الحزام النفطي في كردستان

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
الدكتور بيوار خنسي


القسم الأول


المقدمة:

النفط هو قوة مادية واستراتيجية فعالة ومؤثرةعلى سير الاحداث السياسية الدولية وتوحيهها واستخدامها كسلاح في تحقيق أهداف الشعوب اذا ما إستخدمت استخداما سديدا وبخلافه يصعب مواجهة الشركات النفطية الاحتكارية التي تقف ورائها دول تتحكم على مستقبل العالم ولها مصالح مشتركة مع الشركات النفطية في تحديد إنتاج النفط في العالم وتقسيم كمياته المنتجه بينها, ومن هذا المنطلق تدخلت تلك الدول الصناعية بشتى الطرق السياسية وبوسائل الضغط والوعود مع الحكومات الموالية لها لمنح الشركات النفطية ذات الأمتياز حق إستغلال مناطق النفط .
احتل منطقة الشرق الاوسط دورا مهم في مجال النفط وانعكس على حياة شعوبها سلبيا وايجابيا واصبح عنصرا هاما واساسيا يشعل نارا ونورا لتقدمه وازدهاره في بعض الاماكن وشرا ونقمة في اماكن اخرى ـ كردستان , ولا زالت تلك الاستراتيجية ترتكز اليوم وتبني اركانها الاسياسية وعناصرها المهمة على مواطن النفط , وقد تغيرت وستغير تلك الاسس والعناصر في ظل النظام العالمي الجديد مما سيؤدي الى تغير الادوار والعناصر من اجل الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية من خلال صياغة ظروف تناسب والمرحلة الحالية وتكفل في سيطرتهم بشكل غير مباشر على مصادر الطاقة من النفط والغاز في العالم، ومن هنا سيتغير ميزان القوي في مواطن النفط مما سيؤدي فعلا الى استحدات تغيرات في خرائط الدول التي تقع ضمن حدود الاحواض النفطية ـ الخليج وبحر قزوين , وتحتل كردستان وحزامه النفطي موقعا متميزا في هذه المنطقة النفطية لأحتوائها على كميات هائلة من النفط ومرتبطة بالسوق العالمي عبر أنابيت نقله الى الموانئ البحرية.
من الضروري الاستفادة من هذه الظروف من خلال تفعيل دور الاكراد كقوة سياسية على موطن نفطي واقتصادي من خلال توفير الامن والاستقرار والاستعداد في أستغلال الفرصة المناسبة الكفيلة في عدم تكرار المآسي والويلات على شعبنا ووطننا وتحولت خيرات كردستان الى نقمة لشعبها من جراء إتباع سياسات شوفينة وعنصرية ادت الى تغير النظام الطبيعي للنمو الديموغرافي ـ السكاني بفعل تنفيذ سياسة التعريب والتتريك في كردستان ولا سيما على إمتداد حزامه النفطي ، ويصعب فهم ذلك من دون التسلط على تاريخ نشوء وتطور الحزام النفطي وخصوصياتها الجيولوجة الي أدت الى تسرب الغاز والرشوحات النفطية على سطح الارض في الكثير من المواقع على إمتداد الحزام النفطي مما جذب حاجة سكانها الاكراد اليها والاستفادة منها وجذب أنتباة الرحالة والغزات اليها ولا سيما خلال النصف الاخير من حكم الامبراطوري العثمانية وتطور الثورة الصناعية ادت الى تسارع وتنافس الدول الصناعية بأيجاد مواطئ قدم في المناطق الغنية بمصادر الطاقة ولاسيما السهلة الاستخراج مثل الحزام النفطي في كردستان ولقد كان الصراع على النفط من احدى اهم اسباب الحرب العالمية الاولى وما تلتها من تغيرات وتشكيل الدول الحديثة , كالنظام الملكي في العراق ادت الى تقسيم كردستان وحزامها النفطي بين العراق , سوريا وتركيا اضافة الى وجود حقول النفط في كردستان أيران.
ادت اعمال حفر الابار وانتاج النفط في بعض مناطق الحزام النفطي في كردستان الى إنشاء العديد من الشركات النفطية تحت اسماء مختلفة وتغيرت وانضمت بعضها بالبعض وفق متطلبات ومصالح الدول التي كانت تقف ورائها ومن ابرزها بريطانيا , المانيا, فرنسا, امريكا, روسيا ,هولندا وغيرها وتم افتتاح مراكز الشركات في كركوك وتلتها في الموصل ما ادى الى توظيف الآلآف من غير الاكراد في تلك المدن وفي المشئات النفطية المحيطة بها وذلك في منتصف العشرينيات من القرن الماضي ، ومن هنا اتسع وتعمق لاحقا مظاهر تغير النمو الطبيعي السكاني في المناطق النفطية في كردستان وتعمقت واتسعت فيما بعد بعددة مراحل الى ان وصلت اليه الان.


نبذة عن نشوء الاحواض النفطية
تميزت الكرة الارضية منذ تشؤئها قبل ما يقارب من 4,6ـ4,7 مليار سنة بحركات تكتونية ادت الى نشؤء القشرةالارضية التي تميزت منذ البداية بتضاريسها المتنوعة وتجمعت المياه المتبخرة من انفجار البراكين في المنخضات على القشرةالارضية مؤدية الى تكوين الاحواض المائية البدائية , ومع مرور الزمن تغير الظروف المناخية واكملت مكونات الغلاف الجوي وارتفح حرارة الارض , مما ساعد على ظهورالحياة البدائية في الاحواض المائية , التي ترسبت فيها الصخور الرسوبية وطمرت معها بقايا الموادالعضوية التي تشكل مصدر المواد الهيدروكاربونية ـ النفط ـ التي تواجدت اقدم بقاياها في الصخور التي ترسبت خلال حقبة البروتوزوي المتأخر واستمرت وازدادت كمياتها في المراحل اللاحقة من تاريخ تطور القشرةالارضية حتى عصر الرباعي.
لقد ادت انشطار الكتلة القارية الكبيرة والتي عرفت ب (كتلة ـ البانكي ) الى كتلتين, كتلة أوروآسيا في الشمال وكتلة
كوندفاند في الجنوب، تفصل بينهما منخقض كبير وواسع تمتد من الشرق نحو الغرب والتي ادت الى نشوء محيط التيسيس The Tythis ocean ـ وتطورت خلال حقبة الميزوزوي الى ان وصلت عرضها الى مابين 2500ـ 4000 كيلومتر, ومرت بمرحلتين رئيسيتين, مرحلة الجيوسينكلينال التي تميزت بشكل عام بالاستقرار, ترسبت خلالها الطبقات الصخرية ذات الانواع المختلفة لاسيما الكاربونية بسبب تطور ظروف نمو وازدياد وتنوع الا حياء المائية الحيوانية والنباتية مما ادت مع مرور الزمن وفي ظل استمرار علميات الترسيب الى طمر ودفن بلايين من الاطنان من بقايا المواد العضورية التي تحولت الى المواد الهيدروكاربونية في مواقعها الاصلية التي عرفت تلك الانواع من الصخور بصخور المصدرـ أو صخور الام التي نشأءت فيها النفط, انتهت تلك المرحلة بتقلص البحر نتيجة تقارب الكتل المحيطة بهاعن بعضها البعض ورافقت ذلك نشاطات وانفجارات بركانية وارتفاع بعض اجزاء قاع المحيط التي ادت الى تكوين جزر وسلاسل جبلية على امتداد محور المحيط مؤدية الى انفصالها الى احواض منفصلة او شبة منفصلة عن بعضها البعض , وتكونت خلال تلك الفترة المحيطات الحديثة مثل المحيط الاطلسي والهادي .وهي من اولى علامات بداية مرحلة جديدة , عرفت بمرحلة الاوروجيني التي امتلئت خلالها تلك الاحوض المائية المليئة بالاحياء بترسبات بحرية متنوعة طمرت ودفنت معها بلايين الاطنان من يقايا تلك المواد العضورية التى تحولت الى المواد الهيدروكاربونية ووصلت هذه المرحلة الى بداية مرحلتها النهائية التي ادت الى تراجع شديد وانقراض الاحواض المائية وبناء احزمة من السلاسل الجبلية على آثاره افي آسيا واوربا وشمال افريقيا , واغلب السلاسل الجبليةمن الهملاي مارا ب زاكروس , طوروس , الاطلسي والى سلاسل الالبي تكونت على آثار بحر التيسيس ولا زالت بعض بقايا التيسييس قي مثل البحر الابيض المتوسط والتي سوف تنقرض وتموت بأنتهاء مرحلة الاوروجيني, ويعتقد العلماء بانها تنتهي بعد حوالى 10 ملايين سنة التي سوف يؤدي الى نشؤء محيط جديد عل امتداد موقع البحر الاحمر والتي عرفها العلماء بالمحيط العربي الافريقي.
يتواجد المواد الهيدروكاربونية في الصخور الرسوبية التي ترسبت خلال نشوء وتطور وانقراض محيط التيسيس في الطبقات والتكاوين التي تكونت خلال حقبة الباليوزوي وازداد كمياتها في ترسبات حقبة الميزوزي والسينوزوي , حيث يتواجد حوالي 57 بالمائة من المواد الهيدروكاربونية في ترسبات حقبة الميزوزي وحوالي 27 بالمائة من المواد الهيدروكاربونية في ترسبات حقبة الباليوزوي والباقية 16 بالمائة في ترسبات حقبة والسينوزوي . بينما يتواجد حوالى 27 بالمائة من المكامن النفطية في ترسبات حقبة والسينوزوي وحوالي 58 بالمائة في ترسبات حقبة الميزوزي و15بالمائةفي ترسبات حقبة الباليوزوي بسبب هجرة النفط من الاعماق نحو الاعلي وحزنهافي تكاوين وتراكيب جيولوجية مناسبة , محصورة في الجزء الاعلي من القشرة الارضية التي تتكون من الصخور الرسوبية الي تصل سمكها في بعض المناطق الى حوالي 30كم وفي كردستان تصل سمكها الى حوالي 20 كم , وهذا يعني أحتمال تواجد النفط والغاز بشكل عام الى حدود تلك الاعماق الامر الذي سيزيد من احتمال اكتشاف الكثير من حقول النفط والغار فيها ,لاسيما في المناطق السهلية وذات التصاريس الواطئة والمحصورة بين السلاسل الجبلية كما هو الحال في كردستان وعلى امتداد حزامه النفطي . (16,17)


الحزام النفطي في كردستان العراق
يتواجد حقول النفط والغاز في منطقة الشرق الاوسط في ثلاثة مناطق تكتونية , المسيف التي تقع في غرب ووسط الدرع العربي, منطقة الشيلف Shelf الدرع العربي, في الشمال والشمال الشرقي من المسيف العربي ـ منطقة الخليج والجزء الجنوبي من العراق ومنطقة حوض الجيوسينكلينال Geosyniclinal Basinالواقعة والممتدة على امتداد و بموازرات سلاسل جبال زاكروس وطوروس شمالا والحدود الجنوبية لكردستان وتشكل الجزء الاعلى من سهل ميزوباتام التي ترسبت فيها خلال الفترة الجيولوجية مابين عصر الاوردوفشي وعصر المايوسين تكاوين صخرية ذات منشئأ بحري الغنية بالمواد الهيدروكاربونية ، لاسيما خلال الفترة الجيولوجية مابين عصر البرمي وعصر المايوسين .حيث يتواجد صخور المصدر للمواد الهيدروكاربونية في ترسبات عصر الاوردوفيشى في كردستان تركيا ويوجد بقايا في اعماق الارض في كردستان سوريا, اضافة الى تواجدها على سطح الارض ( منطقة برواري بالا) في كردستان العراق . تظهر صخور المصدر للمواد الهيدروكاربونية بشكل واضح في ترسبات عصر البرمي والجوراسي والاكثر في الطباشيري و بينما تقل النفط في ترسبات الباليوجين مقارنة بترسبات حقبة لميزوزوي. ا
تعرضت تلك الحوض المائي خلال مرحلة الاوروجيني الى حركات تكتوتنية والى تراجع وانقراض الاحواض المائية والى تكوين وبناء سلاسل زاكروس وطوروس نتييجة ارتفاع القشرة الارضية وما يحملة من طبقات مليئةبالمواد الهيدروكاربونية وادت ذلك الى تكوين تراكيب جيولوجية متنوعية من الطيات المرتفعة والمنخفضة التي تحتوي على فوالق وتشققات ادت الى تسرب وهجرة النفط افقيا وعموديامن صخور المصدر الى الطبقات التي تقع فوقها وخزنها وحفظها في تلك الطبقات التي عرفت بالصخور الخازنة والتي تعرف بالمكامن النفطية التي تجمع النفط في اكثر من موقع , ولذا يمتاز حقول النفط في كردستان باحتوائهم على مكمنين ـ مخزنين للنفط والغار كما هو الحال في خانقين وعين زالة والى ثلاثة مكامن تم اكتشافها في حقل كركوك وربما يتواجد اكثر من ثلاثة مكامن اذا تم اجراء دراسة دقيقة لمكونات القشرة الارضية من الصخور الرسوبية التي يتراوح سمكها في منطقة كركوك مابين 6ـ 20 كيلومتر.
لقد كانت ارتفاع المنطقة نتيجة بناء بناء سلاسل زاورس وطوروس أمتازت بكونها غير متجانسة من حيث القوة والزمن , كانت الحركة عنيفة في منطقة الطيات الجبلية العالية ادت الى بروز وظهور صخور حقبة الباليوزوي والميزوزي على سطح الارض مما ادى الى تدمير الكثير من المخازن النفطية بفعل تفتيت وتدمير التراكيب الجيولوجية (المكام النفطية)
مما ادت الى تطاير المكونات الخفيفة النفطية وبقاء المواد الثقيلة كالقير التي يتواجد في وديان وسفوح الجبال في كردستان , مثل بخمة , كلي إسمافا , كلي قسروك وكلي قيرك.
اما المنطقة الجبلية والسهلية الواقعة بين سلاسل جبال ـ الابيض, بيخير وسلسلة صلاح الدين وهيبة سلطان والى السلسلة الواقعة جنوب سد دربنديخان شمالا وسلاسل سنجار مكحول حمرين حنوبا فقد بداء ارتفاع القشرو الارضية فيها بسرعة اقل وبعد بداء منطقة الطيات العالية بأرتفاع بفترة طويل وكانت تغطيها بالمياة التي كانت تشكل جزء من الحوض المائي التي كانت تربط البحر الابيض المتوسط بالخليج خلال عصر البليوسين وتراجع المياه بمرور الزمن نتيجة ارتفاع الارض التي ادت الى تكوين اليابسة وانفصال البحر الابيض المتوسط عن الخليج , والى تعرض تلك المنطقة الى التعرية والتآكل بشدة لاسيما في المناطق ذات التراكيب الجيولوجية الهشة والتي يتوجد فيها الفوالق والتشقات التي وصلت البعض منها الى مكامن النفطية القريبة من سطح الارض ما ادي الى تسرب الغاز الطبيعي والرشوحات النفطية علي سطح الارض في الكثير من المناطق في كردستان ومنـها في ـ مندلي ,خانقين, طوز خورماتو ,كركوك, القيارة , كما تسرب الرشوحات النفطية الى قرب سطح الارض وامتزج مع المياه الجوفيةـ ينابيع مائية في الكثير من المناطق , في شيخان , كلي خنس , قيماوا بالقرب من جبل مقلوب وغيرها من المناطق , وعرفت بها الانسانمنذ القدم واستخدموا تلك الرشوحات النفطية للانارة والتدفئة وغيرها من الاغراض , وتبين الدراسات الجيولوجية بأن ظهور مثل تلك الشروحات لهو دليل مباشر على تواجد النفط والغاز تحت سطح الارض وانها غالبا تمتاز المكامن النفطية [تنها غير عمقة في تلك المناطق.
لقد كان الاعتقاد السائد حتي لدى الجيولوجين بأن المنطقةالنفطية في كردستان تشكل المناطق التي تظهر الرشوحات النفطية على أو بالقرب من سطح الارض حتى قبل حفر الابار وتشكل المنطقة النفطية على شكل شريط متقطع تقع على امتداد الرشوحات النفطية من مندلي مارا بخانقين, طوزخورماتو, كركوك , القيارة , عين زالة والى المثلث الحدود بين العراق وتركيا وسور يا مع تواجد اثار الرشوحات النفطية في كردسان تركيا وكردستان سوريا ,وان النفط يتواجد في مكامن غير عميقة دون ان يعرفوا بأن حقول النفط والغاز على متداد تلك المنطقة يحتوي على أكثر من مكمن ـ مخزن للنفط والغاز , وبعد اتساع اعمال البحث والتنقيب والاستخراج النفط خلال الفترة مابين 1927 ـ1934 وانشاء خط انابيب نقل النفط من كركوك الى المواني البحرية , ولاسيما في النصف الاخير من القرن الماضي تبين نتائج تلك الاعمال بتواجد الكثير من حقول النفط والغاز وان مساحة المنطقة النفطية يتعدى حدود مناطق الرشوحات النفطية تصل طولها الى اكثر من 1000 كيلومتر ـ كم وعرضها يتراوح مابين 50 والى اكثر من 150 كم واوتصل عمق المكامن النفطية والغازية الى اكثر من 6كم في بعض اجزائها, مما ازداد من اهميها من حيث المساحة وحجم الاحتياط النفطي وكلفة الاستخراج مقارنة بالاحواض النفطية الاخري بإضافة الى جودة النفط في اغلب حقول الحزام النفطي في كردستان .
تقدر سمك الصخور الرسوبية في كردستان الى حوالي 20كم في منطقة خانفين وكركوك وتقل باتجاه الشمال الغربي الى ان تصل الى حوالي 8كم في محافظتي اربيل والموصل وفي المناطق النفطية في كردستان تركيا وكردستان سورياوالى حوالى حوالى 6ـ 7كم في سنجار . ترتبط المكامن النفطية بالتكاوين والتراكيب الجيولولوجية الى حدود الاعماق اعلاه في كردستان التي يتواجد المكامن النفطية الاساسيةفي التكاوين والتراكيب الجيولولوجية خلال الفترة الجيولوجية ما بين العصر البرمي وعصر المايوسين وان المكامن النفطية الكبيرة مرتبطة بالتكاوين التي ترسبت في عصر الطباشيري والاقل حجما من المكامن النفطية بالتكاوين التي تقع فوق وتحت تكاوين العصر الطباشيري والمحصورة مابين ترسبات العصرالاوردوفيش وعصر المايوسين ـ 17,27 . تشكل الصبقات الصخرية من نوع الشيل , حجر الكلس وحجر الرمل من اهم الصخور الام والخازنة للنفط في كردستان والشرق الاوسط التي تشكل صخور الخازنة للنفط والغاز بحوالي 98,8 بالمائة من مجموع انواع المخازن النفطية والغازية فيها. من ابرز التكاوين الخازنة للنفط والغازمن الاقدم الى الاحدث في كردستان العراق هي ـ kurachine,Garaqu, Qamchuqa, Kometan ,Dokan,Pilsner , ,Shiranish,avan- Jedala Epheurate, Kirkuk group ,وفي كردستان سوريا هي ـ Markadah, Malussa,Kurachine, Beduh,Rutba, Shiranish,Jedala, Jeribe في كردستان تركيا هي ـKatin camurlu,Darders-Mirdin group,Karababa,Karabogaz,Garzan,sinan وفي كردستان ايران يتشابة تقريبا لما هو في كردستان العراق وخاصة منطقة مندلي ,كما يتشابة المكامن النفطية فى شمال غرب الموصل مع ماهو في المنطقة النفطية في كردستان سوريا والحقول القريبة من المثلث الحدودي في كردستان تركيا(27). ادت النشاط التكتوني منذ حقبة البايوزوي قبل ما يقارب من 570 ميون سنة الى انشطار الكتل القارية و ادت الي نشوء وتطور احزمة من الفوالق العميقة التي قسمت البلاتفورم العربي الى عدة اجزاء وتصل جذورالفوالق العميقة الى( طبقةالمانتال ) الواقعة تحت القشرة الارضية التي تقدر سمكها قي كردستان الىمابين 62ـ 63 كم والتي ساعدت على سهولة تسرب مكونات (طبقة المانتال )خلال تلك الفوالق علي او بالقرب من سطح الارض ويتراتبط بها اغلب حقول المعادن بتلك الفوالق التي تظهر آثار بعضها علي سطح الارض او القرب منها او المدفونة والمغطات بعددة كيليوميرات من الصخور , وتمتد تلك الشبكة من الفوالق المتقاطعة مع بعضها البعض من الشمال الشرقي الى الجنوب الغربي ومن الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي.
من ابرز تلك الفوالق هي الفالق العميق الزاحف المعروف ب( قالق زاكروس ـ طوروس) التي تفصل بين كتلة زاكروس وكتلة البليت العربي التي ترتبط اغلب حقول المعادن الفلزية بالمكونات والتراكيب الجيولوجية الواقعة على امتداد الفالق والقريبة منها , لاسيما في مناطق تقاطع او انحناءاو تشعب الفالق الذي يتكون بالاساس من حزمة من الفوالق ذات التراكيب الجيولوجية المعقدة , كما تتماز الفوالق العميقة التي تمتد من البحر الاحمر باتجاة الشمال الشرقي مارا بدول الخليج , العراق الاردن , سوريا , تركيا وايران الى ان تصل البعض منها الى حدود جمهوريات اسيا الوسطي والتي تظهر اثارها في بعض المناطق, لاسيمافي المناطق الجبلية منها او تعكس تاثيرهاعلى تضاريس سطح الارض والاخر مدفونةتحت سطح الارض وتغطيها الصخور المختلفة وبسمك تصل الى عددة كيلومترات كما هو الحال في المناطق السهلية , ويمكن اكتشاف مواقع الفوالق العميقة تحت سطح بالارض من خلال تحليل نظام الشبكة النهريةالتي غالبا ما تتطابق مع انظمة الفوالق بالاضافة الى الدراسات الزلزالية التي تمتاز بشكل عام بتطابق مواقع المراكز الزلزالية على امتداد الفوالق .لاسيما مواقع الزلازل القوية والعميقة المنشئأ .
تكمن اهميةتلك الفوالق في تكوين الاحواض المائية المناسبة لتكوين النفط فيها وتترابط اغلب حقول المعادن الفلزية بالمكونات والتراكيب الواقعة على امتداد مثل تلك الفوالق اوالقريبة منها ، حقول الذهب التي تم اكتشافها موخرأ في السعودية والتي ترتبط بتلك الفوالق العميقة والمدفونة ، حيث يتواجد مواقع وآثار البعض من تلك الفوالق العميقة في كردستان التي تكونت وتطورت بنفس الظروف الجيولوجية بالاضافة الى النشاط التكتوني الأشد في كردستان التي يساعد على تسهيل ارتفاع مكونات (طبقة المانتال) مصدر( خام الذهب )الى الجزء الاعلى من القشرة الارضية في كردستان , هذا ما يشجع على اجراء وتطبيق مثل تلك الدراسات والطرق الحديث ة للبحث عن الذهب في


النفط ما قبل القرن العشرين
كانت الرشوحات النفطية موجودة على سطح الارض في كردستان منذ الآف السنين قبل ظهور البشرية على الارض وعرف اهل هذه المنطقة النفط منذ القدم واستخرجوا القير من منابعه على مقربة من الرشوحات النفطية واستعملوا في الانارة والتدفئة وفي تغطية السفن وجدران القنوات واستعمل سيدن انوح عليه السلام القير لمنع تسرب الماء الى داخل السفينة, تلك السفينة الي إستوى على الجودي ـ1ـ وكانت ذلك نقطة بداية جديدة للحياة بعد الطوفان في هذه المنطقة من كردستان , كما كانت الوهج الاحمر للغاز الطبيعي الذي كان يشتعل منذ القدم في كركوك ـ النار الابدية. ظهرت الرشوحات النفطية على سطح الارض في العديد من المواقع على إمتداد الحزام النفطي في كردستان ـ مندلي , طوزخورماتو. باباكركر . القيارة ، أوالقريبة من سطح الارض في بعض المواقع في محافظة الموصل والمناطق المحيطة بالمثلث التركي العراقي السوري وفي سفوح وفي اعماق الوديان في منطقة الطيات الجبليةـ قندل , بخمة , كلي قيرك ,شيخان . مقلوب , اضافة الى امتزاج النفط مع المياه الجوفيةالتي تخرج على شكل ينابيع في العديد من المواقع على إمتداد الحزام النفطي في كردستان ـ بفعل خصوصات التراكيب الجيولوجية للقشرة الارضية في هذه المنطقة التي ساعدت على سهولة تسرب المواد الهيدروكاربونية على او الى القرب من سطح الارض عن طريق الفوالق والشقوق الموجودة في التراكيب الجيولوجية التي تشكل مخازن لحقول لنفط والغاز في كردستان.
ان حاجة الانسان الى مصادر الطاقة وتنوع استعمالها قد ادت الى الاهتمام بالمناطق التي يتواجد فيها تلك المصادر خلال تاريخ نشوء الامارات والامبراطوريات التي نشبت خلالها حروب وغزوات وجدت خلالها الكثير من المصادر الطبيعية , منها ينابيع المياه المعدنية ومنابع الرشوحات النفطية , استقروا قوات الغزات على مواقع تلك المصادر واستعملوا كوسائل لمعالجة الامراض والاوبئة وكانت كردستان واحدة من اهم المناطق الغنية بتلك المصادر ما جذب إنتباه الغزات والمحتلين اليها لاسيما خلال حكم الامبراطورية العثمانية ، مع نشوء وتطور الثورة الصناعية في أوربا لفت إنتباه تلك الدول الصناعية الى البحث عن النفط في منطقة الشرق الاوسط بحكم علاقاتهم مع الدولة العثمانية وزيادة اهتمامهم في توسيع التجارة التي دفعتهم الى إنشاء طرق المواصلات تربط الاقاليم بعضها البعض , وفي نفس تلك الفترة إهتم الادارة العثمانية بالمناطق التي يتواجد فيها الرشوحات النفطية في كردستان عن طريق دعم ومساندة بعض العوائل التي كانت تسكن وتمتلك ملكية تلك المواقع الغنية بالرشوحات النفطية وتم ارسال بعض العسكرين والموظفين الاتراك الى تلك المواقع في كردستان وذلك في عام 1746ـ 15ـ هذا ما شجع العثمانين الى توسيع نفوذههم فيها , وتطورت الاهتمام في استثمارالرشوحات النفطية التي كانت تسيل على سطح الارض في منطقة مندلي , وكان مدحت باشا واليا في بغداد انذاك وهو اول من اهتم بشؤن النفط واستخدم مشتقات النفط , كالقير في بناء المشاريع سنة 1871 , وتعتبر هذا التاريخ بداية تحول انظار الدول الاوربية نحو مصادر النفط في كردستان بعدان استخدم مدخت باشا بعض خبراء الالمان في انشاء وتحسين منابع النفط الخام الذي كان يسيل على شكل قير سائل فوق الارض في منطقة مندلي ـ 3ـ , وانشاء مدخت باشا مصفات تكرير النفط في مدينة بعقوبة في سنة 1872, وهذ ما ادت الى توسيع علاقة المانيا بالحكومة العثمانية في عهد السلطان عبدالحميد الثاني , حيث قام الالمان بارسال بعثة من الجيولوجيين الى منطقة كركوك في سنة 1881 واكدوا بان كركوك وضواحيها منطقة نفطة هائلة وان حقول النفط ـ المكامن النفطيةـ فيها قريبةمن سطح الارض , زار بعدها قيصر الالمان الى إسطبول في سنة 1888 من اجل تخويل البنك الالماني على حق شراء وتنفيذ خط سك حديد اسطنبول ـ نقرة ـ ازميد والتي انشاء في 1896، وكررقيصر ألمانيا زيارته في 1898 من اجل الحصول على منح المانيا في انشاء خط سكة حديد بغداد تمر من نصيبين ـ الموصل ـ بغداد والى ميناء البصرة وامتيازات التنقيب عن النفط والمعادن في انحاء الامبراطورية العثمانية والملاحة في نهري دجلة والفرات , ومن هنا بداء التنافس بين الشركات البريطانية , الالماية , الهولندية وامريكية في الحصول على حقوق استغلال النفط في العراق عامة ولاية الموصل خاصة.
تحركت الشركات النفطية من خلال تفعيل دور ممثليها في هيئات الدولة العثمانية , فقد اهتم الانكليز ب( كالوست سركيس كلبنكيان ) وهو من اصل ارمني ومن رعايا الاتراك الذي درس في بريطا نيا واصبح فيما بعد مستشارا ماليا ذات نفوذ كبير في وزارة المالية في عهد السلطان عبدالحميد الثاني , رفع كلبنكيان في سنة 1890 تقرير رسميا الى السلطان شرح فيه بشكل يسترعي الانظارعن حقول وموجودات النفط في انحاء لامبراطورية العثمانية ولاسيما في العراق وعن قابلية استغلالها وتطويرها وجلب رؤوس اموال اجنية , عرف هذا الشخص فيما بعد ب ( تاليران لدبلوماسية النفط) والعروف( بأسم المستر خمسة بالمائة) ـ3 ـ. نشرت فيما بعد مقالات بعض الجيولوجين ـ دوموركان في سنة 1892 و ستال في سنة 1893, الكولونيل موتسيل في سنة 1897 والبارون فون اوينهايم في سنة1899الذين (ذكروا في تقاريرهم الجيولوجية بأن النفط في كردستان مدهشة لا تقدر) . هذا ما شجع السلطان عبدالحميد على تحويل ملكية تلك الاراضي التي تخرج منها النفط على سطح الارض من ملكيةالحكومة العثمانية الى ملكيته الخاصة في سنة 1890 واضيف اجزاء اخرى اليها في سنة 1899 ,لذا اصبحت المناطق النفطية على امتداد الحزام النفطي في كردستان ملكا خاصا للسلطان عبدالحميد , وبداء فيما بعد السلطان الاهتمام بتلك المناطق النفطية ـ مندلي , طوزخورماتو باباكركر والموصل من خلال توسيع نفوذ البعض فيها , مثل( عائلة النفطجي وعائلة البعقوبي من عشرة زنكنة وعائلة الآوجي) , كما ارسل السلطان مجموع من المهندسيين الفرنسيين الى تلك المناطق لمتابعة العمل على زيادة منتوجات النفط الخام ومن هنا بداء فرنسا في توسيع نفوذها في هذه المنطقة النفطة , بينما كانت بريطانيا قد رسخت موقعها في منطقة الخليج وايران وعارضت بريطانيا امتياز المانيا على انشاء خط سكة حديد بغداد ـ البصرة وانشاء مرفاء على الخليج وحق الامتيار على استثمار النفط على جانبي خط سكة حديد موصل ـ بغداد بصرة، واعتبر بريطانيا ذلك الاتفاق لهو تهديد مباشر لحقول النفط في الخليج التي تشكل المصدرالرئيسي لتوفير بريطانيا بالنفط , اضافة الى ان المانيا ستحصل على اسهم بحرية في الخليج ويصبح منافسا لبريطانيا في منطقة الخليج . لذا اتخذ بريطانيا بعض الاجراءات لمنع وصول الالمان الى الخليج ومحاولة جعل نفسها( بريطايا) كبديل لالمانيا في استثمار النفط في العراق , لذا شجع بريطانيا الادارة في الكويت على منع ربط البصرة بالخليج عن طريق سكة حديد مقابل حمايتها من اية تحرك للجيش العثماني ضدها ، ونجح بريطانيا في ذلك , كما دعم بريطانيا المهندس الاسترالي ( وليام نوكس دارسي) الذي حصل على حق امتيار استغلال النفط في ايران سنة 1901 لزيارة اسطنبول بدعم بريطاني وحصل على وعود غير محدودة يتضمن منحة امتياز النفط في الدولةالعثمانية مستغلا الخلافات بين شاة ايران والسلطان العثماني ، لاسيما فيما يتعلق بالمناطق الحدودية بينهما الغنية بالنفط ( منطقة خانقين) , فعل بريطانيا كل ذلك من اجل ابعاد المانيا من المنطقة النفطية.
ارسل امريكا (كولبي) الى اسطنبول في سنة 1899 للحصول على امتياز استخراج التفط في انحاء الامبراطورية العثمانية وكرر زيارته في سنة 1908 ومنح السلطان له حق امتياز انشاء خط سكة حديد بين اسكندرونة ـ كركوك , الا ان السلطان تنازل عن العرش في سنة 1908 واهمل كل العهود التي قطعها مع( دارسي وكولبي ) واعاد ملكية السلطان على المناطق النفطية الى الدولة العثمانية . ر وصراع الشركات النفطية على ثروات النفط في كردستان .

