almkurdistan
مراقبة عامة
بسم الله الرحمن الرحيم
أين اختفيتما.. لقد كنتما لون هذه الحياه، ونورها ، ونشوتها ، ومع الأسف اختفيتما في زمن كنت أنا وغيري أحوج لرؤيتكما ولملامسة عطائكما ، وإلى اللجوء الى احضانكما ، ولقد اختفيا صفتان كانت نعم الصفات ...
صفة الصدق واختها التوازن ، فغابت من حياة اغلب الناس ، واصبحوايتعاملون بوحشيه بعيدة عن الاخلاق والقيم ...
لنتذكر قول بديع الزمان النورسي حين قال :"حبة واحدة من صدق تبيد بيدرا من الاكاذيب ".
فالصدق عالما لا يفهمه الاالصادقون ، وجوهرة لا يثمنها الا ذو العقول الحكيمة ، فهو كالنور متى رايته ارتسمعلى وجه الذي امامك ، فاعلم انه يملك كنز الصدق ، فالصدق ليس كما هو دارج في يومناهذا هو صدق الحديث فقط بل الصدق ..
هو أولا صدق العبد مع ربه
عنما ترى دموع التوبة والندم والخشية تتساقط بحياء من عيني العبدفاعلم انه يعيش اعذب لحظه صدق مع ربه ونفسه ...
والصدق ثانيا هو صدق في الارادة والعزيمة
والقوة للتغلب على الحياة وعلىشياطين الجن والانس من الناس ...
وثالثا الصدق فيحب الناس
وهذا الصدق الذي حكم عليه مؤبد فيعالمنا هذا واندثرت حتى معالمه ، فلم نعد نسمع عنه ولا نراه ولا حتى نستنشق عبيره ،ان هذا الصدق هو ان تكون صادقا مشاعرك نحو الاخرين ، فلا تجعلهم كالكرة كلما مللتركلتها باقوى ما لديك ، فاعلم ان الدنيا تدور وسوف يتوقف دولابها ذات يوم يوم عندكوستستشعر عباراتي هذه ، عندها تعلم انك وقتها تجردت من اسمى معاني الانسانيه ، وحتىفي ابتسامتك مع الناس يدخل مدخل الصدق ، فلا تكن كالمنافق يبتسم وفي داخله بركان منالحقد والكرة والبغض، فعبوسك في وجهي اهون علي من ابتسامتك الخبيثة ، والصدق فيمودتك للناس فلا توهمهم انك تودهم لانهم يشاركونك العمل ويحملون عنك التعب ، وبجردان تتجرد اعناقهم من هذا العمل تتجرد نفسك الدنيئة من مودتهم وحبهم ، فقط لانخدمتهم انتهت الآن وكانك آرحلت مودتهم للتقاعد الاجباري لانهم الآن لن ينفعوا مصالحك
ورابع انواع الصدق هو صدق التوجيه
فعندماتحاول توجيه الناس ونصحهم ضع نصب عينيك مبدا الصدق فلا تنصحهم بما يساير هواك ويخدم مصالحك ويحقق مطالبك ، ولكن جدد نيتك وتذكر انك توجههم بغرض النصح وليس بغرض النقدوالتجريح والتقليل ، فتكبروتضخم اخطاء الاخرين وتستر وتغطي عيوبك .
خامس انواع الصدق في حمل القيم والمبادئ
فتحترم مبادءك وقيمك واحرص ان تقيسها على نفسك وغيرك دون ان تحللها لنفسك وتحرمها وتعيبهاعلى الاخرين ، ولنتذكر مقولة عمر بن الخطاب حين قال :"عليك في أخوان الصدق فعش فياكنافهم فهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء " والى وقت كتابة هذا المقال وصفة الصدق مختطفة ومنعدمة ، فمن يجدها فليخبرني ويدلني عليها ، فنفسي مشتاقة كل الشوق لها وروحي ملهوفة لنسيمها.