السيد حسين سيد اسماعيل الصدر: التعدي على الايزديين حرام

د. محمد أحمد البرازي

سكرتير جمعية الصداقة الكازاخستانية الكوردستانية
503.jpg

حمايتهم ومساعدتهم واجب إنساني وديني وأخلاقي على الجميع . أكد المرجع الديني الشيعي، حسين إسماعيل الصدر، اليوم الثلاثاء، أن دم الايزيديين ينبغي أن يحترم وأن التعدي عليهم "حرام" كغيرهم من مكونات العراق، وفي حين بين أن أموالهم وأعراضهم "محترمة والتعرض لهم لا يجوز اطلاقاً"، عدّ أن حمايتهم وايواءهم ومساعدتهم، يشكل "واجباً إنسانياً ودينياً وأخلاقياً" على الجميع، وأن لهم خصوصياتهم الدينية والثقافية التي "يجب احترامها".
وقال الصدر، في معرض ردّه على سؤال لأحد مريديه، بشأن كيفية التعامل مع الايزيديين في الفقه الإسلامي، تسلمت (المدى برس) نسخة منه، إن "ما يحدث لإخواننا في الإنسانية والوطن، في الأيام الأخيرة، من قبل الإرهابيين، قد أحرق قلوبنا جميعاً، وهو ظلم وجريمة غير إنسانية، وغير موافقة مع كل الشرائع الإنسانية والسماوية"، مؤكداً "عدم وجود أيّ تبرير ديني وشرعي وقانوني لذلك".
وأضاف المرجع الشيعي، أن "مصطلح أهل الكتاب لا يعني أن غيرهم غير مشمولين بالحقوق الإنسانية العامة المبنية على أساس المساواة في المواطنة"، مشيراً إلى أن "لهم ما لغيرهم من المسلمين والمسيحيين والمندائيين وكل مكونات العراق العزيز".
وأوضح الصدر، أن "دم الايزيديين محترم، والتعدي عليهم حرام بلا أدنى فرق بينهم وغيرهم من مكونات العراق"، مبيناً أن "أموالهم وأعراضهم محترمة والتعرض لهم لا يجوز اطلاقاً".
وعدّ المرجع الديني، أن "التعامل مع الايزيديين والمعاشرة الحسنة واجبة بحكم الاشتراك في الإنسانية التي هي القاعدة العامة التي تجمعنا جميعاً، إذ بُني عليها الإسلام أيضاً حيث خاطب الله بني آدم جمعاء ونهى عن التعدي على غير المعتدي اطلاقاً"، لافتاً إلى أن "حماية الايزيديين وايواءهم ومساعدتهم، يشكل واجباً إنسانياً ودينياً وأخلاقياً على الجميع".
وتابع المرجع الصدر، أن "أبوابنا مفتوحة لهم في مدينة الكاظمية المقدسة"، مطالباً من جميع العراقيين أن يقوموا كل ما بوسعهم لمساعدتهم وغيرهم ممن يتعرض للتعدي من قبل الإرهابيين، خاصة الأقليات التي ليس لها ظهر ولا نصير".
وبشأن الطهارة، قال المرجع الشيعي، أنه "ذكر سابقاً أن الطهارة الذاتية ثابتة للإنسان بشكل عام ومطلق من دون تمييز بين الكتابي وغيره"، مستطرداً "سبق أن وضحنا في فتاوى سابقة أن ما جاء في القرآن الكريم من تعبير النَجَس، بفتح الجيم، لا يعني النجاسة المادية إطلاقاً".
وبخصوص معتقدات الايزيديين، شدد الصدر، على أنه "ثبت في دراسات عديدة عنهم بأنهم موحدون ولا يعبدون سوى الله"، وزاد "إما احترامهم لموجودات غيبية أخرى لا يعني عبادتهم لها وإنها من خصوصياتهم الدينية والثقافية التي يجب احترامها برغم الاختلاف الموجود بيننا وهذا ما يرشدنا القرآن إليه بقوله الكريم إن لكم دينكم ولي دين، ما يعني بأن لا يحق لأحد أن يفرض قناعاته الدينية على الآخرين".
يذكر أن المرجع الصدر، هو أول رجل دين عراقي مسلم يفتي بشأن ما تعرض له الايزيديون خلال الأزمة الراهنة.
وكان أحد مريدي المرجع الديني الشيعي، حسين إسماعيل الصدر، وجه له استفساراً بشأن كيفية التعامل مع الايزيديين في الفقه الإسلامي من حيث أنهم ليسوا أهل الكتاب وهم غير مشمولين بالأحكام الخاصة لأهل الكتاب، وما إذا كان ذلك يعني أن ليس لهم حرمة وأن أموالهم وأعراضهم غير مصانة، وأن ما يجري لهم من "مأساة واضطهاد كبير من قبل الإرهابيين يجد تبريره في الفتاوى الفقهية"، مناشداً إياه بيان رأيه بشأن حرمة دمهم وأموالهم وأعراضهم بحسب الفقه الإسلامي، وحكم التعامل والتعاشر معهم، وهل أنهم طاهرون أم لا، وهل هناك أمور خاصة بهم تميّزهم عن غيرهم، وما إذا كان ذلك تمييز وعنصرية تخالف المبادئ الإنسانية.
 
عودة
أعلى