تحت ضوء القمر

تحت ضوء القمر

تبكي طفله تدعى (رنيم) تبحث عن من يمسح دمعتها
لكنها لم تجد من يمسحها ولم تجد حضن دافئ
لكي تنام فيه بأمان
ولاقطعة خبز لكي تسد جوعها
تمشي في الظلام وفي وحشة الليل
حافية القدمين بائسه
لا أحد حولها والصمت يعم المكان
يالها من طفله مسكينه لن تجد المأوى
الذي يحتويها سوى أن تضع رأسها
الصغير على كرسي أمام البحر
تحاول أن ترمي الهموم التي تكدست
في قلبها الضعيف في البحر
وتتأمل في السماء علها أن ترى الأمل من
خلالها فهل ياترى ستجد (رنيم) ماتتمناه؟

وفي الصباح أشرقت شمس جديده
ويوم جديد في مأسأة (رنيم)
استيقظت من على الكرسي الذي يكاد أن يسقط
فقد هراه الزمن لقدمه
ومشت تبحث عن قطرة ماء تبلل بها ريقها
الذي يكاد ان يتشقق من شدة النشوفه
فإذا بها تقف أمام رجل عجوز
وطلبت منه أن يسقيها فاستجاب العجوز
شكرته وذهبت تجري في قريتها
التي تكاد ان تصبح غريبه فيها
الكل يعرفها ولكن لا أحد يهتم لأمرها
طفله يتيمه ووحيده حتى عمرها لم يتجاوز العاشره
قسى الزمن عليها وجعلها وحيده

كانت تمشي وتمشي طوال النهار
تبحث عن الطعام وكانت تنظر إلى منازل
أهل القريه وأهلها كيف يجمعهم الحب والحنان
وتنظر الى أمّ تضع طفلها في حجرها وتهزه وترضعه
فتدمع عينيها تتمنى أن تكون مكان ذلك الطفل
حتى تشعر بما يشعر به
فهل ستجد (رنيم) ماتتمناه؟

وعندما غابت الشمس لم تكن (رنيم) قد حصلت على الطعام
الذي تريده ذهبت إلى كرسيها الذي يكاد أن يصبح منزلآ لها
ووجدت أمراءه عجوز تجلس عليه
فخجلت (رنيم) منها وجلست بجانبها وكان النعاس يعتريها
ومرت نصف ساعه ولم تتحدث العجوز وكذلك (رنيم)
ومن بعدها نامت الطفله وسقط رأسها على كتف العجوز
وعندما رأتها امتلأت عينيها حزنآ على (رنيم)

فحملتها وذهبت بها إلى منزلها وعندما وصلت
اكتشفت بأن الطفله قد أغمي عليها وذلك بسبب الجوع
والتعب فجلست فوق رأسها تداويها وترعاها
وغفت العجوز وهي تعتني بــ (رنيم)
استيقظت (رنيم) في الصباح ورأت ماكانت تحلم به
منزل دافئ وطعام من حولها وكانت العجوز تمسك بيدها
لم تصدق ما رأته عينيها فذهبت تركض في المنزل
لم يمنعها التعب من ممارسة طفولتها
وكانت تنظر اليها العجوز وهي تبتسم لما أوقعته من فرح
على هذه الطفله
فسألتها عن أسمها وعن تفاصيل حكايتها وعندما عرفت
بحالتها سمحت لها بالمكوث عندها لكي تساعدها في أعمال المنزل

وعاشت (رنيم) بقية حياتها سعيده ومرتاحة البال عند تلك العجوز كلاهما يرعى الأخر
فكانت في كل ليل تصلي لربها وتشكره على ما اعطاها
وأنها حصلت على ماتتمناه منزل يأويها وحضن أم يحتويها

فالحمد والشكر لله على ماحصلت عليه الطفله (رنيم).
 
اختي نجمة السماء ما بعرف بصراحة اقول
سرد جميل ولا قصة أجمل ولا خيال رائع ولا قلب محب

ربما لم أستطع وصفها كما ينبغي فهي تحمل أكثر من ذلك
تقبل مرورى
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى