عندما يخيم الليل بسكونه وتصمت الأشياء , أحس بك تتسللين إلى فراشي فاحتضنك وأنام بعمق , واحلم بجنة وارفة الظلال , وانهار من خمر وعسل , وقصور من زبرجد وياقوت , وفاكهة من عنب وتين ورمان , وأنت وحدك حوريتي .
فأتوسل إليك أن تمنحيني فرصة كي أعبدك .. ! .
واستيقظ في الصباح على همساتك تحوم حول أذني مثل تراتيل مقدسة , تعلن بدء يوم جديد يضيء لنا السنين البعيدة , وأتعلم منك كيف تشرق الشمس عندما ترسل خيوطها الذهبية عبر نافذتي فتدغدغ فراشي , ومثل صحوة الحالم أنهض وأتلمس فراشي فأجد مكانك خاليا , ولم تتركي لي سوى حفنة من القبلات تطرز أطراف وسادتي .
وفي المساء عندما تودعنا الشمس لتغرق في صمتها بهدوء , أرسم صورتك على صفحة السماء بقامتك الممشوقة , وعناقيدك المتدلية بألوان قوس قزح , فتزول بيننا المسافات وترحل الطرقات , وأحس بقلبي يلامس قلبك فتغرق أشواقنا في اللازورد وتبقين أنت وحدك الحقيقة التي لا ترحل .. ! .
وعندما تشرق الشمس مرة أخرى أبحث عنك من جديد , في الطرقات .. على أرصفة المحطات .. أسأل عنك المغادرين وكل القادمين . ويشدني إليك الحنين , وعند المساء أحمل روحي المتعبة , أهرول نحو المكان الذي مازال يغازل عطرك , اقبل الهواء .. والأرصفة .. والطرقات .. وأقرأ اسمك على زجاج كل نافذة مررت من جانبها , وجذع كل شجرة توقفت في ظلها , وأتيمم بذرات التراب التي قدستها قدماك .. ! .
وانتظر عودتك مثل عصفور لم يفارق زغبه بعد , وتعجز جناحاه على حمله كي يغادر عشه .
مليكتي .. لا ترحلي وتتركيني , فأنا أحتاجك في صمتي عندما أكون وحيدا , وكذلك أحتاجك عندما تلح علي الرغبة في الكلام , فأنت الجواب لكل أمنية لم تتحقق بعد .
وكذلك أريد أن أكون لك كل ما تحتاجينه .. أريد أن أكون لك الحاضر والمستقبل , الصبح والمساء .. اجعل من ذراعي اليسرى وسادة لك , وباليمنى أهدهدك كي تنامي , واحكي لك عن ليالي العاشقين عندما يغازلون ضوء القمر .. ! .
أغمض عينيّ , وامرر بأصابعي الملهوفة فوق جسدك المنحوت من مرمر , فتثور أصابعي هنا , وتخمد هناك , وأرقيك بكل التمائم والطهارات .
أضفر جدائلك تارة , وتارة أخرى أرسل خصائلك الناعمة تداعب وجهي بشوق , فيستحيل جسدي لهبا , وتحترق خصائل شعرك بكبرياء .
أيتها الوردة المبللة بقطرات الندى , دعيني أغرق في عطرك , واتركي لأشواكك أن تمزق شراييني , كي أجعل من دمي قربانا لك , وأحيل الفضاء من حولي إلى أهزوجة عرس .
واكلل شعرك الليلكي بألف زنبقة , وألف اقحوانة , وألف ياسمينة , وأوقد حولك الشموع , وأشعل البخور مثل هيكل مقدس , ثم اركع أمامك بخشوع , وأرتل لك كل الأناشيد المقدسة , منذ بدء الخليقة وحتى منتهاها , وامني النفس بأن تباركيني كي أنذر من نفسي راهبا في معبد حبك .. ! .
عندما تلامس أصابعك شفتيّ , يرتعش حسدي , وأخاف أن أصدق نفسي , ففي داخلي ألف ثورة وثورة , ولا أعرف تفسيرا لواحدة منها .
فقط أعرف أنني معك خلف باب محكم الإغلاق , والجدران تمعن في الإصغاء , تريد أن تسرق خلوتنا , لتبوح بها لأولئك الذين لم يكتووا بنار الحب , ولم يدخلوا في كينونته .. ! .
اقتربي مني .. يا صغيرتي , ولا تخافي ودعيني أهمس في أذنيك .. دعيني احتضن يديك .. دعيني أغازل عينيك . ساعديني على الولوج في عالمك , فما زلت اجهل عنك الكثير .
عودي بي إلى ذراعيك .. إلى حضنك .. إلى رجفة شفتيك .. إلى الرعشة التي ما زالت حبيسة بين ضلوعك .. إلى كنوزك الملأى المخفورة بألف صف من الملائكة .
فأنا احتاجك مثلما احتاج الهواء ... ! .
لا تذهبي بعيدا فقلبي مازال يرفض أن يحطم قيوده , ثقي بي وضميني إليك لأتلمس فيك كل الأشياء , لأبحر في خزائنك التي لم تلمسها يد إنس ولا جان .
أحبيني أكثر , واسمحي لي بأن احبك أكثر , فالذين يحبون كثيرا تغفر لهم خطاياهم الكثيرة , وأما الذي يغفر له القليل , فإنه يحب قليلا ..
فاتنتي .. أريد أن أكون النار وأنت حرارتها .. أريد أن أكون القمر وأنت ضوءه .. أريد أن أكون المعبد وأنت محرابه .. أريد أن أكون وردة جورية وأنت شذاها .. أريد أن أكون شمعة وأنت سناها .. أريد أن أكون قلعة وأنت حماها .. أريد أن أكون العين وأنت مقلتاها .. أريد أن أكون المطر وأنت العطاء .. أريد أن أكون نجمة وأنت السماء .. أريد أن أكون الأرض وأنت الماء .. وأريدك أن تكوني , أنت البحر وأنا الميناء .. وأريدك .. أريدك أن تكوني مثلما أنت .. ففيك يا قاتلتي .. تتوحد الأشياء .. !
علي سليفي
29/11/2009
alisilivi@hotmail.com
فأتوسل إليك أن تمنحيني فرصة كي أعبدك .. ! .
واستيقظ في الصباح على همساتك تحوم حول أذني مثل تراتيل مقدسة , تعلن بدء يوم جديد يضيء لنا السنين البعيدة , وأتعلم منك كيف تشرق الشمس عندما ترسل خيوطها الذهبية عبر نافذتي فتدغدغ فراشي , ومثل صحوة الحالم أنهض وأتلمس فراشي فأجد مكانك خاليا , ولم تتركي لي سوى حفنة من القبلات تطرز أطراف وسادتي .
وفي المساء عندما تودعنا الشمس لتغرق في صمتها بهدوء , أرسم صورتك على صفحة السماء بقامتك الممشوقة , وعناقيدك المتدلية بألوان قوس قزح , فتزول بيننا المسافات وترحل الطرقات , وأحس بقلبي يلامس قلبك فتغرق أشواقنا في اللازورد وتبقين أنت وحدك الحقيقة التي لا ترحل .. ! .
وعندما تشرق الشمس مرة أخرى أبحث عنك من جديد , في الطرقات .. على أرصفة المحطات .. أسأل عنك المغادرين وكل القادمين . ويشدني إليك الحنين , وعند المساء أحمل روحي المتعبة , أهرول نحو المكان الذي مازال يغازل عطرك , اقبل الهواء .. والأرصفة .. والطرقات .. وأقرأ اسمك على زجاج كل نافذة مررت من جانبها , وجذع كل شجرة توقفت في ظلها , وأتيمم بذرات التراب التي قدستها قدماك .. ! .
وانتظر عودتك مثل عصفور لم يفارق زغبه بعد , وتعجز جناحاه على حمله كي يغادر عشه .
مليكتي .. لا ترحلي وتتركيني , فأنا أحتاجك في صمتي عندما أكون وحيدا , وكذلك أحتاجك عندما تلح علي الرغبة في الكلام , فأنت الجواب لكل أمنية لم تتحقق بعد .
وكذلك أريد أن أكون لك كل ما تحتاجينه .. أريد أن أكون لك الحاضر والمستقبل , الصبح والمساء .. اجعل من ذراعي اليسرى وسادة لك , وباليمنى أهدهدك كي تنامي , واحكي لك عن ليالي العاشقين عندما يغازلون ضوء القمر .. ! .
أغمض عينيّ , وامرر بأصابعي الملهوفة فوق جسدك المنحوت من مرمر , فتثور أصابعي هنا , وتخمد هناك , وأرقيك بكل التمائم والطهارات .
أضفر جدائلك تارة , وتارة أخرى أرسل خصائلك الناعمة تداعب وجهي بشوق , فيستحيل جسدي لهبا , وتحترق خصائل شعرك بكبرياء .
أيتها الوردة المبللة بقطرات الندى , دعيني أغرق في عطرك , واتركي لأشواكك أن تمزق شراييني , كي أجعل من دمي قربانا لك , وأحيل الفضاء من حولي إلى أهزوجة عرس .
واكلل شعرك الليلكي بألف زنبقة , وألف اقحوانة , وألف ياسمينة , وأوقد حولك الشموع , وأشعل البخور مثل هيكل مقدس , ثم اركع أمامك بخشوع , وأرتل لك كل الأناشيد المقدسة , منذ بدء الخليقة وحتى منتهاها , وامني النفس بأن تباركيني كي أنذر من نفسي راهبا في معبد حبك .. ! .
عندما تلامس أصابعك شفتيّ , يرتعش حسدي , وأخاف أن أصدق نفسي , ففي داخلي ألف ثورة وثورة , ولا أعرف تفسيرا لواحدة منها .
فقط أعرف أنني معك خلف باب محكم الإغلاق , والجدران تمعن في الإصغاء , تريد أن تسرق خلوتنا , لتبوح بها لأولئك الذين لم يكتووا بنار الحب , ولم يدخلوا في كينونته .. ! .
اقتربي مني .. يا صغيرتي , ولا تخافي ودعيني أهمس في أذنيك .. دعيني احتضن يديك .. دعيني أغازل عينيك . ساعديني على الولوج في عالمك , فما زلت اجهل عنك الكثير .
عودي بي إلى ذراعيك .. إلى حضنك .. إلى رجفة شفتيك .. إلى الرعشة التي ما زالت حبيسة بين ضلوعك .. إلى كنوزك الملأى المخفورة بألف صف من الملائكة .
فأنا احتاجك مثلما احتاج الهواء ... ! .
لا تذهبي بعيدا فقلبي مازال يرفض أن يحطم قيوده , ثقي بي وضميني إليك لأتلمس فيك كل الأشياء , لأبحر في خزائنك التي لم تلمسها يد إنس ولا جان .
أحبيني أكثر , واسمحي لي بأن احبك أكثر , فالذين يحبون كثيرا تغفر لهم خطاياهم الكثيرة , وأما الذي يغفر له القليل , فإنه يحب قليلا ..
فاتنتي .. أريد أن أكون النار وأنت حرارتها .. أريد أن أكون القمر وأنت ضوءه .. أريد أن أكون المعبد وأنت محرابه .. أريد أن أكون وردة جورية وأنت شذاها .. أريد أن أكون شمعة وأنت سناها .. أريد أن أكون قلعة وأنت حماها .. أريد أن أكون العين وأنت مقلتاها .. أريد أن أكون المطر وأنت العطاء .. أريد أن أكون نجمة وأنت السماء .. أريد أن أكون الأرض وأنت الماء .. وأريدك أن تكوني , أنت البحر وأنا الميناء .. وأريدك .. أريدك أن تكوني مثلما أنت .. ففيك يا قاتلتي .. تتوحد الأشياء .. !
علي سليفي
29/11/2009
alisilivi@hotmail.com