حدثت تغيرات كبيرة قبل الحرب العالمية الاولى، منها سيطرة بريطانيا على النفط في البحرين والكويت واعدت نفسها لأحتلال البصرة ومن ثم بغداد والموصل متى ما اندلع الحرب ردا على الاتفاق الذي وقع بين المانيا وروسيا القيصرية في سنة 1911 , حيث اعترف روسيا بمصالح المانيا في مد سكة حديد موصل ـ بغداد ـ البصرة مقابل اعتراف المانيا بمصالح روسيا في شمالي ايران والسماح لها بربط المدن الفارسية بخط بغداد عن طريق خانقين , وباشر المانيا بمد خط السكة بين بغداد وسامراء وبذل الجهود للسيطرة على ثروات النفط بعد قيامها بحفر آبار في منطقة القيارة في سنة 1906 وهي اقدم ابار المنطقة ـ 24 ـ , ومن جهة اخرى ، حاول امريكا (احياء اتفاقيات كولبي) مع الحكومةالعثمانية في سنة 1911في تطوير حقول النفط في ارضروم , واستغلال مناجم النحاس في تركيا , الا انها تأجلت بسبب الحرب بين تركيا وايطاليا ـ 1911 و في حرب البلقان في 1913 والحرب العالمية الاولى ، وتلازم تحرك امريكا في توثيق علاقات بريطانيا مع البنك التركي حيث كان( كلبنكيان) مديرا للبنك مما سهل في توسيع نفوذ بريطانيا على استثمار ثروات النفط في جميع انحاء الامبراطورية العثمانية . تقارب الشركة الهولندية مع الشركة البريطانية بعدان حصل على حصة الامتياز في استثمار النفط وتغير أسمها الى شركة النفط التركية في سنة 1911 وادى ذلك الى ابعاد( كولبي ) ماغضب امريكا من ذلك , هذا ما ادى الى عقد اتفاقية بين بريطانيا والحكومة العثمانية في 1914 حول مد سكة حديد واستثمار النفط وتلتها اتفاقية بين بريطانيا والمانيا في 1914 التي جاء فيها ( يحق لالمانيا ان يدخل القسم التركي وبريطانيا في القسم العربي وحدود ولاية الموصل تفصل بينهما ، واعطى لالمانيا الحق في التنقيب عن المعادن واستغلالها ما عدا النفط ) ، وجرى اتفاق بينهما في تأسيس شركة نفط جديدة تساهم الالمان ب 25 بالمائةوبريطانيا ب 75 بالمائة , كما عقد فرنسا اتفاقا مع المانيا على ربط خطوط سكة حديد بين البحر الابيض المتوسط والخليج مارا بسوريا واستثمار النفط على جانبي السكة واستغلالها.
تاجلت معظم تلك الاتفاقيات بين الشركات النفطية بسبب اندلاع الحرب واعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على الامبراطرية العثمانية بعد وقوفها الى جانب المانيا، وتسارع فرنسا وبريطانيا الى عقد اتفاقية سايكس بيكو في سنة 1916 لتوضيح نفوذهنا في الامبراطورية العثمانية ، ومن اهم بنودالاتفاقية( يتضمن احتفاظ فرنسا بالجزء الاكبرمن سوريا وقسم من الاناضول ومنطقة الموصل , اما بريطانيا فتحصل على جنوب ووسط العراق وجزء من ولاية الموصل وادخل اربعة بنود تتعلق بمسقبل المنطقةالكردية كمناورة لمنع مشاركة الاكراد في الوقوف الى جانب الدولة العثمانية وعدم الالتزم في تنفيذ الخدمة العسكرية في الجيش العثماني).
تسارع بريطانيا في احتلال جنوب العراق وبغداد في 1917 وولاية الموصل في 1919 وتساع الدول المتحالفة بريطانيا, فرنسا وروسيا على تبادل المعلوات بشكل سري لتقسيم الجزءالذي شمل سوريا , العراق وجزء من الاناضول بسبب احتواء هذه المنطقة على النفط.
تدخل شركة النفط البريطانية ـ الفرنسية في سنة 1913 في معالجة مشكلة الحدود بين حكومة فارس والدولة العثمانية في منطقة الحدود ـ منطقة خانقين النفطية التي كانت معروفة بالاراضي المحولة , واتفقا الطرفان على إبقاء حق الشراكة قائما في تلك المنطقة النفطية ومنحت امتيازا جديدا لهذه الشركة التي اسس شركة اضافية لها عرفت( بشركة نفط خانقين )، وقامت الشركة بنقل العمال والموظفين لاسيما من( الاتراك والعرب الى منطقة خانقين والمناطق المجاورة لها , لذا ازداد عدد الغرباء فيها الى جانب سكانهاالاصلين الاكراد.
لقدت ادت تلك التدخلات الاجنية في المنطقة الى نمو الوعي الوطني والديني والقومي التي ادت في النهاية الى اندلاع ثورة العشرين ، ولعب العشائر الكردية دورا فعالا في مواجهة المحتلين وفتحت جبهة المواجهة على( إمتداد سلسلة جبل حمرين) ودفنوا ضحاياهم على قمم جبل حمرين, لقد انعكس ذلك سلبا على موقف الانكليز من الاكراد ,كماطلب بعض العشائر الكردية وبعض العرب في منطقة الاراضي المحولة النفطي الجنسيةالايرانية بدلا من العثمانية( بهدف التخلص من إداء الخدمة العسكرية الالزامية في الجيش العثماني ـ22ـ ), و انتقم الانكليز ومن ثم الحكومة الملكية بعد تاسيس العراق في 1921 من الاكراد كذريعة في بسط نفوذهما في المناطق النفطية على امتداد الحزم النفطي , لاسيمافي منطقة خانقين وكركوك.
انتهت الحرب العالمية الاولى الى تشكيل حكومات من قبل الدول الثلاثة ـ بريطانيا, فرنسا ورسيا , وبقيت بعض المناطق في ولاية الموصل النفطية معلقة بين تركيا والعراق بسبب تنافس فرنسا وبريطانيا على استثمار التفط في ولاية الموصل , وقد لعبت النفط دورا مهما في ترسيم الحدود بين الدول الثلاثة ، واعتقد لوتوفرت المعلومات ا لجيولوجية الحديثة عن النفط على امتداد الحزام النفطي في كردستان انذاك لكانت ترسيم الحدود بين الدول الثلاثة يختلف بشكل كليا عما هوالآن.
اعتمدت بريطانيا بعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة في ادارة حكمه على نخبة من الضباط الذين خدموا في الجيش العثماني وتشربوا بمفاهيمها ليديروا الحكم في العراق ولتحافظ لى على مصالحها الحيوية ليستمر تدفق النفط دون عرقلة.
فرض عصبة الامم المتحدة حكم الانتداب على العراق في عام 1922 مقابل منح شركة النفط التركية حق امتيازها في نفط العراق في مجال البحث والتنقيب والاستخلاص والتحضير والتجارة والنقل والبيع مع فرض بريطانيا شرطا على ان تظل شركة النفط التركيةـ شركة بريطانية مسجلة في بريطانيا وان يكون مقر عملها ضمن مناطق النفوذ البريطاني وان يكون رئيس الشركة من التبعية البريطانية.
توقع الحكومة العراقية مع شركة النفط التركية اتفاقا في 1925 لمدة 75 سنة( يمنح بموجبها الحق لشركة بأسثمار النفط في كافة المناطق العراقية بأستثاء ولاية الموصل والاراضي المحولة في خانقين) .الجدير بالذكر، جائت تلك الاتفاقية (على ضوء توقع خبراء الجيولوجيين في تخمين أحتياطي النفط في منطقة كركوك سوف تنتهي بحلول عام 2000) ، لذا منح الشركة حق الامتياز من 1925 لغاية 2000 ، واعتقد لو عرفت الجيولوجين أنذاك على وجود ثلاثة مخازن ـ مكامن نفطية في حقل كركوك لكانت فترة حق الامتياز اكثر من 75 سنة.
افتتح شركة النفط التركية مقرها في مدينة كركوك وقامت بنقل حوالي 2500 من العمال والموظفين( من العرب والاشورين ), ومن هنا بداء اعداد الغرباء يزداد فيها ـ16ـ وتم بناء السكن لمنتسبي الشركة في كركوك . بداء الشركة باعمال حفر الابار في باباكركر في اوائل سنة1927 وتم اكتشاف النفط في 14 تشرن الاول 1927 بكميات تجارية عندما انفجر البئر الاولى وتدفق النفط , (وكان هذا بداية مرحلة جديدة من تاريخ استخراج النفط والبحث والتنقيب عنها), لذا ازداد الاهتمام بمنطقة كركوك النفطية بين شركةالنفط التركية والحكومة العراقية , حيث حاول الطرفان على تعزيزنفوذها في منطقة كركوك من خلال توظيف ونقل الموالين لهما , ومن هنا بداء تطفو على السطح بشكل اكثر وضوحا سياسة تعريب وتتريك المنطقة النفطية على حساب سكانهم الاصليين الاكراد.
حدثت خلافات حادة بين الاطراف المشتركة في شركة النفط التركية حول حصص شركة النفط التركية وتوصل ارباب المصالح في سنة 1928 حول تقسيم الحصص وادارة الشركة وبيع النفط , وتمكن بريطانيا من ابعاد فرنسا عن النفط العراقي مقابل تزويد فرنسا ب 25 بالمائة من النفط الذي تاخذه بريطانيا من العراق مقابل تنازل فرنسا عن الموصل ـ3 ـ , وبعدها ظهر خلافات بين شركة النفط التركية والحكومة العراقيةحول مسالة نقل النفط الى الموانئ البحرية، وتكمن الطرفان على تسوية خلافاتهما في سنة 1929 ، وغيرت ( اسمها الى شركة نفط العراق) التي تبنى انشاء خط انابيب نقل التفط من كركوك الى البحرالابيض المتوسط مقابل حق التملك غير المتنازع لحقل كركوك وامتيازها في أستثمار النفط في مناطق اخرى في الوقت الذي كان الحكومة العراقية مشغولة مع بريطانيا حول انهاء حكم الانتداب في العراق.
نجحت بريطانيا في سنة 1930 بعقد معاهدة مع العراق( سيطرت من خلالها على ثروات العراق النفطية مقابل مساعدتها للدخول في عضوية الامم المتحدة) , وحصل شركة النفط البريطانية على حق استغلال النفط في جزء من منطقة الموصل لمدة 75 سنة ما دفع بريطانياعلى تأسيس شركةنفط الموصل في سنة 1923 وكانت لكل من بريطانيا, هولندا, المانيا , سويسرا, ايطاليا وفرنسا والعراق حصة في شركةنفط الموصل وكان حصة العراق واحد بالمائة ـ 3 ـ من مجموع النسبة المئوية.
اصبحت شركةنفط الموصل في سنة 1936 جزاء من شركة نفط العراق بعد تجريد ايطاليا من حصتها وحصل شركة نفط العراقية على امتياز استخراج النفط في منطقة البصرة وتم تأسيس شركة نفط البصرة وكان ملكيتها بريطانية، واخيرا وليس آخرا تمكنت شركة نفط العراق والشركات المتحدة معها ـ شركتي نفط الموصل والبصرة في سنة 1939 على استغلال النفط في جميع انحاء العراق مقابل تقديم قرضا سنويا الى الحكومة العراقية.
زيادة انتاج النفط قد شجعت شركة النفط العراقية على انشاء خط انابيب نقل النفط الى الموانئ البحرية وتم انشاء خط كركوك ـ جيهان على البحر الابيض المتوسط خلال الفتر 1932ـ 1934 بطول 625 ميل واكمل الخطوط الاخرى في الاربعينيات والخمسينيات. تطلبت عمليات مد ونقل النفط عن طريق الانابيب التي مرت جزء كبيرمنها في كردستان وعلي امتداد حزامه النفطي على تأمين الامن والاسقرار فيها مما ادت الى استغلال الحكومة العراقية على توسيع نفوذها في المنطقة النفطية من انشاء مئات من نقاط السيطرة وابعاد سكانها ومعظمهم من الاكراد من خط الانابيب وتحويلها الى ما يشبة بمنطقة عسكرية دون تقديم الخسائر لسكانها (وجلب الكثير من العمال والموظفين الغرباء عن المنطقة اليها مما ادى الى ازدياد عدد الغرباء مقارنة بسكانها الاصليين الاكراد ), كما إستغل وزارة ياسين الهاشمي (سنوات الجفاف والقحط في بداية الثلاثينيات الى جلب حوالى 27 الف من عرب البدو الى سهل الحويجة واستقروا عند أقدام جبل حمرين ذات التربة الخصبة والمياة والمراعي الطبيعية وتم توزيع اكثر من 2000 كيلو متر مربع عليهم ), بنوا حوالى 200 قرية واستمر عمليات جلب العرب الى المناطق النفطية خلال الفترة 1947 ـ 1957 حوالى 49 الف من العرب الذين استقروا فيما بعد في المنطقة النفطة الكردية وتواطئ بريطانيا من الاجراءات الحكومة العراقية لاسباب تعلق في حمايةمصالحها الاقتصادية ولتخيف نفوذ الاكراد على امتدادالحزام النفطي في كردستان.
اشترى الحكومة العراقية شركة نفط خانقين في سنة 1952 التي كانت فرعا من شركة من شركة النفط البريطانية الفرنسيةواصبحت المنطقة النفطية الكردية مابين مندلي وخانقين ملكا للحكومة العراقية , وتم( نقل العمال والموظفيين العرب اليها واستغلوا فرصة الاكراد المحرومين من حق الجنسية العراقية بموجب قرار42 لسنة 1924 ـ مرسوم الجنسية بحجة دعوة بعض الفئات من سكانها ومن العرب ايضا الجنسية الفارسية بدلا من العثمانية ـ22ـ بهدف التخلص من الخدمة الالزاميةفي الجيش العثماني اثناء الحرب العالمية الاولى) , وهذا ما اصبحت هذا التحول عائقا في وجه سكان المنطقة لاسيما الاكراد الفيلين من الحصول على فرص العمل في شركة النفط , تدهورت حالة الاكراد على امتداد حزامه النفطي ومنها في منطقة خانقين بعد ثورة 1958 لجملة من الاسباب ومن ابرزها( قربهم من الحدود الايرانية في ظل العلاقات السيئة بين بغداد وطهران وتعاطفهم العميق مع الحزب الديقراطي الكردستاني ومن الراحل البارزاني الخالد) اضافة الى السياسة الشوفينية بحقهم من تجريدهم من الجنسية العراقية وطرد الآف منهم بحجة انتمائهم لأيران واستقرار العرب محلهم، و قد فسحالحكومة العراقية المجال أمام الباقين من الاكراد في تلك المنطقة النفطية بالنزوح الى المدن مثل بغداد بحثاعن العمل من اجل لقمة العيش, هذا ما ادت الى تغير النمو السكاني الطبيعي للمنطقة النفطيةفي كردستان، لاسيما منذ منتصف العشرينيات من القرن الماضي وتعمقت لاحقا بعد انقلاب شباط المشئوم في عام1963


مراحل تغير وتنوع النمو السكاني فى كردستان
لعبت الامبراطورية العثمانية التي دامت اكثر من 600 سنة في منطقة الشرق الاوسط ومنها كردستان على ظهور الغرباء في المنطقة الكردية، لاسيما على امتداد حزامها النفطي وذلك عن طريق( نقل الموظفيين والعسكرين الموالين للحكومة العثمانية والالزام الاجباري لخدمة العسكرية في الجيش العثماني ), فجائت اول وجبة من الاتراك ـ التركمان في سنة 1746 واستمرت حتي سنة 1918 وازداد نفوسهم بعد ان استقروا فيها واجيالهم طيلة 172 سنة ,من 1746لغاية 1918 , وقد كانت الحياة الاجتماعية لسكان المنطقة انذاك في بداية مراحل التفتح والتطور , هذا ماسهلت لهم الاستقرار اينما وجدوا ـ 15ـ .إهتم العثمانين على( تقوية نفوذ مراكز بعض الأسر التركية والكردية الموالية لهم في سنة 1879في منطقة كركوك مثل عائلة النفطجي , اليعقوبي من عشيرة الزنكنة والآوجي ـ نسبة الى الذين كانوا يجلبون الماء لسكان مدينة كركوك اضافة الى دعمهم للعوائل الذين كانوا لهم ملكية في الاراضي والمناطق التي تحتوي على ينابيع النفط ـ الرشوحات النفطية على امتداد الحزام النفطي) , كان عدد سكان كركوك انذاك بحوالي 3000 نسمة وكان نسبة الاكراد 75 بالمائة والبقية من الاتراك , العرب, وغيرهم من اليهود والكلدان.
تغير النمو الطبيعي لسكان المناطق النفطية بعد تشكيل ولاية الموصل في سنة 1879 وما رافقتها في تشكيل الهيئات الادارية فيها وانفصال ثلاثة اقضية شمال الزاب الصغير لتشكيل لواءاربيل في سنة 1918التي احتلت بريطانيا فيها مدينة كركوك وسيطرعلى النفط فيها وتجاوز بريطانياالمضاعفات التي نجمت من ثورة العشرين والحرب العالمية الاولى في تشكيل النظام الملكي في العراق سنة 1921 والحقت ولاية الموصل بالعراق في 1925 , وقررت بريطانيا وبعدها الحكومة العراقية على إبقاء اللغة التركمانية لغة التعليم والادارة في كركوك واستمر حتى نهاية العشرينيات مقابل منع الاكراد للقيام بأية دور في مقدرات كركوك , ومنع استخدام اللغة الكردية في التعليم الابتدائي رغم الاكرادالاكثرية الساحقة في كركوك ومنع اهالي كركوك من الاكراد حتي الاحتفال بعيد نوروز , بينما كان يسمح احيائة في بعض المدن الاخرى في كردستان , كل ذلك من اجل اضعاف دور ونفوذ الاكراد في المنطقةالنفطية, ويرجع البعض الى دور الاكراد في مقاومة الانكليز اثناء احتلالها المنطقة النفطية في كردستان . تم نقل واسكان حوالي 2500 من العمال والموظفين من العرب والاشورين الى كركوك في سنة 1925 بعد فتح مركز شركة النفط فيها وبناء السكن لمنتسبي الشركة في كركوك , هذا ما ادت الى زيادة الغرباء فيها.
استمر محاربة الاكراد في الثلاثينات وقامت وزارة الهاشمي على توطين اكثر من الف عائة من عشائر البدو العربية الرحالة في سهل الحويجة وتقدر عددهم حولى 27 الف من عرب البدو ـ4,ـ5ـ خلال الفترة 1934ـ1936 مستغلا سنوات الجفاف والقحط التي ضربت المنطقة , وتم توزيع حوالي 2000 كيلو متر مربع عليهم فاقاموا حولى 200 قرية فيها واستقروا هناك وجلب الحكومة قنات مائي من نهر الزاب الصغير لهم لأرواء وزرع الاراضي في سهل الحويجة. استمر عمليات تعريب المناطق الكردية لاسيما النفطية في الاربعينيات والخمسينيات , حيث تقدر عددالعرب الذين تم اسكانهم في محافظة كركوك خلال الفترة 1947ـ 1957 بحوالي49 الف من العرب ـ5ـ وتم دعمهم ماديا بهدف تثبيت اسقرارهم هناك, ورغم كل التغيرات التي اجريت عمدا، بقيت نسبة الاكراد الاكثرية بموجب إحصاء عام 1957 ومقارنتها مع الاحصاء البريطاني في عام 1921 حيث كان عدد سكان كركوك 120 الف نسمة, منها 75 الف من الاكراد 35 الف من التركمان و10 الآف من العرب 7ـ , بينما كانت عدد سكان محافظة كركوك بموجب إحصاء عام 1957 ب 382189 نسمة , منها 187593 من الاكراد و 109620 من العرب و 83371 من التركمان و 1605من الكلدان والآشورين ,اي كان نسبة الاكراد كانت 48,3 بالمائة والعرب بالمائة 28,2 والتركمان 21,4 بالمائة و3,1 بالمائة من البقية , تغيرت النسبة بموجب احصاء 1977الى 37,53 بالمائة من الاكراد و 44,41 بالمائة من العرب و 16,31بالمائة من التركمان.
كماشهدت علميات التعريب ضد الاكراد الفيلين في عهد رشيد عالي الكيلاني,حيث تم تسفير وتهجير عشرات الآف ن الاكراد في المنطقة النفطية مابين مندلي وخانقين بحجة انتمائهم للتبعية الايرانيةـ22ـ لأن بعض الاكراد الفيلين وبعض العرب اختاروا الجنسية الايرانية بغية التخلص من إداء الخدمة العسكرية في العهد العثماني اثناء الحرب العالمية الاولى مما سهلت لهم على تعريب المنطقية ،لاسيما بعد شراء الحكومة العراقية شركة نفط خانقين ونقل العمل والموظفين العرب بدلا من الاكراد لتجردهم من الجنسية العراقية بموجب قرار 42 لسنة 1924 ـ مرسوم الجنسية.
كاتب وباحث جيولوجي مقيم في هولندا
 
رد: الحزام النفطي في كردستان

زور سوباس مديرنا الحصري ع المعلومات الرائعة..
لي عودة لاستكمال القراءة بإذن الله..
دمت بخير..
الم..
 
رد: الحزام النفطي في كردستان

اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">المشاركة الأصلية كتبت بواسطة almkurdistan
زور سوباس مديرنا الحصري ع المعلومات الرائعة..
لي عودة لاستكمال القراءة بإذن الله..
دمت بخير..
الم..

</TD></TR></TBODY></TABLE>

نورتي ادارتنا الحصري ونصف

الله لا يعلق حدا بين ايدك الم هههه

منورة بوجدك

تحياتي
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى