إلى التي باركها الرب .. الغالية لورين

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع سليفي
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
ِ
إلى التي باركها الرب .. الغالية لورين ................................................
بالأمس القريب سمعتك تهمسين في أذني .. ومثل وشوشة العصافير تبدين رغبة ملحة في أن أتحدث لك عن نفسي ... ! .
ورغم غرابة السؤال , ألا إنه أثار انتباهي كثيرا , ثم تساءلت .. ترى ما الذي تعرفينه عني .. ؟ وما الذي تجهلينه .. ؟ ثم ماذا تودين أن تعرفي .. ؟ .
أسئلة كثيرة تجاذبتني .. منها ما يتلني يريد العودة بي إلى البدايات , ومنها ما يدفعني نحو المستقبل وبما يحمله من الأسرار الدفينة , ومنها ما يريد أن يبقيني في حالة متأرجحة بين الماضي والمستقبل ويغريني بأن أعيش الحاضر بكل ما فيه ؛ فقد فات الذي فات ومؤمل الغد يجهل الذي ينتظره .. ! .
وبين هذه الأسئلة المتنافرة , وقفت مبهوتا للحظات .. ولكنني أدركت يقينا بأن لا مفر لي من الإجابة , لأنها عنوان الحقيقة .. !! .
والسؤال الذي أقلقني كثيرا , ترى من أين أبدأ .. ؟ ففي حياتي بدايات كثيرة لكنها لم تنتهي بعد ولن تنتهي , لأنني أريد إحدى نهايتين لا بديل لي عنهما ولا حيلة لي فيهما , والله يخير لي .
وقد آثرت أن لا أخوض في النهايتين , لأنني تذكرت قول هيراقليطس : " إن الكلام في غير وقته يفسد العمر كله " . ورغم جهلي بالذي تريدينه مني , وبأية واحدة من هذه البدايات أبدأ , كي أريحك وأستريح .. ! .
لكن المسألة لم تكن بالسهولة التي تتصورين ؛ لأن لي مع كل بداية حديث ذو شجون ... ! .
وأمام إحساسي برغبتك , واصرارك على معرفة ما تجهلينه عني , لم يكن لي بد إلا أن أطلق العنان لحواسي وحدسي معا , علها ترشدني إلى ما يدور في نفسك , وما تقر به عينك .. أو ربما تهيج أشجانك .. أو توقظ فيك الشكوك .. أو تريحك منها .. أو تدفعك خطوة إلى الأمام .. أو ترجع بك خطوات إلى الوراء .. أو تنقلك إلى عالم من الهدوء والسكينة .. ومن يدري ربما تحيلك إعصارا .. ! .
ومهما تكن النتيجة , فقد اتخذت قراري وآليت أن أمتثل لرغباتك أو أوامرك أو وحيك , سمها ما شئت فقد اعتدت أن لا أعصي لك أمرا .. ! .
واعذريني على ذكر كلمت " اعتدت " إذ لا تليق بك , فالعادة تختلف عن العبادة ومصيبة المصائب كلها عندما تصبح العبادة عادة ؛ بينما من حقك علي ومن واجبي تجاهك أن أطيعك في كل ما تأمرين به , ثم أجمع روحي ومشاعري وكل حواسي , وأنحرها كالذبيحة قربانا عند قدميك ..! لأنك كنت وما زلت وسوف تبقين إلى ما شاء الله مصدر إلهامي , وأنت أهل لذلك .
أرجو أن لا ينفد صبرك , وأنا أدور في حلقة مفرغة علني أمسك برأس الخيط الذي أبدأ منه .
ولكي لا أطيل عليك , وأرحمك من دوامة قد تتوه بك كثيرا فتفقدك صوابك , أريد أن أبدأ معك من السنوات العشر الأخيرة وأرجو أن لا تستغربي ولا تتساءلي لأنها احتوت عصارة عمري كله , ماضيه وحاضره وربما مستقبله .. ! .
يقول كليمنصو : " كل ما أعرفه تعلمته بعد الثلاثين من عمري " . فكلنا يعيش مرحلة من الطيش والنزوات قد تطول أو تقصر , ألا إنني عشت هذه المرحلة بأكثر مما ينبغي لأسباب كثيرة تضافرت على ذلك ربما تجهلين الكثير منها إن لم يكن كلها , ولا بد أن يأتي اليوم الذي تعرفين فيه كل شيء بأدق تفاصيله , لا أدع صغيرة ولا كبيرة إلا أحصيتها لك , ففي ذلك راحة كبيرة لنفسي , وفائدة عظيمة لك .. ؟! .
