Kurd Day
Kurd Day Team
كوردستــان الحمراء بين الواقع التاريخي و الصراع العرقي .
مقدمة :
قد يكون عنوان اليوم عنوانا غير أعتياديا أو مكروها بالنسبة لذوي بعض القوميات الأخرى أو لبعض من الأشخاص و قد يظن البعض بأن الكورد يطمعون بأرض الآخرين من خلال هذا الموضوع.
أعتقد أن مضمون ما أكتبه اليوم ليس بقصة عاطفية أو خيالية دونكيشوتية أو ما شبه ذلك ، إنما كل ما أكتبه الآن مأرشف في الأرشيف السوفييتي ، و هناك نسخ منه في الأرشيف الأرمني و الأذربيجاني ، رغم نكران بعض الأطراف الأرمنية و الأذربيجانية حول هذا الموضوع ....!
إن الموضوع بأختصار يكمن حول كوردستان الحمراء .
أولا : سميت كوردستان في هذا الأرشيف بأسم "ناكورني كرباغ" أو "قرباغ" تعبيرا عن ما سمي بكوردستان الحمراء . ( سميت بكوردستان الحمراء لأن اللون الأحمر كان رمز الشيوعية آنذاك )
ثانيا : كيف و متى أنشأت كوردستان الحمراء و كيف أنضمت إلى الأتحاد السوفيتيتي :
حصل هذا الأنضمام بعد تقاسم ورثة الرجل المريض ( الدولة العثمانية ) من قبل كل من روسيا القصيرية و بريطانية العظمة و فرنسا ، و ساعدت كل من بريطانيا و فرنسا حينها ثورة البلاشفة حتى يستغني الروس عن حصتهم لبريطانيا و فرنسا ، إلا أنه حين أنتصر البلاشفة أنضم هذا القسم الصغير من الأراضي الكوردستانية إلى السوفييت.
- كوردستان الحمراء
كان الكورد في الأتحاد السوفييتي يعيشون في المناطق الزراعية في جمهوريات أرمينيا و أذربيجان وجورجيا ، و أنطلاقا من مبادئ الحزب الشيوعي في مواقفه إزاء حل المسائل القومية من المنظور (الماركسي - اللينيني) ، تم انشاء (قضاء كوردستان الحمراء) في جمهورية أذربيجان وذلك في المناطق التي يعيش فيها الكورد بصورة كثيفة ، ثم تحول ذلك القضاء فيما بعد الى مقاطعة كوردستان (القومية) ذات الحكم الذاتي ومركزها مدينة ( لاجين ) و التي سميت بـكوردستان الحمراء ، وكان عدد سكانها نحو (51) ألف كوردياً.
إن منطقة الحكم الذاتي (كوردستان الحمراء ) سنة 1930-1922 كانت منطقة جبلية تقع ضمن جمهورية أذربيجان ، ويفصلها عن أرمينيا ممر ضيق ، هذا الممر كان جزءاً من تلك المنطقة والتي تقع عاصمة كوردستان الحمراء (لاجين) فيه ، وتضم فضلاً عن لاجين أراضي المناطق :
كلبجار ، زنكيلان ، جبراييل وقوبتان.
ثالثا : في عام 1921 .م و بإعاز من لينين صدرت أوامر بأنضمام الكورد الموجودين في جورجيا أرمينيا أذربيجان إلى أقليم كوردستان الحمراء ، و بدأ العمل بتأسيس المنطقة الواقعة بين أرمينيا و أذربيجان على ذلك الأساس. و تشكلت في سنة 1925 لجنة خاصة لتطوير المنطقة ، فصدرت جريدة كوردستان
السوفيتية ، وتم إفتتاح أول معهد تربوي ، وبدأ البث الإذاعي باللغة الكوردية وتعليم الأطفال في المدارس باللغة الأم ، وكادت المؤسسات الإدارية كافة أن تكتمل في نهاية العشرينات .
ملاحظة : هذه المنطقة أرض كوردستانية تاريخياً و كما نعلم هناك في تلك المنطقة حكمت حكومة الشدادية في عام (895 ) إلى (1030).م و كانت عاصمتة (كنجا) و كذلك الحكومة المروانية ، ومن الجدير بالذكر أيضا هو ولادة البطل الكوردي صلاح الدين الأيوبي في منطقة ( روادية ) بقرب من مدينة داوين و هي تابعة لمنطقة كوردستان الحمراء. فيما بعد تغيرت سياسة جمهورية أذربيجان إزاء الحقوق القومية و الثقافية للكورد هناك وذلك لسببين : - نمو الميول القومية العنصرية في القيادة الأذربيجانية .
2 - تطور العلاقات السوفيتية مع الدولة التركية .
وتمثل هذا التغير الإهمال الرسمي للمنطقة الكوردية ولسكانها الكورد ، ثم القضاء على (مقاطعة كوردستان) ذات الحكم الذاتي. واخيراً الكف عن نطق كلمة (الكورد) والسعي وبمختلف الوسائل التقليل رسمياً من عددهم.
وفي أيار ( 1992 ) .م وبعد أنهيار الإتحاد السوفييتي ، تمكن الأرمن من إنتزاع كوردستان الحمراء من سيطرة الأذريين ، مما تسبب في العودة الى الحديث مجدداً عن الكورد ونواياهم القومية ، إذ قيل بأن الكورد قد سيطروا
على تلك الأرض من الأذريين ....!
وفتحوا فيما بعد الطريق لمرور قوافل القوات الأرمنية لإيصال الدعم و المساعدة الى كوردستان (كرباغ) المحاصرة والمطوقة من قبل الأذريين ، وقيل أيضاً أن الكورد يرغبون في إعادة إنشاء كوردستان الحمراء بعد سنين طويلة من زوالها .رابعا : من أهم في الإقليم : مركز المقاطعة الإداري – مدينة لاتجين (إلى عام 1923 كان وضعها الاداري – قرية وإلى العام 1926 سميت أبداليار ) قسمت إلى ست دوائر: قرقشلاق ، كلباجار ، كوباتلني ، قوتورلي ، كرد -كنجي ومراد هانلي .
وكانت عملياً كل مؤسسات كوردستان الحمراء ولعدم تسميتها بالمقاطعة تقع في شوشه.
خامسا السكان : عاش في عام( 1926م. 51.2 ) ألف نسمة في المقاطعة( 73% )كانوا كورداً و ( 26%) آذريين ، وكان عدد الكورد في أذربيجان السوفيتية ( 41.2 ) ألف شخص ، وشكلوا نسبة ( 1.8% ) من سكان الجمهورية .
الكثير منهم ذابوا في بوتقة الثقافة الأذربيجانية و لم يتضح بعد هل حصل هذا الإنغماس بشكل جبري ....؟ أم هي نتيجة تماثل الثقافات و أنماط الحياة حينها .
و من المعروف بأن ( 17% ) فقط أي ( 14.2) ألف شخص من الكورد الذين عاشو في أذربيجان السوفيتية أقروا بأن اللغة الكوردية هي لغتهم الأم .
سادسا : تم القضاء على كوردستان الحمراء في الثامن من نيسان عام 1929.م بضغط من ستالين و بالتعاون مع باقيروف) رئيس
أذربيجان في ذاك الوقت و بتحريض مباشر من مصطفى كمال أتاتورك في حينها وذلك نتيجة خوف أتاتورك بأنضمام الثوار الكورد إلى كوردستان الحمراء و يطالبون بكوردستان الشمال ,
ملاحظة : في ذلك الوقت كانت هناك ثورات تحرر في كوردستان الشمالية و كانت تتوالى الثورات واحدة تلوى الأخرى و بذلك أتفق كل من ستالين و أتاتورك للقضاء على كوردستان الحمراء و فيما بعد و بعد أعوام أخرى هجرهم قسرياً إلى أسيا الوسطى .
سابعا المحور : كلنا نعلم ما حدث بالأمس القريب ( الصراع مجدداً بين الأرمن و الأذريين ) الذي بدأ عن طريق مجموعة مينسك و الذي فشلت فيما بعد.
إن الصراع حقيقة بمنظوري الشخصي هو صراع على الأرض الكوردية و على هذا يجب أن يتمحور الحل بإعادة الإقليم الكوردي (كوردستان الحمراء ) الى الكورد و إعادة الكورد المهجرين إلى مناطقهم و يبقى الأسم لأقليم كوردستان الحمراء كحل عادل بين الطرفين ، و وفقا للحقائق التاريخية و المستندات المأرشفة المذكورة يجب الإصرار من قبل المجتمع الدولي و خاصة روسيا التي دعمت تاريخيا الحق الكوردي بالإقليم و السيادة بحل هذا النزاع عن طريق إعادة كوردستان الحمراء كما سموها السوفييت إلى الكورد.
موجوز سيكون لنا موضوع خاص و بشكل كامل في المستقبل .
د. محمد أحمد البرازي

مقدمة :
قد يكون عنوان اليوم عنوانا غير أعتياديا أو مكروها بالنسبة لذوي بعض القوميات الأخرى أو لبعض من الأشخاص و قد يظن البعض بأن الكورد يطمعون بأرض الآخرين من خلال هذا الموضوع.
أعتقد أن مضمون ما أكتبه اليوم ليس بقصة عاطفية أو خيالية دونكيشوتية أو ما شبه ذلك ، إنما كل ما أكتبه الآن مأرشف في الأرشيف السوفييتي ، و هناك نسخ منه في الأرشيف الأرمني و الأذربيجاني ، رغم نكران بعض الأطراف الأرمنية و الأذربيجانية حول هذا الموضوع ....!
إن الموضوع بأختصار يكمن حول كوردستان الحمراء .
أولا : سميت كوردستان في هذا الأرشيف بأسم "ناكورني كرباغ" أو "قرباغ" تعبيرا عن ما سمي بكوردستان الحمراء . ( سميت بكوردستان الحمراء لأن اللون الأحمر كان رمز الشيوعية آنذاك )
ثانيا : كيف و متى أنشأت كوردستان الحمراء و كيف أنضمت إلى الأتحاد السوفيتيتي :
حصل هذا الأنضمام بعد تقاسم ورثة الرجل المريض ( الدولة العثمانية ) من قبل كل من روسيا القصيرية و بريطانية العظمة و فرنسا ، و ساعدت كل من بريطانيا و فرنسا حينها ثورة البلاشفة حتى يستغني الروس عن حصتهم لبريطانيا و فرنسا ، إلا أنه حين أنتصر البلاشفة أنضم هذا القسم الصغير من الأراضي الكوردستانية إلى السوفييت.
- كوردستان الحمراء
كان الكورد في الأتحاد السوفييتي يعيشون في المناطق الزراعية في جمهوريات أرمينيا و أذربيجان وجورجيا ، و أنطلاقا من مبادئ الحزب الشيوعي في مواقفه إزاء حل المسائل القومية من المنظور (الماركسي - اللينيني) ، تم انشاء (قضاء كوردستان الحمراء) في جمهورية أذربيجان وذلك في المناطق التي يعيش فيها الكورد بصورة كثيفة ، ثم تحول ذلك القضاء فيما بعد الى مقاطعة كوردستان (القومية) ذات الحكم الذاتي ومركزها مدينة ( لاجين ) و التي سميت بـكوردستان الحمراء ، وكان عدد سكانها نحو (51) ألف كوردياً.
إن منطقة الحكم الذاتي (كوردستان الحمراء ) سنة 1930-1922 كانت منطقة جبلية تقع ضمن جمهورية أذربيجان ، ويفصلها عن أرمينيا ممر ضيق ، هذا الممر كان جزءاً من تلك المنطقة والتي تقع عاصمة كوردستان الحمراء (لاجين) فيه ، وتضم فضلاً عن لاجين أراضي المناطق :
كلبجار ، زنكيلان ، جبراييل وقوبتان.
ثالثا : في عام 1921 .م و بإعاز من لينين صدرت أوامر بأنضمام الكورد الموجودين في جورجيا أرمينيا أذربيجان إلى أقليم كوردستان الحمراء ، و بدأ العمل بتأسيس المنطقة الواقعة بين أرمينيا و أذربيجان على ذلك الأساس. و تشكلت في سنة 1925 لجنة خاصة لتطوير المنطقة ، فصدرت جريدة كوردستان
السوفيتية ، وتم إفتتاح أول معهد تربوي ، وبدأ البث الإذاعي باللغة الكوردية وتعليم الأطفال في المدارس باللغة الأم ، وكادت المؤسسات الإدارية كافة أن تكتمل في نهاية العشرينات .
ملاحظة : هذه المنطقة أرض كوردستانية تاريخياً و كما نعلم هناك في تلك المنطقة حكمت حكومة الشدادية في عام (895 ) إلى (1030).م و كانت عاصمتة (كنجا) و كذلك الحكومة المروانية ، ومن الجدير بالذكر أيضا هو ولادة البطل الكوردي صلاح الدين الأيوبي في منطقة ( روادية ) بقرب من مدينة داوين و هي تابعة لمنطقة كوردستان الحمراء. فيما بعد تغيرت سياسة جمهورية أذربيجان إزاء الحقوق القومية و الثقافية للكورد هناك وذلك لسببين : - نمو الميول القومية العنصرية في القيادة الأذربيجانية .
2 - تطور العلاقات السوفيتية مع الدولة التركية .
وتمثل هذا التغير الإهمال الرسمي للمنطقة الكوردية ولسكانها الكورد ، ثم القضاء على (مقاطعة كوردستان) ذات الحكم الذاتي. واخيراً الكف عن نطق كلمة (الكورد) والسعي وبمختلف الوسائل التقليل رسمياً من عددهم.
وفي أيار ( 1992 ) .م وبعد أنهيار الإتحاد السوفييتي ، تمكن الأرمن من إنتزاع كوردستان الحمراء من سيطرة الأذريين ، مما تسبب في العودة الى الحديث مجدداً عن الكورد ونواياهم القومية ، إذ قيل بأن الكورد قد سيطروا
على تلك الأرض من الأذريين ....!
وفتحوا فيما بعد الطريق لمرور قوافل القوات الأرمنية لإيصال الدعم و المساعدة الى كوردستان (كرباغ) المحاصرة والمطوقة من قبل الأذريين ، وقيل أيضاً أن الكورد يرغبون في إعادة إنشاء كوردستان الحمراء بعد سنين طويلة من زوالها .رابعا : من أهم في الإقليم : مركز المقاطعة الإداري – مدينة لاتجين (إلى عام 1923 كان وضعها الاداري – قرية وإلى العام 1926 سميت أبداليار ) قسمت إلى ست دوائر: قرقشلاق ، كلباجار ، كوباتلني ، قوتورلي ، كرد -كنجي ومراد هانلي .
وكانت عملياً كل مؤسسات كوردستان الحمراء ولعدم تسميتها بالمقاطعة تقع في شوشه.
خامسا السكان : عاش في عام( 1926م. 51.2 ) ألف نسمة في المقاطعة( 73% )كانوا كورداً و ( 26%) آذريين ، وكان عدد الكورد في أذربيجان السوفيتية ( 41.2 ) ألف شخص ، وشكلوا نسبة ( 1.8% ) من سكان الجمهورية .
الكثير منهم ذابوا في بوتقة الثقافة الأذربيجانية و لم يتضح بعد هل حصل هذا الإنغماس بشكل جبري ....؟ أم هي نتيجة تماثل الثقافات و أنماط الحياة حينها .
و من المعروف بأن ( 17% ) فقط أي ( 14.2) ألف شخص من الكورد الذين عاشو في أذربيجان السوفيتية أقروا بأن اللغة الكوردية هي لغتهم الأم .
سادسا : تم القضاء على كوردستان الحمراء في الثامن من نيسان عام 1929.م بضغط من ستالين و بالتعاون مع باقيروف) رئيس
أذربيجان في ذاك الوقت و بتحريض مباشر من مصطفى كمال أتاتورك في حينها وذلك نتيجة خوف أتاتورك بأنضمام الثوار الكورد إلى كوردستان الحمراء و يطالبون بكوردستان الشمال ,
ملاحظة : في ذلك الوقت كانت هناك ثورات تحرر في كوردستان الشمالية و كانت تتوالى الثورات واحدة تلوى الأخرى و بذلك أتفق كل من ستالين و أتاتورك للقضاء على كوردستان الحمراء و فيما بعد و بعد أعوام أخرى هجرهم قسرياً إلى أسيا الوسطى .
سابعا المحور : كلنا نعلم ما حدث بالأمس القريب ( الصراع مجدداً بين الأرمن و الأذريين ) الذي بدأ عن طريق مجموعة مينسك و الذي فشلت فيما بعد.
إن الصراع حقيقة بمنظوري الشخصي هو صراع على الأرض الكوردية و على هذا يجب أن يتمحور الحل بإعادة الإقليم الكوردي (كوردستان الحمراء ) الى الكورد و إعادة الكورد المهجرين إلى مناطقهم و يبقى الأسم لأقليم كوردستان الحمراء كحل عادل بين الطرفين ، و وفقا للحقائق التاريخية و المستندات المأرشفة المذكورة يجب الإصرار من قبل المجتمع الدولي و خاصة روسيا التي دعمت تاريخيا الحق الكوردي بالإقليم و السيادة بحل هذا النزاع عن طريق إعادة كوردستان الحمراء كما سموها السوفييت إلى الكورد.
موجوز سيكون لنا موضوع خاص و بشكل كامل في المستقبل .
د. محمد أحمد البرازي