مذكرات كريم نائل الحلقة 8

بضع من الدقائق ربما تجاوزت العشر او اقل بقليل حتى وصلوا امام مبنى يتألف من سبع طوابق نزل كريم وصاحبه من السيارة ثم تقدم صديقه متجهاً نحوا المبنى طالبناً من كريم مرافقته وفي الطابق الثالث فتح عمر باب احدى الشقق وقال لكريم تفضل يا صديقي من الان فصاعداً اعتبر هذه الشقة شقتك
دخل كريم الشقة فرأى عجب العجاب الشقة مقرفة جدا والاثاث الذي فيه غير مرتب والفرش ممزقة وعلى منضدة كبيرة ومستديرة في وسط الصالة فيها الكثيرمن زجاجات الخمر والكؤوس واوراق اللعب وبعض من المكسرات والفواكه المعفنة التي اكلوا ما اكلوا منها والباقي تركوها ربما منذ اسابيع على تلك الطاولة
صار كريم يتفقد الشقة كلها وما ان دخل غرفة النوم حيث رأها اكثر نظاماً ونظافتاً من ما رأه في الخارج...
فقط رأى على السرير بعض من قطع الملابس النسائية ومناديل مبعثرة على الارض واخرى على السرير مما ايقن كريم ان في هذه الغرفة دارت فيها ملاحم وثورات من معاشرة النساء والفواحش والعياذ بالله
التفت كريم الى صديقه عمر متسائلاً بهزة راس منه عن ما يراه من فوضى في هذه الشقة وعن اسبابها...
اجابه عمر: انا اسف يا كريم الشقة حقاً في حال يرثى لها ولكن صدقاً انا استاجرتها منذ بضعة ايام وكانت على هذا الحال.. ولكن لا عليك سارتبها لك اليوم حتماً.

لم يقتنع كريم بكلام صديقه لكنه اوهمه انه صدقه وقال لا عليك يا عمر انا من ساقوم بتنظيف الشقة فانا لا اطيق ان ابقى في هذه الشقة لحظة واحدة وهي بهذا الشكل المقرف فقط احضر لي بعض من ما يلزمني من ادوات التنظيف وعلب التعقيم وبعض المناشف ومكنسة
اجابه حاضر يا صديقي وترجل عمر الى اسفل البناية وركب سيارته وذهب الى اقرب محل واشترى كل ما طلب منه كريم وعاد مسرعاً
شكر كريم صديقه عمر وقال له انت حر الان ان كان لديك مشاغل او مرتبط بوعد خذ راحتك ولا تشغل بالك سانهي كل هذه الفوضى في ساعتين او ثلاث على الاكثر بأذن الله
استأذن عمر واخبره انه سيأتي في الغد باكراً ليصطحبه الى السوق ويشتروا بعض الحاجيات واللوازم الضرورية
خرج عمر واقفل الباب خلفه وبدء كريم بتنظيف الشقة واخذ يجمع تلك القذارة في اكياس الزبالة ثم قام بتنظيف الارضية وتعقيمها ثم نفض الفرش وغسلها وبينما كان هو منشغلاً بتلك الفوضى رن جرس الباب
ذهب كريم وفتح الباب واذا برجل يقول له مساء الخير كريم كيف حالك ودخل من دون ان يسمح له كريم بالدخول وبدء ينظر الى كريم من ويلتف حوله استغرب كريم من تصرف الرجل ثم سأله عفواً من تكون انت
ابتسم الرجل ابتسامة خبية واجابه انا اسمي زياد وانا صديق لعمر وقد اخبرني منذ قليل انك هنا وشرح لي قصتك وقد جئت لاسلم عليك ولأرى هذا البطل الذي هز عرش السلطان ببعض من الاسطر في جريدة محلية والله حقاً انك فارس ومغوار قاطعه كريم وقال له ارجوك اخي زياد لا تتحدث في هذا الموضوع فانا لم اخرج الا اليوم ولا اريد ان اعود الى ذلك المكان

اعتذر زياد وقال له انا اسف ربما ذكرتك بأيام مؤلمة ولكن والله انا لم اقصد...
اجابه كريم لا عليك حصل خير
استأذن الرجل من كريم وقال اسمح لي ان اذهب وان شاء الله سنلتقي قريباً ودائماً فهناك ما هو من عمل سيجعلنا نلتقي كل يوم وكل لحظة
سأله كريم ماذا تقصد واي عمل هذا الذي ينتظرنا؟
ضحك زياد بصوت عالي ومزعج وقال ستعرف في الايام المقبلة كل شي لا تستعجل على رزقك ثم خرج
لم يسترح قلب كريم لذلك الرجل منذ لحظة دخوله وصارت الوساوس تدور في راسه لكن سرعان ما اخرج كريم تلك الوساوس من راسه وتركها حتى يأتي في الغد صديقه عمر ويستفسر عن ذلك الرجل الذي يدعى زياد وعن سر علاقته به استغرق تنظيف الشقة طويلاً وما ان انتهى كريم من التنظيف حتى احس انه لم يعد يقوى على الحراك

جلس على الاريكة التي تتوسط الصالة وما هي الا بلحظا ت حتى ذهب في نوم عميق من شدة التعب وفي منامه راودته احلاماً بعضها كانت جميلة جدا وكانت عن ايامه الجميلة قبل ان يسجن واخرى كانت مزعجة جداً حيث رأى عائلته وهم يلومونه بما تسبب من ايذاء لهم طيلة فترة اعتقاله
واما اخر حلم فكان كابوساً حقيقياً حين اتاه الشاب الذي كان معه في المعتقل ومات على يد الجلادين جراء التعذيب وهو يسأله ماذا فعل بشأنه وهل ذهب بالرسالة الى عائلته وأدى الامانة .؟

نهايةالحلقة

انتظروني غدا مع الحلقة التاسعة
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى