مدينة هيت

هيت مدينه قديمه وهي من أقدم مدن العالم


ا



قلعه هيت القديمه...



رغم صغر حجمها إلا أنها كبيرة بتاريخها فهي من أقدم المدن في العالم، حيث تعد قلعتها من القلاع الثلاثة التي اشتهرت في العالم في عصر ما قبل الإسلام، كما أن منارتها التي بناها الخليفة الثالث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما زالت شاخصة إنها مدينة هيت العراقية.



موقعها......


هيت مدينة عراقية إلى الشمال من مدينة الرمادي بمسافة 70 كم، وتبعد عن بغداد مسافة 180 كم, كانت من مدن المناذرة. يبلغ سكان مدينة هيت 100 الف نسمة من عشائر العرب الاقحاح كالبونمر والجغافية والبوفهد وغيرهم. أما سكان القضاء بأجمعه (اي مدينة هيت والنواحي والقرى التابعة لها) فيبلغ سكانها أكثر من 400 الف نسمة.



داليات قريه بصائرالتابعه لهيت....



هيت هي المدينة الوحيدة التي تقع عند بداية السهل الرسوبي الاعلى على الفرات، وهي بذلك تقع عند نهاية الحافة الهضبية، وفي هذا الموقع لا تشابهها أية مدينة أخرى على الفرات، لانها استطاعت الجمع بين أكثر من مكون جغرافي سمح للانشطة الحياتية فيها ان تتبلورعلى أفضل صورة منذ عصور التاريخ المبكرة.وهي تشتهر بنواعيرها على نهر الفرات .....





نواعير هيت....


من قام ببناء هذه المدينه.؟؟؟....


في دراسه عن المدينة، يذكر فيها بان هذه البلدة حملت اسم بانيها وهو”هيت بن السنبدي او البلندي بن مالك بن دعر بن بويب بن عنقا بن مدين بن إبراهيم عليه السلام “، كما يذكر راياً آخر وهو” ان النبي نوح(ع) كان يعيش في اطراف هيت شمال الفرات “ وفي هذه المدينة صنع السفينة وطلاها بالقير.




أسمها وما ذا يعني ؟؟؟؟



وفي معجم بلدانه يحدد الحموي طريقة القراءة الصحيحة لأسم هيت وذلك بكسر الهاء وتسكين الياء، كما يحدد موقعها الجغرافي ”مدينة تقع على الضفة اليمنى من نهر الفرات “ ويستكمل ابن خلكان وصف طبيعتها حيث ”تكثر فيها بساتين النخيل والفاكهة وذات خيرات واسعة“. ولم يغفل اللغويون نصيبهم في التفصيل فأرجعوا الكلمة إلى جذورها وقالوا - والعهدة على اقوالهم - بأن المدينة سميت كذلك لانها ”هوة من الارض“، والاصل فيها ”هوت “، وحين تسألهم ”ياسادة ياكرام، ما الذي جرى اذن حتى تتحول هوت إلى هيت ؟ “، اجابوك على الفور في اطار تخصصهم ”صارت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها “، ولأنك لست متخصصاً، ورجل على قدّ الحال، تنسحب من الميدان مقتنعاً بأن الهاء المكسورة على ما يبدو يصعب نطقها مع الواو الساكنة ولذلك قلبوا الواو إلى حرف علة مناسب هو الياء لكي يسهل التلفظ … والله اعلم !!





