هكذا يعظم العظماء من الأعداء قبل الأصدقاء

234.jpg

حسو عفريني
هكذا يعظم العظماء من الأعداء قبل الأصدقاء

زيارة كاك مسعود ملا مصطفى البارزاني عاصمة كوردستان آمد زيارة الفاتحين
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ) صدق الله العظيم.
خلق الله الدنيا على سبعة آماد والآمد الدهر الطويل الذى لا يحصيه إلا الله فمضى من الدنيا قبل خلق آدم ستة آماد ومنذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة أنتم فى أمد واحد.(الديلمي عن علي بن أبي طالب عن أنس بن مالك) حديث .
اليوم ، دار الزمان دورته ، وعادت غربة الكورد بين الكورد ، عادت للذين يقولون ربنا الله لا قيصر ولا مستبد ولا مفسد ، وأصبحت الأمة الكوردية اليوم بأربعة أقاليمها تعيش واقعاً ـ
إن لم يكن مطابقاً تمام المطابقة ، فهو يشبه إلى حد بعيد ذلك الواقع الذي عاشته في عهد ملوك وأمراء وسلاطين الكورد ، ولذلك فمهمة الغرباء من أفراد الحركة الكوردية هي نفس مهمة الغرباء الأوائل في عهد الكورد القدماء .
ولكي تقوم الحركة الكوردية بشكل عام وخاصة البارتي الديمقراطي الكوردستاني بقيادة كاك مسعود البارزاني بهذه المهمة العظيمة في تقريب صداقة الدول المجاورة لكوردستان ، لابد لها من قدوة من العلماء المخلصين وقادة قادرين ومتميزون بالعلم والوعي الشمولي ، وتتوافر فيهم ملامح العمل القيادي .
ذلك أن هذه القدوة هي القوة الحقيقية التي تضمن الاستمرار والصمود ، وتعطي الصورة الواضحة والنموذج المتكامل للأمة الكوردية .
إن الفوارق بين الأمم هي في حقيقتها فوارق ( نوعية ) لا ( كمية )، وأعداء الأمة الكوردية إنما يواجهونها بنوعية مختارة من الأفراد وليس بـ ( كثافة ) كمية من البشر، ولذلك فإن الأمة الكوردية إذا أرادت مواجهة هؤلاء الأعداء فلابد أن تعلم أن القوة الحقيقية ليست في التعاظم بـ ( الكم )، بل هي في ( القدوة ) المتميزة والقادرة علي توجيه طاقات الأمة نحو الأهداف المنشودة .
إن نقطة التغيير تنعقد في طليعة من الأمة تحس واقعها الأليم ، وتستشعر مسؤوليتها عن تغيير هذا الواقع ، فتدفعها المسافة بين واقعها ، وهدفها إلى العمل والتحرك ، وتبدأ خطواتها بـ ( توعية ) الأمة عبر نشر العلم وتوجيه الاهتمام إليه ، وفي ذات الوقت نقل الخبرة والوعي بالواقع إلى أفراد الأمة ، وتربيتهم على حمل لواء التغيير ، والسعي لإعادة أمتهم إلى مكانها في قيادة البشرية .
وهكذا ، في رحم التربية تنخلق أجنة القدوة ، وفي العمل ، وتنمو الخبرات وتتفجر الطاقات ، لتشكل في النهاية النسيج القوي لقدوة الحركة الكوردية الكوردستانية التي تقع عليها مسؤولية تربية الكوادر القادرة على توجيه حركة الأمة بأربعة أقاليمها للتغيير ، والتي تعطي الأمة من روحها الوثّابة ، ومن عقلها المنير ، ومن طاقاتها المتفجرة ، الروح والنشاط والقوة .
ولكي تستطيع النخبة القيام بهذا الدور، لابد لها من امتلاك القدرة على توصيل الأفكار للأمة ، والوعي ـ
وإذن فالقدرة المؤهلة للقيام بقيادة الأمة كشخصية مثل جناب كاك مسعود البارزاني في مهمة التغيير الكبرى لابد أن تتميز " بإخلاصها وتجردها ، بعلمها واختصاصها ووعيها وتجربتها ومواكبتها لتطورات عالمها وعصرها بموضوعيتها ومنهجيتها ودقتها وجديتها وصبرها بشجاعتها الكبيرة في رؤية الحقائق واستخلاص النتائج والجهر بما توصلت إليه مهما كان في ذلك من الآلام بشعورها بمسؤوليتها ، والتزامها بما تبين لها من الحق والمصلحة والسبيل الموصل ، والوقوف معه بالقلم واللسان والعمل الدائب على كل صعيد ".
ولاشك أن العلم والوعي لدى كاك مسعود هما الطريق الصحيح لرؤية " الأهداف وتبين الطريق الموصل إليها ، أمّا الأعمال الجاهلة التائهة فلا يكون من ورائها إلا تبديد الطاقات وإضاعة الجهود وإعطاء الفرص لأعداء الحركة الكوردية الكوردستانية لضربها وتصفيتها والخلاص منها ".
إن الطريق إلى بناء القدوة الواعية ، بقيادة أبن عظيم هذه الأمة الخالد ملا مصطفى البارزاني لا يمكن أن يكون في عزلة سلبية والهروب منها، بل هو في العمل الإيجابي ، والمرتفع إلى أعلى المستويات في معرفة الواقع ودراسة متغيراته للاستفادة منها في رسم الخطط والاستراتيجيات في عملية التغيير مسترشد في ذلك بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : " رحم الله من حفظ لسانه ، وعرف زمانه ، واستقامت طريقته ".
ويرى كاك مسعود والقيادة الحكيمة في الحركة الكوردية الكوردستانية التي تسعي لإحياء مجدها ، وإخراجها من التبعية إلى الريادة يواجهون مواجهةٍ مع الأنظمة العلمانية والدينية التي تمثل العقبة الكبرى في طريق تقدم الأمة وخروجها من التبعية الذليلة ، ولذلك فإنه من الضروري لقدوة الحركة الكوردية الكوردستاني أن تنفذ إلى طبيعة وبنية النظام السياسي الذي يوجّه النخب الحاكمة في هذه الأنظمة ، والإطار الأيدلوجي العقدي الذي يكيّف انحيازات هذه النخب في الخارج ، والنسق القيمي الذي يدفعها إلى اتخاذ القرارات والسياسات في الداخل !!
وهكذا تتحرك القدوة المؤمنة من خلال العلم والوعي والرؤية المنهجية العميقة للماضي والحاضر والمستقبل ، والأهداف الموضوعية القريبة والبعيدة ، وتحاول أن ترسم في ضوء ذلك الطريق القاصد المُوَصّل إلى هذه الأهداف .
ومن خلال ذلك ومن خلال الإخلاص والعمل والتضحيات يأتي ذلك اليوم الذي يتم فيه اللقاء العضوي الأصيل في حياة القائد الكوردي بلكوردي في آمد عاصمة كوردستان كما أنزله الله وعندها يكون نصر الله ، وتستسلم قيادة الأمة ( قدوة العلم والوعي).
وبكلمة :
إن الأمة الكوردية في حاجة إلى قدوة من الرجال كأمثال كاك مسعود البارزاني ذوي إرادة وفعالية ، يحسّون مأساة الأمة ، فيقومون بالسعي الجاد من أجل تغيير واقعها ، ومقررين في خطوتهم الأولى هي الانتقال من حالة ( الحس ) إلى حالة ( الوعي ) بأسباب واقع الأمة والطريق إلى إخراجها من هذا الواقع المر التشرذمي فهو وضع يده على هذه الجذور وحدد أهدافه بدقة ، بدأ في تغيير هذا الواقع من الجذور ، وتوظيف حركة الجماهير لخوض الصراع الحقيقي والمصيري مع الأنظمة بأقاليم كوردستان الأربعة سلمياً ، والجهاد لاقتلاع جذور الطواغيت وقيادة الأمة الكوردية بخطها السليم ، بل وقيادة البشرية كلها إلى خيري الدنيا والآخرة بالمحبة والسلام.

جبل الأكراد – عفرين – 17-11-2013
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى