Kurd Day
Kurd Day Team
عودة الوعي القومي الكوردي بظهور حزب العمال الكوردستاني
د. مهدي كاكه يي
بعد الفترة التي أعقبت الإنتفاضات في الشمال الكوردستاني في العقدَين الثاني و الثالث من القرن العشرين، خيّم اليأس على الكورد الشماليين و دخلت روح الإستسلام في نفوسهم و أخذوا يشعرون بالرعب و الخوف و الرهبة من الجندرمة التركية بعد قيام الحكومة التركية بقتل أعداد كبيرة من الثوار و تنفيذ خطتها المبرمجة، التي وضعها عصمت إينونو، بتكليف من كمال أتاتوك، لتتريك كوردستان و تتريك شعبها و للقضاء على مقومات الثورة في كوردستان و ذلك بإتخاذ إجراءات، منها إنكار الوجود الكوردي و الإدعاء بأن الكورد هم "أتراك جبليون متخلفون" و تهجير الكورد من كوردستان الى غرب (تركيا) و توطين الأتراك محلهم في كوردستان. كانت الفترة الممتدة من العقد الثالث الى العقد الثامن من القرن العشرين، فترة هدوء و ترقّب في إقليم شمال كوردستان ، حيث بات اليأس و القنوط تسيطران على سكانه.
أركّز هنا على حزب العمال الكوردستاني لأنه لعب و لا يزال يلعب دوراً محورياً في الحياة السياسية في شمال كوردستان، حيث توجد أحزاب كوردستانية أخرى في الإقليم، مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي تمّ تأسيسه في سنة 1965 و حزب عمال كوردستان الذي ظهر الى الوجود في سنة 1971 و الحزب الإشتراكي الكوردستاني الذي تأسس في أواخر السبعينيات من القرن العشرين و حزب رزگاري و آلاي رزگاري و حزب التحرير الإسلامي و حزب كاوه و غيرها.
في سنة 1990، تم تأسيس حزب العمل الشعبي من قِبل بعض الكوردستانيين اليساريين، إلا أنه تم منعه من قِبل المحكمة الدستورية، فتمّ إنشاء حزب المجتمع الديمقراطي في سنة 2005، إلا أن هذا الحزب الكوردستاني تم حظره أيضاً، فتمّ تأسيس حزب السلام والديمقراطية في سنة 2008، ليحل محله. تم منع هذا الحزب أيضاً، فتأسس حزب الشعوب الديمقراطي في سنة 2012 و الذي حصل على 80 مقعداً في الإنتخابات البرلمانية التركية التي جرت في شهر حزيران عام 2015.
في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، عام 1978 تمّ تأسيس حزب العمال الكوردستاني، كمنظمة يسارية من قِبل مجموعة يسارية مؤلفة من الطلبة الكورد و الأتراك، من أمثال عبد الله أوجلان و معصوم قورقماز و مظلوم دوغان، الذين كانوا قد تركوا صفوف الأحزاب التركية اليسارية، بعد أن خاب أملهم في اليسار التركي في الإعتراف بشعب كوردستان و العمل على تحريره من الإستعباد و الإحتلال. ترأس الزعيم الكوردي عبدالله أوجلان الحزب المذكور منذ تأسيسه. تمّ إختطاف أوجلان و أسره في العاصمة الكينية، نايروبي في عام 1999 من قِبل الحكومة التركية.
تبنى الحزب الفكر الماركسي اللينيني و رفع شعار إنشاء دولة كوردستان المستقلة و بذلك يكون ثاني حركة كوردستانية في التأريخ التي ترفع هذا الشعار بعد أن نادى بها و مارسها ملك كوردستان، الشيخ محمود الحفيد.
في 15 آب/أغسطس من عام 1984، أعلن الحزب الكفاح المسلح ضد الحكومة التركية لتحقيق إستقلال كوردستان و تحرير شعبها من العبودية و الإحتلال. كسر الكفاح المسلح الكوردستاني حاجز الخوف لدى الشعب الكوردستاني و أحدث تطوراً نوعياً في الوعي القومي الكوردي في الشمال الكوردستاني، بل في بقية أنحاء كوردستان أيضاً.
تحوّل حزب العمال الكوردستاني بسرعة كبيرة من مجرد مجموعة قليلة من الطلاب الماركسيين غير المؤثرين في الساحة السياسية الكوردستانية إلى أهم تنظيم سياسي في إقليم شمال كوردستان و أصبح يحظى بدعم الكثير من المواطنين الكوردستانيين الشماليين، بل أخذ الكثير من الكورد في كافة أجزاء كوردستان يتعاطفون مع الحزب المذكور و ينضمون إليه و يشاركون في نشاطاته السياسية و الإعلامية و العسكرية و التنظيمية و الثقافية.
إنّ ظهور حزب العمال الكوردستاني في الساحة الكوردستانية كان تطوراً نوعياً في الحركة التحررية الكوردستانية، حيث أنّ الحزب إستطاع أن ينجح في تخطّي التنظيمات الكوردستانية التقليدية و القيام بتطوير العمل السياسي الكوردستاني في مختلف المجالات و الذي عجزت عنه الأحزاب و الحركات الكوردستانية التي سبقته.
د. مهدي كاكه يي
بعد الفترة التي أعقبت الإنتفاضات في الشمال الكوردستاني في العقدَين الثاني و الثالث من القرن العشرين، خيّم اليأس على الكورد الشماليين و دخلت روح الإستسلام في نفوسهم و أخذوا يشعرون بالرعب و الخوف و الرهبة من الجندرمة التركية بعد قيام الحكومة التركية بقتل أعداد كبيرة من الثوار و تنفيذ خطتها المبرمجة، التي وضعها عصمت إينونو، بتكليف من كمال أتاتوك، لتتريك كوردستان و تتريك شعبها و للقضاء على مقومات الثورة في كوردستان و ذلك بإتخاذ إجراءات، منها إنكار الوجود الكوردي و الإدعاء بأن الكورد هم "أتراك جبليون متخلفون" و تهجير الكورد من كوردستان الى غرب (تركيا) و توطين الأتراك محلهم في كوردستان. كانت الفترة الممتدة من العقد الثالث الى العقد الثامن من القرن العشرين، فترة هدوء و ترقّب في إقليم شمال كوردستان ، حيث بات اليأس و القنوط تسيطران على سكانه.
أركّز هنا على حزب العمال الكوردستاني لأنه لعب و لا يزال يلعب دوراً محورياً في الحياة السياسية في شمال كوردستان، حيث توجد أحزاب كوردستانية أخرى في الإقليم، مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي تمّ تأسيسه في سنة 1965 و حزب عمال كوردستان الذي ظهر الى الوجود في سنة 1971 و الحزب الإشتراكي الكوردستاني الذي تأسس في أواخر السبعينيات من القرن العشرين و حزب رزگاري و آلاي رزگاري و حزب التحرير الإسلامي و حزب كاوه و غيرها.
في سنة 1990، تم تأسيس حزب العمل الشعبي من قِبل بعض الكوردستانيين اليساريين، إلا أنه تم منعه من قِبل المحكمة الدستورية، فتمّ إنشاء حزب المجتمع الديمقراطي في سنة 2005، إلا أن هذا الحزب الكوردستاني تم حظره أيضاً، فتمّ تأسيس حزب السلام والديمقراطية في سنة 2008، ليحل محله. تم منع هذا الحزب أيضاً، فتأسس حزب الشعوب الديمقراطي في سنة 2012 و الذي حصل على 80 مقعداً في الإنتخابات البرلمانية التركية التي جرت في شهر حزيران عام 2015.
في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، عام 1978 تمّ تأسيس حزب العمال الكوردستاني، كمنظمة يسارية من قِبل مجموعة يسارية مؤلفة من الطلبة الكورد و الأتراك، من أمثال عبد الله أوجلان و معصوم قورقماز و مظلوم دوغان، الذين كانوا قد تركوا صفوف الأحزاب التركية اليسارية، بعد أن خاب أملهم في اليسار التركي في الإعتراف بشعب كوردستان و العمل على تحريره من الإستعباد و الإحتلال. ترأس الزعيم الكوردي عبدالله أوجلان الحزب المذكور منذ تأسيسه. تمّ إختطاف أوجلان و أسره في العاصمة الكينية، نايروبي في عام 1999 من قِبل الحكومة التركية.
تبنى الحزب الفكر الماركسي اللينيني و رفع شعار إنشاء دولة كوردستان المستقلة و بذلك يكون ثاني حركة كوردستانية في التأريخ التي ترفع هذا الشعار بعد أن نادى بها و مارسها ملك كوردستان، الشيخ محمود الحفيد.
في 15 آب/أغسطس من عام 1984، أعلن الحزب الكفاح المسلح ضد الحكومة التركية لتحقيق إستقلال كوردستان و تحرير شعبها من العبودية و الإحتلال. كسر الكفاح المسلح الكوردستاني حاجز الخوف لدى الشعب الكوردستاني و أحدث تطوراً نوعياً في الوعي القومي الكوردي في الشمال الكوردستاني، بل في بقية أنحاء كوردستان أيضاً.
تحوّل حزب العمال الكوردستاني بسرعة كبيرة من مجرد مجموعة قليلة من الطلاب الماركسيين غير المؤثرين في الساحة السياسية الكوردستانية إلى أهم تنظيم سياسي في إقليم شمال كوردستان و أصبح يحظى بدعم الكثير من المواطنين الكوردستانيين الشماليين، بل أخذ الكثير من الكورد في كافة أجزاء كوردستان يتعاطفون مع الحزب المذكور و ينضمون إليه و يشاركون في نشاطاته السياسية و الإعلامية و العسكرية و التنظيمية و الثقافية.
إنّ ظهور حزب العمال الكوردستاني في الساحة الكوردستانية كان تطوراً نوعياً في الحركة التحررية الكوردستانية، حيث أنّ الحزب إستطاع أن ينجح في تخطّي التنظيمات الكوردستانية التقليدية و القيام بتطوير العمل السياسي الكوردستاني في مختلف المجالات و الذي عجزت عنه الأحزاب و الحركات الكوردستانية التي سبقته.