نتوهم اذا ساورنا الاعتقاد بان علماء اللغة العربية وحدهم من إنشغل بهاء هيت وواوها وبالاشتقاق والابدال والتحوير، فقد كان الاقدمون أكثر عناية بالمدينة، ومنحوها في كل عصر اسماً أو لقباً، حتى أصبحت مع الايام تنوء بالمسميات والالقاب والاوصاف، ففي المصادر السومرية وردت بأسم ”دل - دل“ و ”دلدلي “ ويعني ذلك ”آبار - أو بئر نهرية“ وقد ذهب بعض الدارسين إلى ان كلمة الدلو العربية ”وهو الاناء الذي يسحب به الماء من البئر“ مشتقه من ”دل - دل“. الاكديون بدورهم اطلقوا عليها اسماً أكثر قرباً من واقعها عندما أسموها ”أتو“، أما البابليون فلفظوها هلى النحو التالي ”أدوم - أتوم - هيتوم“ وتعني القار كذلك، يلاحظ بأن حرف ”الميم“ الملحق بأواخر الكلمات المذكورة يقابل نون التنوين العربية، وهكذا جرت عملية الربط بين اسم هيت وبين عيون القار المنتشرة على اراضيها، ولا نكاد نخرج عن هذه المعاني في المصادر اليونانية والرومانية وفي نصوص التمود،كما ذكرها بكليموس بأسم ”اديكارا“ المشتقة من كلمة ”اد“. و”كارا - أو - قارا “ العربية الآرامية،أي ذات القار. قرية التحضر الأولى لاخلاف على أن هذا التعاقب المستمر على ايراد اسم هيت بدءاً من كتابات السومريين المسمارية وإنتهاءً بكتابات البلدانيين المتأخرة في العصور الاسلامية، يؤكد بما لايدع مجالاً للشك، بان هذه المدينة موغلة في القدم، وبأنها أحد مكونات التاريخ الإنساني القديم.


اثبات قدمها.....


الدراسات الاثرية الحديثة قد أثبتت بأن تاريخ الاستيطان في مناطق اعالي الفرات، التي تقع هيت ضمنها يعود زمنه إلى عصور موغلة في القدم، حيث عثر فيها على ادوات حجـرية من العصر الحجري القديم الاسفل الذي يؤرخ له بحدود نصف مليون سنة قبل الآن،




نواعير الشاغوفه القديمه......


معتقدها القديم.....



كان المعتقد الديني لدى العراقيين القدامى بان موضع هيت من مداخل الارض السفلى، وهذه المداخل يحكمها آلهة خاصون بها ولا بد من تقديم القرابين لهم، وهذا ما فعله سرجون الاكدي حيث قصد المدينة بنفسه، وقدم القرابين الملكية في معبد ”دجان“ او ”دكان“، وهو معبد مشيد خصيصاً للآلهة … كما فعل الشيء نفسه، الملك الاشوري”توكولتي- ستورتا الثاني “، فقد خيم مع جيشه بالقرب من منابع الزفت والقار لتقديم النذور للالهة، ومن طريف ما تذكره اخبار هذا الملك، ان جنوده عندما خيموا في هيت، سمعوا اصوات الالهة تنبعث من حجر الاشميتا، وكان سماعهم للاصوات حقيقياً، غير ان ذلك في واقع الامر لم يكن سوى صوت الغاز الطبيعي المنبعث من منابع القير القريبة من معسكرهم، وهذا بدوره يؤكد بان تلك المنابع كانت مقدسة لانها تمثل سكن الالهة! واذن فقد اسهمت عيون القار الطبيعية في اعلاء شأن المدينة حيث جعلتها على تماس مباشر مع سكان العراق وامبراطوريته الزاهرة، وانعشت سوق العمل والحياة الاقتصادية حيث صناعة السفن وتحميلها بالزفت والقار، كما اكسبتها منزلة دينية مرموقة دفعت الملوك إلى تقديم النذور والقرابين. يذهب علماء الجيولوجيا إلى ان مادة القار نشأت منذ التكوين الاول للارض كما يذكر السيد إبراهيم سلمان في دراسته الموسومة ”تاريخ مدينة هيت“، ولو اخذنا برأي البروفسور الالماني ”يوليوس قاردمان“ الذي يفيد بان الحياة ظهرت على الارض قبل 450 مليون سنة، فهذا يعني بان العيون تعود إلى هذا الزمن المبكر من تاريخ الحياة، ومع ذلك ما زال هذا المكون الطبيعي قائماً إلى الان... وربما كانت ظاهرة العيون الهيتاوية من بين ابرز معالم المدينة التي تستهوي علماء الاثار والتاريخ والجيولوجيا، مثلما تستهوى السياح بصورة اكبر، وهي بحق معلم يستحق المشاهدة.






clear.gif



 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى