ونتساءل أيضا: هذه الجلسات الطويلة لابني مع أصدقائه في غرفته، ماذا يتحدثون فيها؟! ما هي الأقراص المدمجة ــ السيديات ــ التي كانت مع أحدهم؟ على ماذا يضحكون بهذا الصوت العالي؟
أريد أن أتدخل، ولكن بالوقت ذاته لا أريد أن أبدو أباً فظّاً أو أمّاً متسلطة، ولكن خوفي عليه يشغل بالي! هذا ما يقوله كل أب، وما تقوله كل أم، الآن.
نخجل أن نتدخل، أو أن نتجسس عليهم، أو نراقبهم في عصر التحضر والحريات، نخجل حتى بيننا وبين أنفسنا أن نفعل ذلك، حتى لا نبدو ولو بأعيننا أننا موضة قديمة ولا نساير العصر، العصر الذي اكتظ بمنظمات حماية الطفولة والحقوق المدنيّة وصون الحريات وحماية الأسرة وتحريم الضرب ووووو ... الخ الخ
وخصوصاً أننا ننتقد دائماً بشكل مباشر وغير مباشر، العصر الذي تربينا فيه، والقبضة الحديدية التي مارسها الأهل أيامها، حيث كان كل شيء ينتمي لمنظومة الممنوع والعيب والحرام!
وكانت نظرات الشك والريبة، تحيط بنا في البيت، وتتلصص علينا في فراش نومنا، وتتبعنا في المدرسة والطريق وحتى في ضحكاتنا التي تخدش الاحترام إن علت نبرتها قليلاً!
لا نريد أن نعيد الحكاية من أولها، وأن نضع أولادنا تحت الضغط نفسه الذي عانيناه طويلاً، ولا نريد لهم أن يشعروا بالحصار الذي شعرنا به.
نريدهم أن يتنفسوا الحريّة، وأن يتصرفوا بمسؤوليّة، وأن يشعروا بتحقق شخصياتهم وأن ينعموا بالتقدم الذي أنجزته أجيال كثيرة، نريد لهم كل ذلك لكننا نخاف عليهم، ونخشى من هذا الغول الذي اسمه حريّة، نخشى أن يلتهمهم ونحن نتفرج! نخشى أن نفقدهم وأن تودي بهم الحريّات التي نتباهى بأننا منحناهم إياها بلا حساب، وأن لاسيطرة لنا عليهم من أي نوع!
كيف نستطيع أن نوفّق بين الحريّة التي نحب أن نمنحها لهم كآباء وأمهات ننتمي لعصر ليبراليّ حر، وكضحايا سابقين للقمع لا يريدون توريث مرارات القمع لأولادهم وبناتهم، وبين خشية الأهل وخوفهم وحرصهم ومسؤولياتهم التي يجب أن يقوموا بها؟
كيف نعوّضهم ما فاتنا نحن، ولا نعطيهم من الحريّة ما يفسدهم؟
هذه تساؤلات جيلنا من الآباء والأمهات، ولا فرق بيننا بين جاهل ومتعلم، وبين قرويّ ومدني، وبين مثقف أو عامل بسيط ، فكثير من الكتاب والمثقفين الذين يمتطون ظهور المنصّات لوعظ الناس والتنظير عليهم متورطون في هذه الأزمة، وغارقون في أسئلتها، وأنا شخصياً لديّ مشكلة كبيرة في التوفيق بين ما أزعم أنه وعي وانفتاح وبين الشكل الذي يجب أن أتعامل به مع أبنائي، حيث لم أصل لشكلٍ ما من التعامل يريحني ويريحهم حتى الآن، رغم وصول أكبرهم لسن المراهقة!
 
رد: آباء موضة قديمة

بالفعل كل الاباء والامهات وأنا منهم نعاني في كيفية التعامل مع الاولاد
حيث يجب ان تكون التربية الصحيحة ممزوجة بالقليل من مرونة هذا العصر
والله يعين الجميع
 
رد: آباء موضة قديمة

الله يعني الجميع يارب
ويخلي لالك اولادك يا رب
شكرا على روعه المرور
 
رد: آباء موضة قديمة

الله يسترنا بالمستقبل والله كول ..
هه اذا هلأ هيك كيف بعد شوي ..
تسلمي حبيبتي على الطرح..
الم..
 
جميل ما نثرت هنا

من طرح رائع وخلاب

باقات زهر لرقة الطرح

دمت بخير
 
عودة
أعلى