my.love
my love
- [h=5] [/h][h=5]كان الرسول صل الله عليه وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول يشكو إليه[/h]
قال الشاب:
يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاري طلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ، طلبت منه إن يبيعني إياها فرفض
فطلب الرسول أن يأتوه بالجار
أتى الجار الي الرسول وقص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيم فصدق الرجل على كلام الرسول
فسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له ، فرفض الرجل
فأعاد الرسول قوله:
بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام
فذهل اصحاب رسول الله من العرض المغري جداً جداً ، فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنه ، فهذا عرض واضح له ان يدخل الجنة ، وما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنه
لكن الرجل رفض مرة اخرى ، طمعا في متاع الدنيا
فتدخل أحد اصحاب الرسول ويدعي ابا الدحداح ، وقال للرسول الكريم:
إن اشتريتُ تلك النخله وتركتها للشاب ، ألي نخله في الجنه يا رسول الله؟ فأجاب الرسول: نعم
فقال ابا الدحداح للرجل: أتعرف بستاني يا هذا؟
فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان ابا الدحداح ذو الستمائه نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله فكل تجار المدينه يطمعون في تمر أبا الدحداح من شده جودته
فقال أبا الدحداح:
بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي
فنظر الرجل الى الرسول غير مصدق ما يسمعه
أيعقل أن يقايض ستمائة نخله من نخيل ابا الدحداح مقابل نخله واحده
فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييس
فوافق الرجل ، وأشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والصحابه على البيع ، وتمت البيعه
وبعد ان تمت البيعة ، نادى أبا الدحداح على الشاب اليتيم وقال له
فلان النخلة مني إليك خذها ، وذهب فأخذها
فنظر ابا الدحداح الى رسول الله سعيدا سائلاً: ألي نخله في الجنة يارسول الله؟
فقال الرسول: لا
فصٌدم أبا الدحداح من رد رسول الله
فأستكمل الرسول قائلا ما معناه: الله عرض نخلة مقابل نخلة في الجنة
وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود ، بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز على عدها من كثرتها
وقال الرسول الكريم: كم من مداح الى ابا الدحداح
(والمداح هي النخيل المثقله من كثرة التمر عليها)
وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه أن الصحابة تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لأبا الدحداح ، وتمنى كل منهم لو كان أبا الدحداح
وعندما عاد أبا الدحداح الى امرأته ، دعاها الي خارج المنزل وقال لها: لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط
فتهللت الزوجه من الخبر ، فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمن
فقال لها: لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام
فردت عليه متهلله: ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع
فمن منا يقايض دنياه بالأخره.. فما عندك زائل وما عند الله باق
أكثر الناس.. يستدلون بقوله (المال و البنون زينة الحياة الدنيا)
لكن قليل من يكمل (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملا)
والباقيات الصالحات هِـي: سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ولا حول ولاقوة إلا باللَّه ، وسميت بالباقيات لأنها هي التي يبقى ثوابها ويدوم أجرها
قٱل رسولَ آللّه صلى الله علَيہ و سلم: قُولُوا سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنْجِيَاتٍ وَمُقَدِّمَاتٍ ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ"