بقلم : اكرم عبدالله _ دهوك
أفقتُ مِن نَومي وأحسستُ أن حرارةَ الغرفةِ وَصلتْ إلى حَدّ لا يُطاق،
قفزتُ مِن السَرير وَركضتُ مُسرعاً إلى الباب.....
فتحتُ الباب أبحثُ عَن الهواءِ أو مَنفذٍ للهَروبِ وَلكني صُدمتُ بألسنةِ النار وَهي تمدّ الأذرعَ وَكأنّها تُريدُ خَطفي ،
أغلقتُ البَابَ بِعنفٍ ، ثمّ رَكضتُ إلى النافذة ،
وَإذا بي أرى النيرانَ تُحاصرُ البيتَ ، عَلمتُ أنّ غرفتي هِيَ الوَحيدةُ التي لَمْ تَطلها تِلكَ النّيران ،
لكِنّ المَوتَ قَادمٌ لا مَحالَ وَقريبَا جِداً سَأصبِح رَمَاداً،
لم يبقى فِي يَدي إلا أنْ أصرخَ كالمَجَانينِ .. وَصرْتُ أركضُ مِن زاويةٍ لزاويةٍ لا أعرِفُ كَيفَ أتصَرّف ،
وَفجأةً سَمِعتُ صَوتَ دَويٍّ هَزّ البَيتَ كلّهُ فتحطّمَ كُل الزجاجِ الذي فِي بَيتي ،
عَلمتُ أنّ أنبوبةَ الغَازِ انفجَرَت فِي المَطبخِ جرّاءَ الحَريق ،
مَا العَمل وأنا فِي مُواجهةٍ مَع الموت ؟
أخيراً
سَمعتُ صَوتَ سَيّاراتِ الإطفاء...،
فَرِحْتُ كَثيراً وَحَمَدتُ الله أنّهم وَصَلوا فِي اللحظةِ الأخيرة،
خَمسَة دَقائِقٍ مِن الانتظار، وإذا بَابُ غرفَتي يَتَحطم ،
دَخلَ أحدُهم عَلَيّ مُرتدياً ثوبَ رَجلِ الإطفاءِ حَامِلاً فِي يَدِهِ فأساً كبيراً وَحبلاً طَويلاً وَقِناعَاً للتنفس ،
وَعَلى الفَورِ وَمِن دونِ مُقدماتٍ وَضَع القِناعَ عَلى وَجهي ثمّ حَمَلني عَلى كَتفهِ وَركَضَ إلى خَارجِ الغرفة ،
فوجئتُ أنهُ يَركضُ بي إلى سَطحِ المَنزل ،
ظَننتُ أنهُ تَوَهم فِي طَريقهِ،
ضربتهُ عَلى ظهرهِ وَصِرتُ أقولُ لهُ ، البابُ ليسَ مِنْ هنا إنّهُ خَلفك؟
لكنّهُ لَم يُبالي لكلامي وَواصَلَ طَريقه ،
آثرتُ الصَمت... المهم أنْ اخرجَ مِن هذهِ الكارثة ، وأن ينقذني هذا الرّجلِ الضخم بفضلِ اللهِ ثم بفضله ،
بعدَ أن وصلنا إلى السطح ، اكتشفتُ أنهُ ليسَ هناكَ حريقٌ في البيت ،ربما الخوف من ذلك الحريق الهائل جعلني أتخيل أنْ ليسَ هناك حريق ،
ركضتُ إلى كلّ زَوايا السَطحِ أتفحصُ البَيتَ مِن الأعلى،
سأجنُّ... والله سأجنُ... ليسَ هناكَ أيّ حَريقٌ فِعلاً ،
البيتُ ومَا حَولَ البيتِ هادئٌ جِدَاً؟
نَظرتُ فِي وَجهِ رَجل الإطفاءِ قَليلاً ثمّ اقتربتُ مِنهُ وَسألته؟
عَفواً: مُمكِن أنْ توَضّح لِي مَاذا يَحْدُث؟
ضَحِكَ الرجل ثمّ رَفعَ القِناعَ مِنْ عَلى وَجههِ وَقال..
ألا تعلمُ مَاذا يَحدث؟
أجبته: بالطبع لا،
إنّ الذي رَأيتهُ مُنذُ قَليلٍ كَانت لَحَظاتُ السَكَرَات،
قلت لهُ ..أي سكَراتٍ ومن أنتَ؟
قالَ وهوَ يضحَك : أنا مَلَكُ الموتْ ، وقَدْ جئتُ لأقبضَ روحكْ .
انتهت.
أفقتُ مِن نَومي وأحسستُ أن حرارةَ الغرفةِ وَصلتْ إلى حَدّ لا يُطاق،
قفزتُ مِن السَرير وَركضتُ مُسرعاً إلى الباب.....
فتحتُ الباب أبحثُ عَن الهواءِ أو مَنفذٍ للهَروبِ وَلكني صُدمتُ بألسنةِ النار وَهي تمدّ الأذرعَ وَكأنّها تُريدُ خَطفي ،
أغلقتُ البَابَ بِعنفٍ ، ثمّ رَكضتُ إلى النافذة ،
وَإذا بي أرى النيرانَ تُحاصرُ البيتَ ، عَلمتُ أنّ غرفتي هِيَ الوَحيدةُ التي لَمْ تَطلها تِلكَ النّيران ،
لكِنّ المَوتَ قَادمٌ لا مَحالَ وَقريبَا جِداً سَأصبِح رَمَاداً،
لم يبقى فِي يَدي إلا أنْ أصرخَ كالمَجَانينِ .. وَصرْتُ أركضُ مِن زاويةٍ لزاويةٍ لا أعرِفُ كَيفَ أتصَرّف ،
وَفجأةً سَمِعتُ صَوتَ دَويٍّ هَزّ البَيتَ كلّهُ فتحطّمَ كُل الزجاجِ الذي فِي بَيتي ،
عَلمتُ أنّ أنبوبةَ الغَازِ انفجَرَت فِي المَطبخِ جرّاءَ الحَريق ،
مَا العَمل وأنا فِي مُواجهةٍ مَع الموت ؟
أخيراً
سَمعتُ صَوتَ سَيّاراتِ الإطفاء...،
فَرِحْتُ كَثيراً وَحَمَدتُ الله أنّهم وَصَلوا فِي اللحظةِ الأخيرة،
خَمسَة دَقائِقٍ مِن الانتظار، وإذا بَابُ غرفَتي يَتَحطم ،
دَخلَ أحدُهم عَلَيّ مُرتدياً ثوبَ رَجلِ الإطفاءِ حَامِلاً فِي يَدِهِ فأساً كبيراً وَحبلاً طَويلاً وَقِناعَاً للتنفس ،
وَعَلى الفَورِ وَمِن دونِ مُقدماتٍ وَضَع القِناعَ عَلى وَجهي ثمّ حَمَلني عَلى كَتفهِ وَركَضَ إلى خَارجِ الغرفة ،
فوجئتُ أنهُ يَركضُ بي إلى سَطحِ المَنزل ،
ظَننتُ أنهُ تَوَهم فِي طَريقهِ،
ضربتهُ عَلى ظهرهِ وَصِرتُ أقولُ لهُ ، البابُ ليسَ مِنْ هنا إنّهُ خَلفك؟
لكنّهُ لَم يُبالي لكلامي وَواصَلَ طَريقه ،
آثرتُ الصَمت... المهم أنْ اخرجَ مِن هذهِ الكارثة ، وأن ينقذني هذا الرّجلِ الضخم بفضلِ اللهِ ثم بفضله ،
بعدَ أن وصلنا إلى السطح ، اكتشفتُ أنهُ ليسَ هناكَ حريقٌ في البيت ،ربما الخوف من ذلك الحريق الهائل جعلني أتخيل أنْ ليسَ هناك حريق ،
ركضتُ إلى كلّ زَوايا السَطحِ أتفحصُ البَيتَ مِن الأعلى،
سأجنُّ... والله سأجنُ... ليسَ هناكَ أيّ حَريقٌ فِعلاً ،
البيتُ ومَا حَولَ البيتِ هادئٌ جِدَاً؟
نَظرتُ فِي وَجهِ رَجل الإطفاءِ قَليلاً ثمّ اقتربتُ مِنهُ وَسألته؟
عَفواً: مُمكِن أنْ توَضّح لِي مَاذا يَحْدُث؟
ضَحِكَ الرجل ثمّ رَفعَ القِناعَ مِنْ عَلى وَجههِ وَقال..
ألا تعلمُ مَاذا يَحدث؟
أجبته: بالطبع لا،
إنّ الذي رَأيتهُ مُنذُ قَليلٍ كَانت لَحَظاتُ السَكَرَات،
قلت لهُ ..أي سكَراتٍ ومن أنتَ؟
قالَ وهوَ يضحَك : أنا مَلَكُ الموتْ ، وقَدْ جئتُ لأقبضَ روحكْ .
انتهت.