Kurd Day
Kurd Day Team
في العصور الماضية كان العمالقة يتصدرون المشهد في كافة النواحي سواءا في مقدمة الثورات الوطنية أو الاجتماعية أو العلمية وكان هؤلاء عمالقة بمعناها ألجوازي وليس الفعلي أو الجسدي أي انهم كانوا عظاما بأخلاقهم وفكرهم وتضحياتهم وتاريخنا الكردستاني مليء بهؤلاء أمثال (الشيخ سعيد ببران و قاضي محمد والبارزاني الكبير وأخيرا القائد عبدا لله أوجلان ورفاقه مظلوم دوغان وعكيد وغيرهم ) وطبعا هذا من الناحية الوطنية أما من النواحي الثقافية والفنية والشعر والأدب فنذكر منهم (احمدي خاني - قدري جان و جكرخوين ....الخ ) أما من الناحية الفنية فيمكننا ذكر ( عيشه شان – محمد عارف جزراوي – تحسين طه – حسن زيرك وغيرهم أيضا ) أما السياسيين في القرن العشرين فيمكننا أيضا ذكر السادة ( جلال الطالباني وأوصمان صبري وإبراهيم احمد وعبدالرحمن قاسملو ومسعود البارزاني ....الخ ) ، ولكن مع اندلاع الثورات التي سميت بالربيع العربي وخاصة في سياق الثورة السورية فقد طفا على السطح مجموعة من القادة الأقزام بكل ما تعنيها الكلمة من معني وطبعا ليسوا أقزاما جسديا بل هم أقزام بعملهم وقلة تضحياتهم وحبهم لذواتهم ومصالحهم الشخصية وتفضيلهم لها لا بل تسخير كل ما يقع تحت أيديهم من اموال الشعب في سبيل ذلك وهؤلاء قفزوا إلى المقدمة بانتهازيتهم الكبيرة وقدرتهم العجيبة على تغيير لونهم وسرعة الانتقال من خندق لخندق آخر من دون أدنى شعور بالخجل ويكفي أن نلقي نظرة على أغلب قيادات الائتلاف السوري المعارض اللذين اعتلوا عرشه سواءا أكان هؤلاء كردا أم عربا لنتأكد من هذه المقولة وكذلك ينطبق الحال على المجلس الوطني الكردي وقيادته المتعثرة والواهية للنضال في وقت الشعب الكردي في سوريا أحوج ما يكون لقيادة واعية ومخلصة والأكثر من كل ذلك أن تكون قابلة للتضحية سواءا بأموالهم أم بأنفسهم والقدرة على الابتعاد عن الملذات أو البحث عن الأمكنة الدافئة في ظل البرد القارص الذي يلفح وجوه كافة أبناء الشعب الكردي السوري ، ولطالما طبع القادة العظام أوصافهم في أذهاننا بأنهم هم الأكثر قدرة على التضحية بذاتهم ومصالحهم الشخصية ، وليس القادة فحسب بل كافة المنظمات الاجتماعية والثقافية الأخرى التي تشكلت على عجل في سياق الثورة السورية المشوهة يعتلي مقدمتها أناس أقزام بخصائلهم ويكفي أن ننظر إلى اتحادات الكتاب والشباب والثقافة والمؤسسات الأخرى والى الأحزاب الكردية المشوهة التي تكاثرت كالفطر وأصبح عددها إضعاف ما كانت عليه قبل الثورة وكذلك الأناس اللذين قادوا هذه الانشقاقات أظهروا بوضوح إنهم يهدفون إلى جمع الأموال والتمتع بمركز الوجاهة من دون الالتفات إلى المصلحة القومية العليا وكل هذا يدعونا إلى التأكد مع الأسف على أن الأقزام قد حلو في المقدمة وأجهزوا على العمالقة اللذين كانوا يعملون لصالح المصلحة الشعبية والقومية العليا وغيبوهم من مراكز القرار وما يعانيه شعبنا حاليا من تردي أحواله في كافة النواحي المعيشية و تطلع الكثيرين منهم إلى الهرب من الوطن الذي ولدوا وكبروا فيه إلى وطن آخر غريب عليهم وعلى عاداتهم ما هي إلا نتائج لغزو الأقزام واغتصابهم للقيادة من كافة النواحي بأساليبهم الملتوية ولن يجني شعبنا من قيادة هؤلاء الأقزام سواءا أكانوا سياسيين أم خدميين أم مثقفين إلا المزيد من الشقاء والعذاب والمعاناة .
الدكتور محمد شفيق إبراهيم
14/12/2014
الدكتور محمد شفيق إبراهيم
14/12/2014