سورية:ذاك البلد المتوحش

[FONT=&amp]تلقى النظام السوري بداية الثورة ضربات قاسية وموجعة من ناحية ضخامة المظاهرات التي اجتاحت البلاد طولاً وعرضاً والانشقاقات التي حصلت في صفوف قوات الجيش والشرطة والمسؤولين السياسيين؛ لكن بعد أقل من سنة على بدء الثورة استطاع النظام الإمساك بخيوط اللعبة وخلق تمثيلية المؤامرة فأدار الأزمة بخبث وجدارة.[/FONT]
[FONT=&amp]بعد تباهي المعارضة بسيطرتها على أكثر من 70% من الأراضي السورية وإن النظام آيل للسقوط وهو قاب قوسين أو أدنى[/FONT][FONT=&amp], وتغريدها بتشكيل حكومة مؤقتة في الخارج وأرسالها إلى الداخل لممارسة عملها على الأرض المحررة متكلين على الدعم الخليجي والتركي اللامحدود, كما أن شيوخ المعارضة أو الموالون لها قاموا بفتاوى تحرض على الجهاد والقتل كل من هو شبيح ونصيري ومجوسي والروافض حسب تسمياتهم هم.[/FONT]
[FONT=&amp]
[/FONT][FONT=&amp]فبعد هذه الفتاوي اتجه أفواج وقوافل الجهاديين والمتطرفين من أصقاع الأرض إلى سورية وبدوره النظام أصدر المرسوم تلو الآخر لإخلاء سبيل المجرمين تحت تسمية "مرسوم الإعفاء" هكذا أصبحت سورية نقطة التلاقي والتصادم ما بين الشبيحة والمجرمين وما بين الجهاديين والمتطرفين, رويداً رويدا تقزم دور الجيش الحر المعتدل وسيطرت الجماعات الراديكالية على مناطق ما تسمى بالمحررة وبدأت بتطبيق شريعة الغاب فيها.[/FONT]
[FONT=&amp]
[/FONT][FONT=&amp]كما أن الائتلاف المعارض لم يصدر منه أي بيان الشجب والتنديد ضد انتهاكات الجماعات المتطرفة بحق السوريين حتى الآن,لأن هدف المعارضة هو الوصول إلى السلطة بأي ثمن كان وبأي أداة ووسيلة تكن, ولا تهمها كثيراً دماء المدنيين كما تدعي ومثال على ذلك بعد انحسار دور الجيش الحر تهافت رموز المعارضة حول المقاتلين المتشددين وأيدتهم في تشكيل الجيش الإسلامي.[/FONT][FONT=&amp]
[/FONT][FONT=&amp]وبدوره فتح النظام المجال أمام آلاف من عناصر حزب الله اللبناني والحرس الإيراني والميليشيات الشيعية العراقية بالدخول إلى ساحات المعارك.[/FONT]
[FONT=&amp]
[/FONT][FONT=&amp]بعد نجاح النظام في تفادي الضربة الأميركية وخروجه منتعشاً من الاتفاق الروسي ـ الأميركي حول نزع ترسانته الكيماوية ظهر بدور أقوى وملتزم باتفاقية حظر أسلحة الدمار الشامل ومحارب للجماعات الراديكالية, وها هو الأسد يحاول ترشيح نفسه للولاية الجديدة لأنه أظهر أمام الغرب التزامه بنزع سلاحه الإستراتيجي وهو يعلم بأن مسألة نزع هذا السلاح سيحتاج وقتاً طويلاً وهذا بغض النظر عن المناورات والمراوغات التي سيمارسها الأسد في مسألة نزع الكيماوي كي يطول عمر حكمه, لهذا فإن الغرب لن يتخلى عن الأسد حتى يأمنوا على الكيماوي وكما أن للغرب مصلحة أخرى في بقاء الأسد في سدة الحكم, هي ضرب الجماعات الراديكالية العدوة لهم[/FONT][FONT=&amp], فهذه فرصة الغرب النادرة أن يجتمع أعدائهم في الخصام في مكان واحد وأشبه بحلم [/FONT][FONT=&amp]
[/FONT][FONT=&amp]وهاهو هذا الحلم يتحقق على الأرض السورية وعلى أشلاء المدنيين, فمن جهة يتم استنزاف طاقات قوات النظام وأضعافها ومن جهة أخرى يتم تصفية متطرفيي وجهاديي العالم الذين اجتذبتهم الحرب السورية.[/FONT]​
[FONT=&amp]
بقلم:
خالد ديريك[/FONT]​
[FONT=&amp]https://www.facebook.com/reyan.xald[/FONT]​
 
عودة
أعلى