السوريون من المضيفيين إلى المشردين!!

السوريون استقبلوا خلال تاريخهم في مختلف الأزمنة والعهود جحافل المهاجرين والمهجرين بترحاب وسعة الصدر الكبيرين. أثناء انهيار السلطنة العثمانية وترسيم الحدود الدولية الجديدة في الشرق الأوسط بعد اتفاقية سايكس بيكو بقي الكثير من الأتراك(التركمان) على ممتلكاتهم بسبب اندماجهم الكامل مع المجتمع السوري خلال 4 قرون من احتلال السلطنة للوطن العربي.
في بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر بعد فشل ثورات الشعوب القوقازية ضد روسيا القيصرية ,هاجرت إلى سورية جماعات وقبائل من الشيشان والشركس ,فأستقبلهم السوريون بكل روح إنسانية سامية.
وفي مطلع القرن العشرين وبعد اضطهاد الدولة التركية للأرمن وممارسة المذابح بحقهم وتهجيرهم من تركيا, أكثرهم وجدوا في سوريا ملجأً آمناً وحضناً دافئاً.
وبعد فشل الثورات في دول المغرب العربي ضد المستعمرين في منتصف القرن التاسع عشر, هاجر أفواج المهاجرين من دول المغاربة ،واستقروا في المدن السورية المختلفة.
كما أن السوريون استقبلوا مئات آلاف من اللاجئين الفلسطينيين أثناء النكبة الفلسطينية في منتصف القرن الماضي.
وفي حرب تموز 2006 هاجر أكثر من 700 ألف لاجئ لبناني إلى سوريا.
الدفعة الأولى من اللاجئين العراقيين وصلوا إلى سوريا منذ السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي, هاربين من ظلم صدام حسين لهم, بلغت هجرتهم باتجاه سوريا إلى أوجهها بعد الاحتلال الأميركي لبلادهم عام 2003 حيث وصل عددهم إلى أكثر من مليونا ونصف.
ومن نافل القول, أن السوريون استقبلوا جميع المهاجرين والمهجرين بحفاوة بالغة ورحابة وسعة الصدر, وقدموا لهم كل ما أمكن لإيوائهم واحتضانهم, وفتحوا لهم بيوتهم. وتقاسموا معهم المأكل والملبس والمسكن في بداية وصولهم حتى تسنى لهم ظروف الحياة, وحصلوا على الاستقرار والأعمال ما أمكنهم الاندماج في المجتمع السوري, وأغلبهم حصلوا على الجنسية السورية فيما بعد, أصبح لهم نفس الحقوق والواجبات كما للشعب السوري, وانخرطوا في مختلف مجالات الحياة, منهم دخلوا السلك الدبلوماسي والعسكري, منهم من أصبحوا نواباً ووزراء ورجال أعمال.
كما لا يخفى على أحد ما قدمه الشعب السوري من المساعدات المادية والعينية والمعنوية للفلسطينيين منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وما رافقته من الحروب والتهجير حتى يومنا هذا.
هؤلاء الملايين الوافدين إلى سوريا وفي مختلف الأزمنة والعهود, لم ينصب لهم الخيام, ولم يشعروا بقيظ الشتاء ولا بحرارة الصيف, بل كانوا معززين مكرمين عندما شاءت الأقدار, ودارت الأزمان ,تحول السوريون من المضيفين إلى المشردين.
عند بدء شرارة الربيع العربي من تونس, مر رياح التغيير على سوريا, لبى السوريون ما رأوه واجباً, طالبو بحريتهم وكرامتهم المسلوبة منذ نحو نصف القرن على يد النظام آل الأسد, فخاذلتهم معظم حكومات وشعوب الأرض, ولم يجدوا حضناً دافئاً ولا أُفق يستوعبهم.
ثورتهم اندلعت قبل نحو 3 سنوات, فرافقتها فتك وهمجية النظام بالأرض والعباد, أضطر من خلالها الملايين إلى النزوح والهجرة, خاصة إلى دول الجوار, أصبحوا مشردين في مختلف أصقاع الأرض, أكثر من مليونين لجأ إلى دول الجوار في الأردن وتركيا ولبنان والعراق (أقليم كردستان)ومصر والجزائر, أغلبهم يواجهون الإذلال والفاقة ويتحملون جميع صنوف التضييق والابتزاز, ويتعرضون للاستغلال والهوان ما بعده هوان وخاصة النساء.
بحسباللاجئات السوريات يتعرضن للتحرش والاستغلال الجنسي, السوريات الباحثات عن لقمة العيش لإعالة عائلاتهن يتعرضن قسراً للتحرش, منهن من أستطعن الهروب وأُخريات لما يسعفهن القدر فقتلن أو وقعن في مصيدة الأنذال.
ولعل مخيم الزعتري في الأردن, أشهر المخيمات سوءاً في العالم من نواحي الخدمات الرديئة, واستغلال الفتيات بسبب فقر أهاليهن وخاصة الصغار دون السن القانوني, من قبل الأُمراء والشيوخ دول الخليج.
بحسب التقارير الواردة من هناك
 
عودة
أعلى