أوسكار عامودا
أوسكار عامودا
حينما أعود لِحمل القلم وأبدأ بِكُلِّ إنهماك .... على المحاولة للكتابة ... أصفُن لِدقائق ... وربما لأكثر من دقائق ... يعتلو وجهي إبتسامة أحياناً ... وأحياناً تُرتسم تعابير مُتَجَهِمة .... أنهمر في خيالات عدة وبأشكال مختلفة .... فأسرح وأغمض عيني .. وأستمع إلى أُغنية لا على التعيين ... تكفيني الموسيقى فقط ... أما التمثيلية فهي من نسج خيالي بين تغيير في الماضي ورسم لمستقبل ضبابي ... تماماً مثل الأفلام الهندية .... أتحدثُ مع نفسي بهمسٍ ... وأحياناً بصوتٍ عالي ... أُحاسبُ نفسي على تصرفاتٍ .. وأترُك له حرية في التوبيخ والتقزيم بشتى الكلمات وأبشعها .... وبتمرد فُجائي .. أتقمصُ دور البطولة في كل المواقف ...خيالات متأرجحة بين أعلم ولا أعلم .... فأستنتج بأنني حينما أعيشُ في بلدة مُعظم سُكانها باتوا أمواتاً ... فأنا ميتٌ حتماً .. وبلا شك .... فيراودني جنوني ... وأتقمص هذه المرة دور الحكيم إن جاز التعبير .... وأبدأ بسرد كلماتي وأتفنن بها ...
........ الجنون هِبة المجتمع الدائمة والضالة ........
.......... الجنون حالة إستثنائية لحُرية مفرطة ......
..... الجنون تمردٌ على جيل من الكآبة .........
..... الجنون مسمارٌ يُدق على جدار الحياة .. يُعلق بها خطايانا .....
.... الجنون طائرٌ همجي ... لحمهُ لذيذ ... لكني لم أجربه ...
ربما شاهدته أو شممته ... أو لاأعلم ... صدقاً لاأعلم ..
كثيراً ما أحتار في الكتابة ... خيالي له مسار .... وحياتي المُعاشة لها مسار آخر ... ومن حولي كلٌ له مسار .... وعملي له مسار ... طبيعة المدينة له مسار مختلف ...
تحتار بين هذه المسارات .... الصمتُ لَمْ يَعُدْ حلاً في هذه الأوضاع ... لن تكون شاذاً أو حالة إستثنائية .... ولا تريد خسارة تلك المسارات ... ( لَمْ أدخل بعد عالم شيء على حساب شيء آخر ) ... لَمْ يَعُدْ العمر يكفيني .. أحتاج لأعمار آخرى ... أحتاج للعودة إلى الوراء لإصلاح ما أخطأته ... أحتاج إلى الهدوء ... وهدوء تام ...
في اليوم تسمع أو حتى تشاهد بعض الأحيان قصص ومشاهد مؤلمة ... تتأثر بها ... فحالتك لها أرضية خصبة وقابلة لتلقي هذه الآلام ... فهي مزروعة مسبقاً في أعماقك .. هذه ليست حياة ... وليست هذه هي الحياة ....
... هذا أنا أبتعدُ عن الكذب في الكتابة .. وأكتب ما أريدُ أن أكتبه لكن بصدق ....
... هذه هي حريتي التي أمتلكها .... وأجسد بالكلمات ما أحسُ به .. وما أتخيلهُ ...
... يَمُرُّ عليَّ عجزٌ ما في محاولة تغيير روتين اليومي المُعاش ....
... نعم ولا ...
:erena: