إبراهيم شتلو :درس من الماضي القريب؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
في آذار 1975 جمع هنري كيسينجر شاه إيران بصدام حسين في الجزائر وتمت صفقة إستلام وتسليم قيادة الثورة والبيش مه كه وكردستان وشعبها على مرأى ومسمع العالم ولتصب طائرات الإتحاد السوفيتي من طراز سوخوي حملها دون توقف فوق رؤوس الشعب الكردي وسحبت البساط من تحت قيادة الثورة الكردية و أعطت الضوء الأخضر لجيش صدام ليتابع تنفيذ مخططه العنصري وليشن حرب الإبادة على الشعب الكردي و ليحرق الأخضر واليابس في ربوع كردستان.
وبعد مضي أربعة عقود تمت مقايضة مشابهة وبكل بساطة وبمكالمة هاتفية بين أوباما وأردوغان أزيل الستار فيها عن سيناريو مآله يكون بقيام أردوغان بإعطاء الأوامر للجيش التركي بتقليم أظافر داعش في المناطق الشمالية من سوريا مقابل غض الطرف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو على قيام الجيش التركي وطيرانه بقصم ظهر مراكز القوة القتالية لحزب العمال الكردستاني وتشتيت قواه وإعتقال الآلاف من كوادره ومناصريه والتدخل العسكري في المناطق المحيطة والمجاورة لمناطق الإدارة الذاتية الكردية في سوريا ليكون للوجود العسكري التركي المبررات تلو الأخرى للتآمر على الكانتونات وإفشال القدرة الكردية الذاتية على إدارة شؤونها بنفسها ولقتل روح الثقة بالنفس لدى الشعب الكردي ، وجعله يخضع لأوامر وإرادة الأمن التركي ومخططاته المعادية لكل مايمت إلى وجود الكيان الكردي وحقه في الحياة الحرة الكريمة.
هذه اللعبة التي تتكرر على أرض كردستان لم تتغير في أهدافها ووسائلها والقائمين عليها.
الهدف منها بالنسبة للحكومة التركية الإجهاض على مكتسبات الشعب الكردي في روز آفا ، وإفشال الإدارة الذاتية التي حققها بفضل وعيه وصموده وتضحياته وعزيمته ، وإضعاف الزخم القتالي لوحدات حماية الشعب. وبوضوح أكثر ومباشرتدمير ما أمكن من القدرة الغسكرية والتنظيمية لحزب العمال الكردستاني حيثما تواجد وبالتالي توسيع هوة التباعد بين القيادتين الرئيسيتين في كردستان: الجزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة السيد مسعود البارزاني وحزب العمال الكردستاني بزعامة عبد الله أوجلان.
والشق الأكثر أهمية بالنسبة لي هو ليعلم الجميع أن ما من مصلحة أي فصيل كردي مخلص تأييد التدخل العسكري التركي في روز آفا ، وليس من مصلحة أية قوة كردستانية الإستخفاف لخطورة التطورات الجديدة على الساحة الإقليمية وعن قيام الجيش التركي بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في أي مكان كان وإعتقال رجالات ومناضلي الشعب الكردي في شمال كردستان.
وليعلم كلنا ، أن لاإنتصار لقضيتنا إذا إستمر التنافر والتناحر بين الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق وبين حزب العمال الكردستاني. وليعلم كلا الحزبين أن سعي كل منهما إلى إستقطاب القوى والمنظمات الكردستانية كل إلى جانبه ولإستخدامها ضد الآخر بهذا الشكل أو ذاك لم ولن يخدم نضالنا المشترك ولن يحقق أهدافنا في التحرر والتقدم. وليعلما أبضا أنه لو كانا على توافق وتنسيق وإنسجام ووعي كاف على صعيد الأمن القومي الكردستاني لما حصل ما أقدمت عليه حكومة أنقرة من ممارسات عدوانية ضد الشعب الكردي ولما أصرت على وضع قضية شعب مضطهد ونضاله المشروع في نفس الكفة التي تزن بها عصابة إرهابية إجرامية لعنها العالم وشعوبه قاطبة.
المطلوب من مراكز القرار وقادة الأحزاب في جميع أنحاء كردستان رفع أصوات الإحتجاج على قصف الطيران التركي وفضح هجوم وحداته العسكرية على المناطق الكردية في شمال وجنوب كردستان ، وأيضا شجب حملات التنكيل والإعتقال بحق المواطنين الكرد في شمال كردستان.
