العلماء والفلاسفة والمفكرون الكوردستانيون وظلامية الأحزاب الشمولية الكوردستانية

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
في تعليق له على إحدى مقالاتي، أثار السيد Mose Mose موضوعاً مهماً جداً ونظراً لأهميته أنشر نص قوله حول الموضوع ورأيي فيه. أأمل من الصديقات والأصدقاء بالمساهمة في مناقشة هذا الموضوع المهم وإثرائه بأفكارهم ووجهات نظرهم.

نص التعليق المتعلق بالموضوع: الشعب الكوردي شعب ذكي ولكن العلماء والعقلاء والمفكرون كلهم خونة وعملاء لأنهم لا ينضمون للحزب، وفي المقابل أكثر ما يكره الحزب تلك الفئة المتعلمة المثقفة المفكرة

الجواب: بالنسبة الى تخوين العلماء والمفكرين الكوردستانيين بسبب عدم إنتمائهم الحزبي، فأن الغالبية العظمى من علماء ومفكري العاالم لا ينتمون الى أحزاب سياسية ومع ذلك يبتكرون إكتشافات عظيمة تخدم الإنسانية، كما نرى اليوم الثورة العلمية والتكنولوجية التي تُذهل البشرية والتي هي نتاج جهود هؤلاء العلماء والمفكرين العظماء. لو كان هؤلاء العلماء ينشغلون بالأمور الحزبية والسياسية، لَكانوا غير قادرين على إنجاز هذه الإبتكارات العظيمة. الفلاسفة والعلماء يبتكرون النظريات ويكتشفون ويخترعون والسياسيون يتبنّون هذه النظريات ويستغلون الإختراعات في تحقيق أهدافهم، أي بكلام آخر لولا الفلاسفة والعلماء، لما كان وجود للسياسة ولا للساسة. على سبيل المثال لا الحصر، لو أن العلماء لم يخترعوا الأسلحة، لما إستطاعت الأمم تأسيس إمبراطوريات ولَكانت أمريكا ليست سيدة العالم اليوم.

من الأفضل أن تبقى النخبة العلمية والثقافية الكوردستانية بعيدةً عن التقوقع الحزبي الضيق والتفرّغ للأبحاث والدراسات العلمية والفكرية وإجرائها في بيئة هادئة و صالحة لتكون دراسات موضوعية، بعيدةّ عن التأثيرات الحزبية والعمل في الفضاء الكوردستاني الرحب بدلاً من الفضاء الحزبي الضيق للعمل بحرية في التعبير عن أفكارهم ونظرياتهم وإبتكار إختراعاتهم بدون قيود سياسية وحزبية. يجب ترك العلم والفكر للعلماء والفلاسفة وترك السياسة للسياسيين وللأحزاب السياسية. هذا لا يعني حرمان العالِم والفيلسوف والمفكر من العمل السياسي والحزبي، بل أن كل فرد له كامل الحرية في تحديد قراراته ونمط حياته ومساهماته في مجالات الحياة المختلفة.

فيما يخص كراهية الأحزاب السياسية للعلماء والفلاسفة والمفكرين، فإن مثل هذه الكراهية تفضح مدى الجهل والغباء والضآلة التي تعيش تلك الأحزاب في ظلامها، حيث أن الحضارة البشرية مبنية على إنجازات وإبتكارات وإختراعات ونظريات العلماء والفلاسفة والمفكرين ولولا وجودهم لما كان البشر يتنعم بالكهرباء والإنترنت والغذاء الصحي والحرية وحقوق الإنسان وتنظيم إدارة الدولة وإقتصادها والتشريعات القانونية والنظريات الإقتصادية وغيرها.

الحزب الكوردستاني الذي يكره العلماء والفلاسفة والمفكرين الكوردستانيين هو حزب جاهل يعيش خارج العصر، غير جدير بالعمل السياسي ويساهم في إبقاء كوردستان محتلة ومجزأة ومتخلفةـ إن فكر هذا الحزب لا يختلف من حيث الأساس عن الفكر الإسلامي المتخلف، مثل المجاميع الإسلامية الإرهابية داعش والقاعدة. مثل هذه الأحزاب السياسية تريد أن يكون العلماء والفلاسفة والمفكرون الكوردستانيون أبواقاً لآيديولوجياتهم وأفكارهم الشمولية المتخلفة، بدلاً من أن تقوم النخبة الكوردستانية بالإبتكار والإبداع والإختراع وخلق النظريات والأفكار لخدمة شعب كوردستان والإنسانية جمعاء. هذه الأحزاب الظلامية تريد من العلماء والفلاسفة والمفكرين الكوردستانيين أن يخدموا هذه الأحزاب ويقوموا بتمجيدها وتألية قادتها بدلاً من خدمة شعب كوردستان والبشرية جمعاء.
د. مهدي كاكه يي
 
عودة
أعلى