
فودّعـــــــوه....
ثم قولوا له يا شهرنا هذا عليك السّلام...
لقد انقضى شهر البركة والخير كلمح البصر، هذا الشهر الذي منّ الله به علينا من بين كل الأمم كي يغفر لنا و يعتقنا من النار، صمنا نهاره وقمنا ليله راجين القبول من المولى عزّ وجلّ، وما هي إلاّ أياماً معدودات حتى يفارقنا إلى العام القادم، ولا ندري والله هل سنعيش للعام القادم لنشهد رحمات الله تتنزل أم لا ؟ثم قولوا له يا شهرنا هذا عليك السّلام...
وبعد كل جهدٍ وعمل لا بد من مكافأة، وليست مكافأة الرب كمكافأة العبد، فالله إذا أعطى أعطى بسخاء ورحمة، فلابد لنا أن نتجهز لهذه المكافأة، سيّما في العشر الأخير من رمضان، فالأعمال كما نعلم بخواتيمها.
وأما عن المكافأة -وهي عيد الفطر- ففيها خيري الدنيا والآخرة. وقد سمي هذا العيد بعيد الفطر لأنه اليوم الذي يفطر فيه المسلمون بعد أن صاموا شهر رمضان إيماناً واحتساباً، فتبدأ التهاني والزيارات ومراسم العيد التي يتميز بها كل بلد حسب العادات.
وهاهي الشام قد بدأت ترتدي حلة العيد بأنوارها وزينتها التي علت معظم البيوت والمساجد، وتحتضن أناساً تزاحموا في أسواقها يتجهزون للعيد، ليدخلوا البهجة على قلوب أولادهم بشراء ملابس جديدة وهدايا، ويبقون في الأسواق حتى ساعات متأخرة من الليل دون خوف أو ضرر، كيف لا ورمضان هو شهر الأمان، وانتشرت الألعاب و"الأرجوحات" في الطرقات استعداداً لاستقبال الأطفال الذين يتهافتون عليها بعد أخذ "العيدية" من الأقارب.
وأما عن تجهيز الضيافة والحلويات فحدث ولا حرج، فأهل الشام هم أهل الجود والكرم.
في القدم تفننت ربات البيوت في إعداد ما لذ وطاب من الحلويات، فكانوا يجتمعون قبل العيد بأيام قليلة وعلى رأسهم الجدة فيساعد بعضهم بعضاً في صنعها -خاصةً العجوة والمعمول-، أما في أيامنا هذه فقد لجأ معظمهم إلى شرائها جاهزةً من السوق الذي امتلأ بأصناف من الحلويات تزيد عن 200 نوع، وانتشروا خاصة في منطقة الميدان إضافة إلى ظهور محلات أخرى تبيع وتصدر أنواعاً شتى بجودة عالية.
ومن أشهر أنواع حلوى العيد:

معمول
كول وشكول
مبرومة
عش البلبل
غريبة
برازق
كرابيج