لقد آثرت السنوات العشر الأخيرة على ما يقارب السنة , وهي مدة معرفتي بك – ولا أدري إن كنت أعطيت الكلمة حقها أم أنني ما زلت أجهل عنك الكثير – لأنها بالنسبة لي كانت بداية التكوين , وبداية إدراكي للعالم الخارجي الذي يحيط بي , وكذلك كانت في الوقت ذاته بداية تحول وبناء لعالمي الداخلي , أو كما يسميه بعض الرعاع – تجنيا وإسفافا – بداية الهدم لعالمي الداخلي , لأن الإعمار في زمن التخريب هدم .. ! .
هكذا شئت أو هكذا شاءت لي الأقدار بأن أخرج مهزوما من معركة غير متكافئة ؛ فكانت الغلبة علي لا لي , فإن لكل حصان كبوة .. ولكل عالم هفوة .
وكنت دائما أقنع نفسي بأن الجولة الأخيرة لم تنتهي بعد , ولكن أسقط الأمر في يدي وعلى استحياء مني ألقيت نظرة عاثرة إلى الوراء , فإذا بالسراب الذي كنت ألهث وراءه أحسبه ماءا قراحا قد استحال لهبا في أتون صحراء مترامية الأطراف , وفجأة وجدت نفسي بلا زاد ولا ماء ولا راحلة , وأصبحت كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهر أبقى ..! .
وتأملت سيفي الذي لم أزل أمسك بمقبضه لأعطي نفسي دفعا آخر باتجاه حسم المعركة لصالحي , لكنني لم أحتمل هول الصدمة عندما أدركت أن سيفي من خشب ..! .
ثم بدأت أنفصل عن جسدي ببطء , وبدأت الهوة تتسع بيننا .. حاولت أن أبكي , أن أحيل تلك الصحراء إلى بحر من الدموع , وأفجر الأرض ينابيعا وأنهارا .
اعتصرت عيناي متمنيا أن لا تخذلني , فانحدرت على خدي دمعة واحدة خجولة ؛ لقد كانت البقية الباقية ..! .
وأدركت حينها كم هي دموع الرجال عزيزة , حاولت أن ألحق بجسدي وأتلمسه هل أنا حقا رجلا ..؟ إذن لماذا كانت دموعي رخيصة حيث أنفقتها دون أن أجني منها ثمارا ولا غلالا , واليوم أستجديها في زمن عز فيه مطلبها .
لقد كان ذاك خطئي أو ثمنا لخطيئتي , لأنه فرض علي أن أعيش في زمن غير زمني , وبين أناس هم ليسوا من جلدتي ؛ وعلى قدر المصيبة يكون المصاب .
ومثل شريط سينمائي تخيلت مصعب بن الزبير عندما قام من الليل فلبس لباس الحرب , وتوشح سيفه , وأدركت سكينة بنت الحسين عليهما السلام وقد كانت زوجته أنه لا محالة مقتول . فصاحت وا مصعباه ..!! فالتفت إليها بهدوء وقال لها : أو كل هذا الحب لي ؟ قالت : أي والله , وما أخفيه أعظم . قال : لو كنت أعلم ذلك لكان بيني وبينك أمر ؟! ثم خرج ولم يعد .
إنه لثمن باهظ ومصيبة جليلة عندما يستوي الدينار بالدرهم , وعندما يباع الرجال في أسواق النخاسة دون تمييز بين عبد وسيد ..؟! .
عذرا إن كنت قد شطحت قليلا , وأنا الذي اعتدت أن أشطح كثيرا , ولا حيلة لي في ذلك , كما لا حيلة لك إلا أن تتحملي شطحاتي .
يقول سقراط : " لا أعرف سوى شيء واحد , وهو أنني لا أعرف شيئا " ولا أدري لماذا كتب علي أن أدفع ضريبة العظماء , رغم أنني لست بعظيم – لا تستغربي – ربما تكون بعض حماقاتي .
لقد كنت طفلا مدللا .. وأضلني الذين من حولي قبل أن تضلني السنون , فتمرغ وجهها بالمياه الآسنة قبل أن يتمرغ وجهي .. وخرجت إلى الحياة معصوب العينين , تتنازعني رغبات شتى دون ضابط ولا ناظم ولا مرشد ولا معلم , كنت مثل ريشة ألقيت في فلاة تلعب بها الريح كيفما اتفق , وبدأت السنون تتقاذفني ككرة تتقاذفها الأرجل لا يقر لها قرار .
ولم أكن حينها أدري ماذا تعني السنوات ؛ بل الحياة برمتها لم تكن بالنسبة لي سوى لعبة أطفال سرعان ما يرهقهم التعب , فيأوي كل واحد منهم إلى فراشه ليجد نفسه عصفورا في غابة بكر يطير ولكن بلا جناحين ..! .
ومثل يقظة الحالم بدأت أعد السنوات الخوالي على أصابعي .. واحدة .. اثنتان .. ثلاثة .. ثم أعيد الكرة من جديد لعلني أخطأت ؛ أحاول أن أتأكد من أصابع يديّ , إنها عشرة .. فقط عشرة لا تزيد ولا تنقص وهكذا .....
ولكنني كنت أخرج دائما بنتيجة واحدة .. أيام تتسارع .. وسنوات تحترق .. وقطار العمر يمضي بي من محطة إلى أخرى .. وأنا أغوص في سبات عميق . كيف حصل كل هذا ..؟ ومن المسؤول ..؟ وهل كان في غفلة مني ..؟ أم كان عن عمد ونية ..؟ .
تساؤلات لم تعد تجدي كثيرا , لا بد وأن أبحث لنفسي عن مخرج فالقافلة تسير والركب حثيث .
يقول لوك : " إن عقولنا خلقت خالية من كل فكرة كلوحة جرداء , ولكننا نكون أفكارنا ومعارفنا من التجربة في الحياة , وهذه التجربة تكون خارجية بالإحساس , ثم تكون باطنية بالتفكير والتأمل " .
من هنا يجب أن أبدأ وأن أسترجع في ذاكرتي ما جنيته من تلك السنوات التي مرقت من عمري كما يمرق السهم من الرمية , علني أفيد منها في السنوات المقبلة أو ربما تكون مفتاحا للغز طالما حيرني وأعجزني عن فتح ولو باب واحد عسى أن أجد فيه مخرجا من تلك الدوامة التي ابتلعت في دهاليزها الكثير من السنوات . وكان عزائي في قول لجون لوقة : " إن الإنسان يجب عليه أن يفقد نصف وقته لكي يستطيع أن يفيد من النصف الآخر " . على هذا الأساس تمتمت في نفسي أن الإنسان الذي اتسعت ثقافته , وخبر الحياة وذاق حلوها ومرها , لا يستطيع أن يندفع في تيار الحب معصوب العينين جاهلا شخصية المرأة التي يحب ... ! .
من هنا كانت لحظة التحول في حياتي , ولكنني كنت حينها قد وصلت إلى لحظة اليأس .. ومثلما بزوغ الشمس عند فجر يوم جديد حيث تتلاشى تحت وطأتها عتمة الليل لتتهادى إلى العالم السفلي .. ومثلما تكويرة القمر عندما يتحرر من غيمة سوداء كثيفة فيحيل الليل أنسا بعد وحشة .. ومثلما النسمة عندما تنطلق من معقلها فتداعب خصلات شعرك الذهبية الناعمة , وتلامس شفتيك برفق مخافة أن تخدشهما .. ومثلما فرحة الوردة عندما تذوب ابتسامتها بين قطرات الندى المتساقطة على شفتيها فتملأ الفضاء من حولها عبقا وأريجا .. هكذا وفي لحظة اليأس انبعث الأمل من جديد ..! .
لقد كنت أنت .. أين كنت ..؟ وكيف جئت ..؟ وأي طريق سلكت ..؟ وماذا تحملين معك ..؟ أسئلة كثيرة أدركت من خلالها أنني بدأت , ولكنها بداية جديدة تختلف عن سابقاتها بكل ما فيها , بشكلها وجوهرها .. بكمها وكيفها .. بحزنها وفرحها .. بآلامها وآمالها ..؟!.
وحسبت أنني خلفت ورائي الماضي بكل أحزانه , بأيامه العاثرة ولياليه الطويلة المملة , وكأنني نسيت أنه مازال ينتظرني درب من الحزن الطويل فأشفقت من نفسي على نفسي .
لم يكن الأمر باختياري ولا عن جهل مني بل لأمر أراده الله لي , فقيض لي أولئك الذين كانوا يشحذون سكاكينهم خلسة خلف أستار الليل , ليذبحوني من الوريد إلى الوريد دون ذنب أو جريرة ؛ فقط لأنني أردت أن أعيش لا كما يشتهون , وفي غابة استشرى فيها الظلم حكموا علي هناك , وتركوني فريسة للوحوش الضارية التي لا تفهم من العدل سوى منطق القوة !!! . وعلى كره مني بدأت أعد السنوات من جديد .. ولكنني لست وحدي هذه المرة , بل كنت معي شريكتي في كل شيء , وكأنه كتب عليك من الأزل أن تنحري نفسك على مذبح حبي ؛ فاستسلمت مثلي لقدرك وقررت أن تواجهي الإعصار بإصرار , فالحياة معركة ويجب علينا أن نخوضها شئنا ذلك أم أبينا بغض النظر عن النتائج التي تتمخض عنها .
وليس منة مني عليك ولا فضل عندما أركع أمام قدميك لأعلنها صراحة وعلى الملأ بأنك فقت بنات جنسك السابقات منهن واللاحقات , ولقد عجزت النساء أن يلدن مثلك ..! فعظمة الإنسان تقدر بأفعاله لا بالنتائج التي يحققها .
ولا أدري كيف تذكرت وأنا أتكلم عنك كلمات أصبحت جزءا من ذاكرتي , بل تاقت إليها نفسي ألا وهي : " دعوني أذهب .. دعوني أذهب فرحا مبتهجا , لأموت موتت فيلسوف .. " هكذا كان يصيح كمبانللا حين أسلم إلى الجلاد الذي ساقه إلى حبل المشنقة حاملا فوق كتفيه إعلانا يقول : " ملحد دنس اسم الله " ومن المفارقات تشاء الأقدار أن يدون اسمه بعد ثلاثمائة عام على وفاته بين القديسين .
وكم كان بودي أن أثير مسألة كنت قد راهنت عليها كثيرا وما زلت , ولكنني سوف أتجاوزها كي نتجنب الدخول في متاهة قد لا نخرج منها , ولندع كل شيء لوقته ومن يدري ربما الأيام القادمة تفصح لنا عن الكثير من الخبايا لنقف على حقيقة الأشياء وجوهرها .
وإن أكثر ما يحيرني في الأمر هي حالة التردد التي تعيشينها , ولطالما تمنيت لو أنك فتحت لي قلبك , وشرعت نحوي بالثقة التي أطمع فيها , ربما استطعنا معا أن نبدأ الرحلة من جديد , فالأيام لا تنتظر وعجلة الزمن لا بد وأن تكمل دورتها , ومن الظلم أن نقف خارج حدود هذه العجلة ففي ذلك غبن كبير لنا ..! .
وظني أنني بذلت حتى الآن القدر الذي يكفي بأن ننقل خطوتنا ونضعها في المكان الذي تستحقه منا , يقول نيتشه : " إن تريدوا تسلق الأعالي فاستعملوا سيقانكم , ولا تطلبوا أن تحملوا " .
أنا لا أريد منك جاها .. ولا مالا .. ولا قصورا .. ولا عزا .. ولا مجدا .. فأنا أملك من كل هذه ما يرضيني , وإن كان دون ما أطمح إليه , وأساسا هذه المكونات لم تكن لتغريني بالقدر الذي يجب أن أخصص لها الكثير من الوقت والجهد , لأنني اعتبرتها جميعا وسيلة لتحقيق غاية , ولم تكن هي غاية بحد ذاتها . فاكتفيت بالقدر الذي أتيح لي , وآليت على نفسي أن أخصص جل وقتي لما هو أهم , ولما هو جدير بأن أنفق من أجله كل عمري .. إنها المرأة .. المرأة بكل مافيها .. وأرجو أن لا تتوهمي , وأن لا تشطحي كثيرا , وأن لا تتهمينني عندما أضع المرأة في مثل هذه المكانة .
ولولا أنني أخاف أن أطيل أو أثقل عليك لأخبرتك ماذا أريد للمرأة ..؟ وماذا أريد منها ..؟ وهل حقيقة أن المرأة جديرة بأن تحتل كل هذه المساحة من حياتي ..؟ . ولابد لي من أن أثير هذه المسألة ذات يوم إذا أيقنت بأن وقتها قد حان , وعندها سوف تدركين تماما بأي اتجاه كنت أسير ..! .
يقول الإمام علي عليه السلام : " زهدك في راغب فيك نقصان حظ , ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس " .
لقد فاتنا ما فات , وأنا الآن أقف وإياك على مفترق طرق ؛ فإما أن نتابع سوية بالقدر اللازم لمتابعة المسير , لعل خطواتنا تنقلنا إلى حيث بر الأمان . وبذلك نكون قد تخطينا الماضي بآلامه وأحزانه إلى عالم أرحب يفيض علينا بما نطمح إليه من السعادة المنشودة .. وإما أن يحمل كلا منا همومه إلى حيث الوجهة التي اختارها لنفسه , وبذلك نكون قد وفى كلا منا للآخر ..؟! .
وأتمنى عليك أن لا تتعذري بالوقت , وجهل كلا منا للآخر وأن لا تلقي باللائمة على الأيام , فالأيام لا تنتظرنا ولابد لكل ليل أن يعقبه نهار , فقط علينا أن نعرف ماذا نريد ونبذل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق الغاية التي خلقنا من أجلها ..؟؟!!.
قد أكون أثقلت عليك , وهذا هو ديدني مذ عرفتك , والذي يزيد طمعي فيك هو حلمك ونفسك التي أبت إلا أن تكون عظيمة ..! وكلما أعلن التوبة بأن لا أعود وأسلك هذه الطريق ثانية يدفعني حبي لك .. وشوقي إليك .. وحرصي عليك .. للعصيان من جديد فألقي براية الاستسلام جانبا , وأعلن الثورة مرة أخرى فقد علمني حبك أن لا أكون محايدا .. وأن لا أعيش زمن الانحطاط .. وعلمني حبك بأن أكون قديسا لا أساوم على الخرافات .. وأن أكسر كل العادات ..! .
واعذريني على قسوتي , ولا تأخذيني بكلماتي , فإن لك في القلب مكانا لا يتسع لغيرك ؛ ولك في الذاكرة رسم لم تبدعه بعد ريشة فنان , ولك في البال أيام لم تسجلها كتب التاريخ بعد .. هذا هو أنا .. وهذه هي قاعدتنا .. والحب دائما مبدؤنا ..! .
وأتمنى على هؤلاء الذين عجزوا عن فهم سر قدسية الحب , أن يدعوا الحب لأهله ولأولئك الذين نذروا أنفسهم له , ومن الظلم أن نتغالب على السبل فلكل منا سبيله .
واسمحي لي الآن يا توأم روحي .. ودعيني أغمرك بالقبلات كي يستحيل وجهك الرائع تحت فيض قبلاتي إلى سماء صغيرة مرصعة بالنجوم , ولمسة خديك تشبه صرير بنفسجة راقدة على فراش من الورد ؛ وجسمك بستان أزهار تفتحت براعمها في صدرك , وكلما أحاول الإقتراب منك أحس بأنفاسك تلامس شفتي أحر من الموقد المقدس حيث يحرق البخور ...! . سأجعل من عينيّ واحة خضراء فسيحة , وأجعل من البؤبؤ بحيرة صغيرة , وأدعوك لتستحمي فيها ثم أجعل لك من خدي وسادة تضعين رأسك عليها , ومثل خيمة غجرية خصلات شعرك المبللة تغطي وجهي , ويخال لي أن وجهك بدأ يصعد شيئا فشيئا وكأنه قمر هرب من درب مجرته .. وشفتاك نرجستان نامتا على كنز من اللؤلؤ والمرجان .. وسوف أجعل من عظامي صليبا , أصلب نفسي عليه لأفتديك بعذابي , وأهبك السعادة الكاملة .
واعذريني إن عجزت عن تقديم المزيد فإن هذا أقصى ما في وسعي وكل ما يمكن أن أعطيه حتى هذه اللحظة .
قيل لعلي عليه السلام : " من أحب الناس إليك يا أمير المؤمنين ؟ قال : من كانت له عندي يد صالحة . قيل له ثم من ؟ قال : من كانت لي عنده يد صالحة "
فلي عندك يد , ولك عندي ألف يد .. فهاتي يدك وضعيها في يدي لنهاجر مثل السنونو نحمل معنا فقط ذكرياتنا الجميلة , ونترك جروحنا لأولئك الذين طعنونا غدرا وغيلة , فإن الأرض لم تعد لنا بدار مقام ..؟! .
يقول سبينوزا : " إننا لا ننسى أبدا ولكننا نتعلم كيف نتخطى " .
ويقول جبران : " إذا أعجزك الحب في مكان ما فتابع طريقك " .

alisilvi@hotmail.com
علي سليفي
26-11-2009 علي سليفي
 
رد: إلى التي باركها الرب .. الغالية لورين

روعه جدا هذا الطرح الاخاذ

دمت بروعة
 
رد: إلى التي باركها الرب .. الغالية لورين

شكراً على مرورك الجميل دمت بخير
اخوك
علي سليفي
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى