كنا صغارا

د. محمد أحمد البرازي

سكرتير جمعية الصداقة الكازاخستانية الكوردستانية
22.jpg


فتحي أحمد برازي

كنا صغارا ندرس في مدرسة التجهيز(الاعداديه)ولكوننا مضطهدين قوميا ففي بيوتنا النقاشات السياسيه مستمره في المضافات وعندما ياتينا ضيفا غريبا مباشرتا كان الحديث يتغير بعد الترحيب بالضيف القادم .فكانت جميع الاحزاب تلتقي في المضافه (الكورديه والعربيه والشيوعيه والناصريه و.....)ولا احد يفسد على الثاني والمخبرين كانوا معروفين وعلى الاغلب من البعثين والناصرين .
ولست بصدد كل هذا بل اريد ان اقول التزمت مع كل الاحزاب ورغم صغر سننا كنا نستوعب الكثير منهم .وعلى الاغلب كانوا يستخ...دموننا كساعي بريد في تلك الايام. ولكن عندما ادركنا نفسنا وبدأنا نتفكر بما يقولون وما يفعلون ونلاحظ التناقض بين وبين فبدأنا نترك هذا ونسير مع ذاك ولكن بالنتيجه وجدنا انفسنا غير قادرين على السير مع كل هؤلاء الذين ينادون بالديموقراطيه ويمارسون عكسها .ينادون بالوطن والوطنيه ويزرعون الحقد واللئم ينادون بالدين والايمان ويفرقون بين هذا وذاك.و.... ففضلنا المطالعه على السياسه رغم ان كل حزب كان فيه نقاط ايجابيه ولكن لم يعرفوا القيادات تطويرها وجعلها نمط حياة او ربما ماكانوا يريدون ذلك.والان اتفكر بالشباب ونمط تفكيرهم والتزامهم بالحزبويه والسير وراء حزبه ان صح التعبير لدرجة ان يرى الابيض اسودا لان حزبه هكذا طلب منه.لدرجة الشتيمه والكلمات البذيئه التي تتناقض مع عاداتنا وتراثنا وتقاليدنا المعروفه. وهذا يفكك المجتمع بكامله عن بعضه ويخلق العداءات بين الاطراف فمتى نتخلص من هذه العقلية( عقليةالملا وعقلية القبيله) ونتفكر بعقل يخدم مصلحة الامة والوطن والمواطن ونكسبه الاولويه على المصالح الحزبويه التي يفترض ان تكون لهذه الخدمه ....
 
عودة
أعلى