Kurd Day
Kurd Day Team
إيجاد لغة كوردية موحدة (18)
د. مهدي كاكه يي
نواصل في هذا المقال الحديث عن تواصل اللغة الكوردية مع اللغة السومرية رغم الفاصل الزمني الطويل بينهما والذي يبلغ أكثر من أربعة آلاف سنة.
مدينة أوروك (الوركاء السومرية) التي تقع أطلالها على بُعد ستين كيلومتراً من مدينة السماوة، قد يدل إسمها على كورديتها حيث أن إسمها يعني (آورگا)، التي تعني بالكوردية (الموقد). إنّ الإسم مؤلف من كلمتين كورديتين هما (آور) التي تعني (نار) و (گا) تعني (محل) وبجمع الكلمتين في كلمة واحدة يصبح معناها (الموقد) في اللغة الكوردية.
المدينة السومرية الشهيرة "نيبور" تمت تسميتها بهذا الإسم نظراً لكونها كانت يكثر فيها القصب بسبب وقوع المدينة على ضفاف نهر الفرات التأريخي. يُسمّى القصب بالكوردية "ني" و كلمة " پور" تعني بالكوردية "مليء" و بذلك يعني إسم مدينة "نيپور" المدينة المليئة بالقصب". كما أنّ الإسم السومري لمحافظة ميسان (العمارة) هو (ميشان)، حيث أنّ كلمة "ميش" تعني "حيوان" و اللاحقة "ان" هو علامة الجمع في اللغة الكوردية و بذلك إسم "ميشان" يعني "حيوانات". في يومنا هذا تعني كلمة "ميش" في اللغة الكوردية "الحيوان"، و كذلك تعني "الفأر و الذباب" و "ميشوله" تعني "بعوض". كما لا تزال هناك منطقة تقع بين مدينة العمارة و مدينة الأهواز تُسمّى ب"دَشت ميشان"، حيث أنّ "دَشت" باللغة الكوردية تعني "خارج أو إمتداد أو براري" و ذلك لكون "دَشت ميشان" تُشكّل إمتداداً لمدينة ميسان (ميشان).
خلال تتبعنا للمفردات السومرية و الكوردية، يكتشف المرء أن كلتا اللغتين هما من اللغات الإلتصاقية الإمتزاجية، حيث يتم تركيب كلمة جديدة من خلال دمج كلمتين أو أكثر لتعطي مدلولاً آخراً، بعكس اللغات السامية، مثل اللغة العربية و العبرية و الآرامية و غيرها التي هي لغات غير إلتصاقية و غير إمتزاجية و هذا يدل آخر على أنّ الكورد هم إمتداد للسومريين و في نفس الوقت تؤكد هذه الحقيقة على إنعدام أية صلة تربط بين السومريين من جهة و العرب و غيرهم من العنصر السامي من جهة أخرى.
يذكر الدكتور طه باقر في كتابه " ملحمة كلگامش"، أنّه بعد موت "انكيدو" صاحب "كلكامش" و رفيق عمره، يقرر كلكامش السفر و الإبحار للبحث عن سر الخلود عبر بحر الموت، بحثاً عن جدّه (أوتناوبشتم) الخالد الذي يملك سرّ الخلود، ليدلّه على سرّ الخلود وتجدد الشباب، حيث أنّ الملاح (اور- شنابي) ينصح "كلگامیش" بالذهاب الى الغابة و قطع مائة وعشرين عصا (مردي) منها، طول كل منها ستون ذراعاً، لدفع القارب دون أن تمس يداه ماء بحر الموت لأن ملامسة هذه المياه تعني الموت. الكورد لا يزالون يحتفظون بكلمة "مردي" السومرية، التي تعني نفس المعنى، حيث أنّ كلمة "مِرد" تعني بالكوردية "ماتَ" و "مردي" تعني "ميّت". يقول العرب العراقيون الى يومنا هذا في أحد أمثالهم (دفعة مردي و عَصات كوردي)، الذي هو من بقايا الموروثات السومرية هذه. كما أحب أن أذكر هنا بأنّ معظم الشعوب الآرية أخذت كلمة "مردي" السومرية و لا تزال تستعملها في لغاتها و التي تعني نفس المعنى أي "الموت أو القتل"، كما هو في اللغة الإنجليزية (murder) و السويدية (mord) و غيرهما من اللغات الهندو أوروبية.
كلمة "شمش" السومرية التي تعني ال"شمس"، لا تزال تحتفظ بها الكورد في لغتهم، بل لها إنعكاس متميّز نظراً لقدسيتها عندهم. أسماء أيام الأسبوع الكوردية (شەمه، يەكشەمه ....) مقتبسة من المفردة السومرية "شمش". كمل أنّ "الخفّاش" يُسمى بالكوردية "شَمشَمه كوێره"، و التي ترجمتها الحرفية هي "أعمى الشمس"، حيث كما هو معروف أنّ هذا الحيوان الطائر يخرج فقط أثناء الليل، لا يتحمل التعرض لضوء الشمس.
كلمة (قوال) المأخوذة من كلمة (كالو Kalo) السومرية و تعني (كالو Kalo) باللغة السومرية "الكاهن، الرجل المتدين، كبير السن" والتي يطلقها الإيزديون حتى اليوم على رجل الدين المكلف بحفظ التواشيح والأدعية والمشاركة بالطقوس وحفظ التراث الإيزدي، وهي طبقة دينية محترمة من طبقات الإيزدية.
يعتقد الناس بأن كلمة (شِعر) هي كلمة عربية وأن الكورد قد أخذوا هذه الكلمة من العربية، بينما العكس هو الصحيح، حيث يقول الدكتور طه باقر بأن كلمة (شِعر) مأخوذة من الكلمة السومرية (شرو) أو (سرو) و الى الآن يستعمل الكورد كلمة "سرود" المتأتية من الكلمة السومرية (سرو) و التي تعني "نشيد". أخذ العرب كلمة (شرو) أو (سرو) من السومرية المذكورة وقاموا بِتحويرها الى (شِعر). أدعو الشعب الكوردي الى إستعمال الكلمة السومرية – الكوردية (شرو) بدلاً من كلمة (شعر) المأخوذة من الكلمة السومرية (شرو).
كلمة (هوسه) هي كلمة سومرية منبعها من سومر. (هوسه) هي عبارة عن كلمة كوردية مُركّبة من مقطعين، هما (هو) و التي هي أداة نداء و (سه)، التي تعني (ثلاثة)، و عليه فأن كلمة (هوسة) تعني ترديد ثلاثي.
د. مهدي كاكه يي
نواصل في هذا المقال الحديث عن تواصل اللغة الكوردية مع اللغة السومرية رغم الفاصل الزمني الطويل بينهما والذي يبلغ أكثر من أربعة آلاف سنة.
مدينة أوروك (الوركاء السومرية) التي تقع أطلالها على بُعد ستين كيلومتراً من مدينة السماوة، قد يدل إسمها على كورديتها حيث أن إسمها يعني (آورگا)، التي تعني بالكوردية (الموقد). إنّ الإسم مؤلف من كلمتين كورديتين هما (آور) التي تعني (نار) و (گا) تعني (محل) وبجمع الكلمتين في كلمة واحدة يصبح معناها (الموقد) في اللغة الكوردية.
المدينة السومرية الشهيرة "نيبور" تمت تسميتها بهذا الإسم نظراً لكونها كانت يكثر فيها القصب بسبب وقوع المدينة على ضفاف نهر الفرات التأريخي. يُسمّى القصب بالكوردية "ني" و كلمة " پور" تعني بالكوردية "مليء" و بذلك يعني إسم مدينة "نيپور" المدينة المليئة بالقصب". كما أنّ الإسم السومري لمحافظة ميسان (العمارة) هو (ميشان)، حيث أنّ كلمة "ميش" تعني "حيوان" و اللاحقة "ان" هو علامة الجمع في اللغة الكوردية و بذلك إسم "ميشان" يعني "حيوانات". في يومنا هذا تعني كلمة "ميش" في اللغة الكوردية "الحيوان"، و كذلك تعني "الفأر و الذباب" و "ميشوله" تعني "بعوض". كما لا تزال هناك منطقة تقع بين مدينة العمارة و مدينة الأهواز تُسمّى ب"دَشت ميشان"، حيث أنّ "دَشت" باللغة الكوردية تعني "خارج أو إمتداد أو براري" و ذلك لكون "دَشت ميشان" تُشكّل إمتداداً لمدينة ميسان (ميشان).
خلال تتبعنا للمفردات السومرية و الكوردية، يكتشف المرء أن كلتا اللغتين هما من اللغات الإلتصاقية الإمتزاجية، حيث يتم تركيب كلمة جديدة من خلال دمج كلمتين أو أكثر لتعطي مدلولاً آخراً، بعكس اللغات السامية، مثل اللغة العربية و العبرية و الآرامية و غيرها التي هي لغات غير إلتصاقية و غير إمتزاجية و هذا يدل آخر على أنّ الكورد هم إمتداد للسومريين و في نفس الوقت تؤكد هذه الحقيقة على إنعدام أية صلة تربط بين السومريين من جهة و العرب و غيرهم من العنصر السامي من جهة أخرى.
يذكر الدكتور طه باقر في كتابه " ملحمة كلگامش"، أنّه بعد موت "انكيدو" صاحب "كلكامش" و رفيق عمره، يقرر كلكامش السفر و الإبحار للبحث عن سر الخلود عبر بحر الموت، بحثاً عن جدّه (أوتناوبشتم) الخالد الذي يملك سرّ الخلود، ليدلّه على سرّ الخلود وتجدد الشباب، حيث أنّ الملاح (اور- شنابي) ينصح "كلگامیش" بالذهاب الى الغابة و قطع مائة وعشرين عصا (مردي) منها، طول كل منها ستون ذراعاً، لدفع القارب دون أن تمس يداه ماء بحر الموت لأن ملامسة هذه المياه تعني الموت. الكورد لا يزالون يحتفظون بكلمة "مردي" السومرية، التي تعني نفس المعنى، حيث أنّ كلمة "مِرد" تعني بالكوردية "ماتَ" و "مردي" تعني "ميّت". يقول العرب العراقيون الى يومنا هذا في أحد أمثالهم (دفعة مردي و عَصات كوردي)، الذي هو من بقايا الموروثات السومرية هذه. كما أحب أن أذكر هنا بأنّ معظم الشعوب الآرية أخذت كلمة "مردي" السومرية و لا تزال تستعملها في لغاتها و التي تعني نفس المعنى أي "الموت أو القتل"، كما هو في اللغة الإنجليزية (murder) و السويدية (mord) و غيرهما من اللغات الهندو أوروبية.
كلمة "شمش" السومرية التي تعني ال"شمس"، لا تزال تحتفظ بها الكورد في لغتهم، بل لها إنعكاس متميّز نظراً لقدسيتها عندهم. أسماء أيام الأسبوع الكوردية (شەمه، يەكشەمه ....) مقتبسة من المفردة السومرية "شمش". كمل أنّ "الخفّاش" يُسمى بالكوردية "شَمشَمه كوێره"، و التي ترجمتها الحرفية هي "أعمى الشمس"، حيث كما هو معروف أنّ هذا الحيوان الطائر يخرج فقط أثناء الليل، لا يتحمل التعرض لضوء الشمس.
كلمة (قوال) المأخوذة من كلمة (كالو Kalo) السومرية و تعني (كالو Kalo) باللغة السومرية "الكاهن، الرجل المتدين، كبير السن" والتي يطلقها الإيزديون حتى اليوم على رجل الدين المكلف بحفظ التواشيح والأدعية والمشاركة بالطقوس وحفظ التراث الإيزدي، وهي طبقة دينية محترمة من طبقات الإيزدية.
يعتقد الناس بأن كلمة (شِعر) هي كلمة عربية وأن الكورد قد أخذوا هذه الكلمة من العربية، بينما العكس هو الصحيح، حيث يقول الدكتور طه باقر بأن كلمة (شِعر) مأخوذة من الكلمة السومرية (شرو) أو (سرو) و الى الآن يستعمل الكورد كلمة "سرود" المتأتية من الكلمة السومرية (سرو) و التي تعني "نشيد". أخذ العرب كلمة (شرو) أو (سرو) من السومرية المذكورة وقاموا بِتحويرها الى (شِعر). أدعو الشعب الكوردي الى إستعمال الكلمة السومرية – الكوردية (شرو) بدلاً من كلمة (شعر) المأخوذة من الكلمة السومرية (شرو).
كلمة (هوسه) هي كلمة سومرية منبعها من سومر. (هوسه) هي عبارة عن كلمة كوردية مُركّبة من مقطعين، هما (هو) و التي هي أداة نداء و (سه)، التي تعني (ثلاثة)، و عليه فأن كلمة (هوسة) تعني ترديد ثلاثي.