ويتحتم على وسائل الإعلام الكردستانية القيام بحملات فضح سياسة الحكومة التركية ، والكشف عن أهدافها المنافية للقوانين والأعراف الدولية ، والتركيز على تضحيات الشعب الكردي وصموده أمام همجية الإرهابيين ووحشيتهم التي تستهدف إنسانية الإنسان وكرامته وقيمه في كل مكان. هذا الإرهاب الذي أنشأته ورعته وساندته حكومة أردوغان وجعلت له من مطاراتها ومعابر حدودها ولسنوات طويلة ممرا ومقرا ، ووفرت له الوسائل اللوجستية والإستخباراتية ولولا هذا الدعم من حكومة حزب العدالة والتنمية لما تعرض الشعب السوري بكافة فئاته وأطيافه للمذابح والتهجير والقتل طوال 3 سنوات ولا يزال ، ولما تضخمت وتنامت وإتسعت هذه الفئة الإرهابية الإجرامية التي شملت ممارساتها الدموية العواصم الأوربية ومياهها علاوة على العديد من الدول في القارتين آسيا و أفريقيا والأمريكيتين وأستراليا.

إذا كنا نسعى فعلا لتحرير شعبنا وأرضنا ، ونعمل في سبيل الخلاص من العبودية والإضطهاد ونيل حريتنا وكرامتنا أسوة بسائر شعوب العالم علينا أن نتجرأ لنقف اليوم بدا واحدا وننادي ونصرخ أمام العالم وبصوت واحد أن قتل مواطن كردي في سروج ودياربكر و كوباني هو قتل للإنسان الكردي في دهوك وهه لير وزاخو.
إذا كان أصحاب القرار السياسي في كردستان جنوبها شمالها،غربها وشرقها مخلصين للأهداف والشعارات التي يعلنون عنها وينادون بها فعليهم تأكيد تضامنهم بعضهم تجاه البعض بعيدا عن نشر ما قد يقال عن أخطاء أو خلافات ، فهذه الأخطاء والخلافات يجب أن يتم حلها ضمن البيت وداخل إطار أسرار العائلة الواحدة وليست للفضح والتشهير والشماتة والإستغلال لإستقطاب هذه الفئة أو المجموعة ضد الآخرين . لقد عرف الرأي العام العالمي الكثير والجيد والإيجابي عن الشعب الكردي خلال السنوات الأخيرة ونالت بطولات أبنائه وبناته إعجاب وتقدير شعوب قاراته الخمس ، وعلى قادتنا اليوم تأكيد هذه الصورة الجميلة للشعب الكردي بتضامنهم وتعاضدهم أمام الممارسات العدوانية للحكومة التركية في شمال كردستان وجنوبها وفي روز آفا. يجب التشديد والتأكيد على ضرورة إحترام مكتسبات وإنتصارات شعبنا في روز آفا والحفاظ عليها وذلك بضمانات دولية موثقة مكفولة ، فلاتزال الفرصة سانحة لتحويل مجريات الأحداث لصالح قضيتنا العادلة ، وإنها لفرصة جديدة فتحت أمام المسؤولين من قادتنا باب التحدي لإثبات مصداقيتهم وإخلاصهم ووعيهم للمسؤولية العظمى التي تتطلب منهم كسر طوق التكبر والتباعد والتنافس وتجاوز المصالح الحزبية الضيقة وليكونوا على مستوى التضحيات الجسام التي تناديهم بالإتحاد وتهيب بهم وتدعوهم لتلاحم إنتقاما لكرامة نسائنا وحرمة بناتنا ودماء شهدائنا في جميع أنحاء كردستان.
إن عام 2015 هو ليس عام 1975 لأن شعبنا أضحى اليوم أكثر وعيا لحقوقه القومية المشروعة ، والظروف الدولية أكثر ملاءمة لنحقق النصر على أعداء وجودنا ، ولحمتنا الداخلية أكثر إنسجاما وقوة وتلاحما ، فما هو الشئ الذي يجعلنا نحقق النصر على الصفقة الجديدة التي تم إخراجها وكأنها خير وهي في جوهرها ومضمونها و حقيقتها باطل وشر؟
والنصر حليف الحق ومن يطالب به ومن هو مستعد للتضحبة في سبيله. فهل لنا في قادتنا الأمل المنشود؟
إبراهيم شتلو
سلسلة التوعية – دراسات كردية وإسلامية
25 تموز/ يوليو 2015
 
عودة
أعلى