العقلية الكردية.....إلى أين....؟!

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
18.jpg

ليس ثمة شعب يخلو من الانقسامات الطبقية والثقافية والسياسية والدينية، لكن الملاحَظ أن الانقسامات بين الكرد تزيد عن الحد المعقول، وتصل إلى حالة التشرذم، وكثيراً ما سمعت بعض عقلاء الكرد يقولون:
Kurd wekî refê tîtîya ne
(الكرد كسرب تِيتِي)، و(تِيتي) طائر أصغر من العصفور، إذا نزل سرب منه في مكان، وفاجأه وجد شخص ما، طار كلٌّ فرد في اتجاه مختلف، في حين تطير الطيور الأخرى- في هذه الحال- معاً باتجاه واحد. وكان أولئك العقلاء يضربون ذلك المثل على افتقار الكرد إلى وحدة الكلمة والموقف. والحقيقة أن انقسام الكرد على أنفسهم- أفراداً ونخباً وقبائل وأحزاباً- ظاهرة لا يمكن تجاهلها، وهي مصدر كثير من البلايا التي حلّت بهم طوال التاريخ.

ولا حاجة إلى سرد الأدلة على الانقسامات والصراعات القبلية والحزبية الكردية، فهي معروفة وكثيرة وقائمة إلى يومنا هذا، ولعلها كانت السبب الأقوى في افتقار الكرد- منذ خمسة وعشرين قرناً- إلى قيادة واحدة تجمع شملهم، وقد تأفّف المؤرخ شَرَف خان بَدْليسي بحُرقة من هذه الظاهرة، وعزا إليها جميع السلبيات المدمرة التي تفتك بالمجتمع الكردي، فقال: "ولمّا كان الأكراد ليس بينهم الآن عموماً مَن يطاع أمره فيهم، ويُنفَذ حكمه، فإن أكثرهم صاروا يسفكون الدماء، ويستهترون بقواعد الأمن والنظام، وإنهم يثورون لأتفه الأسباب وأهونها، فيرتكبون الجرائم الكبيرة للأغلاط التافهة والذنوب الصغيرة". (شرف خان البدليسي: شرفنامه)
وليس ثمة شعب في العالم يكون جميع أفراده- على الدوام- صفاً واحداً إزاء جميع القضايا، لكن حينما تصبح القضايا الكبرى والمصيرية في الميزان، كقضايا الوجود والهوية والوطن، يتخلّى القسم الأعظم عن اختلافاتهم وصراعاتهم، ويقفون صفاً واحداً، وتحت راية واحدة وقيادة واحدة، وهذا ما لم يتحقق- إلى الآن- في الشعب الكردي، حتى لكأن ثمة شعوباً كردية وليس شعباً وحداً، وإذا كان ذلك مبرَّراً في عصور الجهل والتخلف، فما هو مبرِّره الآن؟!
 
عودة
أعلى