Kurd Day
Kurd Day Team
قصائد من من الكردية السورانية / للشاعر الكردي دلاور قره داخي
في ثياب حربية بللها المطر
للشاعر الكردي دلاور قره داخي
ترجمة:حميد كشكولي
من الكردية السورانية
كأنني خارج من البحر,
كأنني آيب من المرج ,
من مساء الشارع المبلل,
ومن شرود كمثرى يانعة .
ألبث قليلا ,
أفرش بعد تردد لونا في أحشاء المطر,
استلقي عاريا في راحة غصن من الندى محناة!
أنسج أرجوحة من الهواء, ما بين الاضطراب والاضطراب,
و اغني أغنية زرقاء مثل شجن مساء الفاختة,
بيضاء مثلما يحط لقلق على منارة.
أغمس قدمي في الماء,
انشر أجنحتي,
أقول شيئا في سّري,
ألقم فمي بقرص حلوى ,
ذا جئتك أيها الحب البنفسجي!
انتقل من حي الجوز المخفي للطفولة ,
إلى حي قندس بستان الطفولة,
اقفز من فوق سطح هذه الحكاية المحطمة التي لا تسعفني
ولا تشفع لي من العصيان و الطمع و العطش,
اقفز إلى الفناء الحصوي الذي يحفظ كنوز الخيال الملكية!
احيي المرجان
و سلحفاة عجوز نائمة, تحط على وجهها أحيانا ريشة من أجنحة القمر.
انحني,
القي على مهل تحية أخرى على كحل عيون البوم!
أطلق ساقي
فتنتعش روحي
احفر ساقية من قوس قزح إلى ابعد قرية سفرجل,
أتبلل برذاذ الألوان المشاكس,
و تدفق الطيف الفجائي,
مثل عصفور مبلل جذلان تحت نافورة الشمس ,
اغرق و أموت
و أنا في عجلة من أمري لأصل القرية قبل أن تهبط الظلمة فيلتهمني الغول الأبيض .
كأني خارج من البحر
إذ يحاصرني النور و الأرض و العشق و الغيوم.
كأني قادم من البحر
إذ رؤيتي شلال ظلال وألوان و برد وثلج!
أعود طفلا
أطرى من ساق عشب,
أعذب من جرعة ماء,
أخف من الطيران في الظلال واكثر طفولة من التعثر بأقدام الشمس!
اكثر طفولة من تناول تفاحة حامضة حموضة خفيفة,
اصبح لدنا كشريحة قثاء مر,
اكثر طفولة من إهمال الواجب البيتي,
من تمزيق ورقة بيضاء,
اكثر طفولة من فتح دفتر الرسم و الاستلقاء على البطن لرسم سفينة حقيقية!
أعود طفلا .. أعود طفلا
أعود طفلا بحيث لا يبقى مني إلا بقدر قرية سعيدة
بقدر حبة رمل
و تل حزين
و متراس متشائم
بقدر حبة زعرور في قعر حكاية ندي ,
بقدر قبر طفل خجول
بقدر رذاذ الثلج في زجاج نظارة شهيد متفائل!
أعود طفلا .. أعود طفلا
إلى أن أغدو صغيرا فأكفي لرحلة ,
لرحلة وحسب,
من إقليم الرمان إلى بيت الحبيبة
يبقى مني ما يكفي لتقديم اعتذار وانتحار
ما يكفي فقط لوداع جار قلق,
من مسلح شرس,
ما يكفي أن أُُخر صريعا بكلام بارد,
ما يكفي أن أعين ضريرا في العبور من ضفة الكفر إلى ضفة الإيمان
أعود طفلا.... أعود طفلا
بحيث احب أن اختفي فجأة, أموت بعد تناولي لحبة توت,
فابتغي أن اضطجع في قطرة ندى وأذوي.
أعود طفلا بحيث أزفر متسلقا شجرة,
فأقدر على العدو إلى أن أستحيل فجأة ضبابا,
و غبارا,
وحمرة رقيقة,
و ثلاثة أو أربعة أحرف أولى في أولى سطور ورقة قلقة.
طفلا بحيث اقدر أن أجلس قدام طيارة ورقية ,
و أتأملها بكل حدة,
واعبر من بين أخاديد المطر,
أمر بمحاذاة بيوت بيضاء, دعامتها الغيوم و جدرانها من التعاويذ.
أمر من أمام غرف غارقة في الانتظار,
أمر بجوار بساتين لم يترك لها اليأس سوى ملء أصيص في شباك بيت عائلة فقيرة,
بقدر عنقود رؤية ,
بقدر مرآة مهجورة و بقدر قفص ملئ بالطيران.
كأنني قادم من البحر,
إذ أغرق كليا في المساء,
أنز دروبا و هاجس وصول.
اعطني يدك
يدك الصغيرة المحمومة أيها الرؤوم
أيها الرحيم اعطني يدك!
فما سبق لي أن رأيتك هكذا قتيلا,
وأن يحملك المطر على متنه طفلا يغفو وأن يحتفي بك هكذا
فلم أرك هكذا منتفشا في الأروقة الرطبة ودهاليز السفر
و غارقا في أوهامك و سعيدا
و هكذا غاضبا و عاشقا و مزدحما و قلقا
لم أرك قط هكذا حسودا و شيخا و أنانيا
وشريرا
هكذا وحيدا و صغيرا و إلى حد ما شاعرا !
فما رأيتك بهذه الثياب التي بللها المطر
أنت الذي دوما تصلنا من البحر
أنت الذي من اللون تعلو,
وتأتى من التوحد
فاختر:
ما بين الماء والماس فكلاهما زقاقان من أزقتك
اختر بين الخيال و السراج
فهما مدينتاك
اختر:
ما بين الموت واللعب
فهما سفران من أسفارك.
و أيها الرحيم هات يدك
أنت الذي تصل إلينا من البحر,
أنت الذي تأتينا من النور,
أنت الذي تصعد من اللون و الطفولة .
أوائل 2002
ترجمة:حميد كشكولي
كأنني آيب من المرج ,
من مساء الشارع المبلل,
ومن شرود كمثرى يانعة .
ألبث قليلا ,
أفرش بعد تردد لونا في أحشاء المطر,
استلقي عاريا في راحة غصن من الندى محناة!
أنسج أرجوحة من الهواء, ما بين الاضطراب والاضطراب,
و اغني أغنية زرقاء مثل شجن مساء الفاختة,
بيضاء مثلما يحط لقلق على منارة.
أغمس قدمي في الماء,
انشر أجنحتي,
أقول شيئا في سّري,
ألقم فمي بقرص حلوى ,
ذا جئتك أيها الحب البنفسجي!
انتقل من حي الجوز المخفي للطفولة ,
إلى حي قندس بستان الطفولة,
اقفز من فوق سطح هذه الحكاية المحطمة التي لا تسعفني
ولا تشفع لي من العصيان و الطمع و العطش,
اقفز إلى الفناء الحصوي الذي يحفظ كنوز الخيال الملكية!
احيي المرجان
و سلحفاة عجوز نائمة, تحط على وجهها أحيانا ريشة من أجنحة القمر.
انحني,
القي على مهل تحية أخرى على كحل عيون البوم!
أطلق ساقي
فتنتعش روحي
احفر ساقية من قوس قزح إلى ابعد قرية سفرجل,
أتبلل برذاذ الألوان المشاكس,
و تدفق الطيف الفجائي,
مثل عصفور مبلل جذلان تحت نافورة الشمس ,
اغرق و أموت
و أنا في عجلة من أمري لأصل القرية قبل أن تهبط الظلمة فيلتهمني الغول الأبيض .
كأني خارج من البحر
إذ يحاصرني النور و الأرض و العشق و الغيوم.
كأني قادم من البحر
إذ رؤيتي شلال ظلال وألوان و برد وثلج!
أعود طفلا
أطرى من ساق عشب,
أعذب من جرعة ماء,
أخف من الطيران في الظلال واكثر طفولة من التعثر بأقدام الشمس!
اكثر طفولة من تناول تفاحة حامضة حموضة خفيفة,
اصبح لدنا كشريحة قثاء مر,
اكثر طفولة من إهمال الواجب البيتي,
من تمزيق ورقة بيضاء,
اكثر طفولة من فتح دفتر الرسم و الاستلقاء على البطن لرسم سفينة حقيقية!
أعود طفلا .. أعود طفلا
أعود طفلا بحيث لا يبقى مني إلا بقدر قرية سعيدة
بقدر حبة رمل
و تل حزين
و متراس متشائم
بقدر حبة زعرور في قعر حكاية ندي ,
بقدر قبر طفل خجول
بقدر رذاذ الثلج في زجاج نظارة شهيد متفائل!
أعود طفلا .. أعود طفلا
إلى أن أغدو صغيرا فأكفي لرحلة ,
لرحلة وحسب,
من إقليم الرمان إلى بيت الحبيبة
يبقى مني ما يكفي لتقديم اعتذار وانتحار
ما يكفي فقط لوداع جار قلق,
من مسلح شرس,
ما يكفي أن أُُخر صريعا بكلام بارد,
ما يكفي أن أعين ضريرا في العبور من ضفة الكفر إلى ضفة الإيمان
أعود طفلا.... أعود طفلا
بحيث احب أن اختفي فجأة, أموت بعد تناولي لحبة توت,
فابتغي أن اضطجع في قطرة ندى وأذوي.
أعود طفلا بحيث أزفر متسلقا شجرة,
فأقدر على العدو إلى أن أستحيل فجأة ضبابا,
و غبارا,
وحمرة رقيقة,
و ثلاثة أو أربعة أحرف أولى في أولى سطور ورقة قلقة.
طفلا بحيث اقدر أن أجلس قدام طيارة ورقية ,
و أتأملها بكل حدة,
واعبر من بين أخاديد المطر,
أمر بمحاذاة بيوت بيضاء, دعامتها الغيوم و جدرانها من التعاويذ.
أمر من أمام غرف غارقة في الانتظار,
أمر بجوار بساتين لم يترك لها اليأس سوى ملء أصيص في شباك بيت عائلة فقيرة,
بقدر عنقود رؤية ,
بقدر مرآة مهجورة و بقدر قفص ملئ بالطيران.
كأنني قادم من البحر,
إذ أغرق كليا في المساء,
أنز دروبا و هاجس وصول.
اعطني يدك
يدك الصغيرة المحمومة أيها الرؤوم
أيها الرحيم اعطني يدك!
فما سبق لي أن رأيتك هكذا قتيلا,
وأن يحملك المطر على متنه طفلا يغفو وأن يحتفي بك هكذا
فلم أرك هكذا منتفشا في الأروقة الرطبة ودهاليز السفر
و غارقا في أوهامك و سعيدا
و هكذا غاضبا و عاشقا و مزدحما و قلقا
لم أرك قط هكذا حسودا و شيخا و أنانيا
وشريرا
هكذا وحيدا و صغيرا و إلى حد ما شاعرا !
فما رأيتك بهذه الثياب التي بللها المطر
أنت الذي دوما تصلنا من البحر
أنت الذي من اللون تعلو,
وتأتى من التوحد
فاختر:
ما بين الماء والماس فكلاهما زقاقان من أزقتك
اختر بين الخيال و السراج
فهما مدينتاك
اختر:
ما بين الموت واللعب
فهما سفران من أسفارك.
و أيها الرحيم هات يدك
أنت الذي تصل إلينا من البحر,
أنت الذي تأتينا من النور,
أنت الذي تصعد من اللون و الطفولة .
أوائل 2002
ترجمة:حميد كشكولي