Kurd Day
Kurd Day Team
الدولة والحكم في حصن كيف الكردية
حصن كيف أو حسن كيف هذه القلعة الذائعة الصيت كانت تطلق عليها سابقاً تسمية رأس الغول (سريه ديو)أو رأس العملاق وهي قلعة كبيرة وعالية تشرف على ضفة نهر دجلة من جهة الجزيرة وقد قطعت ونحتت من الصخر ويقول الأمير شرف خان البدليسي . يبلغ علو الحصن مئة وخمسون ذراعاً وهو محصن تحصيناً عالياً وتتبعه أربعة مناطق هي سيرت والبشري والطور وأرزن وتقطنه ثلاث عشرة عشيرة كردية وهي الآشيتية والمحلمية والمهرانية والبجنوية والشكاكية والسيتركية والكوردل الكبير والكوردل الصغير والرشانية والكشكية والجيلكية والخندقية والسوهانية والبيريا ويلاحظ هنا ورود أسماء أربع عشرة قبيلة فمن اين جاء هذا الخطأ حيث كتبت عشيرة البيديا ولم تعد ويستطرد أمير بدليس القول. أن اثنا عشرة ألفاً من المسيحيين يدفعون الخراج أو الجزية لهذه الإمارة ويقول في معرض ذكره لحكام حصن كيف مايلي في سنة 662هجري وعندما جاءت نهاية الدولة الأيوبية الكردية في الشام ومصر هرب أحد أمرائهم واختبأ في مدينة حماه لبضعة اشهر ثم التجأ الى ملك ماردين فأعطاه الملك قلعة سطور (سَوْر) ولكن لم يرضيه ذلك فذهب الى حصن كيف وتحصن بها وعلى الرغم من الهجمات المتعددة التي شنها جيش ماردين إلا أنه لم يفلح في القضاء عليه وأجبر هذا الجيش على التراجع أمام أسوارها الحصينة ومنذ ذلك اليوم أصبح الأيوبيون حكاماً على تلك المناطق ومن ملوكهم الذين أعطوا اسمهم للتاريخ بكثير من الشهرة والإعتزاز هو الملك سليمان.وهنا يتوجب علينا العودة نحو الوراء لنسلط بعض الضوء على هذه العائلة العريقة وسنبدأ من الملك الكامل محمد بن الملك العادل بن نجم الدين أيوب ففي سنة 374 هجري كانت قلعة حصن كيف تحت حكم العائلة المروانية الكردية وقد انتزعوها من عرب الحمدانيين حكام حلب ووقعت سنة 447هجري تحت سيطرة البجنويين الأكراد وفي سنة 489هجري كانت في يد موسى التركماني ثم دخلت في سنة 495هجري تحت حكم سكمان الأرتوقي التركماني وبقيت تحت حكم الأراتقة هؤلاء حتى سنة 629هجري وفي هذه السنة انتزعها الأكراد الأيوبيون ملوك الشام ومصر وكردستان وعربستان من أيدي الملك مسعود بن المودود بقيادة الملك كامل شاه الأيوبي الذي جعل ابنه الملك الصالح نجم الدين أيوب حاكماً على مناطق دياربكر وخلاط وحصن كيف .
1- الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل (أبي بكر) بن نجم الدين أيوب :
أصبح ملكاً على هذه المنطقة من كردستان سنة 629هجري واستقر في قلعة حصن كيف جاءه من ينعي إليه والده وهو في الرحبة عندئذ تحرك الخوارزميون دون ابطاء وكانوا يشكلون فرقة شرسة في الجيش الكردستاني وأرادوا قتل حاكمهم والإستلاء على مقاليد الأمور في الدولة وعندما سمع الملك الصالح نجم الدين بذلك هرب الى قلعة سنجار وتحصن فيها وبدأ الأعداء بمداهمة كردستان بجيوشهم من جميع الجهات فسار ملك الموصل بدرالدين لولو بجيش جرار الى مدينة سنجار وسيطر الخوارزميون على معظم أراضي الجزيرة كما هاجم كيخسرو ملك الروم مدينة دياربكر وكما كان نجم الدين متحصناً في سنجار فقد تحصن ابنه تورانشاه في دياربكر فأبدى الب والإبن مقاومة رائعة أمام أعدائهما كما هرب الإبن الآخر فتح الدين عمر من الخوارزميين والتجأ الى قلعة جعبر على نهر الفرات ولكنه لم يصمد أمام الجيوش المندفعة كالسيل الجارف نحوه فذهب الى عمته صفية خاتون في منبج ولكن امتنعت العمة عن حمايته فعاد الى حران وفي هذه الأثناء أرسل نجم الدين أيوب رسالة الى ابنة فتح الدين مع القاضي يوسف بن حسن الزرزاري قاضي سنجار يخبره فيها بوجوب إطاعة القاضي وعدم مخالفة رايه فلبس القاضي لباس العرب الرحل وانسل خفية الى فتح الدين عمر وسلمه الرسالة عندئذ توجه الإثنان دون أن يشعر بهما أحد الى الخوارزميين وبذلا لهم العهود والمواثيق ووعداهم بممتلكات في الجزيرة وسنجار وهكذا عقدا حلفاً معهم وساروا معاً الى سنجار وألحقوا هزيمة ماحقة بجيش الموصل واستولوا على غنائم كبيرة وهنا خرج نجم الدين من حصنه وتوجهوا جميعاً نحو دياربكر وهزموا جيش الروم فاستعاد نجم الدين سيطرته على البلاد واستقر من جديد في حصن كيف وقصة الملك نجم الدين أيوب طويلة ولكن يمكن القول وبختصار بأنه سجن في الكرك ولكن تمكن زعماء الدولة وحكامها من القبض على أخيه الملك العادل وإيداعه السجن في مصر وبايعوا نجم الدين ملكاً بعدما أخرجوه من السجن وأخذوه الى مصر ولكنه توفي وهو يقاتل الفرنجة فأخفوا خبر موته حتى جاؤوا بإبنه تورانشاه من حصن كيف عندئذ أعلنوا وفاته على الملأ.
2- الملك المعظم تورانشاه بن الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل بن الملك العادل أبي بكر بن نجم الدين أيوب:
بعدما ذهب والده الى مصر حله محله بجدارة واستطاع أن يلملم شتات كردستان وبذلك حافظ على حدود بلاده وحمى القبائل والعشائر الكردية من أعدائها وعم الخير البلاد ونشر المساواة بين الناس ومديد العون والمحبة لهم فازدهرت البلاد وعم الرخاء قراها ومدنها وبدأت حركة عمران نشطة.أما في مصر وكما اسلفنا فقد وقف والده في وجه جيوش الفرنجة التي كانت بقيادة الملك لويس الذي داهم بجيشه دولة الكرد والمسلمين وتوفي الملك الكردي والحرب في أوجها فأخفى زعماء الدولة موته ثم بايعوا تورانشاه وأرسلوه سريعاً الى مصر وقصة هذا الملك طويلة وسترد لاحقاً في بحث تاريخ الامبراطورية الكردية ولا أريد الإطالة هنا والاسهاب فيها. هذا ولما علم تورانشاه أن ضعف الدولة سببها المماليك وبعض الطامعين في الحكم بادر الى قطع دابر الفوضى وتقوية الدولة فبدأ بالمماليك فقطع عنهم الأرزاق وأذلهم ولكن كان المماليك أكثر دهاء منه فاستطاعوا أن يجمعوا حولهم قواد الجيش وقرروا الإستلاء على الدولة وفي خطوة أخرى استحالوا إليهم زوجة والده الدردارة(شجرة الدر) حيث تزوجها أحدهم كما كان البعض من الحكان الكرد ضالعين في التآمر معهم مثل ابو علي الهذبني حاكم القاهرة فبدأ الجمع بالهجوم على تورانشاه ومباغتته بالسيوف وتمكنوا من قتله ثم قتلوا شجرة الدر أيضاً وبذلك سيطروا على البلاد وبقيت فقط مناطق الشام وفلسطين وكردستان والحجاز واليمن ولبنان تتشكل منها الدولة الأيوبية الكردية وهنا تضيع الحلقة بين تورانشاه والملك سليمان الذي يقول عنه شرف خان البدليسي إنه من أوائل الملوك الذين حكموا حصن كيف ولكن يمكن الإفتراض بأن والد الملك سليمان كان يدعى الملك محمد لأن سليمان كان له ابن يدعى محمداً ولأن الناس درجوا على مرالعصور على اطلاق أسماء آبائهم على أبنائهم واعتماداً على ذلك يمكن وضع الملك محمد في هذه الحلقة المفقودة.
3- الملك محمد بن الملك تورانشاه أو فتح الدين عمر :
يشكل هذا الشخص الحلقة المفقودة بين حفيد وجد وقد ذكرته بالتقدير والشك ولم يرد ذكره في كتابات المؤرخين ولاأستطيع أن أذكر عنه شيئاً ويقول الدكتور جمال الدين الشيال الذي طبع كتاب (مفرج الكروب) في مصر عام 1953م أن هناك كتابين تاريخيين يتحدثان مطولاً عن دولة الأكراد الأيوبيين التي كانت قائمة في حماه وحصن كيف في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين ولكن يعتقد الشيال بأن هذين الكتابين مصدرهما هو مفرج الكروب ومما يؤسف له أنه حتى الآن لم يطبع كتابي التاريخ هذين والقسم الرابع من مفرج الكروب ليتسنى للمرء الكشف عن الحلقة المفقودة والبحث عنها.
4- الملك سلمان بن الملك محمد :
يقول شرف خان البدليسي.كان الملك سليمان من ملوك هذه الإسرة الذائعة الصيت وقد استمر في حكم هذه المناطق حتى أواخر حكم جنكيزخان أي حوالي العام 736هجري وعندما توفي خلفه ابنه الملك محمد.
5- الملك محمد بن الملك سليمان :
أصبح حاكماً على هذه المناطق بعد وفاة والده وقد بدأ بعمران بلاده وتقدمها وازدهرت بلاد حصن كيف خلال هذه الفترة كثيراً وكان عطوفاً سخياً وذكياً وعندما توفي خلفه ابنه الملك العادل .
6- الملك العادل بن الملك محمد بن الملك سليمان :
أصبح حاكماً على بلاد حصن كيف وكردستان بناء على طلب والده واستقر في قلعة حصن كيف وكان رحيم القلب حلوالمعشر ذكياً فطناً وفي عهده ازدهرت كردستان وحصن كيف ازدهاراً لم يسبق له مثيل في مجال العمران والبناء وتوفي سنة 781هجري.
7- الملك الأشرف بن الملك العادل بن الملك محمد بن الملك سليمان:
عاصر تيمورخان الكوركان(تيمورلنك) ويقول صاحب كتاب شرفنامه(1) (شرف الدين علي يزدي) في سنة 796هجري الموافق لعام 1394م سيطر تيمورلنك على بغداد وتوجه نحو ماردين وفي مدينة الرها تقدم إليه حاكم حصن كيف بالهدايا والأموال ثم عاد الى بلاده مزهواً وتوفي بعد ذلك.
8- الملك خليل بن الملك الأشرف بن الملك العادل :
بعد وفاة والده أصبح حاكماً على بلاد حصن كيف وفي سنة 824هجري الموافق 1433مذهب مع عدد من أمراء كردستان الى (وان) و(ستان) حيث قابلوا شاهروخ بن تيمورلنك وأغرقوه بالهدايا وقدموا له فروض الطاعة والولاء ومكثوا عنده حتى عادوا من (ألشكير) بفرمان ملكي الى بلادهم وهم الأمير شمس الدين البدليسي والملك محمد الهكاري وابن السلطان سليمان الهيزاني وفي هذه الأثناء عاد الملك خليل الى حصن كيف حيث توفي هناك سنة862هجري الموافق/1458م
9- الملك خلف (أحمر العيون)(2) بن الملك سليمان بن الملك الأشرف:
كان من حكام حصن كيف العظماء وقد حكم بعد وفاة عمه فدارت معارك حامية بينه وبين أمير بوتان وكان أحمر العيون ينتصر مراراً على عدوه ويهزم جيش بوتان وما كان يقال له احمر العيون كان يكنى أيضاً ب(ابو السيفين) لأنه كان يحارب بسيفين في المعارك وعندما حاول الأقيونلو حسن الطويل البياندوري السيطرة على كردستان وإرسال جيش كبير من جج بالسلاح الى حصن كيف استطاع احمر العيون رده على اعقابه معفراً بالتراب كما قتل عدداً كبيراً من جنوده ولما وجد الأعداء أن لاجدوى من اخضاع هذه البلاد بالقوة لجأوا الى الحيلة والخداع فتمكنوا من استحالة أحد أولاد الملك خليل قائلين له لماذا نحارب بعضنا فنحن لانريد إلا إزاحة الملك خلف وجعلك ملكاً مكانه ثم نعقد صلحاً فيما بيننا ولهذا فقد انطلت الحلية على أولاد الملك خليل وقتلوا عمهم البريء في الحمام غدراً وسلموا المدينة الى أعادائه ولم يصبحوا حكاماً بل غدر بهم العدو وأهانهم.
10- الملك خليل بن الملك سليمان بن الملك الأشرف:
في عهد مملكة الأقيونلو كان قد أختبأ لفترة في حماه وعندما بدأ الضعف يدب في هذه المملكة القائمة في كردستان وفي الوقت الذي بدأت فيه تخطوا سراعاً نحوحتفها وأصبحت على حافة الانهيار لجأ الملك خليل الى جمع العشائر الكردية حوله بمساعدة الأمير شاه محمد الشروي الذي كان أحد حكام ووزراء العائلة الأيوبية وأعلن نفسه ملكاً على حصن كيف ثم شن هجوماً صاعقاً على العدو وتمكن من السيطرة بسهولة على قلعة حصن كيف وانتزعها من أعدائه وأصبح مستقلاً وأخضع تلك المناطق لحكمه ويقوقل شرف خان البدليسي في الحقيقة لم يصل أحد من حكام كردستان الى مثل شجاعة ومكانة هذا الرجل الذي دخل في عداد عظماء الملوك وتزوج من أخت شاه إيران اسماعيل الصفوي وحضر حفلة عرسه ملوك وحكام كردستان وعقدت حلقات الدبكة والرقص وأقيمت الأفراح والليالي الملاح ودارت كؤس الشراب بايدي فتيات رشيقات القوام وراقصات مليحات تسر حركاتهن الناظرين وبإختصار كانت حفلة عرس لم يسمع بمثلها أحد قط. هذا وعندما انهارت الدولة الأقيونلية وعلانجم الشاه اسماعيل الصفوي في سماء إيران حضر لتهنئته اثنا عشرة من ملوك وحكام كردستان وقدموا له فروض الطاعة والولاء ولكن هذا الشاه الغبي عمد الى تقييد هؤلاء الملوك والحكام بالسلاسل وأودعهم السجن ودكل بهم (زينل خان شاملو) كما أرسل الملك خليل وابنته وزوجته وأولادهما الى تبريز على الرغم من الأيادي البيضاء التي أسداها إليه هذا الملك وهناك أدخل صهره السجن عندئذ تحرك الطامعون في ملكه فاقتطع البجنويون الجهة المقابلة للقزلباش من بلاد حصن كيف وكان الملك خليل قد قتل الأمير محمد والد الأمير حسين البجنوي فتحالف الأمير حسين مع القزلباش قلباً وقالباً حتى أن البجنويين مالوا الى مذهب هؤلاء وأصبحوا منذ ذلك اليوم أنصاف قزلباش كما استطاع التحالف الكردي-التركي الحاق الهزيمة بالتحالف الفارسي-القزلباشي في معركة (جالديران)عام 1514م وبعدها عاد الحكام الأكراد الى بلادهم وتمكن الملك خليل وبمساعدة (باشي بيوك) من قتل حراسه وسجانيه وهرب ليلاً متوجهاً الى بلاده ومعه جماعة من أصحابه وعند بحيرة وان سدت العشيرة المحمودية عليهم الطريق وقتل الباشي بيوك في ميدان المعركة فاستطاع الملك خليل النجاة بنفسه بعد أن قام بضرواة وفي هذه الأثناء بايعت عشائر شروان وزركان مع عشائر حصن كيف الملك سليمان بن الملك خليل ملكاً عليها أما عشيرة الرشان فقد اتخذت أحد أولاد عمومة الملك خليل كحاكم عليها كما أرسلت بوتان جيشها الى سيرت ولكن عندما سمعوا بقدوم الملك خليل عادوا الى بلادهم على عجل وقدم له أولاده وأقاربه الطاعة والولاء فاستولى بسهولة على سيرت وذهب بجيشه الى حصن كيف التي تحصن فيها البجنويون الذين كلنوا يجلبون الإمدادات والأرزاق من (طور) وقد أعطى الملك خليل قرية باله(بالانة) الى الأمير حسين دية والده وتصالحا ثم سلمت إليه القلعة صلحاً ويقول المهتمون بتاريخ البجنويين ان البخت والبجن (باجن) كانا أخوين يسكنان جزيرة بوتان ولكن الأخوان لم يكونا على وفاق فخرج البجن من الجزيرة وذهب الى حصن كيف التي اصبحت قلعة بجنوية إلا أن الأيوبيين انتزعوها من البجنويين أحفاد باجن فيما بعد وهذا كلام شرف خان درأيه وقد رويت لكم القصة الحقيقية سابقاً حول هؤلاء وبنيت كيف أن الحصن قد وقع في أيدي الأيوبيين ويتابع شرف خان القول. يعتقد البعض أن الأكراد هم جميعاً أبناء باجن وبخت والذين قالوا أن الأكراد من الجن قد اشكلت عليهم التسمية (باجا) وفسروها خطأ بالجن والبجن (باجن) هي عشيرة كردية سكنت (طور) ولاتزال تسكن هناك حتى اليوم وأفرادها يدينون باليزيدية أو القزلباشية كما يقول شرف خان ويقال لهم اليوم يزيديو الباجنة والباجن أيضاً تطلق على مجموعة كهوف أو أنها أطلال مدينة قديمة يقال لها اليوم (البجنخوير) وتقع في أراضي عشيرة الهفيركا وما من شك في أن البجنخوير كانت مدينة بجنوية وحسبما يقول الوزير القدير محمد أمين زكي بك فإن هذه الكلمة تلفظ بجنوي أو باجناوة أو باسناوة والصحيح هو الباجنة لأنه توجد عدة قرى تبدأ أسماءها ﺒ (با) في مناطق حصن كيف مثل باغاس وباطوش وباسيات وباجن وال(با) هنا بمعنى صاحب الشيء أو صفة للإسم أو كما يقول العرب ذات الشيء.
وفي عهد الأمير شرف الجزيري ساءت العلاقات بين الأمير حسين البجنوي والأمير شرف والملك خليل الذي قتل والد الأمير حسين المدعو الأمير محمد واثنا عشرة من أولاده قتلهم جميعاً لأن الأمير محمد تلاسن على أمير بوتان في حضرة الملك خليل ولذلك عندما دخل الزلباش كردستان تحالف معهم البجنويون وتحضوا في قلعة حصن كيف وأخيراً أعطى الملك خليل وكما أسلفنا قرية بالانة للأمير حسين دية والده وأخوته وتصالحا ثم دخل خليل القلعة دون قتال ومن هنا يظهر أن منطقة (طور) كانت في يد البجنويين وتوفي الملك خليل بعد أن خلف أربعة أولادهم الملك سليمان والملك علي والملك محمد والملك حسين.
11- الملك حسين بن الملك خليل :
أصبح حاكماً على مناطق حصن كيف بعد وفاة والده وعلى الرغم من صفر سنة فقد اختارته العشائر الكردية حاكماً عليها نظراً لشجاعته وسخاءه وفطنته وعندما شب عن الطوق وضع أخويه الملك علي والملك محمد في السجن وكان أخاه سليمان قائداً لجيشه وعندما توقع منه سوء النية هرب من أرزن الى دياربكر والتجأ الى خسرو باشا والي المدينة وعرفه بنفسه بأنه كبير اخوته ورجاه أن يساعده ليصبح ملكاً على بلاده وكان خسرو باشا ينتظر هذه اللحظة فأرسل دون إبطاء الى الملك حسين ليطلق سراح أخويه ثم قتله في دياربكر فحل محله أخاه الملك سليمان.
1- الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل (أبي بكر) بن نجم الدين أيوب :
أصبح ملكاً على هذه المنطقة من كردستان سنة 629هجري واستقر في قلعة حصن كيف جاءه من ينعي إليه والده وهو في الرحبة عندئذ تحرك الخوارزميون دون ابطاء وكانوا يشكلون فرقة شرسة في الجيش الكردستاني وأرادوا قتل حاكمهم والإستلاء على مقاليد الأمور في الدولة وعندما سمع الملك الصالح نجم الدين بذلك هرب الى قلعة سنجار وتحصن فيها وبدأ الأعداء بمداهمة كردستان بجيوشهم من جميع الجهات فسار ملك الموصل بدرالدين لولو بجيش جرار الى مدينة سنجار وسيطر الخوارزميون على معظم أراضي الجزيرة كما هاجم كيخسرو ملك الروم مدينة دياربكر وكما كان نجم الدين متحصناً في سنجار فقد تحصن ابنه تورانشاه في دياربكر فأبدى الب والإبن مقاومة رائعة أمام أعدائهما كما هرب الإبن الآخر فتح الدين عمر من الخوارزميين والتجأ الى قلعة جعبر على نهر الفرات ولكنه لم يصمد أمام الجيوش المندفعة كالسيل الجارف نحوه فذهب الى عمته صفية خاتون في منبج ولكن امتنعت العمة عن حمايته فعاد الى حران وفي هذه الأثناء أرسل نجم الدين أيوب رسالة الى ابنة فتح الدين مع القاضي يوسف بن حسن الزرزاري قاضي سنجار يخبره فيها بوجوب إطاعة القاضي وعدم مخالفة رايه فلبس القاضي لباس العرب الرحل وانسل خفية الى فتح الدين عمر وسلمه الرسالة عندئذ توجه الإثنان دون أن يشعر بهما أحد الى الخوارزميين وبذلا لهم العهود والمواثيق ووعداهم بممتلكات في الجزيرة وسنجار وهكذا عقدا حلفاً معهم وساروا معاً الى سنجار وألحقوا هزيمة ماحقة بجيش الموصل واستولوا على غنائم كبيرة وهنا خرج نجم الدين من حصنه وتوجهوا جميعاً نحو دياربكر وهزموا جيش الروم فاستعاد نجم الدين سيطرته على البلاد واستقر من جديد في حصن كيف وقصة الملك نجم الدين أيوب طويلة ولكن يمكن القول وبختصار بأنه سجن في الكرك ولكن تمكن زعماء الدولة وحكامها من القبض على أخيه الملك العادل وإيداعه السجن في مصر وبايعوا نجم الدين ملكاً بعدما أخرجوه من السجن وأخذوه الى مصر ولكنه توفي وهو يقاتل الفرنجة فأخفوا خبر موته حتى جاؤوا بإبنه تورانشاه من حصن كيف عندئذ أعلنوا وفاته على الملأ.
2- الملك المعظم تورانشاه بن الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل بن الملك العادل أبي بكر بن نجم الدين أيوب:
بعدما ذهب والده الى مصر حله محله بجدارة واستطاع أن يلملم شتات كردستان وبذلك حافظ على حدود بلاده وحمى القبائل والعشائر الكردية من أعدائها وعم الخير البلاد ونشر المساواة بين الناس ومديد العون والمحبة لهم فازدهرت البلاد وعم الرخاء قراها ومدنها وبدأت حركة عمران نشطة.أما في مصر وكما اسلفنا فقد وقف والده في وجه جيوش الفرنجة التي كانت بقيادة الملك لويس الذي داهم بجيشه دولة الكرد والمسلمين وتوفي الملك الكردي والحرب في أوجها فأخفى زعماء الدولة موته ثم بايعوا تورانشاه وأرسلوه سريعاً الى مصر وقصة هذا الملك طويلة وسترد لاحقاً في بحث تاريخ الامبراطورية الكردية ولا أريد الإطالة هنا والاسهاب فيها. هذا ولما علم تورانشاه أن ضعف الدولة سببها المماليك وبعض الطامعين في الحكم بادر الى قطع دابر الفوضى وتقوية الدولة فبدأ بالمماليك فقطع عنهم الأرزاق وأذلهم ولكن كان المماليك أكثر دهاء منه فاستطاعوا أن يجمعوا حولهم قواد الجيش وقرروا الإستلاء على الدولة وفي خطوة أخرى استحالوا إليهم زوجة والده الدردارة(شجرة الدر) حيث تزوجها أحدهم كما كان البعض من الحكان الكرد ضالعين في التآمر معهم مثل ابو علي الهذبني حاكم القاهرة فبدأ الجمع بالهجوم على تورانشاه ومباغتته بالسيوف وتمكنوا من قتله ثم قتلوا شجرة الدر أيضاً وبذلك سيطروا على البلاد وبقيت فقط مناطق الشام وفلسطين وكردستان والحجاز واليمن ولبنان تتشكل منها الدولة الأيوبية الكردية وهنا تضيع الحلقة بين تورانشاه والملك سليمان الذي يقول عنه شرف خان البدليسي إنه من أوائل الملوك الذين حكموا حصن كيف ولكن يمكن الإفتراض بأن والد الملك سليمان كان يدعى الملك محمد لأن سليمان كان له ابن يدعى محمداً ولأن الناس درجوا على مرالعصور على اطلاق أسماء آبائهم على أبنائهم واعتماداً على ذلك يمكن وضع الملك محمد في هذه الحلقة المفقودة.
3- الملك محمد بن الملك تورانشاه أو فتح الدين عمر :
يشكل هذا الشخص الحلقة المفقودة بين حفيد وجد وقد ذكرته بالتقدير والشك ولم يرد ذكره في كتابات المؤرخين ولاأستطيع أن أذكر عنه شيئاً ويقول الدكتور جمال الدين الشيال الذي طبع كتاب (مفرج الكروب) في مصر عام 1953م أن هناك كتابين تاريخيين يتحدثان مطولاً عن دولة الأكراد الأيوبيين التي كانت قائمة في حماه وحصن كيف في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين ولكن يعتقد الشيال بأن هذين الكتابين مصدرهما هو مفرج الكروب ومما يؤسف له أنه حتى الآن لم يطبع كتابي التاريخ هذين والقسم الرابع من مفرج الكروب ليتسنى للمرء الكشف عن الحلقة المفقودة والبحث عنها.
4- الملك سلمان بن الملك محمد :
يقول شرف خان البدليسي.كان الملك سليمان من ملوك هذه الإسرة الذائعة الصيت وقد استمر في حكم هذه المناطق حتى أواخر حكم جنكيزخان أي حوالي العام 736هجري وعندما توفي خلفه ابنه الملك محمد.
5- الملك محمد بن الملك سليمان :
أصبح حاكماً على هذه المناطق بعد وفاة والده وقد بدأ بعمران بلاده وتقدمها وازدهرت بلاد حصن كيف خلال هذه الفترة كثيراً وكان عطوفاً سخياً وذكياً وعندما توفي خلفه ابنه الملك العادل .
6- الملك العادل بن الملك محمد بن الملك سليمان :
أصبح حاكماً على بلاد حصن كيف وكردستان بناء على طلب والده واستقر في قلعة حصن كيف وكان رحيم القلب حلوالمعشر ذكياً فطناً وفي عهده ازدهرت كردستان وحصن كيف ازدهاراً لم يسبق له مثيل في مجال العمران والبناء وتوفي سنة 781هجري.
7- الملك الأشرف بن الملك العادل بن الملك محمد بن الملك سليمان:
عاصر تيمورخان الكوركان(تيمورلنك) ويقول صاحب كتاب شرفنامه(1) (شرف الدين علي يزدي) في سنة 796هجري الموافق لعام 1394م سيطر تيمورلنك على بغداد وتوجه نحو ماردين وفي مدينة الرها تقدم إليه حاكم حصن كيف بالهدايا والأموال ثم عاد الى بلاده مزهواً وتوفي بعد ذلك.
8- الملك خليل بن الملك الأشرف بن الملك العادل :
بعد وفاة والده أصبح حاكماً على بلاد حصن كيف وفي سنة 824هجري الموافق 1433مذهب مع عدد من أمراء كردستان الى (وان) و(ستان) حيث قابلوا شاهروخ بن تيمورلنك وأغرقوه بالهدايا وقدموا له فروض الطاعة والولاء ومكثوا عنده حتى عادوا من (ألشكير) بفرمان ملكي الى بلادهم وهم الأمير شمس الدين البدليسي والملك محمد الهكاري وابن السلطان سليمان الهيزاني وفي هذه الأثناء عاد الملك خليل الى حصن كيف حيث توفي هناك سنة862هجري الموافق/1458م
9- الملك خلف (أحمر العيون)(2) بن الملك سليمان بن الملك الأشرف:
كان من حكام حصن كيف العظماء وقد حكم بعد وفاة عمه فدارت معارك حامية بينه وبين أمير بوتان وكان أحمر العيون ينتصر مراراً على عدوه ويهزم جيش بوتان وما كان يقال له احمر العيون كان يكنى أيضاً ب(ابو السيفين) لأنه كان يحارب بسيفين في المعارك وعندما حاول الأقيونلو حسن الطويل البياندوري السيطرة على كردستان وإرسال جيش كبير من جج بالسلاح الى حصن كيف استطاع احمر العيون رده على اعقابه معفراً بالتراب كما قتل عدداً كبيراً من جنوده ولما وجد الأعداء أن لاجدوى من اخضاع هذه البلاد بالقوة لجأوا الى الحيلة والخداع فتمكنوا من استحالة أحد أولاد الملك خليل قائلين له لماذا نحارب بعضنا فنحن لانريد إلا إزاحة الملك خلف وجعلك ملكاً مكانه ثم نعقد صلحاً فيما بيننا ولهذا فقد انطلت الحلية على أولاد الملك خليل وقتلوا عمهم البريء في الحمام غدراً وسلموا المدينة الى أعادائه ولم يصبحوا حكاماً بل غدر بهم العدو وأهانهم.
10- الملك خليل بن الملك سليمان بن الملك الأشرف:
في عهد مملكة الأقيونلو كان قد أختبأ لفترة في حماه وعندما بدأ الضعف يدب في هذه المملكة القائمة في كردستان وفي الوقت الذي بدأت فيه تخطوا سراعاً نحوحتفها وأصبحت على حافة الانهيار لجأ الملك خليل الى جمع العشائر الكردية حوله بمساعدة الأمير شاه محمد الشروي الذي كان أحد حكام ووزراء العائلة الأيوبية وأعلن نفسه ملكاً على حصن كيف ثم شن هجوماً صاعقاً على العدو وتمكن من السيطرة بسهولة على قلعة حصن كيف وانتزعها من أعدائه وأصبح مستقلاً وأخضع تلك المناطق لحكمه ويقوقل شرف خان البدليسي في الحقيقة لم يصل أحد من حكام كردستان الى مثل شجاعة ومكانة هذا الرجل الذي دخل في عداد عظماء الملوك وتزوج من أخت شاه إيران اسماعيل الصفوي وحضر حفلة عرسه ملوك وحكام كردستان وعقدت حلقات الدبكة والرقص وأقيمت الأفراح والليالي الملاح ودارت كؤس الشراب بايدي فتيات رشيقات القوام وراقصات مليحات تسر حركاتهن الناظرين وبإختصار كانت حفلة عرس لم يسمع بمثلها أحد قط. هذا وعندما انهارت الدولة الأقيونلية وعلانجم الشاه اسماعيل الصفوي في سماء إيران حضر لتهنئته اثنا عشرة من ملوك وحكام كردستان وقدموا له فروض الطاعة والولاء ولكن هذا الشاه الغبي عمد الى تقييد هؤلاء الملوك والحكام بالسلاسل وأودعهم السجن ودكل بهم (زينل خان شاملو) كما أرسل الملك خليل وابنته وزوجته وأولادهما الى تبريز على الرغم من الأيادي البيضاء التي أسداها إليه هذا الملك وهناك أدخل صهره السجن عندئذ تحرك الطامعون في ملكه فاقتطع البجنويون الجهة المقابلة للقزلباش من بلاد حصن كيف وكان الملك خليل قد قتل الأمير محمد والد الأمير حسين البجنوي فتحالف الأمير حسين مع القزلباش قلباً وقالباً حتى أن البجنويين مالوا الى مذهب هؤلاء وأصبحوا منذ ذلك اليوم أنصاف قزلباش كما استطاع التحالف الكردي-التركي الحاق الهزيمة بالتحالف الفارسي-القزلباشي في معركة (جالديران)عام 1514م وبعدها عاد الحكام الأكراد الى بلادهم وتمكن الملك خليل وبمساعدة (باشي بيوك) من قتل حراسه وسجانيه وهرب ليلاً متوجهاً الى بلاده ومعه جماعة من أصحابه وعند بحيرة وان سدت العشيرة المحمودية عليهم الطريق وقتل الباشي بيوك في ميدان المعركة فاستطاع الملك خليل النجاة بنفسه بعد أن قام بضرواة وفي هذه الأثناء بايعت عشائر شروان وزركان مع عشائر حصن كيف الملك سليمان بن الملك خليل ملكاً عليها أما عشيرة الرشان فقد اتخذت أحد أولاد عمومة الملك خليل كحاكم عليها كما أرسلت بوتان جيشها الى سيرت ولكن عندما سمعوا بقدوم الملك خليل عادوا الى بلادهم على عجل وقدم له أولاده وأقاربه الطاعة والولاء فاستولى بسهولة على سيرت وذهب بجيشه الى حصن كيف التي تحصن فيها البجنويون الذين كلنوا يجلبون الإمدادات والأرزاق من (طور) وقد أعطى الملك خليل قرية باله(بالانة) الى الأمير حسين دية والده وتصالحا ثم سلمت إليه القلعة صلحاً ويقول المهتمون بتاريخ البجنويين ان البخت والبجن (باجن) كانا أخوين يسكنان جزيرة بوتان ولكن الأخوان لم يكونا على وفاق فخرج البجن من الجزيرة وذهب الى حصن كيف التي اصبحت قلعة بجنوية إلا أن الأيوبيين انتزعوها من البجنويين أحفاد باجن فيما بعد وهذا كلام شرف خان درأيه وقد رويت لكم القصة الحقيقية سابقاً حول هؤلاء وبنيت كيف أن الحصن قد وقع في أيدي الأيوبيين ويتابع شرف خان القول. يعتقد البعض أن الأكراد هم جميعاً أبناء باجن وبخت والذين قالوا أن الأكراد من الجن قد اشكلت عليهم التسمية (باجا) وفسروها خطأ بالجن والبجن (باجن) هي عشيرة كردية سكنت (طور) ولاتزال تسكن هناك حتى اليوم وأفرادها يدينون باليزيدية أو القزلباشية كما يقول شرف خان ويقال لهم اليوم يزيديو الباجنة والباجن أيضاً تطلق على مجموعة كهوف أو أنها أطلال مدينة قديمة يقال لها اليوم (البجنخوير) وتقع في أراضي عشيرة الهفيركا وما من شك في أن البجنخوير كانت مدينة بجنوية وحسبما يقول الوزير القدير محمد أمين زكي بك فإن هذه الكلمة تلفظ بجنوي أو باجناوة أو باسناوة والصحيح هو الباجنة لأنه توجد عدة قرى تبدأ أسماءها ﺒ (با) في مناطق حصن كيف مثل باغاس وباطوش وباسيات وباجن وال(با) هنا بمعنى صاحب الشيء أو صفة للإسم أو كما يقول العرب ذات الشيء.
وفي عهد الأمير شرف الجزيري ساءت العلاقات بين الأمير حسين البجنوي والأمير شرف والملك خليل الذي قتل والد الأمير حسين المدعو الأمير محمد واثنا عشرة من أولاده قتلهم جميعاً لأن الأمير محمد تلاسن على أمير بوتان في حضرة الملك خليل ولذلك عندما دخل الزلباش كردستان تحالف معهم البجنويون وتحضوا في قلعة حصن كيف وأخيراً أعطى الملك خليل وكما أسلفنا قرية بالانة للأمير حسين دية والده وأخوته وتصالحا ثم دخل خليل القلعة دون قتال ومن هنا يظهر أن منطقة (طور) كانت في يد البجنويين وتوفي الملك خليل بعد أن خلف أربعة أولادهم الملك سليمان والملك علي والملك محمد والملك حسين.
11- الملك حسين بن الملك خليل :
أصبح حاكماً على مناطق حصن كيف بعد وفاة والده وعلى الرغم من صفر سنة فقد اختارته العشائر الكردية حاكماً عليها نظراً لشجاعته وسخاءه وفطنته وعندما شب عن الطوق وضع أخويه الملك علي والملك محمد في السجن وكان أخاه سليمان قائداً لجيشه وعندما توقع منه سوء النية هرب من أرزن الى دياربكر والتجأ الى خسرو باشا والي المدينة وعرفه بنفسه بأنه كبير اخوته ورجاه أن يساعده ليصبح ملكاً على بلاده وكان خسرو باشا ينتظر هذه اللحظة فأرسل دون إبطاء الى الملك حسين ليطلق سراح أخويه ثم قتله في دياربكر فحل محله أخاه الملك سليمان.
12- الملك سليمان بن الملك خليل:
عندما تولى هذا الغبي الحكم مقته الناس وكرهوه وتحول مقتل الملك حسين الى دم (كوهرش) في ثدييه فهرب مذعوراً الى دياربكر حيث قدم مفاتيح قلعته الحصينة هدية لأعداء شعبه ووطنه ونظراً لهذا المعروف الذي اسداه طواعياً فقد جعله الملك حاكماً على الرها مع مبلغ سبعمائة ألف آقجة عوضاً عن حصن كيف كما منح أخاه الملك محمد من عائدات حصن كيف مبلغ ثلاثمائة وثلاثين ألف آقجة وأعطيت لأخيه الثاني علي زعامة قدرها مئتا الف آقجة وأصبحت حصن كيف تابعة لدياربكرووضعت تحت سلطة الدولة.
13- الملك محمد بن الملك خليل :
بعد وفاة أخيه الملك سليمان خرجت بلاد الرها من أيديهم إلا أن الأتراك منحوا منطقة (عرب كير) كسنجقية للملك محمد ثم انتزعوها منه أخيراً وجعلوه قائمقاماً في بدليس وفي نهاية المطاف استقر في جزيرة بوتان عند (بدربك البوطب) وزوج ابنته لإبن بدربك المدعو الأمير محمد بك وتوفي هناك بعد أن خلف أحدى عشرة ولداً وهم الملك خلف والملك سلطان حسن والملك أشرف والملك علي والملك سليمان والملك خليل ظاهر والملك عادل والملك محمود والملك حسن والملك أحمد. توفي خلف في ريعان شبابه بعد أن خلف ولداً يدعى حمزة ولم يخلف سليمان وظاهر والحسن أولاداً وماتوا دون ذرية وأصبح الحسين قائمقاماً والباقون كلهم حطوا الرحال عند أمراء كردستان.
14-الملك سلطان حسين بن الملك خليل :
بعد فترة استقال من منصبه كقائمقام ويهيم اليوم أي في عام 1005هجري في بطاح كردستان ينفق على نفسه من الأوقاف التي تعود الى عهد أبيه ويقول شرف خان كان هذا الرجل يعيش بهذا الشكل حتى السنة المذكورة اي سنة 1005هجري