مذكرات كريم نائل الحلقة 1

الكاتب : اكرم عبدالله _ دهوك
الحلقة الاولى


في الثانية والعشرين من عمري أدركت أني وصلت سنّ النضوج وصرت أفهم كلّ شيء يدور حولي وقد أدركت أنني تجاوزت فترةَ المراهقةِ..وفترة اللهو مع الأصدقاء والجري وراء الفتيات صانعاً منهم بطولات غرامية وأن أيام الجد قد بدأت وعليّ أن ابدأ مسيرة حياتي كأيّ إنسان في هذه الدنيا
ويا حظي التعيس كانَ أول شيءٍ صار يشد انتباهي كانت السياسة حيث كنا كشعبٍ نعيشُ حياة قاسية وأوضاعاً مزريةً في ظل سلطان لا يفهم في لغة الدنيا غير القتل والتهديد والسجن وإبراز العضلات وشاء القدر أن أصادق بعضاً من الشباب لهم أفكار عميقة في السياسة وهنا بدأت القصة
تعرفت عليهم وصرت أزورهم ويزورونني ويوماً بعد يومصرتُ أتعلم منهم أشياء كثيرةوما هي إلا بشهورٍ حتى صرتُ املك عقلاً سياسياً لا بأس به وبعد تنفيذ السلطات سلسلة من الجرائم التي لم تترك طفلاً وشيخاً في قريةٍ إلا وأبداهم عن بكرة أبيهم وقتّلهم وترك جثثهم تأكلها الكلاب وكان يخاطب الناس على التلفاز ليذكر أحاديث النبي (ص) كأنه إمامُ الأمّة وثالث الصحيحين ، وهو لا يعرف لغة غير لغة الدم والغدر والظلم.
كنت أنا في وقتها قد بدأت انشر بعضاً من الخواطر والهمسات لي في إحدى الصحف المحلية والتي كان يترأسها احد أبناء هذا السلطان والولد لا يختلف عن والده بشيء
فكرت مع نفسي أن أقوم بشيء أعبر فيهِ عن غضب الناس ، حتى لو كان اضعف الإيمان ولكن لم أفكر أني بهذه المحاولة أطرق أبواب الجحيم.
في إحدى الأيام استيقظتُ صباحاً وكتبتُ مقالة أهاجمُ فيها هذا السلطان ووضعت للمقالة عنواناً واضحاً يَشد انتباه الأعمى .
أردتُ من هذه المحاولة أنْ لاأضع النقاط على الحروفِ ولم أذكر أيّة تفاصيل،فقط أردت أن يفهمها القليل من الناس كالمثقفين والمهتمين بأمور السياسة ولم اعلم أن الناس في بلدنا بارعين في فك الرموز وحل الكلمات المتقاطعة.
وفي اليوم التالي نشرت الصحيفة المقال في الصباح وما أن انتصف النهار حتى صار الإقبال على الصحيفة يفوق معدلاتهِ بكثير .
طبعا من المؤكد أن يحدث هذا فنحن شعبٌ يعشق البلبلة وإثارة المواضيع وجعل الأمور أكبر حجماً من ما هي عليه..
صارَ موضوع المقال حديث الناسفي الشارع في الدوائر في البيوت وفي المقاهي وسمعت الكثير من الكلام على من كتبها .
فبعضهم قال إن كاتب المقالة بطل والتاريخ سينقش له اسماً من الذهب على جدرانه.
والبعض الآخر قالوا أن كاتب المقالة مجنون .. وان لم يكن كذلك فكيف له أن يلعب هكذا لعبة؟
وهنا علمت أن أبواب الجحيم ستفتح قريبا..واني لعبت بلهيبها..وملك الموت يستعد الآن وسيأتي في أية لحظة ليقبض روحي.
لم أنم تلك الليلة كانت تراودني كوابيسٌ مرعبة.. وتخيلت كيف سيأتون ليأخذوني ويرموني فيبئر جهنم.
حتى عائلتي في تلك الليلة كانوا يتحدثون عن المقال المنشور في الصحيفة وعن كاتبها المجنون الذي رمى نفسه في التهلكة.
جاهلين أن هذا الكاتب المجنون هو ابنهم.
فقد كنت انشر أشعاري وخواطري في الصحيفة باسم مستعار خوفاً من أن يغضب والدي مني..فهو لا يريدنا أن نقترب من أية مؤسسة حكومية مهما كانت صفتها أو حتى عدم أهميتها. وخصوصاً أنا فقد كان يقول لي أنت خطر جدا ولسانك طويل.
وكان يراقب تحركاتي ويسأل عني الأصدقاء والجيران.
وفي اليوم التالي خرجتُ من البيت لأشتري بعض الحاجيات ،ولكن ما إن وصلت إلى نهاية الشارع..وإذا بصوت مفزع يهز بدني من رأسي حتى أصابع قدمي.
التفت لأرى مصدر الصوت.
وإذا بي أرى سيارة لإحدى الدوائر الأمنية .
نزل منها احد الراكبين وتقدم نحوي وشرارة الحقد تتطاير من عينيه.
توقف أمامي وقال.؟
صباحالخير.. هل أنت الأستاذ كريم نائل
فأجبته/ نعم أنا هو ولكني لستأستاذاً
رد عليّ وقال/ لا عليك نحن نسمي ما نريد أن نسميه ونقول ما نريد أن نقوله.
الآن أقول لك يا أستاذ.. وبعد قليل الله اعلم ماذا سأسميك.
هيا تفضل معنا في السيارة.. فأنت اليوم ضيفنا .

ركبتُ السيارة فدفعَني أحدهم إلى المقعد الخلفيّ وكان ينتظرني في الخلفِ رجلٌ لا أستطيعُ حتى يومنا هذا وصفَ ملامحهِ البشعةِ وقبحَ نظراتهِ إليّ ،
بدأ بالضحك بصوت مرتفع وقال لي أهلا بكَ في عالمي ، تجمّدت كلّ أجزائي وأحسستُ أنّ شرايين دمي توقفت عن العمل خوفاً ورعشة ، ثم وضعوا كيساً فوقَ رأسي وتحركت السيّارة ،

نهاية الحلقة




انتظروني في الحلقة الثانية غداً
 
رد: مذكرات كريم نائل الحلقة 1

روعه بانتظار التتمة
دمت بخير
 
رد: مذكرات كريم نائل الحلقة 1

ان شا الله كل يوم حلقة
ويسلمو كتير كول نار خانم على المرور

تحية وتقدير
اكرم
 
رد: مذكرات كريم نائل الحلقة 1

أكرم عنجد كتير حلوة..

بانتظار التكملة..

دمت بحب..

الم..

 
رد: مذكرات كريم نائل الحلقة 1

وبعدين اش صار .؟

انتظر التكمله ..

مبدع اخونا اكرم ..

بانتظارك
 
عودة
أعلى