Kurd Day
Kurd Day Team
تجربة
محمد قاسم...
مقدمة:
الحياة قد تطول وقد تقصر ولكن في الحالين فإن الإنسان يمر بتجارب تنعكس على فهمه لطبيعة الحياة وأسلوب عيشها في جوانبها المختلفة،ولعله ميل طبيعي فيه أن يسعى إلى مشاركة الآخرين في قطاف تجربته أو تجاربه..
هل هو ميل فطري..؟
هل هو ميل يستجيب للشعور بالخصوصية والتميز ربما..؟
هل هو وعي بشري بالقيمة المشتركة في الحياة بين الناس..؟
لا أدري..ولكن، ربما هو الجميع في صيغة تآلفية تعود إلى تركيبة الإنسان النفسية المتكاملة. ليمكنه عمارة الحياة ،وهي ما نسميه-عادة-بالحضارة.
فالحضارة –في الحصيلة –هي جهد بشري مستمر ومتكامل،وإن تفاوتت في طبيعتها بين مجتمع وآخر، ويبدو أن النتيجة الأخيرة هي: إن الحضارة ستصبح- يوما ما- عالمية (أو عولمية) أو كونية ..لا فرق عندي فكلها مصطلحات ذات دلالة التوسع العالمي في الاشتراك الحياتي بمعطياته الحضارية المتكاملة وربما المتشابهة..
ولا يضير فهمنا، أن يختلف الفقهاء في تفسيرها وتمييزها عن بعضها،فكثيرا ما يكون ذلك بدواعي مصلحيه لا صلة لها بالحقيقة ذاتها..
ولأن بعض التجارب في حياة الناس نادرة فلعله من المفيد أن ينقل الذي عاش التجربة النادرة إلى الآخرين لمعاينتها ولو وصفيا،ولإدراك نتائجها –الإيجابية أو السلبية-ولتمثل هذه النتائج إما لتجنبها في حالتها السلبية أو للعمل بها في حالتها الإيجابية.
ومن هذه التجارب النادرة هي خوض الحرب.
فالذي يعيش الحرب واقعا ليس مثله الذي يسمع بها أو يراها على شاشات التلفزيون..!
ومنذ القديم حاول الفاهمون أن يذكّروا الناس بفداحة الحرب ونتائجها المدمرة للعلاقات وللحياة .
....................
كما اتخذ البعض، الحربَ وسيلة لتحقيق مصالحهم كالقواد العسكريين الذين ينتفعون –غالبا- من الحروب،وكالسياسيين-عندما تتلاقى مصالحهم مع شن حرب ما،وكمنتجي السلاح وتجار الحروب...الخ.
فليست النظرة واحدة إلى الحرب عند جميع الطبقات والشرائح والأفراد ..!
ليس الأمر سهلا، أن تُشرح هذه الحقائق ،وربما الأكثر صعوبة أن نظن أننا قادرون على إقناع الآخرين بعبثية جدوى الحرب ..!
حاول ذلك، الفلاسفة والمفكرون وأصحاب النوايا الطيبة..ولكن ذلك لم يثمر على مستوى تشكيل فلسفة قيمية عامة بشأن الحرب ..ربما نجح بعضهم في حالات منفردة بتجنيب بلادهم الحرب أو الإحجام عن شن حرب ضد شعب آخر..ولكنها تبقى حالات قليلة –إن لم نقل نادرة-
المهم:لقد خضت الحرب كتجربة عشتها ..ووجدت بعض خصائصها وآثارها عيانا..
ولقد كتبت بعضا من مشاهداتي فيها سواء من موقع المشاركة الفعلية المباشرة –وهي قصيرة –أم من موقع المراقب للأحداث ضمن حدود ظروفي وإمكانياتي وخبرتي المتواضعة حتما..فرغبت أن انقل هذه المشاهدات إلى الآخرين لعلهم يرون في الحرب ما رأيته من أنها آلام ومصائب ودمار..وما ضرورتها إلا لوجود خلل في منهج الحياة الإنساني الجمعي..-إذا جاز التعبير-
كان ذلك عام 1982 في شهر حزيران ولا اذكر بالتحديد اليوم وأظنه السادس منه،عندما صدر الأمر بالتوجه نحو المشاركة في الحرب.كان ذلك بسبب الاجتياح الإسرائيلي لـ: لبنان
فكنت اكتب يوميا تقريبا بعض مشاهداتي وانطباعاتي مراعيا أن لا ادخل في تفاصيل الأحداث خشية أن يكون ذلك تدوينا لأسرار عسكرية مضرة مثل الأسماء والمواقع المفصلية وطبيعة مجريات الأداء العسكري..الخ.
لا أدري هل وفقت أم فشلت؟الأمر يعود إلى القراء وللمختصين.. المهم حاولت أن أصوّر بالكلمات –على قدر خبرتي – بعضا من مجريات الحرب التي يمكن أن تكون مصدرا واقعيا لوصفها..(وربما نشرت يوما مذكراتي عنها بيومياتها..!).
ثم اختصرت ذلك في الكتابة التالية والتي عنونتها ب
تجربة ) وها أنذا أقدمه لكم :
تجربة
محمد قاسم...
مقدمة:
الحياة قد تطول وقد تقصر ولكن في الحالين فإن الإنسان يمر بتجارب تنعكس على فهمه لطبيعة الحياة وأسلوب عيشها في جوانبها المختلفة،ولعله ميل طبيعي فيه أن يسعى إلى مشاركة الآخرين في قطاف تجربته أو تجاربه..
هل هو ميل فطري..؟
هل هو ميل يستجيب للشعور بالخصوصية والتميز ربما..؟
هل هو وعي بشري بالقيمة المشتركة في الحياة بين الناس..؟
لا أدري..ولكن، ربما هو الجميع في صيغة تآلفية تعود إلى تركيبة الإنسان النفسية المتكاملة. ليمكنه عمارة الحياة ،وهي ما نسميه-عادة-بالحضارة.
فالحضارة –في الحصيلة –هي جهد بشري مستمر ومتكامل،وإن تفاوتت في طبيعتها بين مجتمع وآخر، ويبدو أن النتيجة الأخيرة هي: إن الحضارة ستصبح- يوما ما- عالمية (أو عولمية) أو كونية ..لا فرق عندي فكلها مصطلحات ذات دلالة التوسع العالمي في الاشتراك الحياتي بمعطياته الحضارية المتكاملة وربما المتشابهة..
ولا يضير فهمنا، أن يختلف الفقهاء في تفسيرها وتمييزها عن بعضها،فكثيرا ما يكون ذلك بدواعي مصلحيه لا صلة لها بالحقيقة ذاتها..
ولأن بعض التجارب في حياة الناس نادرة فلعله من المفيد أن ينقل الذي عاش التجربة النادرة إلى الآخرين لمعاينتها ولو وصفيا،ولإدراك نتائجها –الإيجابية أو السلبية-ولتمثل هذه النتائج إما لتجنبها في حالتها السلبية أو للعمل بها في حالتها الإيجابية.
ومن هذه التجارب النادرة هي خوض الحرب.
فالذي يعيش الحرب واقعا ليس مثله الذي يسمع بها أو يراها على شاشات التلفزيون..!
ومنذ القديم حاول الفاهمون أن يذكّروا الناس بفداحة الحرب ونتائجها المدمرة للعلاقات وللحياة .
....................
كما اتخذ البعض، الحربَ وسيلة لتحقيق مصالحهم كالقواد العسكريين الذين ينتفعون –غالبا- من الحروب،وكالسياسيين-عندما تتلاقى مصالحهم مع شن حرب ما،وكمنتجي السلاح وتجار الحروب...الخ.
فليست النظرة واحدة إلى الحرب عند جميع الطبقات والشرائح والأفراد ..!
ليس الأمر سهلا، أن تُشرح هذه الحقائق ،وربما الأكثر صعوبة أن نظن أننا قادرون على إقناع الآخرين بعبثية جدوى الحرب ..!
حاول ذلك، الفلاسفة والمفكرون وأصحاب النوايا الطيبة..ولكن ذلك لم يثمر على مستوى تشكيل فلسفة قيمية عامة بشأن الحرب ..ربما نجح بعضهم في حالات منفردة بتجنيب بلادهم الحرب أو الإحجام عن شن حرب ضد شعب آخر..ولكنها تبقى حالات قليلة –إن لم نقل نادرة-
المهم:لقد خضت الحرب كتجربة عشتها ..ووجدت بعض خصائصها وآثارها عيانا..
ولقد كتبت بعضا من مشاهداتي فيها سواء من موقع المشاركة الفعلية المباشرة –وهي قصيرة –أم من موقع المراقب للأحداث ضمن حدود ظروفي وإمكانياتي وخبرتي المتواضعة حتما..فرغبت أن انقل هذه المشاهدات إلى الآخرين لعلهم يرون في الحرب ما رأيته من أنها آلام ومصائب ودمار..وما ضرورتها إلا لوجود خلل في منهج الحياة الإنساني الجمعي..-إذا جاز التعبير-
كان ذلك عام 1982 في شهر حزيران ولا اذكر بالتحديد اليوم وأظنه السادس منه،عندما صدر الأمر بالتوجه نحو المشاركة في الحرب.كان ذلك بسبب الاجتياح الإسرائيلي لـ: لبنان
فكنت اكتب يوميا تقريبا بعض مشاهداتي وانطباعاتي مراعيا أن لا ادخل في تفاصيل الأحداث خشية أن يكون ذلك تدوينا لأسرار عسكرية مضرة مثل الأسماء والمواقع المفصلية وطبيعة مجريات الأداء العسكري..الخ.
لا أدري هل وفقت أم فشلت؟الأمر يعود إلى القراء وللمختصين.. المهم حاولت أن أصوّر بالكلمات –على قدر خبرتي – بعضا من مجريات الحرب التي يمكن أن تكون مصدرا واقعيا لوصفها..(وربما نشرت يوما مذكراتي عنها بيومياتها..!).
ثم اختصرت ذلك في الكتابة التالية والتي عنونتها ب

تجربة