Kurd Day
Kurd Day Team

تحية إلى روح المخرج الكردي يلماظ كوني في ذكرى رحيله ال 29
ولد يلماز بوتون، كوناي في قرية ينيجة التابعة لمحافظة أضنة في كردستان الشمالية لأم وأب كرديين هما كلو وحميد وذلك في عام 1937. أمضى طفولته والمراحل الأولى من شبابه في شتى الأعمال والمهن منها عاملاً زراعياً، أجيراً، قصاباً، وميكانيكياً ووو....إلخ.
لدى إنتهائه من الدراسة الثانوية تفتح حبه وولعه على الأدب وأصدر مع بعض زملائه مجلتين هما (دوران) و (بوران) سرعان ما توقفتا بسبب الإفتقار إلى المال، وذلك بعد إلتحاقه بجامعة إستانبول.
كتب قصصاً تعكس وقائع حياته اليومية تعرضت إحداها للملاحقة وقضى بسببها 18 شهراً في السجن وذلك في عام 1960 و 6 أشهر قضاها منفياً في قونيه.
بدأ كوناي نشاطه السينمائي في عام 1958 كمساعد مخرج وكاتب سيناريو وممثلاً في فيلم (أبناء هذا الوطن) مع المخرج عاطف يلماز. أولى تجاربه الإخراجية كانت في عام 1968 في فيلم (سيد خان) الذي لاقى نجاحاً منقطع النظير حاصداً سبعة عشر جائزة في التمثيل والإخراج والسيناريو ... وشاهده ثمانية مليون إنسان وقتذاك.
إعتبر المسؤولون عن متحف السينما الدولي يلماز كوناي ذا قيمة عالمية وبالتالي قاموا بتعليق صورته على جدار ذلك المتحف. شارك في 120 عملاً سواء إخراجاً أو تمثيلاً أو كاتب سيناريو.
أهم مؤلفاته، كتبه ورواياته:
منها:
ـ الموت يناديني
ـ ثلاث حقائق للظلم الإجتماعي
ـ ماتوا ورؤوسهم محنية حازت هذه الرواية على جائزة أورهان كمال عام 1970 وهي أرفع جائزة أدبية في تركيا .
ـ المتهم
ـ غرفة سجني أو (حجرتي)
ـ صالبا وهي من أهم روايات غوناي والروايات العالمية الخالدة
ساهم في تأسيس المعهد الكردي في باريس والموجود إلى الوقت الحالي، وكان من أعضاء الهيئة الإستشارية لمجلة "دراسات كردستانية" التي كانت تصدر من نفس المعهد بأربع لغات وتضم في هيئتها الإستشارية مجموعة من كبار المثقفين في العالم.
أهم أفلامه:
سيد خان وهو فيلمه الأول والذي لاقى نجاحاً منقطع النظير كما ذكرنا
نوري البرغوث ـ الذئاب الجائعة ـ اليأس ـ المر ـ القلق ـ المرثية ـ الهدف الثابت ـ النهر الأحمر ـ أنا أعيش كلما إزددت موتاً ـ الصديق ـ الطريق (جائزة السعفة الذهبية) ـ قانون الحدود ـ القطيع ـ القاتل الضحية ـ الجدار (أخرجه في فرنسا وهو فيلمه الأخير) ـ القبيح ـ الأمل ... إلخ
و قد نال كوني العشرات من الجوائز عن أعماله السينمائية توَّجها بجائزة (السعفة الذهبية) في مهرجان (كان) الدولي الخامس والثلاثون عام 1984عن فيلمه العظيم (الطريق) مناصفة مع المخرج اليوناني الكبير كوستا غافراس عن فيلمه ( المفقود) .
تأثير السجن على حياة يلماز كوناي:
كانت حياة كوناي مليئة بالمعاناة والصعاب، كان فقيراً، شقياً، تنقل في الكثير من الأعمال والمهن المتعبة كما ذكرنا حتى شبَّ عوده وتفتحت عيونه على مآسي الحياة وقساوتها. من حصيلة عمره القصير (47) عاماً قضاها متنقلاً من سجن إلى سجن ومن منفى إلى منفى، منها (14) عاماً سجناً.
كانت مجموع الأحكام الغيابية الصادرة بحق كوناي قد تجاوزت مئة سنة.
هكذا إنتقل كوناي من سجن إلى آخر، سجن أوبتاشي، سجن سليمية، سجن إمرالي، سجن إسبارطة...
لكن كل هذه السجون وكل هذا العذاب لم تستطع أن تثني من إرادته وعزيمته .
والجدير بالملاحظة أيضاً أن كوناي هو الفنان الوحيد الذي أخرج وكتب وأنتج هذا الكم الهائل من الأعمال العميقة بنظرة فنان مبدع تجاوزت رؤيته العصور وهو قابع خلف قضبان السجن.
قصيدة (الطريق) للشاعر الكردي الكبير الراحل شيركو بيكس عن كوناي:
من ديوان (مرايا صغيرة) المترجم إلى اللغة العربية.
الطريق
ذات يوم
ولدت الأرض بركاناً
ومن البركان ولدت كردستان
وكردستان خلفت إبنها "آرارات"
ومن "آرارات" ولد الكرد
ومن الكرد ولد توأمان:
القهر والتحدي
ومنهما
ولد طريق يلماز كوناي.
بعض ما قاله كوناي:
" لقد كان والدي بإستمرار يقول بأن حلمي الوحيد أن أغادر هذه البلاد وأتخلص من هذه المعيشة الدنيئة. في البداية لم أفهم مغزى كلامه، ولكن فيما بعد أصبح كل شيء واضحاً لدي. فأصله الكردي كان في كثير من الأحيان مصدر لشقائه وكبريائه، مما كان يفرض عليه الرحيل من تلك الأماكن الغريبة. وفي حالات الغضب والإنفعال كان يغني الأغاني الكردية، هذا السر أيضاً فهمته فيما بعد، فالأغاني الكردية كانت تهدئ أعصابه، حيث كان يفرغ كل ما في داخله من شجون وعذاب عبر تلك الأغاني".
" الغربة بالنسبة لي هي ذكرى وعشق، أحجار، أشجار، طيور وتراب وطني".
" أن مشتاق إلى وطني، وهذا يؤلمني... محروم من الكفاح الحار الذي يجري هناك... أريد المشاركة فيه... وأن أكون جزء منه".
" .. السينما يجب أن تستمر بالنضال كالفنون الأخرى.. وأنا أعتبر أن أفلامي مناضلة".
هروب كوناي ونهاية أسطورته:
في أثناء صعود الفاشية إلى الحكم في تركيا بإنقلاب كنعان إيفرين العسكري عام 1980 وبعد فقدان الأمل بالخلاص وبعد أن تأكدت لديه المعلومات بأنهم يودون التخلص منه، وكان وقتها يقضي حكماً مدته 19 عاماً، يقرر كوناي الهرب من السجن مستغلاً إجازة عيد الأضحى في عام 1981 ويصعد متن قارب صغير متوجهاً إلى اليونان فاستقبلته وزيرة الثقافة اليونانية آنذاك (ميلينا ميركوري) بحفاوة كبيرة. ومن اليونان يتوجه إلى سويسرا التي رفضته ومنها إلى باريس مختفياً عن أعين المخابرات التركية التي لاحقته وطالبت الحكومات الأوربية بتسليمه بعد أن جرد من الجنسية التركية حتى وافته المنية في باريس في التاسع من أيلول عام 1984 بمرض السرطان ودفن في مقبرة العظماء جنباً إلى جنب مع ألفريد دوموسيه وبودلير والمبدعين الفرنسيين العظام. خاتماً بذلك أسطورته الفذة