د. مهدي كاكه يي : مكامن ضعف الدولة التركية عوامل داخلية (3)

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
مكامن ضعف الدولة التركية
عوامل داخلية (3)
د. مهدي كاكه يي
العلمانيون و الإسلاميون
منذ تأسيس الجمهورية التركية و إنقلاب كمال أتاتورك على القيم الإسلامية، فأنّ الصراع قائم و مستمر بين العلمانيين و الإسلاميين. في عام 2008 طالب المدّعى العام التركي السيد (عبدالرحمن يالتشينكايا) بحظر حزب العدالة والتنمية و منع قادته بمن فيهم رئيس الجمهورية من العمل في السياسة لمدة خمس سنوات، بتهمة تناقض ممارسات و تصريحات أعضاء الحزب المذكور مع مبدأ العلمانية المنصوص عليها في الدستور التركي، بالرغم من فوز حزب العدالة والتنمية في الإنتخابات التشريعية.
من خلال النظر الى الفوز الكبير الذي يحرزه حزب العدالة والتنمية الإسلامي برئاسة السيد رجب أردوغان، ندرك بأنّ أكثرية الشعب التركي لا تزال تحتفظ بالفكر الإسلامي و شعور الإنتماء الى الدين الإسلامي بالرغم من التغريب الذي أحدثه كمال أتاتورك للأتراك و الذي إستمر لأكثر من ثمانين عاماً. هذا يُثبت فشل الفكر الكمالي الذي فرضه أتاتورك بالقوة على الشعب و أراد أن يسلخه من معتقداته و طقوسه و عاداته و ها نرى أن العقيدة الإسلامية متجذرة في نفوس أكثرية الشعب التركي.
من جهة أخرى، فأنّ الجنرالات الأتراك و معهم المدنيون (العلمانويون) الذين تلتقي مصالحهم الشخصية و الحزبية مع رجال الجيش، يعملون على الإحتفاظ بالهيمنة على الحكم و التمتع بالإمتيازات، و لذلك يعملون جاهدين على إزاحة القوى الإسلامية في طريقهم للإستمرار في الحكم و الإستحواذ على ثروات البلد. الجنرالات هم واضعو الدستورالتركي و جعلوه يتضمن مواد تمنحهم الصلاحية في إسقاط الحكومات المنتخبة بحجة الدفاع عن العلمانية و وحدة البلاد و عليه فأنّ الجيش قد قام بتأمين التمسك بالحكم لنفسه و بإستطاعته تقويض أية حكومة لا يرغب بها.
لا شك أنّ هذا الصراع بين الإسلاميين و مَن يُسمّون أنفسهم بالعلمانيين، سيؤثر سلباً على الحياة السياسية و الإقتصادية و يُؤدي الى حالة من الفوضى و عدم الإستقرار و بالتالي يقود الى إضطراب الحياة السياسية و التأخر في التنمية الإقتصادية و الإجتماعية و بذلك يُضعف مقومات الأمن القومي التركي.
كما أن البيئة الإجتماعية التركية صالحة لنمو الفكر الإسلامي المتطرف وظهور تنظيمات إسلامية إرهابية، مثل القاعدة وداعش. تدعم الحكومة التركية الإسلامية القوى الإرهابية مثل تنظيم داعش، في محاولة لعرقلة إستقلال كوردستان و تحرر الشعب الكوردستاني من الإستعمار ولتحجيم الدور العلوي في سوريا وإستلام الإخوان المسلمين الحكم فيها وكذلك لإسقاط الحكومة الشيعية في العراق وتنصيب حكومة سُنية موالية للنظام التركي فيها. هذا الدعم التركي يهدف الى هيمنة الأتراك على منطقة الشرق الأوسط و إحياء الإمبراطورية العثمانية التي يتوهم الأتراك بأنها قابلة للتنفيذ. هذا الدعم التركي للإرهابيين سينشر الإرهاب في تركيا و يساعد على إندلاع حرب أهلية فيها و إنتشار الفوضى وعدم الإستقرار و يهدد وحدة الكيان التركي والذي سيكون لصالح تحرر كوردستان، بعكس ما يهدف إليه النظام التركي.
 
عودة
أعلى