Kurd Day
Kurd Day Team
انتفاضة بهدينان الكردية ضد الاستعمار البريطاني سنة 1919م (الجزء الثاني عشر )
الخاتمة :
ان هذه الانتفاضة التي سطرها ثوار الكرد في منطقة بهدينان ضد الاستعمار البريطاني ومرتزقته جعلت المستعمر يلغي الكثير من خططه الجهنمية التي كان يحاول تطبيقها على ارض كردستان .
فمشروع انشاء دولة آشورية – كلدانية على ارض كردستان تم الغاءه تحت مطارق وضربات الثوار الكرد . حيث كانت القيادات الكردية على دراية بالبيان الذي صدر في 28/حزيران/1917م تحت اسم ( وحدة واتحاد آشور الحرة ) حيث كانت بنوده الآتية واضحة جلية حول وضع الكرد وكردستان تحت الادارة القومية الآشورية :
1. يعتبر هدف وتطلعات اتحاد آشور الحرة هو تطبيق الادارة القومية في الوقت القريب على المناطق التالية : اورمي – الموصل – طور عابدين – نصيبين – جزيرة ابن عمر – جولميرك ضمن اطار روسيا العظمى الحرة كما في العلاقات الصناعية والتجارية كذلك في العلاقات العسكرية وحتى الدخول في الوحدة مع روسيا .
2. الموقف السياسي لآشور الحرة سيكون مبنيا على اساس التجمع التجمع القومي العام الذي سيمثل بدوره السلطة التشريعية والتنفيذية وسيكون منفذا لاجراءات الرئيس والوزراء .
3. الممثلون القوميون في التجمع القومي العام سيتم انتخابهم بطريقة تصويت الشعب على تشكيلات سباعية الاعضاء بغض النظر عن المذهب والوضع الاجتماعي والمنشأ والقومية .
4. كل ابن وابنة في الشعب الآشوري متساويان امام القانون لآشور الحرة وجميع السكان تحت قيادة آشور الحرة سيكونون مواطنين احرار .
5. الحرية الكاملة للكلمة والطباعة والاجتماعات والاتحادات والاضراب بشرط ان لا تلحق الاذى بشرف الانسان .
6. ستوزع الضرائب على جميع سكان آشور الحرة دون تفاوت ولكن وفقا لوضع ودخل كل منهم .
7. الزامية التعليم في المدارس لكل من لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره في آشور الحرة .
8. الفصل بين الكهنوت والحياة في آشور الحرة وعدم السماح للكهنوت ( رجال الدين ) بأي شكل من الاشكال التدخل في الشؤون القومية والمصيرية .
9. تستطيع شعوب القوميات الاخرى ( يثصد الكرد ) القاطنة ضمن حدود آشور الحرة العيش بحرية ولكنهم يخضعون لمتطلبات قوانين البلد التي ستكون نافذة من خلال التجمع القومي العام .
كما ان محاولة المستعمر ومن وراءه الحكومة الملكية العراقية القيام بعمليات استيطان واسعة للقبائل النسطورية ( الآثورية ) القادمة من منطقتي هكاري واورمية في مناطق زراعية خصبة من كردستان الجنوبية جوبه برفض شديد من القيادات والزعامات والنخب الكردية بشتى انتماءاتها . حيث ان استيطان هؤلاء الآثوريين في منطقة واحدة كانت كفيلة بقيامهم بانشاء كيان سياسي لهم وهذا ما تجلى واضحا في الخطط التي كانت البطريرك النسطوري مارشمعون يضعها بالتعاون مع الملوك النسطوريين ( زعماء القبائل ) في مقرهم الصيفي في جبل سر عمادية في سنوات 1930 – 1933م .
وقاموا على اثرها بالتمرد الشهير في شهر آب 1933م والتي تم اخماده من قبل الجيش العراقي بقيادة الضابط الكردي اللواء بكر صدقي بالتعاون مع القبائل الكردية والعربية رغم ما رافق ذلك من حوادث مؤسفة في قتل عشرات النصارى الابرياء والاستيلاء على ممتلكاتهم بدون وجه حق مما دعا بالتجمعات والاحزاب الآثورية الى اعتبار يوم 8 آب يوم الشهيد الآثوري .
وكان لهذه الانتفاضة ايضا اثر كبير في توزيع القبائل الآثورية في قرى واراضي كردية في عدة مناطق مختلفة بدءا من منطقة ديانا في غرب رواندوز وانتهاءا بسهل السليفاني في غرب دهوك حيث توزع عدد كبير من هؤلاء النساطرة ( الآثوريين ) في هذه القرى رغم معارضة العديد من زعمائهم لهذا الاستيطان على اساس ان كثير من هذه القرى مناطق موبوءة بالملاريا والامراض الاخرى ولكن تم تخصيص اموال كثيرة من خزينة المملكة العراقية بغية تسهيل امور هؤلاء في العيش بحياة كريمة .
ورغم اسكان هؤلاء الآثوريين بين ظهراني الكرد فقد قاموا بعدة عمليات اعتداء على القرى الكردية المجاورة لهم والمسالمة لهم حيث كانوا يمتلكون اسلحة وفيرة ومتطورة بالقياس الى ذلك الزمان فضلا ان عددا كبيرا منهم كانوا مجتدين ضمن افواج الليفي ( الدرك ) لذا قاموا بعمليات انتقام ضد الكرد المسالمين ففي سنوات العشرينات قاموا بقتل ثمانية من زعماء القرى الكردية ( المخاتير ) في منطقة ( نهيلى ) شمال شرق العمادية ودغنوهم في احدى سواقي طاحونة قرية ( كانى ) الواقعة شمال شرق العمادية بعد ان طلبوا منهم الحضور لغرض عقد اجتماع مهم لتنظيم العلاقة بين الكرد المسلمين والنصارى الآثوريين الذين تم اسكانهم في هذه المنطقة وهؤلاء الاشخاص الكرد المغدورين هم كل من :
1. لاوند سركلي
2. ملا ابراهيم سكيري
3. حمزة كوهرزي
4. ملا بير كركاشي
5. قبلان برجي
6. ....
7. .....
8. .....
وهذا مما حدا بسكان منطقة ( نهيلي ) الى مغادرة منطقتهم والالتجاء الى قرية ( زيوه شكان ) الواقعة خلف جبل ( لينكي – امتداد سلسلة جبل متينا نحو الشرق ) خوفا من اعتداءات النصارى خاصة من سكان قريتي كاني و ديرى الواقعتين شمال شرق مدينة العمادية وهذه القرى هي :
1. ديرلوك
2. مهيدي
3. كفنة مري
4. بيروزانه
5. ميكه را
6. هفنتكا
7. ديهيك
8. سركركي
9. برجي
10. كركاشي
11. بابني
12. رشانه
13. كوهرزي
كما قاموا باعتداءات مماثلة في منطقة ( سبنة ) الواقعة بين نهر الخابور غربا ومدينة العمادية شرقا حيث تعرض الكثير من اهالي قصبة بامرني وغيرها من القرى المجاورة الى اعتداءاتهم بسبب الدعم الانكليزي وعدم استطاعة الحكومة الملكية العراقية آنذاك الدفاع عن رعاياها رغم الشكاوى العديدة .
ومن جانب آخر فان عدد من الباحثين الذين لهم اتجاه محدد يعزون قيام هذه الانتفاضة الى العامل البلشفي على اساس ان ثورة اكتوبر 1917م كانت على الابواب لذا فلا عجب ان وصلت افكارها ومبادئها الثورية الى كردستان ولم يدر بخلدهم ان المجتمع الكردي آنذال كان محافظا وتقليديا وان زعماء الطرق الصوفية وعلماء الدين الاسلامي كانوا الموجهين الرئيسيين لهم وان اساليب الحداثة لم تصل الى المجتمع وتحديدا النخبة الا بعد عقدين من الزمان في نهاية سنوات الثلاثينيات حيث بدات تظهر الى الوجود جمعيات واحزاب كردية تطالب بتغيير مناحي الحياة المختلفة وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الكردي في التحرر والانعتاق من نير العبودية والظلام حسب طروحاتهم !
وعلى اية حال فان هذه الانتفاضة كانت انتفاضة شعبية اسلامية قادها الزعماء الدينيون والقبليون الكرد ضد عدو اجنبي ودخيل اراد السيطرة والاستحواذ على بيضة كردستان .
اما التفسيرات والآراء الاخرى التي قيلت بصدد دوافع هذه الانتفاضة وغيرها من الانتفاضات والثورات التي عمت المجتمع الكردي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين فلا تخرج عن التفسير الذي ذكرناه آنفا اما غيرها من دوافع بلشفية واقتصادية فهي اسقاطات ايديولوجية مسبقة املتها طبيعة برامج الاحزاب والحركات السياسية التي انتمى اليها اصحاب تلك الايديولوجيات .
--------------------------------------------------------------------------
انتفاضة بهدينان الكردية ضد الاستعمار البريطاني سنة 1919م
د. فرست مرعي
الخاتمة :
ان هذه الانتفاضة التي سطرها ثوار الكرد في منطقة بهدينان ضد الاستعمار البريطاني ومرتزقته جعلت المستعمر يلغي الكثير من خططه الجهنمية التي كان يحاول تطبيقها على ارض كردستان .
فمشروع انشاء دولة آشورية – كلدانية على ارض كردستان تم الغاءه تحت مطارق وضربات الثوار الكرد . حيث كانت القيادات الكردية على دراية بالبيان الذي صدر في 28/حزيران/1917م تحت اسم ( وحدة واتحاد آشور الحرة ) حيث كانت بنوده الآتية واضحة جلية حول وضع الكرد وكردستان تحت الادارة القومية الآشورية :
1. يعتبر هدف وتطلعات اتحاد آشور الحرة هو تطبيق الادارة القومية في الوقت القريب على المناطق التالية : اورمي – الموصل – طور عابدين – نصيبين – جزيرة ابن عمر – جولميرك ضمن اطار روسيا العظمى الحرة كما في العلاقات الصناعية والتجارية كذلك في العلاقات العسكرية وحتى الدخول في الوحدة مع روسيا .
2. الموقف السياسي لآشور الحرة سيكون مبنيا على اساس التجمع التجمع القومي العام الذي سيمثل بدوره السلطة التشريعية والتنفيذية وسيكون منفذا لاجراءات الرئيس والوزراء .
3. الممثلون القوميون في التجمع القومي العام سيتم انتخابهم بطريقة تصويت الشعب على تشكيلات سباعية الاعضاء بغض النظر عن المذهب والوضع الاجتماعي والمنشأ والقومية .
4. كل ابن وابنة في الشعب الآشوري متساويان امام القانون لآشور الحرة وجميع السكان تحت قيادة آشور الحرة سيكونون مواطنين احرار .
5. الحرية الكاملة للكلمة والطباعة والاجتماعات والاتحادات والاضراب بشرط ان لا تلحق الاذى بشرف الانسان .
6. ستوزع الضرائب على جميع سكان آشور الحرة دون تفاوت ولكن وفقا لوضع ودخل كل منهم .
7. الزامية التعليم في المدارس لكل من لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره في آشور الحرة .
8. الفصل بين الكهنوت والحياة في آشور الحرة وعدم السماح للكهنوت ( رجال الدين ) بأي شكل من الاشكال التدخل في الشؤون القومية والمصيرية .
9. تستطيع شعوب القوميات الاخرى ( يثصد الكرد ) القاطنة ضمن حدود آشور الحرة العيش بحرية ولكنهم يخضعون لمتطلبات قوانين البلد التي ستكون نافذة من خلال التجمع القومي العام .
كما ان محاولة المستعمر ومن وراءه الحكومة الملكية العراقية القيام بعمليات استيطان واسعة للقبائل النسطورية ( الآثورية ) القادمة من منطقتي هكاري واورمية في مناطق زراعية خصبة من كردستان الجنوبية جوبه برفض شديد من القيادات والزعامات والنخب الكردية بشتى انتماءاتها . حيث ان استيطان هؤلاء الآثوريين في منطقة واحدة كانت كفيلة بقيامهم بانشاء كيان سياسي لهم وهذا ما تجلى واضحا في الخطط التي كانت البطريرك النسطوري مارشمعون يضعها بالتعاون مع الملوك النسطوريين ( زعماء القبائل ) في مقرهم الصيفي في جبل سر عمادية في سنوات 1930 – 1933م .
وقاموا على اثرها بالتمرد الشهير في شهر آب 1933م والتي تم اخماده من قبل الجيش العراقي بقيادة الضابط الكردي اللواء بكر صدقي بالتعاون مع القبائل الكردية والعربية رغم ما رافق ذلك من حوادث مؤسفة في قتل عشرات النصارى الابرياء والاستيلاء على ممتلكاتهم بدون وجه حق مما دعا بالتجمعات والاحزاب الآثورية الى اعتبار يوم 8 آب يوم الشهيد الآثوري .
وكان لهذه الانتفاضة ايضا اثر كبير في توزيع القبائل الآثورية في قرى واراضي كردية في عدة مناطق مختلفة بدءا من منطقة ديانا في غرب رواندوز وانتهاءا بسهل السليفاني في غرب دهوك حيث توزع عدد كبير من هؤلاء النساطرة ( الآثوريين ) في هذه القرى رغم معارضة العديد من زعمائهم لهذا الاستيطان على اساس ان كثير من هذه القرى مناطق موبوءة بالملاريا والامراض الاخرى ولكن تم تخصيص اموال كثيرة من خزينة المملكة العراقية بغية تسهيل امور هؤلاء في العيش بحياة كريمة .
ورغم اسكان هؤلاء الآثوريين بين ظهراني الكرد فقد قاموا بعدة عمليات اعتداء على القرى الكردية المجاورة لهم والمسالمة لهم حيث كانوا يمتلكون اسلحة وفيرة ومتطورة بالقياس الى ذلك الزمان فضلا ان عددا كبيرا منهم كانوا مجتدين ضمن افواج الليفي ( الدرك ) لذا قاموا بعمليات انتقام ضد الكرد المسالمين ففي سنوات العشرينات قاموا بقتل ثمانية من زعماء القرى الكردية ( المخاتير ) في منطقة ( نهيلى ) شمال شرق العمادية ودغنوهم في احدى سواقي طاحونة قرية ( كانى ) الواقعة شمال شرق العمادية بعد ان طلبوا منهم الحضور لغرض عقد اجتماع مهم لتنظيم العلاقة بين الكرد المسلمين والنصارى الآثوريين الذين تم اسكانهم في هذه المنطقة وهؤلاء الاشخاص الكرد المغدورين هم كل من :
1. لاوند سركلي
2. ملا ابراهيم سكيري
3. حمزة كوهرزي
4. ملا بير كركاشي
5. قبلان برجي
6. ....
7. .....
8. .....
وهذا مما حدا بسكان منطقة ( نهيلي ) الى مغادرة منطقتهم والالتجاء الى قرية ( زيوه شكان ) الواقعة خلف جبل ( لينكي – امتداد سلسلة جبل متينا نحو الشرق ) خوفا من اعتداءات النصارى خاصة من سكان قريتي كاني و ديرى الواقعتين شمال شرق مدينة العمادية وهذه القرى هي :
1. ديرلوك
2. مهيدي
3. كفنة مري
4. بيروزانه
5. ميكه را
6. هفنتكا
7. ديهيك
8. سركركي
9. برجي
10. كركاشي
11. بابني
12. رشانه
13. كوهرزي
كما قاموا باعتداءات مماثلة في منطقة ( سبنة ) الواقعة بين نهر الخابور غربا ومدينة العمادية شرقا حيث تعرض الكثير من اهالي قصبة بامرني وغيرها من القرى المجاورة الى اعتداءاتهم بسبب الدعم الانكليزي وعدم استطاعة الحكومة الملكية العراقية آنذاك الدفاع عن رعاياها رغم الشكاوى العديدة .
ومن جانب آخر فان عدد من الباحثين الذين لهم اتجاه محدد يعزون قيام هذه الانتفاضة الى العامل البلشفي على اساس ان ثورة اكتوبر 1917م كانت على الابواب لذا فلا عجب ان وصلت افكارها ومبادئها الثورية الى كردستان ولم يدر بخلدهم ان المجتمع الكردي آنذال كان محافظا وتقليديا وان زعماء الطرق الصوفية وعلماء الدين الاسلامي كانوا الموجهين الرئيسيين لهم وان اساليب الحداثة لم تصل الى المجتمع وتحديدا النخبة الا بعد عقدين من الزمان في نهاية سنوات الثلاثينيات حيث بدات تظهر الى الوجود جمعيات واحزاب كردية تطالب بتغيير مناحي الحياة المختلفة وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الكردي في التحرر والانعتاق من نير العبودية والظلام حسب طروحاتهم !
وعلى اية حال فان هذه الانتفاضة كانت انتفاضة شعبية اسلامية قادها الزعماء الدينيون والقبليون الكرد ضد عدو اجنبي ودخيل اراد السيطرة والاستحواذ على بيضة كردستان .
اما التفسيرات والآراء الاخرى التي قيلت بصدد دوافع هذه الانتفاضة وغيرها من الانتفاضات والثورات التي عمت المجتمع الكردي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين فلا تخرج عن التفسير الذي ذكرناه آنفا اما غيرها من دوافع بلشفية واقتصادية فهي اسقاطات ايديولوجية مسبقة املتها طبيعة برامج الاحزاب والحركات السياسية التي انتمى اليها اصحاب تلك الايديولوجيات .
--------------------------------------------------------------------------
انتفاضة بهدينان الكردية ضد الاستعمار البريطاني سنة 1919م
د. فرست مرعي