د. مهدي كاكه يي مكامن ضعف الدولة (التركية)

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
مكامن ضعف الدولة (التركية)
عوامل إقليمية (6)
د. مهدي كاكه يي
علاقة تركيا مع العراق
العراق هو الجار الجنوبي ل(تركيا). يلعب العامل المذهبي دوراً سلبياً كبيراً في العلاقات بين الحكومة التركية السُنّية و الحكومة العراقية الشيعية، حيث أنه في الوقت الحاضر يوجد إستقطاب طائفي بين الحكومات السُنّية و الشيعية في المنطقة و قد يؤدي الى حرب طائفية مدمرة.
كما أن تغيير نظام الحكم في العراق من قِبل القوات الأمريكية، أدى الى زيادة النفوذ الإيراني في العراق والتي بدورها تساعد على زيادة الهيمنة الإيرانية في المنطقة وهذا الأمر يُشكّل تهديداً للأمن القومي التركي، حيث أن تركيا وإيران دولتان متنافستان للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي الى جانب المملكة العربية السعودية.
سقوط النظام البعثي المقبور و بدء مشاركة الشيعة و الكورد في حكم العراق، بعد حرمان دام منذ تأسيس الدولة العراقية المصطنعة حسب إتفاقية سايكس – بيكو الإستعمارية، أديا الى تدهور العلاقات العراقية – التركية نظراً للحساسية المذهبية و الإثنية للأتراك تجاه الشيعة و الكورد على التوالي، حيث أن منطقة الشرق الأوسط تعاني من إنقسام طائفي خطير بين المذهب الشيعي و السُنّي منذ أكثر من 1400 سنة، بالإضافة الى الحساسية التركية الشديدة تجاه القضية الكوردستانية و التي تُحدد مصير (تركيا) ككيان سياسي يحتل أجزاء واسعة من كوردستان. كما أن (تركيا) لا تزال تطمع في إحتلال لواء الموصل (إقليم جنوب كوردستان) و ضمه إليها. تبعية هذا الإقليم بشكل رسمي للعراق، تخلق علاقات متوترة بين البلدين.
مشكلة توزيع المياه بين البلدين تساهم في تباعد مسارات العلاقة بين العراقيين و الأتراك و ستتفاقم هذه المشكلة بين الجانبين مع مرور الوقت، كما نوهتُ اليه في حديثي عن العلاقات السورية – التركية. كما أنّ نقل نفط كركوك عبر الأراضي التركية يخلق المشاكل بين الجاب العراقي و التركي و كلا الجانبين يستطيعان إستعمال نقل البترول كضغط سياسي على بعضهما البعض لما يدّره النفط عليهما من أموال، حيث يقوم العراق ببيع بتروله عبر الأراضي التركية و (تركيا) بدورها تحصل على مبالغ كبيرة لقاء مرور نفط كركوك عبر أراضيها.
االعلاقات التركية - الكوردستانية
كوردستان هي جارة (تركيا) الجنوبية. الأتراك يحتلون القسم الشمالي من كوردستان، الذي يُشكّل الجزء الأكبر من كوردستان. يقوم الأتراك بتتريك الشعب الكوردي في هذا الجزء الكوردستاني و ينكرون وجوده و هويته و حقوقه القومية. لا أطيل الحديث هنا حول هذا الموضوع، حيث أنني سأتناوله بشئ من التفصيل في كتابات قادمة ضمن هذه السلسلة من المقالات.
المستجدات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تحرير العراق و المساهمة الفعالة للكورد و الشيعة في حكم العراق و قيام شبه دولة مستقلة في إقليم جنوب كوردستان و المشروع الإسرائيلي – الأمريكي لدمقرطة دول المنطقة و توقع سقوط النظام الإيراني على أيدي الأمريكيين و بروز الدور الكوردي في إيران حينذاك و حكم الكورد لإقليم شرق كوردستان، كل هذه التطورات تُهدد الأمن القومي التركي و يبدو أنّ الأتراك يسبحون ضد التيار و يدفعهم هذا الواقع المُرعب الى فقدان توازنهم و محاولة عرض عضلاتهم لتخويف أعداءهم، إلا أنهم مهما حاولوا إصطناع القوة و الجبروت، فأنهم نمور من ورق و حكامهم سيقودون الشعب التركي الى حيث الدمار و الإنهيار و الهلاك و سيكشف المستقبل مدى غباء الحكام الأتراك و مدى إستهتارهم بأرواح أبناء شعبهم.
هكذا نرى أنّ الأتراك قد خلقوا لأنفسهم أعداء يحيطون بهم من كل الجوانب و جعلوا أنفسهم يعيشون في عزلة خانقة و يعيشون حياة قلقة و ينتظرهم مستقبل مظلم. كل الشعوب الجارة ل(تركيا) تنتظر فرصة مؤاتية للإنقضاض على (تركيا) لإسترجاع حقوقها المغتصبة، حيث أن كفة المتغيرات الشرق الأوسطية هي لصالح أعداء (تركيا) و بذلك على الأتراك أن يستعدوا لدفع الإستحقاقات التي عليهم و لا مفر منها الا القبول بها.
 
عودة
أعلى